جوزيف حنا
الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 15:15
المحور:
الادب والفن
علاقتي بسيبويه كعلاقة بشار بن برد به ...
لذلك سأعبر عما يجول في خاطري
حتى ولو اهتزت عظام سيبوه في قبره
لولا خيال الشعراء وإبداع الأدباء ,
لبقيت اللغة كالأطلال أسيرة قواعده ,
ولولا خمرة العشاق لبقيت عِلماً جافاً كجفاف حلقه
ولو عرف الحب لأحترق بناره وحرق كل كتبه .
سليط اللسان كان بشارٌ في هجائه .
والكل يخافه ساعة يصب على خصمه جم غضبه .
كفيفاً , لكن كلماته كانت رماح صائبة .
وسيوف لأعدائه قاتلة .
وسيبوه كان منها الأكثر خوفاً على رقبته .
لست للعربية شاملاً وفي كتابة الشعر ما زلت هاوياً ,
أغرق بصغير بحره
ولا أقارن شعري بشعر بشار .
وإذا كانت اللغة بحراً فأنا أصغر من نقطة في بحره .
ومهما في الأدب سطع ضوئي يبقى بصيص نور
أمام ضياء نوره .
لغتي في الأدب كالروح من الجسد .
كالرحيق من الورد , كالشهد من العسل .
لغة عيون تستمتع بهمسات الحب
دون حواجز ولا عقد.
رقيقة كنسيمات الصباح تحملها العصافير من بلد إلى بلدِ .
هذه في الأدب لغتي حتى ولو كانت لسيبوه عذاباً في لحده .
عذراً سيبويه ...
القضية ليست شخصية .
فاللغة ليست فقط قواعد حسابية ولا هي صور مادية .
هي نبضات شعوب في التعبير تعشق الحرية .
تنهدات شاعر تاهت بين قصائده .
وجدان فنان تجسد في صوره .
#جوزيف_حنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟