جوزيف حنا
الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 18:12
المحور:
الادب والفن
فلسطين عذراً . كفانا بك اتجاراً . كفانا بك غدراً .
يعز علي أن لا أكتبك من جديد . ففي عصر الجريمة غير القتال لا يفيد .
في عصر الجريمة ُتمحى الأبجديات يَهرب السلام ُتهاجر الحمامات .
كرهت القتال من وراء سواتر الكلمات.
فالكلمات لا ترجع وطناً ,
لا تشفي جريحاً ولا تحييِ من مات .
في عصر الجريمة ُتهيمن الشعارات , تُنحرُ الحضارات .
في عصر الجريمة يشع نور الظلماتْ .
كنت أظن بأن في المعركة لي مواقع ,
وعن قضيتي بكل جوارحي أدافع .
كنت أظن بأن الشعر سلاحي ,
في قلب الظلم أغرز رماحي.
لكن الكلمات تبقى كلمات .
في عصر الجريمة بيننا وبين الوطن تكبر المسافات .
كنت أظن بأن قصائدي الحماسية ستولد فيكم الشرارة الوطنية .
ستلهب مشاعركم,
من الذلِ , من العبوديةِ ستحرركم .
لكنني فوجئت بكم بالبيانات تقاتلون .
بأمجادكم الغابرة كالأطفال تلعبون . صراحة لا أعرف كيف تنامون .
ألا يوقظكم صراخ الشهداء ونحيب الأمهات .
اليوم تمنيت لو لم أولد شاعراً .
أن أمزق كل الكتابات غير نادماً تمنيت لو كنت في سمائك عصفورً غريدْ ,
أو لأطفالكِ درعاً يحميهم من مستوطن عربيدْ .
أن أتوقف عن الهروب أن أعترف بالهزائم وأنزع عن وجهي كل أقنعة النكسات , للأسف .. .
فكل القصائد عند العرب مجرد كلمات
#جوزيف_حنا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟