أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الحجاج - وداعاً لمن كانت له المبادئ ثوباً وكفنا..














المزيد.....

وداعاً لمن كانت له المبادئ ثوباً وكفنا..


سامي الحجاج

الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 16:32
المحور: المجتمع المدني
    


في يوم الجمعة الموافق 30.11.2012 انتقل الى جوار ربه الحاج المجاهد جري لطيف الحجاج الذي عاش مجاهداً ومات غريباً ,وفاضت روحه الطاهره الى خالقها ويديه ورجليه لا زالت تحمل اثار التعذيب من نظام البعث الفاشي الدموي وليس في الآمرغرابة لمن عرف الحق ووقف لجانبه في زمن قطع الآلسن والرؤوس وأذابة اجساد المعارضين في احواض الآسيد او دفنهم احياء ولكن منتهى الغرابة ان ينجو معارض بقامة الحاج الراحل حين تصل به الامور لمعتقلات الطاغية ويتعرض لآبشع وسائل التعذيب ولم ينتزع منه اي اعتراف!...كانت شجاعته وصلابته وتحمله للتعذيب الذي لا يطاق توهمهم بأنه ليس من المعارضة لآنه كان يفهم الشجاعة بأنها الصبر على الآذى وكان قدوة لغيره في المعتقل كان احدهم يقول: لولا وجوده معي في المعتقل لكنت في عداد الموتى...يقال ان اعرابيا سأل عنترة : ما هي الشجاعة ؟ قال : هي الصبر فقال : وما هو الصبر ؟ قال : هات أصبعك أضعه في فمي وهاك أصبعي ضعه في فمك وكل منا يعض على أصبع الآخر . بعد فترة صرخ الأعرابي من شدة الألم فقال له عنترة : لو لم تصرخ أنت لصرخت أنا... ,ولم ينتهى الصبر عند الحاج الراحل في زنزانات ومعتقلات الطاغية المقبور بل امتد الى معاناته القاسية في صفوف المعارضة في الخارج كان يشعر بأن المعارضة تفتقر إلى ما بجب أن تكون عليه من رغبة نزيهة في توحيد صفوفها ووسائلها وغاياتها لخدمة البلاد والعباد وهي كذلك لم تكن بمستوى الطموح...وعند سقوط الصنم عاد الى العراق ولم يأخذ دوره لآنه وجد الساحة السياسية ملوثة والاهداف النبيلة غطّتها تراكمات المصالح الدنيوية الرخيصة فعاد مرة اخرى الى الخارج وأبى أن يتزلّف، حفظا على مبادئه وقيّمه ومثله التي ناضل من اجلها طوال حياته فحقق لمبادئه و لنفسه ولذويه ما هو اعظم من السلطة والآموال وكل شئ في الحياة طريقه الى الزوال ولكن تبقى المبادئُ حيةً تُتبع ولا تزول....وانا استعيد شريط الذكريات تذكرت ما حدّثنا به التاريخ عن زعيم المعارضة وعدو الثروات أبو ذرّ الغفاريّ يوم اختلف مع عثمان فقال له (لا حاجة لي في دنياكم)..!!
وكان من فضائله أنّه لم يهادن باطلاً، ولم يمالئ حاكماً، ولم ينسى التاريخ موقفه الشهير من معاوية يوم كان يتلاعب بأموال المسلمين وسلوكه معهم. لذا تراه يقول لمعاوية، وهو الّذي جمع النّاس ليروا قصره، قصر الخضراء بدمشق: "يا معاوية، إن كان هذا من مال الله فهو خيانة، وإن كان من مالك فهو إسراف".
وما اشبه اليوم بالبارحة والتاريخ دائما يعيد نفسه حيث جمع الطاغية صدام النّاس ليروا قصره يوم كان الشعب مسحوقا تحت وطأة الحصار الظالم ورحى الفاقة والعوز والحاجة المريرة......
وليس هناك صيحة امضى من صيحة أبو ذرّ في اذن معاوية: "اللّهمّ العن الآمرين بالمعروف التّاركين له، والنّاهين عن المنكر الفاعلين له".
جلس أبو ذرّ الغفاريّ يوما يحدّث ويقول
أوصاني خليلي بسبع ..
أمرني بحب المساكين والدنو منهم..
وأمرني أن أنظر الى من هو دوني, ولاأنظر الى من هو فوقي..
وأمرني ألا أسأل أحد شيئا..
وأمرني أن أصل الرحم..
وأمرني أن أقول الحق وان كان مرّا..
وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم..
وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة الا بالله].
ولقد عاش هذه الوصية, وصاغ حياته وفقها, حتى صار "ضميرا" بين قومه وأمته..
ويقول الامام علي عليه السلام عنه:
"لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر"..!!
عاش يناهض استغلال الحكم, واحتكار الثروة..
عاش يدحض الخطأ, ويبني الصواب..
عاش متبتلا لمسؤولية النصح والتحذير..
وليس هناك اصدق مما حدث له وهو على فراش الآحتضار ولم يكن معه ألا غلامه وزوجته الجالسة الى جواره تبكي, ..
وانه ليسألها: فيم البكاء والموت حق..؟
فتجيبه بأنها تبكي: " لأنك تموت, وليس عندي ثوب يسعك كفنا"
ان هذا الموقف يستحق من الجميع وقفة تأمل عميقة...
. فتحيه وداع له يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا ولكل من اخلص بصدق لعقيدته ومبادئه ومثله ولقى ربه بقلب سليم .



#سامي_الحجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المزيد المزيد من امطار الصيف على اصنام الكذب والزيف
- خيانة دم الشهداء جريمة عظمى لا تغتفر
- أداء الواجب بأتقان أعظم مكافأة لمن أراد ان يربح نفسه
- الطيبة والسذاجة بين الخيط الاسود والابيض
- سر جمالية الغميزة او الرصعة على الخد
- الصراط غير المستقيم في تعاقب الزمن اللئيم
- خارج حدود جاذبية التبجح !مذكرات غير صالحة للنشر
- عضة الحشر ولا عضة البشر!!!
- ماذا تفعل قبل خمس دقائق من بدء يوم القيامة؟؟؟
- (هنا شرارة حرب وهناك شرارة اخرى )
- وقريباً سنرى هزيمة الأرهاب... تمشي على قدمين!
- من قلة الخيل شدّوا عالذياب سروج!!!
- حق القوة وقوة الحق
- الغش والخداع -لا يُرَد ولا يُستبدَل-.. ولا يباع
- قوس النصر...نصب دموي يشوه وجه العراق الجديد
- لوطبان بصقة شرف بوجه الوغد طارق عزيز!!!!
- مشاهدات وتجارب..
- بعض ساسة العراق يستلهم الدروس من مسرح الدكتاتور..!
- عدو صادق خير من صديق كاذب..
- أين المفر،وكيف السبيل،ومتى الخلاص؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة: فرار ألف لاجئ من مخيم إثيوبي لفقدان الأمن
- إجلاء مئات المهاجرين الصحراويين قسرا من مخيمات في العاصمة ال ...
- منظمة حقوقية: 4 صحفيات فلسطينيات معتقلات بينهن أم مرضعة
- السفير الروسي ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقيل يبحثان ...
- قرابة 1000 لاجئ سوداني يفرون من مخيم للأمم المتحدة في إثيوبي ...
- جامعة كولومبيا تكشف تفاصيل حول المحتجين المعتقلين بعد اقتحام ...
- منسق الإغاثة الأممي جريفيث: مقتل عمال إغاثة في السودان أمر ل ...
- اعتقال سياسي معارض في جزر القمر لأسباب سياسية
- المحكمة الجنائية الدولية تطالب بالتوقف عن ترهيب موظفيها
- مقتل خمسة أشخاص بينهم أطفال في انفجار قنبلة بمخيم لاجئين شرق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الحجاج - وداعاً لمن كانت له المبادئ ثوباً وكفنا..