سامي الحجاج
الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 19:21
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قيل قديما؛الصدق مطية لا تهلك صاحبها وأن عثرت به قليلا..والكذب مطية لا تنجي صاحبها وإن جرت به طويلا.
ما أثمن الصدق في الحياة...فأذا كان الماء سر الحياة فأن في الصدق ديمومتها وسر التطور فيها،فالحب الحقيقي صدق والأمانة صدق والأخلاص صدق والأتقان في العمل أصدق الصدق،
يصادفك أحيانا شخص معين ،وحين تتحدث معه تجد الدين أو الأسلام في كل أفكاره ومفاهيمه وسلوكه المظهري ما يوحي بأنه متدين قلبا وقالبا،ولكن حين تقربك التجارب من سلوكه الحقيقي تجده أنسان أخر لا ينتمي الى الدين بأي صلة ولا يعفي أحد في الظلام وقد أتخذ من الدين عباءة وليس درعا يجنبه المعاصي والسلوك المنحرف ومزالق الطريق...طريق الحياة الوعر المظلم المخيف ...هذا النوع من الناس يضع الدين بين السيف والعنق وبين الحقد والبغض،وبين الحقيقة والخديعة،لا لشئ ولكن لمأرب شخصية تتحقق بسهولة أذا أتخذ من الدين سلما لقطف ثمار أينعت من شجرة شاءت الأقدار أن تنبت بأرض قل فيها المزارعين وكثر فبها الصيادين وكثرت حيلهم وتعددت أدواتهم وفي مجتمع أستحكمت به الزخارف العاطفية والدينية والأخلاقية،والكلمات المثيرة والحماس الحاد العنيف..هذه العواطف الغير ناضجة رسبت فينا شئ من خيبة الآمل وانطباعات مزورة عن الدين والأخلاق،فقد كان موسى-ع- نبيا مرسل والخضر-ع- عبدا صالحا ولكن تبدو من القصة منزلته عند الله أعظم..فمن يتبع الصادق الأمين يجب أن لا يكون خائن لعين..وعلينا أن نتأمل جيدا في أحكامنا على الأخرين وإن لا نضع نصب أعيننا المظاهر والزخارف المزوره..ومن كان جده رسول الله-ص- عليه أن يتفاخر بالأنتماء بالسلوك المبني على الصدق والأمانة والمحبة قبل النسب لآن ضوابط النسب أهم وأعظم من النسب نفسه
ومن دلائل رجاحة العقل أن تستمع إلى الآخر وإن خالفك في الرأي وصدق القائل؛ إذا سجلت تجارب البشر بصدق وعرفت البدايات والنهايات فلن يجرؤ أي انسان لأن يكون جلادا أو سجانا، إذ سيعرف ماذا يمكن أن يحل به إذا اسقطه سجان أو جلاد آخر.
#سامي_الحجاج (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟