مشاهدات وتجارب..

سامي الحجاج

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 03:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ليس المفكرون والأدباء وحدهم من يؤلفون كتبا تقرأ...بل إن أصحاب التجارب الأنسانية الناجحة يحولون الكتابة الى مناهج عمل مثيرة وممتعة ومفيدة..هكذا قال الكاتب الرائع د.فيليب سي ماجرو...لذا تجد الفيس بوك فعال جدا في الدول المتطورة وغني جدا بالتجارب الأنسانية بكل اشكالها وأنواعه فكل واحد يكتب عن تجاربه الشخصية بكل صدق وأمانة ووضوح ...يكتبون عن علاقاتهم الأجتماعية وعن غرامياتهم وعن فشلهم ونجاحهم وعن صحتهم ومرضهم وحتى عن مراجعاتهم الطبية والرسمية...وفي بعض الأحيان يكتبون عن أدق التفاصيل في حياتهم الشخصية وبجرأة وشجاعة يشعر فيها من مثلي بالخجل وكأن الحياة عندهم ليس لها أسرار...
دخلت هذا اليوم دائرة الشرطة العامة في المدينة التي أسكن بها جنوب فنلندة ..ولأنه أنا أبن الجنوب سكنت في الجنوب ...وأردد مع أصدقائي..وأذا حللت بموطن فأجعل محلك في جنوبه..لا في هضابه..وعند أنتظار دوري في معاملتي في الشرطة لفت أنتباهي مرأأة(مراية)قريبة الى مكان أنتظار المراجعين هذه المرأآة بطول 170سم تقريبا ومرسوم عليها صورة شرطي بدون رأس ومن يتقرب وينظر بها ،تحجب ملابس الشرطي المرسوم ملابس من ينظر بها ويظهر رأسه فقط محل الرأس المخفي في الصورة ويظهر الشخص الناظر وكأنه شرطي ببدلته الرسمية...كم هو عميق الأيحاء بهذه المرأأة..وكم يرسب في دواخل الآنسان أحساسا بالقانون والألتزام والتقيد به،بتعبير أخر تقول المرأأة عن لسان الشرطة؛نحن ليس وحدنا الشرطة وأنما أنت كذلك أيها المواطن معنا...! وهذا الأيحاء ذكرني بما روى لي أحد الأصدقاء حيث كان يسير بسيارته مسرعا وتوقف فجأة أمام أشارة المرور الحمراء وأذا بسيارة أخرى تضربه من الخلف وأستغل الشخص الذي ضربه الأشارة المرورية الجانبية المفتوحة ولاذ مسرعا بالفرار ولم يستطع صاحبي أن يرى حتى شكل السيارة التي ضربته ولسوء حظ صاحبي ليس هناك كاميرا في( الترفك لايت) وبعد إن فتحت الأشارة توقف صاحبي على جانب الشارع ليرى ما حدث لسيارته فوجدها متحطمة تماما،وهو ينظر فاجأته سيدة فنلندية أوقفت سيارتها خلفه ،فا جأته بورقة بيدها مكتوب بها رقم السيارة التي ضربته ورقم تلفونها أذا أنكر ذلك الشخص وقوع الحادثة واذا اقتضى الآمر ان يطلبها شاهد على ما حدث،بعد ذلك دعاها صاحبي على فنجان قهوة،وقدمت له مفاجأة كبرى ثانية هي موضع أعتزازي الكبير لهذا الشعب المتطور ،أتعلمون ما هي؟ قالت له نحن 5 ملايين شخص هي كل نفوس فنلندة ونحن كلنا ال5 ملايين( كلنا بوليس) وبهذا الأحساس الوطني الصادق والرائع حفظوا البلاد والعباد...

#سامي_الحجاج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات