أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وليم نصار - كلاكيت تاني مرة ... الأوطان تريد تغيير الشعب















المزيد.....

كلاكيت تاني مرة ... الأوطان تريد تغيير الشعب


وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي

(William Nassar)


الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 5 - 02:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


(تنويه ضروري: لضرورات عدم استطاعة الكثيرين قراءة النص السابق باللغة "الفينيقية" المنقرضة حتما، أعيد نشر النص باللغة "القريشية" المنقرضة حتما... عسى أن يتقبله الله في حسنات أعمالي)

أذكر فيما أذكر أن أول مظاهرة شاركت بها كنت في الصف الثالث ابتدائي، وكانت المظاهرة بتحرك من الحزب الشيوعي اللبناني، عندما كان حزبا، وأذكر بأن الراحل نقولا الشاوي كان على رأس تلك المظاهرة التي نظمت احتجاجا على حرب الجيش والمكتب الثاني على المخيمات الفلسطينية.
وأود بالمناسبة شكر الدركي اللبناني الذي عاجلني بلبطة أثاء تفريق المظاهرة ... تلك اللبطة التي ساهمت في تبلور الوعي الفكري لدي وتبلور حقدي على كل ما يسمى سلطة.
***************

عندما اشتعلت الحرب على لبنان في العام 1976، كنت لما أزل ولدا، تماما ... كما أنا الآن، حين شاهدت أول جثة قتيل في حياتي. كانت جثة كتائبي قتل على يد مجموعة مسلحة تطلق على اسمها حركة 24 تشرين...

أذكر أن كل أولاد حارتنا، وأولاد الحارات المجاورة، بالاضافة إلى أولاد الحارات المحيطة، كانت تقفز وتنط وتحط لترى جثة شاب مقتول وكأني بهم قد وجدوا لعبة كانوا قد أضاعوها ... مع العلم أن جميعنا كان يخاف من رؤية ميت بشكل طبيعي مسجى في نعش في كنيسة القرية...

وللأمانة لم أحزن على القتيل، إذ أن دماغي كان مغسولا منذ الولادة بأن حزب الكتائب والكتائبيين لا يحبون أحدا وسيقتلون كل من لا يؤيدهم... لكنني وللأمانة ذاتها، لم أحب انتهاك حرمة الموت.
************

أثناء تصفية خسابات الدول على أرض لبنان، والتي سميت زورا وبهتنا بالحرب الأهلية، لم تخرج مظاهرة احتجاج من مسجد أو من كنيسة، وكانت الأحزاب العلمانية والوطنية تقود المجتمع كما كانت تقود العمل الوطني، وكانت المؤسسات الدينية تسير وفق البرنامج الوطني والاجتماعي التي كانت تلك الاحزاب والقوى تعتمده.

كان الله ثوريا آنذاك، لم يكن مؤمنا مستجد أو طائفيا، وكان ذو وعي سياسي، إلى درجة أننا أحببناه في سرنا ... دون أن نخبر أحدا من الرفاق.

ما الذي حصل كي يتغير الله .... ويتغير في موقفه؟

****************

عندما كانت الثورات تكاد تصبح ثورات بحق، اجتاحت "إسرائيل" لبنان. حاربت بيروت لمدة تسعين يوما .. واجهت بيروت، منفردة، وبسلاح خفيف، الجيش الذي لا يقهر ...
بيروت كانت وحيدة ...
وحيدة كانت بيروت لكنها لم ترفع الرايات البيضاء ..
كان العرب يبكون بيروت في المذياع ... تماما كما يتباكون على سورية اليوم ... الأمر الوحيد الذي اختلف أن بكاءهم اليوم يتم عبر الفايسبوك .. أي بكاء افتراضي.

بعد سقوط بيروت واستباحتها من قبل جيش العدو اليهودي، اكتشفنا أن المذياع نفسه يرقص في حالات السلم، وهو نفس المذياع الذي يتلو آيات القرآن في أوقات الحرب.
إلا أن مجموعة من الصبايا والشباب اليافعات واليافعين قرروا التمرد على مذياع الرقص ... والتمرد على مذياع القرآن...... مجموعة صبايا وشباب بعمر الورد لا يتعدون أصابع اليد الواحدة سوى بقليل حملو السلاح وقالو: "هذه بيروت يا رفاق، هذه بيروتنا، ست العواصم .. وإذا سقطت سوف تسقط عواصم العرب تباعا"..


مجموعة صبابا وشباب لم يعرفوا يوما السؤال التاريخي العربي "ما هو دينك"؟ ولم يعترفوا يوما بهذا السؤال... مجموعة تنحني الشمس لجباههم، استطاعوا أن يجبروا المحتل اليهودي بعد أيام قليلة من احتلال عاصمة العواصم بأن يصرخ عبر مكبرات الصوت مترجيا باكيا: "يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار نحن منسحبون".

يا الله ما أجمله من نداء ...
*********

عندما كانت الثورات تسمى ثورات، لم تكن عمليات تطهير الأرض من المحتل تتم برعاية الله وشركاه، كانت العمليات تنطلق بأيمان بأن أرضنا تتألم، وعندما تتألم أرضنا تصاب أرواحنا بالنزيف. …

عندما كانت الثورات ثورات بحق، قدمت بترومين أجمل ورودها وشبابها إكليلا وشالا من الدفئ والحب هدية للمقاومة الفلسطينية وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ... كانت ساحة بترومين تسمى الساحة الحمراء ... ما الذي حصل كي تتحول إلى اللون الأزرق؟

آآآآخ يا بترومين... ويلعن روحك يا رفيق ...
***********

يا أيها الثوار المستجدون .. يا أيها الفروخ ... يا أيها الصيصان الحلوين ...
غدا ..بعد ما يقارب الخمسين عام ... عندما تنتهي ثوراتكم سوف تلتفتون حولكم ولن تجدوا ضحكات أطفال ... لن تجدوا بناتا يلبسن الفساتين الزهرية اللون .. لن تجدوا بناتا يجدلن شعورهن ويربطنه بشرائط بيضاء... لن تجدوا أطفالا يلعبون عروس وعريس .. وبيت بيوت ..

... وستندمون..


أيها الثوار .. أيها اليسار .. أيها القوميون .. أيها المناضلون .. أيها الموسيقيون .. أيها الكتاب .. أيها الانتهازيون والمتسلقون ... يا أيها التجار ...

غدا .. عندما تنتهي ثوراتكم، وعندما تنتهي بلادكم، سوف تشهدون جيوشا شقراء بعيون زرقاء تهبط على نساءكم بالمظلات... ولسوف تصفقون لهم ترحيبا... ولسوف تغنون لهم:
بالأحضان .. بالأحضان .. بالأحضان ...
بالأحضان يا محبلي نساءنا بالأحضان...
بالأحضان .. بالأحضان .. بالأحضان ..
بالأحضان .. يا ملوني عيون أطفالنا .. بالأحضان...
.......
نحن الذين كنا ذات يوم نغني:
بالأحضان .. بالأحضان .. بالأحضان
بالأحضان يا بلدنا يا حلوة بالأحضان..


غدا، عندما تنتهي ثورات كبتكم، وعندما تنتهي معها بلادكم .. ستكتشفون متأخرين أنكم تحيون وتعيشون وتتناسلون على هامش الكرة الأرضية...
سوف ترون أنفسكم تقفون في طوابير طويلة أمام حنفية ماء، تحملون في أيديكم غالونات بلاستيكية طمعا في قطرة ماء، ربما تستعملونها للتشطيف في الحمام، وربما للوضوء ... وبالتأكيد سوف تشربون بعدها الماء المستعمل تطبيقا لمقولة "نعمة من الله".

غدا، سوف تتعلمون الرومانسية حيث ستكتشفون لذة السهرة على ضوء الشمعة، لأنه حينها سوف يكون قد جف بترولكم كما جف نسلكم...


أيها الثوار .. أيها اليسار .. أيها القوميون .. أيها المناضلون .. أيها الموسيقيون .. أيها الكتاب .. أيها الانتهازيون والمتسلقون ... يا أيها التجار ...

غدا، عندما يمر سائح ياباني أو أمريكي أو ألماني في مدنكم المتصحرة، لن يكتب عن الذباب الذي يزين أطعمتكم، ولا عن تلال القمامة التي تزين مدنكم، ولا حتى عن الأوساخ تحت أظافركم ... لكن سيكتب دعوات وينظم حملات إنسانية يدعو بها لأقامة محميات لكم من أجل الحفاظ على شعوب وقبائل تتعرض للانقراض...

أيها الثوار .. أيها اليسار .. أيها القوميون .. أيها المناضلون .. أيها الموسيقيون .. أيها الكتاب .. أيها الانتهازيون والمتسلقون ... يا أيها التجار ...

أنتم تحولون بلادكم وشعوبكم ونساءكم وأطفالكم إلى كرت معايدة ...
فلا تتهللوا ...


يا أيتها الثورات ... ويا الثوار ...
يا أوغاد آخر زمن ...
يا حيوانات هائجة قادمة من عفن التاريخ ...

كل ثوراتكم في هذا الوطن العرب لا تعنيني ..
إنها ثورات بلا هدف .. بلا عدو .. بلا قضية ..
ثورات تصيبني بالاسهال ووجع الأضراس ...

يا أيها القادمون من عفن التاريخ ...
هل وصلكم صراخ بلادنا؟ هل استمعتم لأخر صرخة للأرض؟
الأوطان تريد تغيير الشعب ...

بالمختصر المفيد … إختكن على إخت هيك ثورات…



#وليم_نصار (هاشتاغ)       William_Nassar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحق للجندي السوري ما يحق لكم وأكثر
- فلسفة ماركسية من وحي اسكندرون .. في مفهوم الشبيح والمرتزق :- ...
- ماركسيو النفط القطري
- التباس في اللحى
- ما تيسر من سورة الارتباك
- ما تيسر من سورة الارتياب
- جمول ... حكاية عشق
- ليس تضامنا مع المنار ولكن فليخرس كهان الدم
- عناوين صغيرة
- في ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية
- مجنون عكا وبعض من خبز روحي
- حب باللوكيميا
- هلوسات مبكرة للعام 2010
- صديقي فخامة الرئيس نورمان فنكلستين
- سلاما لمغتالي أحلامنا
- خمسة نجوم إلى صبرا وشاتيلا
- الثوب والعنب
- البيان رقم واحد
- إعترافات فحل يساري لتحرير فلسطين
- الرسالة الثالثة إلى أم العز


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وليم نصار - كلاكيت تاني مرة ... الأوطان تريد تغيير الشعب