أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد بنرحمون - أمسية تناقضات














المزيد.....

أمسية تناقضات


سعيد بنرحمون

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 04:53
المحور: كتابات ساخرة
    


أمسيته كانت عجيبة غريبة، بدأها بندوة علمية لشيخين سلفين محترمين، محمد الفيزازي وعبد الوهاب رفيقي المشهور بأبو حفص، وباحثين محترمين واحد ينتمي لحقل الإسلاميات والثاني باحث في الفلسفة، كان اللقاء علميا تنويريا شرح فيه الباحثان والشيخان كل ما يتعلق بالقضية السلفية في المغرب، كان الجميع يحاكم الشيخين بطريقة أو بأخرى عن اختياراتهما، في حين كانا الشيخان يبرران ويشرحان ويستفيضان.. صاح أحدهما "هذا مغربنا ويجب أن نحافظ عليه، لما يطلب منا أن نقوم بالمراجعة وغيرنا من اليساريين حمل أفكارا أكثر جدرية من أفكارنا يوما ما ولم يطالبه أحد بمراجعة أفكاره" المهم كانا التواصل وكانت الهوية المغربية بادية كل شيء، رغم أن الجميع كان محشورا في غرفة صغيرة بعد أن منع اللقاء في الفندق المعد سلفا لاحتضان اللقاء، فكان البعض يتخطى رقاب البعض من شدة الزحام، بعدها حضر عرضا للأزياء في فندق فخم جدا، غاب التواصل وحضرت أشياء أخرى، مغاربة من نوع آخر، الوجوه تلمع من أثر النعم وبعض مساحيق تجميل علية القوم، الأجساد لا تلبس من الأثواب إلا ما قل ودل وقد لا يدل أصلا، فدلالة اللباس نسبية تختلف من مغاربة إلى آخرين، هنا دلالتها أكثر من نسبية، هناك كان الشيخان يلتزمان التقصير وهنا السيدات يلتزمن "التقزيب" في الأثواب، هناك في ندوة السلفية سأل أحد الحاضرون الشيخين عن تقليد سلفيِّ المغرب لسلفيِّ المشرق في اللباس، وهنا في الفندق لا أحد يسأل الأخرين عن تقليدهم للغرب في اللباس أو بالأحرى في العري، حتى عرض الأزياء كان يحاول تحريف القفطان المغربي عن سيرته الأولى، ولأنه لم أجد ذاته في هذا الجو الغريب فقد غادر قبل نهاية العرض، غادر والموائد تعد بما لذ وطاب من أصناف المشروبات والحلويات، أوجه الغرابة لم تنتهي بعد، في سيارة الأجرة كان رفقة ستة أجساد تتكدس فوق بعضها البعض، وروائح الخمر الرخيص تتطاير من الأفواه الهرمة المتهدمة، ساعة حقيقية من الجحيم، قال بعدها لقد انتهت رحلته الغريبة، وصل الحي الشعبي الذي يسكنه، والذي صار وحشيا بما تحمل الكلمة من معنى، الليلة عاشوراء، في كل زقاق إطارات سيارات تحرق وشباب يتحلقون حولها مثل تحلق البدائيين حول صيدهم يشوى، كم هائل من الشتائم والتقافز حول النار والموسيقى العفنة الصاخبة والرقص السمج والعراك هنا هناك وقنابل صغيرة تفرقع في كل مكان، وحدهم رجال الأمن من يختفون عن المشهد، أحسن أنه يعيش في بلد خارج القانون، ودار في خلده أن الأمن لو أراد أن يقوم بدروه في هذه الأمسية الغريبة لما كفته كل سجون المملكة السعيدة لكل هؤلاء المساطيل، من هذه الأمسية الغريبة خرج بخلاصتين: الأولى أن ممارسة الصحافة يوم السبت أمر مليء بالتناقضات الصارخة، والثانية أن العيش مع هؤلاء "الناس" أمر مستحيل...



#سعيد_بنرحمون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في محطة القطار الحزينة
- فصل المقال فيما بين -مول المجمر- و-مول المغرب- من اتصال
- الطريق إلى أكذز 4 (الذي كان وما يزال هو الضرر-الحلقة الأخيرة ...
- الطريق إلى أكذز 3 (سنوات وراء الشمس)
- الطريق إلى أكذز 2 (قصر الكلاوي يذيب أحلام الشباب)
- الكريق إلى أكذز 1
- قراءة في كتاب -مونتسكيو تأملات في تاريخ الرومان أسباب النهوض ...
- قراءة في رحلة الصفار إلى فرنسا 1845-1846


المزيد.....




- فيلم -درويش-.. سينما مصرية تغازل الماضي بصريا وتتعثّر دراميا ...
- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...
- مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في ...


المزيد.....

- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد بنرحمون - أمسية تناقضات