أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد بنرحمون - فصل المقال فيما بين -مول المجمر- و-مول المغرب- من اتصال














المزيد.....

فصل المقال فيما بين -مول المجمر- و-مول المغرب- من اتصال


سعيد بنرحمون

الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 02:42
المحور: كتابات ساخرة
    


فصل المقال بين "مول المجمر" و"مول المغرب"
وحيدا يقبع سيدي عبد الرحمان مول "المجمر" فوق صخوره التي أنهكتها السنين والأمواج، فما عادت قادرة على حمل خرافات عمرها من عمر الدولة الحديثة في البلاد، وحيدا في ظلامه الدامس، برودة الطقس زادته عزلة على عزلته، المارة المهرولون صوب "مول" آخر لا علاقة له "بالمجامر" لا يكادون يلتفتون صوبه، بريق "موروكو مول" سرق ما تبقى من أضواء "مول المجمر" الشبيهة بقناديل الزمن الغابر، المسمى جميلا، صاحبات "المسمن والحريرة" يتحلقن بين كراسيهن الصغيرة والحقيرة، بألوانها الشاحبة، ولولا الحياء لتوسلن بعضا من زبنائهن القلائل تخليصهن من "زلافات الحريرة" المتبقية، وحتى أصحاب الجياد القزمية هجروا المكان باتجاه السفينة الفضائية التي نزلت على المكان بدون استئذان، هنا الكساد أصاب تجارة الجميع المتعثرة أصلا، والسبب، يقولون، موروكومول ولهفة الزوار، القليل من زبناء صاحبات "المسمن والحريرة" يجلسون لتبادل أطراف الحديث على "براريد" الشاي وبعض "المسمنات" الهرمة والمصابة بلفحات "بحر الظلمات" القارصة، يحللون ويناقشون، هندسة المكان، وغلاء أسعار السلع، والجن في المكان، وأشياء أخرى بالقليل من العلم والكثير من الإدعاء والسداجة.
هنا تلتقي الأضداد جميعا، هنا يلتقي المغربان: النافع والضار، ولا نقول النافع وغير النافع، هنا تلتقي مدنية القرن 21 بجهالات وخرافات القرن 16، ولا نقول الأصالة والمعاصر، فلا "مول المجمر" أصالة ولا "مول المغرب" معاصرة، واحد يجعل البلاد تحتل المرتبة الخامسة دوليا في أشياء تافهة، والثاني يجعل المملكة تعيش خارج التاريخ والتصانيف، "مول المغرب" يسوق صورة إعلانية كاذبة عن البلاد، صورة البلد المتحضر حيث الرفاه الفاحش، و"مول المجمر" يسوق صورة إعلانية معاكسة، وهي الأخرى كاذبة عن البلاد، هنا البذخ بكل أنواعه سلع تساوي أثمنتها مقدما في إحدى شقق السكن الإجتماعي الشبيهة بالقبور، الحرمان المتطاير من أعين الناس هنا ينذر بأشياء أخرى، ليس من الصعب فك شفرتها، وهناك الفقر والجهل والتخلف بكل أنواعه، لكنه لا ينذر بأي شيء، هنا رباعيات الدفع الفارهة تنفت أدخنتها على الإسفلت الملون، على مرأى من أعين رتب عليا من رجال الأمن، وهناك أحصنة البأس تلقي بمخلفاتها أينما اتفق، تطاردها والبائعات أرجل رجال القوات المساعدة من أدنى الرتب، هنا متاجر تستقبل سيدات المجتمع الفاحش الغنى، وهناك بيوت الشعودة الشبيهة بكهوف الزمن الأول تستقبل سيدات الفقر والبأس والتخلف وكذلك سيدات المجتمع الراقي، هنا فرق غنائية من الضفة الأخرى، بآلياتها العجيبة، وحيدة تعزف مقطوعاتها الباردة، وهناك متسولون ومتسولات "ببناديرهم" العتيقة يلوثون سمعك بضجيجهم غير المنظم وكلماتهم البالية، هنا مجوهرات "كارا" وهناك "لدون" لالة "كبيرة" هنا أسماك مؤدبة زينت بمساحيق زاهية الأوان، حتى بدت كالدمى، وهناك دجاجات سوداء ساقها حضها العاثر لتُهل لغير الله، هنا مصعد كهربائي من زجاج يقف عليه حارس أنيق، يوصل الزبائن إلى الطابق الأعلى أو الأسف، وهناك شخص بثياب رثة وأسنان صدئة يوصل من تعذر عليهن الوصول إلى القبة الخضراء عندما تحيطها مياه المحيط المكان..."مول المغرب" يريد أن ينافس "مول المجمر" حتى في مجال الشعوذة، فبات يستقطب كل مساء رجال سوس، علهم يخلصونه من بعض الجن المولع بالماركات العالمية، وقد يصبحون أصحاب محلات راقية دائمة، تقدم خدماتها السحرية إلى علية القوم، فتكون الضربة القاضية لمول المجمر.



#سعيد_بنرحمون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق إلى أكذز 4 (الذي كان وما يزال هو الضرر-الحلقة الأخيرة ...
- الطريق إلى أكذز 3 (سنوات وراء الشمس)
- الطريق إلى أكذز 2 (قصر الكلاوي يذيب أحلام الشباب)
- الكريق إلى أكذز 1
- قراءة في كتاب -مونتسكيو تأملات في تاريخ الرومان أسباب النهوض ...
- قراءة في رحلة الصفار إلى فرنسا 1845-1846


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد بنرحمون - فصل المقال فيما بين -مول المجمر- و-مول المغرب- من اتصال