أحلام عصافيريه لوكالة أخبار النعامة

هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1134 - 2005 / 3 / 11 - 10:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

ان تتصرف كالنعامة وتحتكر عقلها و تحلم أحلام العصافير هي من احدى النعم التي يعطيها الله او الغضب الذي يسلطه الرب على عبادة الخفيفي العقل و الكبار في الجسد و الاسم وفي النهاية يحرم صاحبها من نعمة الواقع و بها سينهي حياتة وهو غارق في عالم الخيال و الهذيان.
النعامة مع كبير جسمها و علو قامتها فهي لا تعدوا أن تكون سوى بطير كباقي الطيور. ولأنها لا تستطيع أخفاء جسدها الكبير عند تعرضها لأي تهديد فتختار خمض عينيها و وضع رأسها داخل الرمل في محاولة منها لتجنب رؤية الخطر و التهديد الذي تتعرض لها ظنا منها وفي محاولة فاشله للنجاة.
العصافير بحجمها و عقلها الصغيرين من طبيعتها أن ترتاح بعد عناء البحث عن الاكل. ولكنها عندما تنام فأنها تعود و تحلم بالاكل. لا أدري أن كانت هذه نعمة أم نقمة من رب العالمين على هذا الحيوان الصغير أن تكون حياتة بين البحث عن الاكل أو الحلم به.
يبدو أن ما تسمى بوكالة ألاخبار العراقية (و.خ.ع) أرادت أن تقلد العصافير في أحلامها و النعامة في أسمها و عادتها و حجمها. و في الحالتين لا تعدو هذه الوكالة من أن تكون سوى بصفحة على شبكة الانترنيت كباقي الصفحات. ولكن أن تختار لنفسها اسما براقا و طويلا و تقلد رويتر أو الوكالات الاخرى فهذا محاولة لعصفور أن يتحول الى شاهين.
(و.خ.ع) هي في الحقيقة شركة لتسويق الحقد و العنصرية و تلفيق التهم و صناعة الاخبار الوهمية، رغبة منها في كسب الشهرة. ربما يريد أن ينجح في مهمة فشل فيها الصحاف و صدام. فهو يريد أن يكذب و يكذ ب الى أن يصدقه الناس. ولكن هيهات فلم ينجح الى الان أحد في ذلك طال الزمان أو قصر.
مشكلة صاحب هذه الصفحة و عقدتة الذي سوف لن يتخلص منها هي الكرد و بالذات مدينة كركوك وحلمة العصافيري هو أن لا تصبح هذه المدينة ضمن كردستان. ولهذا السبب يقلد النعامة و لا يريد أن يرى الحقيقية. ويدعي في أخبار يصنعها من خياله العصفوري ان كركوك لم تعد قلب كردستان بصورة مؤقتة وأن الاحزاب الكردية أستغنت عنها في محادثاتها مع قائمة الائتلاف و باقي الاطراف العراقية.
أذن حسب (و.خ.ع) فأن المشكلة أنتهت بالنسبة له و لكل العنصريين الاخرين ألذين لا يريدون ارجاع الحق الى اصحابه. ولتقام الدبكات في بيوت العنصريين العرب و غيرهم و ليقيم (و.خ.ع) حفلا ساخرا و ساهرا بهذا و ليكف عن سوء الظن بالاحزاب الكردية. فحسب قوله و لا أعتقد بأنه يكذب لا سامح الله فأن الاحزاب الكردية وافقت على تعريب كركوك و أن تبقى خارج حدود كردستان. و كعرفان بهذا الجميل وجب على السيد صفحة وكالة أخبار النعامة أن تبعث بكتاب شكر الى الاحزاب الكردية و بالذات الحزبين الكرديين الرئيسيين في كردستان.
ولكني متاكد بأن (و.خ.ع) ستتمر في هجومها و تلفيقها للاخبار الكاذبة حول الكرد و كردستان و الاحزاب الكردية و سيستمر في دعواتة أو بالاحرى تلويحة بطرد الكرد الفيليين من بغداد اذا أعيد العرب الوافدون الى كركوك الى المدن التي أتوا منها. أتدرون لماذا!!! لأنه و بصراحة يدرك جيدا بأنه لا الاحزاب الكردية و لا الشعب الكردي سيتنازلون عن كركوك ولو اضطر الى القتال لألف سنة أخرى. ليس هذا فقط بل أن كركوك الان كردستانية و و هي جزء من كردستان عمليا و الجميع يدركون ذلك و بضمنهم (و.خ.ع) و الباقي هو فقط ألحاقها رسميا بكردستان.
نفس هذه الصفحة نشرت قبل فترة بأن أكثر من 300 الف كردي أنتقل الى كركوك ولو كان خبرة صحيحا فالان يعيش أكثر من نصف مليون كردي في كركوك التي يقطنها أصلا 800 الف شخص. اي أن الكرد هم الاغلبية الان في كركوك، لو عاد السمتعربون أو بقوا فيها. ولكنه بنفس درجة تأكيده من أن الاحزاب الكردية لم تستغني عن كركوك متأكد بأن خبرة حول أسكان 300 الف كردي من أيران و تركيا في كركوك هو الاخر خبر عار من الصحة.
عودة كركوك الى كردستان خلقت حالة هستيرية لدى (و.خ.ع) وسرقت النوم من عينيه و بدأ يهذي لأن كركوك هي قاب قوسين او أدنى من أن تعود رسميا أيضا الى أحضان كردستان الام. اية مدينة تملك هذا الكم الهائل من المريدين و المستعدين للتضحية من أجلها تستحق للافتخار بكونها قلب كردستان النابض. جملة قالها البرزاني الخالد و تحولت الى حلقة في أذن كل كردي. هذه القدسية و الفداء هي التي دفعت الكرد للقتال أكثر من 30 سنة من أجل كركوك بالذات.
صفحة الهستيريا الكردية (و.خ.ع) تقول بأن الحكومة العراقية ستدفع رواتب البيشمركة الكردية من اموال العراقيين، و يريد أن يستغى الكرد عن وطنهم و ثرواتهم التي الى الان تنهبها الحكومات العراقية. من حق الكرد أن يطالبوا بالتعويض عن الاضرار التي لحقوا بها من جراء حروب العنصريين العرب و كذلك التعويض عن الثروات التي نهبتها الحكومات العراقية. الكرد لا يريدون قرشا واحدا من امثال هؤلاء، الكرد يريدون التصرف بثرواتهم. و كردستان أعطاها الله الجمال و الثروة و هما السبب في الاطماع الدولية في كردستان و السبب الرئيسي في تقسيمها. الان يأتي شخص لا يصدق هو شخصيا اخبارا ينشرها في صفحته و يتهم الكرد بالمطالبة بالاموال. كردستان جنة الله على الارض و ما موجود فيها يكفي الكرد كي يعيشوا أحرارا و معززيين.
أن سكوت الصحافة العراقية و الشخصيات العراقية العربية و الذين يقدسون العراق و العراقية عن هذه الصفحة و هذا الشخص الذي يتهم ويكذب و يتعدى على الكرد، لهو امر مقلق و ارجو ان لا يكون السكوت الذي يعني الرضى عن ما يقوله و يدعية حول الكرد و هذا السكوت هو الذي يجعلنا نضطر للرد عليه. و أضهار الحقيقية.
فهو (و.خ.ع) في الكثير من المناسبات دعى و يدعوا ويهدد بطرد الكرد الفيليين من بغداد و المدن العراقية العربية الاخرى. ولم اجد لحد الان من رد علية و قال له بأن الكرد الفيليين هم عراقيون و لم يسكنوا بغداد من أجل تكريدها و الحاقها بكردستان كما هو الغرض من اسكان العرب في كركوك. فالعرب المستعربون جلبوا الى كركوك من أجل تعريبها و في اية لحظة تلحق فيها كركوك بكردستان عندها يحق لأي عراقي أن يعيش فيها و لكن طالما كان التواجد في كركوك من أجل تعريبها فهي مرفوضة. ولو تواجد الكرد في اية مدينة عربيية من أجل تكريدها فيحق للعرب ايضا طرد الكرد منها.
(و.خ.ع) لا يدرك بأن العرب لو طردوا الكرد الفيليين فأن النتيجة ستكون لصالح الكرد. لو عاد المليون الكردي من بغداد فسيرجعون الى مدنهم و أولى المدن و المناطق التي رحل منها الكرد الفيلييون هي منطقة كركوك. اذن لو عاد الكرد الفيليون فسيتنهي التعريب في كركوك وضواحيها.
مرة أخرى اقول أن سكوت المثقفين العرب عن أكاذيب (و.خ.ع) حول الكرد كشعب و حول القيادات الكردية و تلفيق التهم الواهية بالكرد، هي التي تدفع الكرد على الرد عليه.
أن النزول الى هذا المستوى من الاكاذيب و التلفيقات لا تخدم العراق و بقاء شعبه موحدا و متأخيا. ما تنشرها هذه الصفحة تزيد الاحقاد بين القوميات في ظرف العراق فيه أحوج الى التأخي و التوافق من أجل الوصول الى بر الامان. ما تفعلة صفحة (و.خ.ع) لا تدخل في خانة الديمقراطية لأن الديمقراطية لا تعني تلفيق التهم و لا تعني ايضا السكوت عنها. أن خلق هكذا أجواء مشحونة بين القوميات العراقية لا تساعد على أنهاء الازمات و حلها بصورة عقلانية و هادئة. لذا أدعوا الكتاب و الاطراف العربية على الرد على أمثال (و.خ.ع) لكي نتجنب التشاحن بين المثقفين الكرد و العرب و لكي لا نعطي العنصريين فرصة اشعال الحروب بين القوميات و الشعوب.

#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل