أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يوسف رزين - وليلي مدينة إقامة يوبا و الحكام الرومانيين















المزيد.....

وليلي مدينة إقامة يوبا و الحكام الرومانيين


يوسف رزين

الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 00:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في هذا البحث سنحاول الإجابة عن الإشكالية التالية : هل كانت وليلي عاصمة للمغرب الروماني أي موريطانيا الغربية ؟ ذلك أن الرأي السائد لدى المؤرخين هو أن عاصمة موريطانيا الغربية كانت في طنجة و هو رأي قال به أكصيل و مركارت و كانيا ، استنادا إلى نقيشة وجدت
في طنجة متعلقة بأحد الولاة ، لكنها في حقيقة الأمر لم تكن سوى عبارة عن قاعدة تشريفية أقامها ضباط صغار لرئيسهم بيسيوس بتوينياتوس عندما عادوا من حرب داسيا في أوربا عبر ميناء طنجة . لكن بعد ذلك ظهر نحو خمسة عشر نقشا متعلقا بولاة التنجيتان في وليلي مما دفع المؤرخ جيروم كاركوبينو إلى إعادة كتابة تاريخ عاصمة موريطانيا الغربية .
طبعا و قبل الاسترسال في الحديث قد يطرح السؤال التالي : لماذا حصل هذا الالتباس في موضوع عاصمة موريطانيا الغربية ؟ الجواب هو أن كلا من موريطانيا الشرقية و موريطانيا الغربية كانتا مملكتين تحت السيادة الرومانية و لأن عاصمة موريطانيا الشرقية هي قيصرية فقد أخذت اسم موريطانيا القيصرية إذن فالمؤرخون اعتقدوا أن عاصمة موريطانيا الغربية هي طنجة أو تنجي لأنها كانت تحمل اسم موريطانيا الطنجية . لكن الوقائع على الأرض كانت عكس ذلك .
فلا يمكن القول أن تنجي كانت عاصمة لموريطانيا الغربية لأن المنطقة المحيطة بها قد حافظت دائما على قانون خاص بها . ففي عهد بوكوس الاول (105-70ق.م)كان لها أميرها و في عهد الملك بوكود (70-38ق.م) لم يستطع هذا الأخير أن يمر منها إلى مملكته الإفريقية عندما أراد أن يعود إليها من اسبانيا . و في عهد بوكوس الثاني (38-33 ق.م) خرجت رسميا عن سلطة موريطانيا باسبانيا ثم في ما بين 33 إلى 25 ق.م صارت مستوطنة لقدماء المحاربين بأمر من اوكتاف . و بالتالي حينما تولى يوبا الثاني سنة 25 ق.م الحكم تكون منطقة طنجة خارجة عن مجال نفوذه .
لهذا فموريطانيا الغربية كانت في الواقع مقسمة الى جزئين :
- تينجيتانيا : و تقع شمال المغرب و هي نفس المنطقة التي استقرت بها الحماية الاسبانية .
- موريطانيا السفلى : و هي المنطقة التي استقرت بها الحماية الفرنسية
و بذلك يكون يوبا الثاني ملكا على موريطانيا الشرقية و عاصمتها قيصرية و على موريطانيا السفلى . فهل كانت لهذه الأخيرة عاصمة خاصة بها أم لا ؟ لأنه كما يلاحظ اصطفان أكصيل أن من عادة كل رئيس جديد لدولة بربرية أن يؤسس عاصمته الخاصة به إما لأسباب عسكرية أو اقتصادية أو أخرى . لذلك نشهد تعدد العواصم في المغرب من فاس الى مراكش الى مكناس الى الرباط ..
كما نلاحظ أن يوبا الثاني حينما حكم المملكتين لم يفضل موريطانيا الشرقية على موريطانيا الغربية بل اهتم أيضا بهذا الأخيرة ، حيث تحدث عنها كثيرا في كتاباته . فتحدث عن الليمون الموجود في حدائق الهسبريد (منطقة العرائش) و الأفيال التي ترعى قرب سلا و عن جزر الكناريا التي أرسل بعثة لاكتشافها انطلاقا من جزيرة صغيرة بموكادور و أيضا بهذه الجزيرة أنشأ مصبغاته التي كانت تبعث إلى روما بالنسيج الأرجواني .
إذن فأراضي الغرب كانت لها نفس الأهمية لدى يوبا الثاني للتي كانت لأراضي الشرق ، و بالتالي فقد كان شيئا طبيعيا أن يؤسس عاصمة له هناك ، هي بالتأكيد ليست تنجي لأنها ببساطة خارجة عن مجال نفوذه . فأي مدينة يمكن القول أنه اختارها ؟ هل هي مدينة زيليس أم مدينة بابا كمبستريس أم مدينة ريغة أم مدينة وليلي ؟
لكن قبل البحث عن الإجابة يطرح السؤال التالي : هل كانت وليلي موجودة في عصر يوبا حتى نضعها ضمن اختياراته لإقامة عاصمته ؟
في هذا الصدد تفيد الأبحاث الأركيولوجية التي أمر بها المارشال ليوطي سنة 1916م تحت رئاسة لوي شاتلان أنه تم العثور بوليلي على رأس من المرمر و مجموعة من التماثيل البرونية و هي كتالي : كلب و رأس بغلة و الفتى الفارس و الفتى المتوج بإكليل الغار . و هذه التماثيل هي من نفس المعدن الذي صنعت به التماثيل المكتشفة في قيصرية ( شرشال ) و التي أنجزت في العهد الأغسطي .
إذن يمكن القول أن تماثيل وليلي أنجزت في هذا العهد و بالتالي فتاريخ وليلي يعود على أقل تقدير إلى العهد الأوغسطي ( أوكتافيوس) ثم أن الطريقة الفنية التي أنجزت بها هذه التماثيل تعود حسب الخبراء إلى ما بين ق 5 ق.م و ق 1 ق.م .
إذن هذه التماثيل توضح أن وليلي كانت متواجدة قبل السيطرة الإمبراطورية على موريطانيا و إزالة الممالك الأمازيغية و بالتالي فوليلي كانت متواجدة في عهد يوبا الثاني في سنة 25 ق.م . أما الشيء الذي يجعلنا نقول بأن وليلي كانت عاصمة ليوبا الثاني هو تواجدها على نفس المسافة من البحرين الذين يحدان موريطانيا الغربية حيث تبدو وليلي و كأنها سرة الغرب الروماني ، بالإضافة إلى كثرة النقائش الاغريقية المكتشفة بها علما أن يوبا الثاني معجبا بالثقافة الهيلينية .
و في سنة 40م أي بعد إلغاء الممالك الأمازيغية تخبرنا النقائش أن وليلي نالت حق المواطنة الرومانية مع رتبة بلدية لمواطنيها مما جعلها مساوية لقيصرية شرشال . أما في عهد ديوكليتيان سنة 285م صارت تنجيتان تابعة إلى أبرشية اسبانيا و جعل و ليلي إقامته الاعتيادية حيث جمع حولها الأجهزة الأساسية لإدارة الولاية و هي :
1- الجيش : المركز الوحيد الذي عرفتنا به النقائش بالمغرب كان تم بناؤه بجوار وليلي في عين الشقور .
2- العبادة : تم اكتشاف قاعدتين تشريفيتين في وليلي لكاهنتين هما : أوكراتيا و جرمانيلا . و قد عرفتا بأنهما كاهنتان بالولاية و هذا يبرهن لنا أن مجمع ولاية موريطانيا الغربية كان يجتمع بوليلي و بالتالي فإن وليلي كانت عاصمة لموريطانيا الغربية .
3- تماثيل الحكام الإمبراطوريين : وجدت في وليلي عدة معالم للحكام الإمبراطوريين . مثلا هناك :
- في سنة 44 م أقيم تمثال للوالي كلود .
- في سنة 158م أقيم تمثال لأنطوان التقي .
- في القرن الثاني أقيم تمثال لانطونيوس نفليوس
- في القرن الثالث أقيم تمثال لسريولنوس
- في سنة 216م قام الوالي سيباطونيوس بتشييد قوس للنصر تمجيدا لكركلا
أيضا عثر الباحثون الاركيولوجيون على ثلاث نقائش خاصة بالمعاهدات التي فرضت على القبائل الثائرة و هي :
- المعاهدة الاولى و نقشت في عهد مارك اوريل
- المعاهدة الثانية و نقشت يوم 24 اكتوبر سنة 277م
- المعاهدة الثالثة و نقشت يوم 13 ابريل سنة 280م
و هي منقوشة بصيغة أن الوالي تفاوض مع القبيلة . إذن وليلي كانت عاصمة تبرم فيها المعاهدات .
منزل الوالي : حيث في سنة 1922م اكتشف لوي شاتلان لوحة من المرمر يعود تاريخها الى 238م – 244م تتحدث عن قصر يملكه الامبراطور ، لأن قصر الوالي كان يعتبر آنذاك و كأنه ملك للامبراطور .
إذن كل هذه الشواهد تفيد بأن وليلي كانت عاصمة للمغرب الروماني أي موريطانيا الغربية و ليس طنجة كما كان يعتقد من قبل .
______________________
مرجع : المغرب العتيق / جيروم كركوبينو . ترجمة : محمد التازي سعود



#يوسف_رزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوح بابلي..حوار السيد و العبد
- لمحة عن الحياة العلمية في الأندلس في عهد الناصر و المستنصر و ...
- الحقيقة الغائبة
- عبد السلام ياسين من منظور حداثي - نظرات في الفقه و التاريخ -
- البغاء في الإسلام


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يوسف رزين - وليلي مدينة إقامة يوبا و الحكام الرومانيين