أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - يوسف رزين - لمحة عن الحياة العلمية في الأندلس في عهد الناصر و المستنصر و المنصور















المزيد.....



لمحة عن الحياة العلمية في الأندلس في عهد الناصر و المستنصر و المنصور


يوسف رزين

الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 01:36
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أقل ما يمكن قوله في حق عصر الناصر و المستنصر و المنصور فيما يخص الجانب الثقافي هو كلمة الازدهار . فكل واحد من هذه الشخصيات ساهمت في رعاية الحركة الثقافية و إثرائها و بالأخص الخليفة المستنصر .
و الواقع أن هذا الازدهار لم يأت من فراغ بل كان ثمرة الاستقرار السياسي الطويل الذي نعمت به الأندلس في عهد الخليفة الناصر الذي اهتم بالشعر و الأدب و حفل بلاطه بالعلماء و الأدباء يأتونه من كل حدب و صوب كالأديب أحمد بن عبد ربه و الأديب أبي علي القالي و الفقيه منذر بن سعيد البلوطي و قاسم بن اصبغ البياني و الطبيب خلف بن عباس الزهراوي .
و قد اشتهر عن عبد الرحمان الناصر شغفه بالكتب و هو الأمر الذي أدركه الإمبراطور البيزنطي أرمانوس فبعث له بكتاب لبسقوريدس في النبات و كتاب في التاريخ لهروشيش ، و ينسب إليه تأسيس نواة المكتبة الكبرى التي ازدهرت في عهد ابنه الحكم المستنصر. و قد انصرف الناس في عصره إلى تحصيل العلم و تصنيف الكتب في شتى حقول المعرفة . و صارت قرطبة دارا للعلم و مركزا ثقافيا يستقطب العلماء و الطلاب من كل حدب و صوب . و قد استفادت الحياة الثقافية كثيرا من هذا الخليفة الذي كان له الفضل الكبير في ازدهارها فتنوعت بين العلوم الدينية التي برز فيها يحيى بن عبد الله بن يحيى الليثي و محمد بن قاسم الثغري و ابن الفخار و الأدب و اللغة الذي برز فيه ابو علي القالي و الحسن بن الوليد و ابن القوطية و الطب الذي برز فيه عريب بن سعد و احمد بن يونس الحراني و خلف بن عباس الزهراوي و الرياضيات و الفلك الذي برز فيهما مسلمة بن احمد المجريطي و ابن السمح و ابن الصفار . هذا و قد اهتم المستنصر بالعناية بالكتب و جمعها و حيازتها من كل مكان فشيد بذلك مكتبة كبرى بقرطبة و عمل كذلك على العناية بالتعليم و توفيره لأفراد رعيته. و قد لقيت الثقافة نفس العناية و الاهتمام في عصر الحاجب المنصور بن أبي عامر باستثناء الفلسفة التي عاداها كمحاولة منه للتقرب إلى الفقهاء و العامة أما غير ذلك فقد ازدهرت الثقافة في عهده فظهر من الأدباء صاعد بن الحسن الربعي و حسان بن أبي عبده و من القراء ظهر يوسف بن هارون الرمادي و احمد بم دراج القسطلي و في الفقه ظهر أبو مروان المعيطي و ابن الفرضي و ابن حزم و برز في العلوم الطبيعية علماء كبار في الطب كحسان بن جلجل و في الرياضيات برز مسلمة بن احمد المجريطي .
الرحلات العلمية و أثرها في النهضة العلمية في الأندلس:
1- ارتحال علماء الأندلس إلى المشرق في طلب العلم :
كانت رحلات العلماء بين الأندلس و المشرق لا تتوقف ذهابا و إيابا . فكان علماء الأندلس يرحلون نحو المشرق طلبا للعلم و التزود به من مصادره في المدينة و مكة و بغداد و قد وصفهم المقدسي بقوله ( يحبون العلم و أهله ، و يكثرون التجارات و التغرب ) و قد كان العالم الذي لا يرحل طلبا للعلم يعد قليل العلم مقارنة بأقرانه و تحسب له هذه الصفة كمنقصة و عيب . و قد رحلوا أيضا إلى القيروان و الإسكندرية و الفسطاط و القاهرة و منها تتشعب أفواجهم إما نحو الحجاز لمن يطلب العلوم الدينية و نحو العراق لمن يطلب العلوم الرياضية و الفلك و الفلسفة و الطب.
2- نتائج الرحلات العلمية للأندلسيين إلى المشرق:
أثمرت الرحلات العلمية للأندلسيين منذ عصر الإمارة نتائج باهرة و ذلك حينما عاد الكثير منهم بعلم واسع و معارف غزيرة و عدد كبير من مؤلفات المشارقة في شتى المجالات مما كان له عظيم الأثر على الحركة الثقافية الأندلسية . أما في عصر الخلافة فقد بدأ الأندلسيون يعتمدون على أنفسهم مكونين بذلك شخصيتهم المستقلة فظهر علماء و أدباء أندلسيون كبار كابن هانئ و ابن حزم، و انتقلوا بذلك إلى مرحلة العطاء و البذل العلمي و إن لم تنقطع الرحلات إلى المشرق و جلب الكتب منها .
أيضا يمكن تسجيل هجرة علماء من المشرق إلى الأندلس كالأديب أبو علي القالي الذي حظي بمكانة كريمة لدى الناصر و ابنه المستنصر .
الكتب و المكتبات في الأندلس
1- عناية الأندلسيين بالكتب:
كان أهل قرطبة أكثر الأندلسيين عناية بالكتب بالإضافة إلى أهل اشبيلية و طليطلة و مرسية و غرناطة التي يذكر انه كان بها سبعون مكتبة عامة غير المكتبات الخاصة .
2- اهتمام الأندلسيين بجمع الكتب :
أشهر من اعتنى بجمع الكتب كان الخليفة المستنصر و قد نهج عدة وسائل لتحقيق ذلك فقد كان له وراقون منتشرين في أقطار العالم الإسلامي لاقتناء الكتب النفيسة و النادرة و قد جمع منها خلال حياته كاد يضاهي ما جمعته ملوك بني العباس ، الشيء الذي دفعه إلى تشييد مكتبة من أعظم المكتبات في العالم الإسلامي و ذكر عنها أنها ضمت أربعمائة إلف كتاب . و أيضا كان الحاجب المنصور أبي عامر يملك مكتبة كبيرة و كذلك الوزير أبي مطرف عبد الرحمان بن فطيس فقد عرف عنه الشغف الشديد بكتب العلم فاجتمعت له أعداد هائلة منها من شتى الأصناف .
3- حرفة الوراقة في الأندلس و أثرها في النشاط العلمي :
اشتهرت مدينة شاطبة بصناعة الورق الفاخر و قد كانت بها مصانع كبيرة للورق. و قد كان من نتائج ذلك ظهور فئة الوراقين الذين كان لهم الفضل الكبير في نشر الثقافة في الأندلس عن طريق نسخهم للكتب ، و قد خصص لهم الخليفة المستنصر جناحا كبيرا بقصره ليقوموا بعملهم الهام و من أبرزهم عباس بن عمرو بن هارون الكتاني ( 295-379ه) . و لم يقتصر دور الوراقين على استنساخ الكتب بل أيضا على التثبت من صحة ما يقومون به من نسخ و قد كانت الوراقة مهنة قائمة بذاتها لها رؤسائها و أنظمتها الخاصة . و كان من الشائع أن يكون لكل عالم ( كابن فطيس و ابن علي القالي ) وراقون يشتغلون لديه.
ازدهار التعليم في الأندلس :
1- مراكز التعليم في الأندلس :
كان المسجد يمثل المركز العلمي الذي يتلقون فيه العلوم و المعارف على أيدي العلماء و أشهر مثال على ذلك جامع قرطبة حيث كانوا يدرسون فيه علوم الدين و الأدب و التاريخ و الجغرافيا و الطب و الفلك و الرياضيات و غيرها من العلوم
و هناك من المستشرقين كتوماس أرفنج و روم لاندو و نيكلسون من وصف جامع قرطبة بالجامعة نظرا للإمكانيات البشرية و المالية التي كان يتوفر عليها و الرعاية التي لقيها من الخليفة المستنصر . ففي هذا الجامع كان الأديب اللغوي أبو علي القالي مثلا يعقد مجالسه العلمية فتتقاطر عليه أفواج الطلبة للأخذ عنه و ذلك كل يوم خميس . و قد كان الطلاب يتوافدون على هذا الجامع من شتى أنحاء العالم الإسلامي و المسيحي في جو يطبعه الود و التسامح . و لم يكن جامع قرطبة لوحده من يقوم بالرسالة التعليمية بل كان هناك أيضا جامع الزهراء و جوامع أخرى في عدة مدن أندلسية كاشبيلية و طليطلة و شاطبة و مرسية و غرناطة . و بالإضافة إلى ذلك كانت هناك مجالس علمية تعقد في دور العلماء الأثرياء كالعلامة الطليطلي أحمد بن سعيد بن كوثر ( ت 403ه) بل انه حتى النساء كن يعقدن المجالس العلمية كالأديبة مريم بنت يعقوب الفصولي.
2- طريقة التعليم عند الأندلسيين :
كان الأندلسيون يحرصون أولا على تعليم أولادهم القرآن الكريم ثم يضمون إليه تعلم اللغة العربية و رواية الشعر و تعليم الخط . و قد انصرف بعض العلماء إلى دراسة المناهج التربوية بخصوص عملية التعلم كالعلامة احمد بن عفيف بن عبد الله الأموي( 348-420ه) الذي ألف كتاب " آداب المعلمين" و قد كان الأندلسيون يدفعون أجرة في سبيل تعلم العلوم .
3- عناية الخلفاء بالتعليم :
أسهم الخليفة المستنصر في نشر التعليم وسط أبناء شعبه فأمر بإنشاء سبعة و عشرين مكتبا يلحق ثلاثة منها بالمسجد الجامع بقرطبة و عين العلماء و الفقهاء للقيام بالتدريس للأطفال في تلك المكاتب و أجرى عليهم المرتبات كما قام بحبس حوانيت السراجين بقرطبة على المعلمين لأولاد الضعفاء . أما المنصور أبي عامر فكان يستفسر الطلاب عن مشاكلهم و يحثهم على اكتساب المعرفة و يمنح المتفوقين منهم المكافآت السخية .
هذه الجهود من طرف الخلفاء جعلت كل فرد في الأندلس يجيد القراءة و الكتابة .
نشاط العلوم و الآداب
العلوم الدينية :
1- الفقه :
احتل الفقه مكانة عالية لدى الأندلسيين و حظي الفقهاء بعناية و تقدير الخلفاء و الأمراء . و في عصر الخلافة ازدهرت الدراسات الفقهية بجهود العديد من الفقهاء كمحمد بن يحيى بن عمر بن لبابة ( ت 330ه ) و قد ترك كتاب " المنتخب" في المذهب المالكي و كذلك الفقيه يحيى بن عبد الله بن يحيى الليثي ( ت 367ه ) الذي كان يعقد مجالسه العلمية في جامع قرطبة أيام الجمع و الفقيه عبد الله محمد بن القاسم الثغري ( ت 373ه ) الذي ارتحل إلى المشرق للتزود بالعلم ثم عاد إلى الأندلس ليتولى القضاء .
و قد كان لازدهار حركة الدراسات الفقهية في الأندلس أن اتجه الفقهاء نحو الاشتغال بدراسة مسائل الاختلاف و محاولة حصر وجوهها المختلفة و الخروج بما يكون أقرب للصواب ، فقد صنف الفقيه محمد بن حارث الخشني كتابا في ( الاتفاق و الاختلاف لمالك بن انس و أصحابه ) كما صنف ابو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي ( ت 372ه ) كتابا فيما اختلف فيه الفقهاء و اسماه ( الدلائل في اختلاف العلماء) و قد ظهرت العديد من الشروحات لموطأ مالك مثلما فعل محمد بن عبد الله بم محمد المري ( 324- 398ه ) و عبد الرحمان بن مروان القنازعي (341-413ه) . و يعتبر ابن حزم أشهر فقهاء الأندلس في هذه الفترة حيث يذكر أنه صنف ما يقارب من أربعمائة مجلد في شتى ضروب المعرفة و هو يعتبر مؤسس المذهب الظاهري بالأندلس القائم على الوقوف عند ظاهر معنى النص فقط ، الشيء الذي وتر علاقته بفقهاء المالكية .
و بالإضافة إلى ذلك فقد برزت نساء في مجال الفقه مثل فاطمة بنت محمد بن يوسف المغامي و خديجة بنت جعفر التميمي. كما اتجه كثير من العلماء إلى تأليف كتب التراجم تخليدا لذكرى العلماء ، فألف احمد بن محمد بن عبد البر كتابا في تاريخ فقهاء الأندلس و قد استعان به ابن الفرضي في كتابه " تاريخ علماء الأندلس" و ألف محمد بن عبد الله بن عبد البر كتبا في فقهاء و قضاة قرطبة.
2- الحديث :
أقبل الأندلسيون على دراسة الحديث و جمعه و ترتيبه بفضل الرحلات العلمية التي قاموا بها إلى المشرق ، و يأتي في مقدمتهم المحدث يحيى بن مالك بن عائذ ( ت 375ه ) الذي رحل إلى المشرق و سمع من سبعمائة عالم و أكثر و ظل هناك ما يزيد عن عشرين سنة ثم عاد بعدها إلى الأندلس و هو أوسع علما و أكثر معرفة فتسابق الطلبة إلى مجالسه العلمية بجامع قرطبة كل يوم جمعة و برز كذلك محمد بن عبد الملك بن أيمن ( ت330ه ) و قد وصف بالبراعة التامة في علم الحديث و قد صنف كتابا في السنن على تراجم آبي داوود . و بفضل النهضة العلمية التي عرفتها الأندلس في ذلك العصر برزت أسر بذاتها تهتم بالعلم كأسرة الباجي التي اهتمت بعلم الحديث و ظهر منها عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة اللخمي ( 291- 378ه ) و المعروف بابن الباجي و خلفه ابنه احمد بن عبد الله ( 332-378ه ) الذي لم يكن أقل قدرا من أبيه و برزت كذلك فاطمة بنت محمد بن علي أخت عبد الله بن محمد بن علي السابق ذكره كفقيهة في علم الحديث. و قد قام علماء ذلك العصر بدراسة كتب الصحاح ، كصحيح البخاري و مسلم و السنن كسنن الترمذي و النسائي فتناولوها بالشرح و الإيضاح .
3- علوم القرآن :
القراءات : كان للأندلسيين نشاط واضح في هذا المجال الذي يخص طرق قراءة القرآن من طرف قراءها السبع و هم ، نافع المدني و عاصم بن أبي النجود و أبو عمرو بن العلاء و عبد الله بن كثير و عبد الله بن عامر و حمزة بن حبيب و علي بن حمزة الكسائي . و أول القراءات التي دخلت إلى الأندلس كانت قراءة نافع المدني على يد العلامة الغازي بن قيس في عصر الإمارة أما في عصر الأصيلي فقد برز العديد من علماء القراءات كأبي عمر احمد بن محمد بن عبد الله الطلمنكي ( 340- 429ه ) ، و قد كان بارعا في علم القرآن و قراءته و إعرابه و أحكامه و ناسخه و منسوخه و معانيه ، و كذلك برز أبو عمر و عثمان بن سعيد بن عثمان القرطبي الداني الذي صنف كتاب جامع البيان في القراءات السبع و كتاب " التيسير في القراءات " فذاع صيته في العالم الإسلامي . أما من ناحية النساء فقد برزت المقرئة ريحانة التي درست القراءات و أخذت علومها بالمرية عن أبي عمرو .
التفسير : لأن القرآن كان هو مصدر التشريع و منبع الأحكام فشيء طبيعي أن ينال عناية العلماء لتفسيره و أول من قام بذلك هو العلامة بقي بن مخلد في عصر الإمارة و لم يكتف الأندلسيون في هذا المجال بالأخذ عن المشارقة بل قاموا بتنقيح كتبهم و تصحيحها مما يدل على نضوجهم الفكري و قد برز من هؤلاء العلماء عبد الرحمان بن مروان الأنصاري المعروف بالقنازعي ( ت 413ه ) الذي اختصر تفسير بن سلام بطريقة علمية ماهرة ما يدل على سعة معارفه في التفسير . و كذلك العلامة محمد بن عبد الله المري ( 324-398ه ) م القاضي منذر بن سعيد البلوطي الذي صنف كتاب " الأحكام " و كتاب " تفسير كتاب الله العزيز".
4- علم الكلام و موقف الأندلسيين منه :
كان للأندلسيين ( الفقهاء منهم) موقف سلبي من علم الكلام ، حيث رأوا فيه بدعة من البدع التي يجب محاربتها ، فقال ابن عبد البر النمري عن المتكلمين أنهم " أهل بدع و زيغ و لا يعدون في طبقات العلماء " و قد أشار المقدسي إلى أن الأندلسيين إذا عثروا على معتزلي فقد يكون نصيبه القتل . إلا انه مع ذلك ظهر بعض المشتغلين بعلم الكلام كيحيى بن السمينة و خليل بن عبد الملك بن كليب من قرطبة و محمد بن عبد الله بن مسرة و بسبب آراءه تعرض للقمع من طرف الخليفة الناصر ، فأحرقت كتبه . و الواضح أن الاعتزال لم يكتب له الانتشار في الأندلس لصرامة فقهاء المالكية و تضييقهم عليه .
الأدب و النحو و علوم اللغة :
الأدب :
1- النثر :
النثر الفني : و يقصد به أسلوب الرسائل الديوانية و الإخوانيات و الوصايا و غيرها من مواضيع النثر الفني ، و قد برز فيه عدد كبير من الكتاب البلغاء . و قد تولى البعض منهم الكتابة لدى الخليفة الناصر و المستنصر لكتابة الرسائل الديوانية ، كالكاتب عبد الله بن محمد الزجالي و الأديب عبد الله بن بدر و عبد الملك بن جهور الخ ... و من النساء برزت بعض الكاتبات كالكاتبة مزنة ( ت 358ه ) التي اشتغلت لدى الخليفة الناصر و الكاتبة لبنى ( ت 374ه ) التي اشتغلت لدى الخليفة المستنصر و قد صار النثر الفني في هذا العصر يهتم بالبدء و الموضوع و الختام ، و الجمل الدعائية المفخمة و العبارات الاعتراضية المعظمة و قد تجلت فيه تأثيرات مقتبسة عن طريقة ابن العميد و التي تميل إلى الإطناب و تعتمد على المحسنات من سجع و جناس لكن مع ذلك حاول الأندلسيون تكوين شخصيتهم المستقلة في هذا المجال متخطين بذلك أساتذتهم المشارقة كما هو واضح في كتابات ابن دراج و ابن برد و ابن شهيد الذي ذاع صيته في المشرق و المغرب بكتابه " التوابع و الزوابع"
النثر التأليفي الأدبي : و المقصود به كتابة أدب بمفهوم القرن الثالث و الرابع الهجريين لكلمة أدب حيث كان يعني التأديب و التهذيب ككتاب الكامل للمبرد و الأغاني للأصفهاني و قد بلغ الأندلسيون في هذا المجال درجة رفيعة و قد برز منهم الأديب أبو عمر احمد بن محمد بن عبد ربه (246-328ه) حيث كان بارعا في الأدب و قول الشعر و صنف كتاب " العقد الفريد" و يعتبر هذا الكتاب من روائع الأدب الأندلسي . كما ظهر كذلك الأديب و اللغوي أبو علي إسماعيل بن القاسم بن عبدون المعروف ب " القالي " ( 288-356ه ) و قد استدعاه الأمير الحكم المستنصر من العراق فقدم إلى الأندلس سنة 330ه حيث حظي بمكانة سامية في بلاط الخليفة . و قد ألف كتاب " الأمالي" و كتاب " تفسير القصائد و تفسير إعرابها و معانيها " و غيرها . و ظهر كذلك الأديب ابن حزم الذي ألف كتابه الشهير " طوق الحمامة " .
2- الشعر:
بفضل الطبيعة الخلابة للأندلس و قريحة أهلها ازدهر الشعر فيها و برز منها كثير من الشعراء يتغنون بجمال بلادهم ، فبرعوا في فن الوصف كما واضح في كتاب " التشبيهات" لابن الكتاني و قد جمع فيه كثيرا من روائع الشعر الأندلسي في ميدان الوصف و التشبيه لكثير من الشعراء كابن عبد ربه و يوسف بن هارون الرمادي و عبادة بن ماء السماء .
و قد امتازت أشعار الأندلسيين بجزالة اللفظ و جمال رنينها و إبداع الأخيلة و بعد مداها ، كما وصفها البارون فون شاك . هذا و قد برز في هذا العصر الشاعر الشهير ابن هانئ الذي يعده النقاد نظيرا للمتنبي . كما برز أيضا نساء شاعرات كصفية بنت عبد الله ( ت 317ه ) و الشاعرة الغسانية من بجانة . و قد كان بلاط الخلفاء حافلا بالشعراء لدرجة ان الخليفة المستنصر كان يصحبهم معه في غزواته . و يشير غرسيه غومس أن الأندلسيين نظموا الشعر في كل فن و باب من الزهديات و التاريخيات إلى النوريات . و بناء على ما سبق يمكننا أن نقول أن الشعر الأندلسي وصل الى أوجه و نضجه في القرن الرابع الهجري أي عصر الأصيلي لما اتسم به هذا العصر من نهضة ثقافية في شتى المجالات .
النحو و علوم اللغة :
نظرا لارتباطها الشديد بعلوم القرآن و الدين ، فإن الأندلسيين اهتموا بها اهتماما بالغا ، فسعوا إلى دراسة النحو و حفظ قواعده فظهر من النحويين العلامة مفرح بن مالك الذي عكف على دراسة كتاب الكسائي بشكل دقيق و أبا بكر بن خاطب النحوي و قد اشتغل الكثير من النحويين في تأديب الناشئة و تعليمهم قواعد اللغة العربية و النطق بها نطقا سليما . و ترك النحويون الأندلسيون مصنفات كثيرة في هذا المجال كالقالي الذي ترك كتاب " المقصور و الممدود " و كتاب " فعلت و افعلت " و الزبيدي الذي ألف كتاب " الواضح" و " العين " و " أخبار النحويين " .
العلوم الإنسانية :
1- التاريخ :
عني الأندلسيون بكتابة التراجم و برعوا فيها و قد كانوا في البداية يتجهون إلى كتابة سير علماء الأندلس بصورة عامة ثم اتجهوا بعد ذلك إلى كتابة التراجم بصورة أكثر تخصيصا للعلماء و أهل المعرفة كابن جلجل الذي كتب عن طبقات الأطباء و الزبيدي عن طبقات النحويين و هناك من كتب في تراجم علماء جهة من الجهات ككتاب أخبار شعراء البيرة و في عصر الخلافة برز مؤرخون بارعون كالمؤرخ محمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف ب " ابن القوطية " و قد ترك كتاب " تاريخ افتتاح الأندلس " الذي أرخ فيه لأحداث الأندلس منذ افتتاحها إلى عصر الخليفة عبد الرحمان الناصر و اشتهرت في هذا المضمار أسرة الرازي التي خرج منها العديد من المؤرخين كأحمد بن محمد بن موسى الرازي الكتاني ( 274-344ه) و قد خلف كتاب " أخبار ملوك الأندلس و خدمتهم و ركبانهم و غزواتهم " و كتاب " صفة قرطبة و خططها و منازل العظماء بها " و كذلك المؤرخ الخشني الذي ألف كتاب " قضاة قرطبة " و هو كتاب يضعنا في قلب قرطبة و حياتها الاجتماعية من خلال سير القضاة و مواقفهم مع الناس . كما ألف ابن عبد البر النمري كتاب " القصد و الأمم في معرفة أخبار العرب و العجم " و ألف محمد بن يوسف الوراق كتبا في أخبار ملوك إفريقيا و حروبهم و الغالبين عليهم ، و بفضل اهتمام المستنصر بالأنساب كتب المؤرخون في الأنساب كالمؤرخ البغدادي الذي كتب كتاب " أنساب الطالبيين و العلويين القادمين إلى المغرب " و المؤرخ العلامة ابن حزم الذي ألف كتاب" جمهرة انساب العرب " .
2- الجغرافيا :
ظهر جغرافيون كثيرون في هذا العصر متأثرين بما جاء في كتاب هروشيش التاريخي و ما تطرق إليه من معلومات جغرافية عن الأندلس كان لها أثر في الدراسات الجغرافية عندهم فأضافوا إليها ما اكتسبوه من معلومات توفرت لهم عن طريق التجربة العلمية من رحلات ومشاهدات للمعالم و الظواهر الجغرافية . و يعتبر أحمد بن محمد الرازي أشهر جغرافيي الأندلس ( 274-344ه) الذي كتب عن مسالك الأندلس و مراسيها و كتابا في صفة قرطبة يتعلق بجغرافية المدينة . و قد تناول الرازي الجغرافيا على أنها علم متمم للتاريخ . كذلك صنف المؤرخ محمد بن يوسف الوراق كتابا هاما في الجغرافيا و هو كتاب " مسالك إفريقيا و ممالكها" أيضا كتب مسلمة المجريطي كتاب " غاية الحكيم " الذي اشتمل على العديد من المعارف الجغرافية مما تضمه الأرض من الحيوان و النبات و الحجار و معرفة الطول و العرض و ما تمتاز به بعض بقاع الأرض من أنهار و بحار و تربة و أمطار و ثلوج و براري إلى غير ذلك من المعلومات القيمة و الهامة حول البيئة و تأثيرها في الإنسان .
3- الرحلات الجغرافية :
نشط في هذا الميدان التاجر اليهودي إبراهيم بن يعقوب الطرطوشي الذي كان يقوم برحلات الى ألمانيا و بلاد الصقالبة و شمال أوربا لجلب الرقيق الأوربي إلى الأندلس و قد بعث إلى الخليفة المستنصر برسالة عن رحلة قام بها إلى ألمانيا أيام الإمبراطور اوتو الكبير و قد جعلها البكري ضمن كتاباته الجغرافية . و كذلك قامت مجموعة من الشبان من مدينة لشبونة و عددهم ثمانية رجال برحلة في المحيط الأطلسي أو بحر الظلمات كما كان يسمى في ذلك العهد ، و يقال أنها انتهت بهم عند مدينة آسفي لكن هناك من يشكك في روايتهم و يعتبرها مجرد قصص شعبي . كما نسب إلى العلامة مطرف بن عيسى الغساني الغرناطي ( ت 377ه ) العديد من الرحلات الجغرافية في بلاد المشرق و ألف كتابا في الجغرافيا اسمه " المعارف في أخبار كور البيرة و أهلها و بوائرها و أقاليمها و غير ذلك من منافعها "
4- الفلسفة :
عرفت الفلسفة مقاومة من طرف فقهاء المالكية و اضطهادا لأصحابها إلا أن هذا لم يمنع البعض من الاشتغال بها و إن بشكل مستتر كابن مسرة مثلا و عمر بن احمد الكرماني الذي رحل إلى المشرق فدرس هناك الطب و الفلسفة ثم عاد إلى الأندلس يحمل معه رسائل إخوان الصفا . أيضا ظهر أبو عبد الله محمد بن الحسن المعروف بابن الكتاني (ت 420ه ) و قد كان عارفا بالطب و الفلسفة و المنطق و قد كانت رسائله الفلسفية متداولة بين الناس مما يدل على أن الفلسفة في عهده نالت منزلة كبيرة بين أفراد المجتمع الأندلسي كما ظهر من اليهود في هذا المجال إسحاق بن قسمائر (ت441ه) و منجم بن الفوال السرقسطي و قد ألف في الفلسفة و المنطق كتاب " كنز المقل "
العلوم التجريبية :
1- الطب :
قبل القرن الرابع الهجري كان الأندلسيون يعتمدون في دراستهم لمسائل الطب على كتاب مترجم من كتب النصارى اسمه " الأبرشم " أي "الجامع" و قد كان أكثر المشتغلين بالطب آنذاك من أهل الذمة ، لكن منذ عهد الخليفة الناصر بدأت تزدهر حركة الاشتغال بالطب ، فدخلت الكتب الطبية من المشرق و ظهر آنذاك الأطباء المشهورون كعمر بن بريق الذي ادخل إلى الأندلس كتاب " زاد المسافر " لابن الجزار ثم في سنة 337ه بعث الإمبراطور البيزنطي أرمانوس إلى الخليفة الناصر بكتاب ديسقوريدس باللغة اليونانية ثم بعث له في سنة 350ه بالراهب نقولا ليترجم له الكتاب فاجتمع معه جمع من الأطباء الأندلسيين كحسداي بن شبروط و محمد الشجار و أبو عثمان الجزار و عبد الرحمان بن اسحق بن الهيثم و تدارسوا الكتاب و استخرجوا أسماء العقاقير الطبية منه و انطلقت منه بعد ذلك الدراسات الطبية و ما يتعلق بالنباتات و تركيب الأدوية ، و مما أفاد الطب كثيرا أن الخلفاء كانوا محاطين باستمرار بالأطباء الشيء الذي جعل مهنتهم في صدارة الاهتمام. و من بين الذين خدموا الخلفاء الطبيب اصبغ بن يحيى القرطبي و الطبيب عمر بن بريق و الطبيب سليمان بن باج الذي عرف بالتمكن العميق في الطب و تركيب الأدوية و الطبيب يحيى بن إسحاق الذي نال مكانة رفيعة لدى الخليفة الناصر فقلده الوزارة . و في عهد المستنصر تم إحداث ديوان خاص بالأطباء لإنزالهم درجات متفاوتة حسب قدراتهم و كفاءاتهم.
و قد كان لأطباء ذلك العصر ما يشبه العيادات الخاصة في عصرنا الحالي مثل الطبيب ابن ملوكه النصراني الذي كان يشتغل بمداواة المرضى و علاجهم في دار خصصها لذلك يستقبل فيها المرضى و وضع على بابها ثلاثون كرسيا لجلوس الناس و انتظارهم العلاج . و من أشهر أطباء ذلك العهد الطبيب اللامع عباس بن خلف الزهراوي و يكنى أبو القاسم و اشتهر عنه نبوغه في ميدان الجراحة الطبية و وضع الأسس العلمية الصحيحة لها و قد ألف في ذلك كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف" ضمنه خبرته في مجال الجراحة و الطب لمدة خمسين سنة . أيضا كان هناك الطبيب الشهير سليمان بن حسان المعروف بابن جلجل ، و قد كان بارعا في تركيب الأدوية و تحضريها و قد ألف كتاب " رسالة التبيين فيما غلط فيه بعض المتطببين " .
2- الرياضيات و الفلك :
اهتم الأندلسيون بالرياضيات لحاجتهم إلى ضبط المواريث و الجبايات. هذا فيما يتعلق بالحساب، أما فيما يتعلق بالهندسة فقد احتاجوا إليها في ميدان العمارة و البناء كما اعتمد الفلكيون كذلك على العلوم الرياضية ، الشيء الذي جعل هذا العلم مزدهرا في الأندلس في القرن الرابع الهجري . و قد برز فيه علماء رياضيون بارزون كالعلامة محمد بن احمد بن الليث (ت405ه) و مختار بن شهر الرعيلي . و قد ظهرت في قرطبة مدرسة علمية كبيرة في الرياضيات و الفلك كان لها الفضل في تخريج أفواج كبيرة من الرياضيين و الفلكيين و هي مدرسة العلامة مسلمة بن احمد المجريطي (ت398ه) و قد ألف " رسالة في الإسطرلاب" و ترجم من اليونانية كتاب " قبة الفلك" لبطليموس . و لمع أبو الحكم عمرو بن عبد الرحمان الكرماني في ميدان الفلك و الهندسة و من أهل الذمة برز الأسقف القرطبي ابن زيد الذي صنف كتابا في الفلك اسمه " تفضيل الأزمان و مصالح الأبدان"
3- الكيمياء :
في ذلك العصر شهد علم الكيمياء نشاطا كبيرا حيث برع فيها العلامة مسلمة احمد المجريطي (ت398ه) و قد كان له شأن كبير في ازدهار علم الكيمياء في الأندلس ، و من مصنفاته في الكيمياء كتاب " رتبة الحكيم" الذي ضمنه خبراته و تجاربه العلمية . و من بين دواعي الاهتمام بالكيمياء ارتباطها الوثيق بعلم الصيدلة و تحضير الأدوية و ما يدخل في ذلك من عمليات التقطير و استخلاص السوائل من الأعشاب و النباتات و المزج بينهما ، لهذا فقد ظهر أطباء جمعوا بين مهارتهم في الطب و براعتهم في الكيمياء ، كابن الذهبي الأزمي و ابن السري .
خاتمة:
من خلال ما تقدم يمكن القول و بكل وثوق بأن عصر الناصر و المستنصر و المنصور كان عصر ازدهار ثقافي و علمي في الأندلس . و قد أبدع فيه العلماء من مختلف التخصصات فتركوا آثارا خالدة تدل على رقي الحضارة الأندلسية.
___________________________
مرجع :
الحياة العلمية في عصر الخلافة في الأندلس / سعد عبد الله صالح البشري



#يوسف_رزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة الغائبة
- عبد السلام ياسين من منظور حداثي - نظرات في الفقه و التاريخ -
- البغاء في الإسلام


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - يوسف رزين - لمحة عن الحياة العلمية في الأندلس في عهد الناصر و المستنصر و المنصور