أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - التصعيد ضد اقليم كوردستان عودة الى سياسة القمع التعيسة















المزيد.....

التصعيد ضد اقليم كوردستان عودة الى سياسة القمع التعيسة


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بلاد ما بين النهرين ( ميسوبوتاميا : Mesopotamia ) وما اطلق عليه في العصر الحديث "العراق " وأنا اطلق عليه الوطن العراقي ، فإن هذه الرقعة من الأرض والتي بنيت فوقها حضارات متطورة قبل آلاف السنين ، قد اصبحت بعد سقوط الدولة الكلدانية عام 539 قبل الميلاد على يد قورش الفارسي ، ارض تابعة لمختلف الغزاة المحتلين على مر العصور ، فلم تشهد هذه الأرض الأمان والأستقرار فتوالى عليها المحتلون :
الأخمينيون 539 ـ 331 ق. م .
السلوقيون 331 ـ 135 ق. م .
الفرثيون 135 ق. م ـ 226 م .
وبعد ذلك جاء الساسانيون ثم العرب المسلمون الذين اصبحوا اهل البلد والعراقيين الأصليين اصبحوا في وطنهم العراقي مواطنين من الدرجة الثانية والى اليوم ، ومن هؤلاء السكان الأصليين الذين احتفظوا بدياناتهم القديمة وهم اليهود والمسيحيون منهم الكلدان والسريان والآثوريين والأيزيدية والصابئة المندائيين والكاكائيين والشبك .
هكذا شكل العراق العربي المسلم مثال غير ناجح للتعامل مع المكونات العراقية من اتباع الديانات غير الإسلامية والقومية غير العربية كالأكراد والكلدان والسريان والأرمن والآثوريين ، ودأب العراق لمدة عقود من الحكم الملكي وبعد ذلك ما اطلق عليه في العصر الجمهوري حيث اصبح العراق ساحة للقتال والمناوشات العسكرية بين فصائل من الثورة الكوردية الذين عرفوا بقوات البيشمركة ، لقد كانت حدة المعارك بين مد وجز لتؤول الأوضاع في نيسان عام 2003 الى سقوط النظام الدكتاتوري ، واعتقدنا اننا طوينا صفحة الصراعات والسياسات الطائشة في العراق ، وإننا سوف نعيش في بحبوحة من العيش في واحة الديمقراطية والليبرالية والعلمانية وسوف نتنافس مع اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة على المراكز الأولى في الصناعة والتقدم العمراني والبشري ، لكن اسقط في ايدينا فتناكفنا للتنافس على المقاعد الأولى في الفساد والجهل وسوء الخدمات وانعدام الأمن والأستقرار .
وكانت المسألة الكوردية التي جثمت بمآسيها وأهوالها على العراق طيلة تعاقب الحكومات المختلفة لا سيما التي كانت تجسد الفكر القومي العروبي الإقصائي ، واعتقدنا إن صفحة ( يا أهلاً بالمعارك ) قد طويت الى غير رجعة لا سيما بعد ان اقر الدستور العراقي فيدرالية الدولة العراقية ، وإن الأكراد شركاء في الوطن وإن اقليم كوردستان يتمتع بالشئ الكثير من الأستقلال الذاتي .
وينبغي هنا ان نعترف ان الأقليم لم يسئ استعمال الصلاحيات الممنوحة له بموجب الدستور فقد استطاعت القيادة الكوردية من تحقيق الكثير من الخطوات المهمة التي عجز المركز عن تحقيقها رغم توفر فيض من الأموال والقدرات البشرية لتحقيق شئ من التقدم في مناطق العراق الأخرى .
إن اقليم كوردستان الذي يرأسه الرئيس مسعود البارزاني ، قد حقق الأمان والأستقرار لجميع المكونات الكوردستانية ، واحتضن جميع المكونات التي هاجرت او هُجرت من بيوتها في مدن العراق الكبرى مثل بغداد والبصرة والموصل ، إضافة الى تحقيق خطوات مهمة بالنسبة لتوفير الخدمات منها توفير الطاقة الكهربائية لجميع مدن وأرياف كوردستان وكثير من المناطق المتنازع عليها إضافة الى تحقيق طفرة مهمة في عملية التعمير والبناء ، من بناء الطرق والجسور والمستشفيات والمدارس .. وفي ظل هذه المعطيات لم يعد ثمة مبرر لخلق المشاكل مع الأقليم بشكل مستمر ودون سبب .
إن من يريد الخير للعراق ينبغي ان يعمل على توثيق لحمة المكونات العراقية لا ان يثير المشاكل ، فيخرج من ازمة ليدخل في ازمة أخرى ، وهكذا اصبح على الحكومة العراقية ان تعمل على حل مشاكلها وهي مشاكل محصورة في الهيمنة على المناصب ، وتنسى الحكومة ان هنالك شعباً ينتظر منها ان توفر له الطاقة الكهربائية والخدمات والأمن والأستقرار ، وان يكون العراق دولة القانون بالفعل وليس بالأسم فحسب ، يبدو ان الحكومة العراقية لا تستطيع ان تقدم شيئاً لأن الفساد ينخر اجهزتها وتقف عاجزة امام ابسط المشاكل وبعد ثبوت فشلها تحاول فقط ان تبقى في الحكم واصبح الهدف الوحيد هو التشبث بالسلطة ، ولا مجال لحل مشاكل الشعب الذي انتخبها .
المراقب للوضع السياسي في العراق في الآونة الأخيرة يلمس النبرة المشددة في تصعيد الموقف ، فنقرأ في جريدة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 20 ـ 11 ـ 12 عن تصريحات للسيد سامي العسكري وهو قيادي بارز في ائتلاف دولة القانون يورد ما سماه أكذوبة التحالف الشيعي الكردي وفي نفس السياق يصرح عضو البرلمان العراقي عن دولة القانون عزة الشابندر، وھو أحد رجال المھمات الصعبة بالنسبة للمالكي، إن «استمرار الحدﯾث عن تحالف شﯿعي - كردي لم ﯾعد ﯾنسجم ﻻ مع الدستور وﻻ مع طبﯿعة المرحلة، حﯿث إنھ ﯾنبغي عدم الخلط بﯿن مرحلة المعارضة التي كانت تبرر التحالفات ومنھا التحالف بﯿن الشﯿعة واﻷكراد وبﯿن السلطة».. مشﯿرا إلى أن «لكل منھما قوانﯿنھا، فللمعارضة قوانﯿنھا وشروطھا الموضوعﯿة، وللحكم أﯾضا قوانﯿنھ وشروطھ الموضوعﯿة». وأكد الشابندر أنھ «في ضوء ذلك لم يعد معقوﻻ الحدﯾث عن مثل ھذا التحالف ﻷنھ ﯾمثل استفزازا واضحا للسنة». ويذهب القيادي في دولة القانون الى ان كردستان دولة جارة ولﯾست إقلﯾما..
وحين انتقالنا من دائرة التصريحات الى دائرة الحركات العسكرية على الأرض سوف تصادفنا تطورات ميدانية عسكرية خطيرة في منطقة طوزخورماتو والى تحشدات عسكرية ليس الى وجودها ضرورة في الظروف الطبيعية وبهذا الصدد يقول الفريق جبار ياور وهو المتحدث الرسمي باسم قﯿادة قوات البﯿشمركة بأنھ بقرار من القﯿادة العامة للقوات المسلحة التي ﯾرأسھا نوري المالكي تم وضع جمﯿع القوات المسلحة (الجﯿش والشرطة واﻷمن المحلي) بحالة إنذار(ج) وھو أعلى درجات اﻹنذار العسكري في العراق، وتم وقف اﻹجازات الدورﯾة، وتم توجﯿھ الدعوة إلى المجازﯾن بالعودة إلى مقراتھم فورا، كما أنھ أصدر أمرا إلى جمﯿع القطعات العسكرﯾة بالرد الفوري وبشدة على قوات البﯿشمركة في حال تجرأت على اﻻقتراب من الجﯿش العراقي، وھذا بحد ذاتھ دلﯿل على أن السﯿد المالكي تنقل إلﯿھ أخبار غﯿر صحﯿحة وغﯿر دقﯿقة؛ ﻷنھ على الرغم من كونھ قائدا عاما للقوات المسلحة فإنھ ﻻ ﯾعرف بأن قوات البﯿشمركة والجﯿش العراقي ﯾعمﻼن معا ضمن دورﯾات مشتركة في المناطق المتنازعة على مدار 24 ساعة، وأن قوات الجﯿش والبﯿشمركة ﯾنفذان عملﯿات مشتركة ضد اﻹرھابﯿﯿن، وأنھما ﯾدﯾران السﯿطرات اﻷمنﯿة المشتركة منذ عام 2003، فكﯿف ﯾبلغ قوات الجﯿش بعدم السماح لاقتراب افراد البيشمركة منهم ؟
إن المتابع للاخبار يلمس بأن التصعيد يجري من الجانب الحكومي وإن الجانب الكوردي يسعى الى التهدئة ، وفي الأونة الأخيرة وخوفاً من تدهور الأوضاع اكثر فقد دخل الى الخط الجانب الأمريكي لتهدئة الأجواء فالأصدام المسلح بين الجيش والبيشمركة سيكون السبب في عودة العراق الى نقطة الصفر ، ولا ادري من يعمل على تأجيج الوضع بهذا الشكل ومن له مصلحة في ذلك ؟
لا شك ان الحكومة العراقية تملك بيدها زمام المبادرة إن كان في التهدئة او تأجيج الأوضاع وتصعيد الموقف العسكري ، ولا ريب ان الحكومة بحاجة الى خلق اجواء من الأمن والأستقرار بعد ان ارهقت اجواء العنف الأنسان العراقي ، ولم تكن الحكومة بحاجة الى هذا التصعيد وأتساءل متى سيقتدي ساسة العراق بغيرهم من البلدان الأوروبية الذين استطاعوا حل هذه المشاكل على اسس ديمقراطية متينة .
لماذا لا يقتدي العراق بدولة سويسرا الفيدرالية المؤلفة من 26 ولاية وكل ولاية تدير نفسها بشكل مستقل ولا ترجع الى المركز إلا في حالة عجزها من حل مشكلة ما .
إن اقليم كوردستان وهو جزء من العراق كان له تجربة فريدة استطاع ان ينجز الكثير من اجل المنطقة ومن اجل عموم العراق ،في حين ان تجربة العراق لا زالت تتعثر وتراوح مكانها ، والأحرى ان يتركز اهتمام الحكومة على حل مشاكل الشعب الذي انتخبها إن كان في توطيد الأمان والأستقرار او توفير الخدمات لأبناء الشعب او في خلق فرص للعمل الحقيقي ، وليس دفع الرواتب لأسكات المواطن وخلق بطالة مقنعة ، يجب على الحكومة قطع دابر سرطان الفساد الذي ينخر جسد الدولة العراقية ، على الحكومة ان تنظف القوات المسلحة والقوات الأمنية من الأختراقات لتكون هذه القوات مهنية غير حزبية وغير طائفية .
فهل انتهت كل هذه المشاكل وبقي فقط دخول قوات الجيش العراقي الى المناطق المتنازع عليها ؟
إن تطبيق الديمقراطية ونبذ الطائفية وتسليط سيف القانون على الجميع كل هذه الخطوات هي نقاط جوهرية يجب ان تعول الحكومة عليها لكي تخلق عراق ديمقراطي يتسع للجميع وليتمتع الجميع بحقوقهم الوطنية والقومية والدينية والإنسانية ، ولكي يصبح العراق بكل أرجائه واحة جميلة للجميع ويتمتع الجميع بحقوقه كاملة بما فيهم الشعب الكلداني المسلوبة حقوقه في وطنه العراقي .
د. حبيب تومي ـ في 21 ـ 11 ـ 12



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوش الصراع من اجل البقاء وموقف الزوعا المخجل من هذا الصراع
- لقائي مع الأستاذ فاضل الميراني واضواء على حقوق الشعب الكلدان ...
- لغز الإساءة الى الإسلام للإنتقام من ابن الوطن
- البارزاني مصطفى وثورة ايلول التحررية لحظة حاسمة من الزمن الع ...
- في ديترويت مدينة الكلدان ملاحظات ولقاءات ليس الى نسيانها سبي ...
- حكومتنا العزيزة إغلاقكم للنوادي الإجتماعية اثلج صدورنا !
- دعوة اخوية الى ما يسمى تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا.. بشأن ...
- التصميم والإرادة ونيل الشهادة العلمية والشكر للمهنئين ومحاول ...
- رحلتي الى مدينة سان دييكو ونتائج مهمة لصالح شعبنا الكلداني و ...
- يوم من عمري مع شباب القوش في ديترويت بأميركا
- عزيزي سيزار الاتحاد العالمي .. قطار يسير وفي كل محطة هنالك م ...
- ما الذي تكسبه القوش والبلدات الكلدانية الأخرى من ثروتها النف ...
- الموقر حنين قدو ينبغي التعامل معنا بمفهوم المواطنة وليس بمنط ...
- إقرار كوتا برلمانية للشعب الكلداني يشكل خطوة مهمة لتحقيق الع ...
- الأستاذ عبدالغني يحيى ومؤتمر الأقليات والتهميش المتعمد للكلد ...
- القوش الكلدانية أحسن مدينة في العراق ، كيف ؟ ولماذا ؟
- شباب عنكاوا والأبراج الأربعة والتراجع المخجل لما يسمى بتجمع ...
- هل كان على الكلدان التطوع في قوات الجتا لكي تمنحهم كوردستان ...
- متى تتدخل الحكومة العراقية لإنهاء معاناتنا مع مصرف الوركاء ؟
- تمنياتي ان تنبثق هيئة باسم تجمّع التنظيمات الكلدانية


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - التصعيد ضد اقليم كوردستان عودة الى سياسة القمع التعيسة