أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - حكومتنا العزيزة إغلاقكم للنوادي الإجتماعية اثلج صدورنا !















المزيد.....

حكومتنا العزيزة إغلاقكم للنوادي الإجتماعية اثلج صدورنا !


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 21:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اقول للقارئ الكريم ان عنوان هذا المقال ليس من بنات افكاري حيث اعتمدت على خبر قديم من العهد الملكي ، حينما لجأت الحكومة العراقية في ذلك العهد الى تسعير بعض المواد الغذائية من الفواكه والخضراوات ، وقد اغتنم هذه الفرصة الكتاب المعارضين للسلطة انذاك ومنهم الصحافي نوري ثابت الذي اتسمت كتاباته بالسخرية والنقد اللاذع ، وقد وظف عبارات هزلية في نقده ، وقد اصدر جريدته الساخرة سنة 1931 تحت اسم حبزبوز ، وحين نشر خبر التسعيرة ارسل برقية للحكومة يقول فيها : تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا . والإشارة كانت لوجود مصاعب ومشاكل جسيمة امام الشعب ، والمسالة التي لجأت اليها الحكومة كانت تافهة ولا تشكل حتى خيطاً رفيعاً من تلك المعضلات .
وتبدو المقاربة هنا غريبة لأول وهلة ، فماذا يربط تلك المسألة بعملية الهجوم الميمون على المنتديات الأجتماعية والثقافية ؟ والجواب واضح في لجوء حكومتنا المنتخبة جملة مشاكل عويصة ، وتوجهها الى الأنتقام من النوادي الأجتماعية . فمشاكلها متنوعة ليس اقلها ما يتعلق بتوفير الخدمات العامة بما فيه توفير الماء والكهرباء ، الذي صرفت عليه مليارات الدولارات ، والنتيجة كانت ضياع تلك المليارات من الخزينة العراقية ولكن دون توفير الكهرباء ، فكيف تبخرت تلك المليارات ولم يتوفر الكهرباء ؟ فالعلم عند ربي وعند الراسخون في بواطن الأمور .
اما ترسيخ الأمن والأستقرار ولحد اليوم كما يلوح في الأفق فإنه بعيد المنال ، رغم صرف المليارات على مختلف صنوف القوات العسكرية والأمنية وجهاز الشرطة والمخابرات ، فكم يا ترى نحتاج من القوات ومن الأسلحة والأعتدة والأموال لتحقيق الأمن والأمان والاستقرار بشكل جدي وحقيقي بمنأى عن ادعاءات الأعلام الحكومي الذي يجعل من العراق جنة دلمون التي كان يعيش فيها الجميع بأمان واستقرار .
لقد مرت تسع سنوات على سقوط النظام فهل ينبغي ان نصبر 9 سنوات اخرى لكي نعيش في بغداد والمدن الأخرى بأمان واستقرار ؟ وسوف لا نتطرق الى موضوع الفساد المالي والإداري المستشري في مفاصل الدولة العراقية .
ولا نريد التطرق الى البطالة والبطالة المقنعة ، ولا الى المحسوبية القبلية والحزبية والطائفية ، ولا الى غياب دولة القانون والمؤسسات ، ولا الى اكوام القمامة المنتشرة في الأحياء السكنية ، ولا الى العوازل الأسمنتية التي تبدو وكأنها جدار برلين مصغر يفصل بين الأحياء والمؤسسات .
ولا الى تصنيف مدينة بغداد التاريخية في المرتبة الأخيرة بين عواصم ومدن العالم من ناحية الأمان والنظافة ومعايير اخرى ، ولا الى تصنيف العراق مع اسوأ الدول من ناحية الفساد وانعدام الأمن والأمان للمواطن والزائر الغريب .
ولا نتطرق الى ملف العلاقات المتوترة مع اقليم كوردستان ، ولا نتطرق الى السباق المارثوني والخلافات المستشرية لتقسيم المناصب ، وهكذا امام الحكومة العراقية سلسلة من الملفات المعقدة ، لكن اين تقف الحكومة العراقية من تلك الملفات ؟ إن ما يتراءى امام المراقب للاوضاع في العراق ، لا يلوح امامه في المستقبل المنظور اي بصيص من الأمل والتفاؤل ، خاصة وإن الحكومة لا تعير لتلك الأمور اي اهتمام وبدلاً من ذلك تتوجه الحكومة الى قضايا جانبية .
وتركت الحكومة كل تلك الملفات معلقة في عنق الزجاجة ، لتنطلق في غزوة على النوادي والجمعيات الثقافية والأجتماعية في بغداد يوم الثلاثاء السابق من قبل الأجهزة الأمنية ، وقيام هذه القوات بالإعتداءات بالضرب على المواطنين من رواد هذه النوادي وتحطيم الآثاث وتوجيه الإهانات وغيرها من الوسائل المنافية للأسلوب الحضاري في التعامل مع المواطنين ، كل ذلك يدل على مدى استخفاف المسؤولين الحكوميين بحرية المواطن الشخصية وشخصيته الأجتماعية ، فكما هو معلوم إن معظم هذه النوادي والمحلات تعود ملكيتها للمواطنين من اتباع الديانات غير الإسلامية ، ومن المعروف ايضاً ان معظم وربما جميع رواد هذه المحلات هم من الأخوة من المسلمين .
وإن كانت قد حصلت مشكلة معينة في محل من هذه المحلات كان يمكن معالجتها بشكل محصور في ذلك المحل وليس باللجوء الى عقوبة جماعية عشوائية . إن اسلوبها هذا يدخل فيه عنصر التفرقة العنصرية والدينية والضغط على المكونات غير الأسلامية ، خاصة وإن الشخص المسؤول عن تلك العملية في نادي المشرق العائلي للمكون المسيحي ، قد صرح بشهادة الموجودين بأن على المسيحيين ترك هذه البلاد والهجرة الى السويد واستراليا .. كما ان الحقد التراكمي المترشح من الخطاب الديني السياسي قد افرز السلوك المنافي لأبسط قواعد التقدير والأحترام في اللجوء الى تحطيم صورة رمز ديني عراقي اصيل وهو الكاردينال البطريرك عمانوئيل الثالث دلي الكلي الطوبة وهو بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم .
الصحيح ان المكون الكلداني صغير نسبياً مقارنة بالمكونات الكبيرة ، لكن الصحيح ايضاً ان لهذا المكون مكانته في العراق وتأثيره في الداخل والخارج اكبر من حجمه ، إنه كبير في تاريخه وفي إخلاصه وتفانيه للوطن ، ومن يستهدف هذا الشعب فإنه يستهدف العراق ولا يريد الخير له .
إن المسألة ليست محصورة في هذا الحدث ، ولايمكن فصلها عمّا تعرض له اتباع الديانات الأخرى غير الإسلامية ، كالأيزيدية والمندائيين والمسيحيين من الكلدان والسريان والآثوريين والأرمن ، إنه مسلسل متواصل لتصفية هذه المكونات وإجبارها على ترك اوطانها ، هذه هي محصلة السنين التي اعقبت سقوط النظام عام 2003 فإن الأسلام السياسي يعمل لأسلمة البلاد ، وليس هنالك ما يشير الى تشجيع التعددية في النسيج المجتمع العراقي ، فهنالك خطاب مبطن ملؤه التهديد والوعيد لكل المكونات غير الأسلامية ، وإن كانت بعض التصريحات المتناثرة في الساحة الأعلامية العراقية لبعض المسؤولين العراقيين بضرورة المحافظة على النسيج المتنوع للمكونات العراقية غير الأسلامية ، فإن تلك التصريحات لا تشفي الغليل وليس لها نتائج على ارض الواقع .
في مجال آخر لا يمكن ان نتفق مع النائب يونادم كنا ان العملية لم تكن متعمدة في استهداف مكون معين بل كانت الحملة عامة ، لكن من السياق العام للخطاب الحكومي والشعبي فهنالك التضييق على الحريات الشخصية للمكونات غير الإسلامية في المجتمع العراقي ، وثمة توجه عام لأسلمة المجتمع ؟ فبماذا نفسر تفجير محل مشروب مجاز في تلكيف يعود لمواطن ايزيدي ؟ ومن يعمل بهذه التجارة غير الأيزيدية والمسيحيين ، هذا بشكل رسمي على الأقل فهنالك الكثير من الأسلام يستفيدون من هذه التجارة بشكل وآخر .
وقد كتب الأستاذ هيثم ملوكا مقاله الموسوم :
" السيد يونادم كنا اذا كنت حقا قائدا ورمزا لشعبك عليك بكلمة الحق ..حتى وان كلفتك حياتك ؟؟ " حسب الرابط ادناه : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,609478.0.html

وأنا بدوري اسأل سؤال شخصي للنائب يونادم كنا :

ماذا لو كان بديل الصورة المهشمة للبطريرك الكاثوليكي الكلداني عمانوئيل الثالث دلي وكان بدلها بتلك الوضعية صورة للبطريرك النسطوري الآشوري مار دنخا الرابع هل كنت صرحت ايضاً بأن العملية غير مقصودة ؟ ولا تستهدف مكوناً معيناً ؟
اقول :
اعود الى محور المقال وأقول ان ان السبب يعود في هذه العملية وفي التوجه العنفي المجتمعي الأسلامي ضد المكونات الأخرى غير الإسلامية يعود الى الخطاب الديني السياسي الذي يخيم على عموم الساحة العراقية ، وإن المكون الإسلامي الذي يشكل النسبة الكاسحة من المجتمع العراقي يتشبع بذلك الخطاب الذي يعكس الآخر وكأنه عبارة عن مجموعة من الكفار والزنادقة ليس لهم شغل شاغل سوى ارتكاب المعصيات والموبقات ، وهذا هو الخطاب الذي يشحن للجماهير الواسعة نحو الكراهية والحقد نحو الآخر غير المسلم حتى لو كان ابن الوطن العراقي الأصيل ، وإن وجوده كان قبل وجود الإسلام في هذا الوطن . إن من يريد ان يرسي قواعد دولة القانون ويكرس قواعد الدولة المدنية الديمقراطية الليبرالية الحقة ، وينمي فضائل التسامح والتعايش ، عليه ان يقف على مسافة واحدة من كل الأديان فليس هنالك دين الله الحق والى جانبه دين الله الباطل ، كل فرد حر في دينه ومعتقده .
ما هي الفائدة من تصريح مسؤول كبير في الدولة بأنه يحترم المسيحيين وهم مواطنين اوفياء والى جانب ذلك تتعالى الأصوات عبر مكبرات الصوت في الجوامع تدعو للكراهية والحقد ؟
في الوطن العراقي يشكل المسلمون كما قلت الأغلبية الساحقة ، وإنا مؤمن ان نسبة كبيرة من هؤلاء لا يقبلون بالظلم على الآخر لا سيما إن كان ابن الوطن ولدينا مجموعات كبيرة من الأصدقاء الأوفياء من المسلمين ، لكن المسألة تكمن في سكوت هؤلاء عن الظلم ، يقول نابليون :
ان العالم يعاني الظلم ليس بسبب الأشرار بل بسبب سكوت الأخيار ، والسؤال هو لماذا هذا السكوت المطبق للاخيار من المسلمين ما يرتبكه ابناء جلدتهم بحق الآخرين ؟
نطلب من المسؤولين العراقيين ومن دولة رئيس الوزراء نوري المالكي ، ان تكون هذه الهجمة الأخيرة وأن يترجموا اقوالهم الى افعال فيما يخص التعامل مع المكونات الأخرى من المسلمين . وإن يحثوا خطباء الجوامع على التمسك بخطاب يدعو الى التعايش والتسامح مع الآخر بمنأى عن المغالاة والتكبر ، ولننظر في الأفق البعيد وسنجد ان كل الدول العربية الإسلامية تتراوح في مكانها وإن العالم يركض نحو الأمام . ونحن يهمنا وطننا العراقي ، الذي بقي مع الأسف لحد اليوم عاجزاً عن تحقيق الأدنى من طموحاته . فليكن عنصر الأخلاص للوطن ديدننا وهو الطريق الوحيد لبلوع مرفأ الأمان والتعايش والمستقبل المزدهر للوطن العراقي .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة اخوية الى ما يسمى تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا.. بشأن ...
- التصميم والإرادة ونيل الشهادة العلمية والشكر للمهنئين ومحاول ...
- رحلتي الى مدينة سان دييكو ونتائج مهمة لصالح شعبنا الكلداني و ...
- يوم من عمري مع شباب القوش في ديترويت بأميركا
- عزيزي سيزار الاتحاد العالمي .. قطار يسير وفي كل محطة هنالك م ...
- ما الذي تكسبه القوش والبلدات الكلدانية الأخرى من ثروتها النف ...
- الموقر حنين قدو ينبغي التعامل معنا بمفهوم المواطنة وليس بمنط ...
- إقرار كوتا برلمانية للشعب الكلداني يشكل خطوة مهمة لتحقيق الع ...
- الأستاذ عبدالغني يحيى ومؤتمر الأقليات والتهميش المتعمد للكلد ...
- القوش الكلدانية أحسن مدينة في العراق ، كيف ؟ ولماذا ؟
- شباب عنكاوا والأبراج الأربعة والتراجع المخجل لما يسمى بتجمع ...
- هل كان على الكلدان التطوع في قوات الجتا لكي تمنحهم كوردستان ...
- متى تتدخل الحكومة العراقية لإنهاء معاناتنا مع مصرف الوركاء ؟
- تمنياتي ان تنبثق هيئة باسم تجمّع التنظيمات الكلدانية
- تحية للزوعا في الذكرى 33 لتأسيسها مقرونة بأسئلة مطلوب الإجاب ...
- الوزارة الكوردية الجديدة تهميش واضح للأيزيدية والشعب الكلدان ...
- التهميش والحملة الإعلامية الظالمة ضد الكلدان الى اين ؟
- اسئلة مطروحة على الرئيس البارزاني قبل اعلان الدولة الكوردستا ...
- في ذكرى استشهاد المطران فرج رحو شهيد العراق وشهيد الأمة الكل ...
- البارزاني مصطفى هو من وضع حجر الأساس لكوردستان اليوم


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - حكومتنا العزيزة إغلاقكم للنوادي الإجتماعية اثلج صدورنا !