أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - القوش الكلدانية أحسن مدينة في العراق ، كيف ؟ ولماذا ؟















المزيد.....

القوش الكلدانية أحسن مدينة في العراق ، كيف ؟ ولماذا ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الأم الحنون تحتضن طفلها ولها الأستعداد للذود عنه ايام المحن والملمات ، وهكذا بقي جبل القوش يحتضن القوش بحنان إذ كان ملجأً اميناً لأبنائها ايام المحن والكوارث فأصبحا جبل القوش والقوش صنوان خالدان تربطهما عوائد الزمن وتقلبات الحياة في سيرورة دائمة ، وفي هذه الأيام ونحن في فصل الربيع تمتد امام الناظر في سهول القوش المترامية المروج الخضراء متمايلة ومتناغمة مع النسيم العليل وبين البيوت تعانق الأشجار عنان السماء باسطة اغصانها الوارفة نحو السماء لتتراقص عليها العصافير مغردة لحن الوفاء والمحبة لهذه المدينة الجميلة .
في هذه السنة كان هناك لقاء بين نيسان والقوش والمنطقة حيث تتوالى المناسبات فقد استقبلنا سري صال للاخوة الأيزيدية ، وقبله استقبل الشعب الكوردي عيد نوروز ، وفي مطلعه ايضاً استقبل شعبنا الكلداني وبقية المسيحيين عيد اكيتو لسنة 7313 ، وبعد ذلك كانت هنالك مناسبة ( شيرا دربان ورمس ) والذي كان يوم الأحد المصادف 22 / 04 / 12 ومن شدة الأزدحام فقد خصص اليوم الأول لزوار الدير من المناطق المتاخمة لألقوش ، واليوم الثاني كان للألاقشة .
إن هذه الأجواء الربيعية الجميلة تشير الى نعمة الأمن والأستقرار في القوش والتي ربما لا تجد لها مثيلاً في كثير من المدن العراقية ويذكرنا هذا بأسطورة الجنة التي كانت في مخيال ابناء بلاد ما بين النهرين ، حينما وصف احدهم جنة دلمون ان التعايش هنالك كان مثالي فالغزال يسرح مطمئناً لأن الأسد لا يفترسة والشاة ترعى الى جانب الذئب ، وصاحب المال ينام ملئ جفونه إذ ليس هنالك لصوص يسرقون امواله والشباب لا تراودهم الكآبة لأن شابهم خالد سوف لا تظهر عليهم علامات الشيخوخة ....
لقد بدأت العنوان بألقوش الكلدانيــــــــــــــــــة ، وفي الحقيقة ليست هنالك ضرورة للإشارة الى الهوية القومية لألقوش لولا الهجمة الشرسة التي تستهدف طمس الهوية الكلدانية العريقة ومحاولات النيل قومن الهوية التاريخية لمدننا وبلداتنا الكلدانية ، لقد ورد في رحلة المنشئ البغدادي وهو محمد ابن السيد الأحمد الحسيني وكتب عن رحلته عام 1822 وقد نقلها من الفارسية العربية عباس العزاوي ويكتب 85 عن القوش حينما وصلها قادماً من دير الربان هرمز يقول :
القوش قرية مسيحية نفوسها نحو 2000 بيت جميعهم من الكلدان ، وفي الصفحات التالية يتحدث عن تلسقف وباطنايا وتلكيف ، ووصف هذه المدن بأنها مدن مسيحية كلدانية وإن القاطنين في هذه البلاد هم من النصارى الكلدان .
ان المنشئ البغدادي هو فارسي الأصل ولم يكن عضواً في حزب كلداني ، وإنني في هذا المقال اركز على الهوية الكلدانية والسبب هو محاولات النيل من هذه الهوية التاريخية .
إن الفكر الأقصائي في المحصلة هو منهج لا اخلاقي قبل كل شئ ، وهو يتعارض مع لوائح حقوق الأنسان في حرية الفكر والمعتقد والأنتماء ، إن محاولات إلغاء شعب مهما كان الأسلوب والدوافع هو بشكل عام عمل مستهجن يتنافى مع كل القيم الأنسانية والتاريخ لا يرحم اصحاب هذا الفكر ومنهم هتلر وموسليني وصدام والقذافي وغيرهم . لكن من المفارقات ان ينجم من الفكر الأقصائي نتائج عكسية حيث يزداد الضحية من الأعتزاز بهويته وقوميته ولعل الشعب الكوردي هو خير مثال لنا في هذا الصدد إذ ان الحملات العسكرية وأساليب القهر والأضطهاد قد حفزت هذا الشعب الى التمسك بلغته وتراثه وهويته القومية ، وهكذا يتعرض اليوم شعبنا الكلداني الى تلك الحملة الأقصائية وتخصص لها مبالغ طائلة لألغاء تراث وتاريخ وهوية الشعب الكلداني ، ومقابل ذلك ارى امام رسوخ الفكر القومي لشريحة كانت صغيرة وهي تنمو وتتوسع يوماً بعد يوم .
نعود الى القوش الكلدانية ونلاحظ الجانب السياسي الذي يتموضع فيه ليس قليل من التعايش وقبول الآخر والأيمان بالفكر الديمقراطي وفي التعددية السياسية الحزبية المقبولة في القوش ، حيث تنتشر الأحزاب والمنظمات التي لها مختلف الأهداف السياسية وهي تعمل جميعاً بتعايش وتسامح دون ان يعكر صفوها الأختلاف في وجهات النظر ، إن الشعب الكلداني معروف بتسامحه ونأيه عن التعصب القومي والديني ولهذا يرتبط مع الجميع بالروابط الوطنية المبنية على الأسس الديمقراطية في احترام وجهات النظر المختلفة وفي قبول الآخر ، بمنأى عن اي نوازع تعصبية اي ان القومية الكلدانية قومية إنسانية تحترم كل المكونات وتبقى على انتمائها دون تعصب .
إن هذا الأنفتاح على الآخر لا يمنعها ان تصد المحاولات الطارئة الهادفة لتغيير ديموغرافيتها السكانية او قوميتها الكلدانية ، يقول مهاتما غاندي : افتح نوافذ بيتي لدخول الهواء الطلق لكن لا اسمح لتلك الرياح ان تعصف في بيتي وتقلع جذوره ، هكذا القوش تحاول الأحتفاظ بهويتها الدينية والقومية والأجتماعية ، ومن اجل ذلك تخسر الكثير من الناحية الأقتصادية على الأقل فلا نجد في القوش مشاريع استثمارية وسياحية ، ولا يسمح في بيع الأراضي السكنية والزراعية لغير اهل القوش .
إن العلاقة مع الأخوة الجيران من العرب والأكراد والآشوريين والشبك والأيزيدية وغيرهم هي جيدة وطيبة ، ولكن ( انت في بيتك وأنا في بيتي ونحن اخوان ) هذا سياج بيتي ملاصق لسياج بيتك ، وليس لأحدنا عبوره او تجاوزه .
في الجانب العمراني تشهد القوش حركة عمرانية واسعة ، فإن كان البيت الصغير في اواسط القرن الماضي في القوش تسكنه عائلة ممتدة من الأب والأبناء وزوجات الأبناء وأطفالهم ، فاليوم ان كل من هؤلاء الأولاد ينشد الأستقلالية في المعيشة والسكن ، كما ان مستوى الحياة قد تطور وتقدم فبينما كان البيت الألقوشي القديم يراعى في بنائه وجود آخور ( بيكاري) لأيواء الحمار او زوج من البغال فإن البيوت الحديثة يراعى فيه وجود مكان لأيواء السيارة او السيارات الحديثة التي تملكها العائلة .
في مطاوي الخمسينات من القرن الماضي كان في القوش سيارات اجرة على عدد اصابع اليد الواحدة او ربما اكثر قليلاً ، لكن اليوم مئات السيارات الحديثة تجوب شوارع القوش الجديدة . إن سرد كل مجالات التطور تحتاج الى فصل كامل ، وقد تطرقت الى ذلك في مخطوطة كتابي القادم عن القوش الحبيبة .
قد يكون من المفيد في هذا المقال التطرق الى الطريق الحديث نحو دير السيدة ودير الربان هرمز الذي قام بتبليطه مشكوراً اقليم كوردستان رغم ان القوش تقع في ما يصطلح عليه المناطق المتنازع عليها ، وأنا لا اتفق مع فكرة التنازع على القوش ، لأن القوش ومدننا الكلدانية ينبغي ان تنسب لأصحابها فلماذا يكون التنازع عليها بين العرب والأكراد الا يستحق شعبنا الكلداني ان يملك ارضه وان يكون سيداً عليها ؟
ما تحتاجه القوش هو توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل ولا اعتقد فيها ازمة سكن ، ويلاحظ في الآونة الأخيرة انحسار الهجرة ، فمن ناحية هنالك زيارات متكررة من ابنائها من دول المهجر الى القوش وفي بعض الحالات نلاحظ عودة بعض المهاجرين للاستقرار في القوش ، وانا شخصياً قد تجشمت عناء بناء بيت في القوش ليكون لي ولأولادي محطة استقرار في القوش التي تمثل لنا الوطن العراقي برمته .
إن محاولتي التغيير الديموغرافي في التركيبة السكانية لألقوش ولبلداتنا الكلدانية والسريانية والآشورية ومحاولات الفكر الأقصائي في تغيير هوية القوش وغيرها من المدن والبلدات الكلدانية هي محاولات لا اخلاقية ويائسة وتتناقض مع مبادئ الحرية ولوائح حقوق الأنسان في العبادة والعقيدة والأنتماء القومي او الديني او المذهبي او السياسي .
نتطلع ان تكون القوش نجمة متألقة في سماء الوطن العراقي وفي سماء كوردستان التي تقدم خدمات جليلة لهذه المدينة ، ونتطلع اليوم الذي تقوم كوردستان بإقرار حقوق الشعب الكلداني كاملة .
حبيب تومي / القوش في 21 / 05 / 12



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب عنكاوا والأبراج الأربعة والتراجع المخجل لما يسمى بتجمع ...
- هل كان على الكلدان التطوع في قوات الجتا لكي تمنحهم كوردستان ...
- متى تتدخل الحكومة العراقية لإنهاء معاناتنا مع مصرف الوركاء ؟
- تمنياتي ان تنبثق هيئة باسم تجمّع التنظيمات الكلدانية
- تحية للزوعا في الذكرى 33 لتأسيسها مقرونة بأسئلة مطلوب الإجاب ...
- الوزارة الكوردية الجديدة تهميش واضح للأيزيدية والشعب الكلدان ...
- التهميش والحملة الإعلامية الظالمة ضد الكلدان الى اين ؟
- اسئلة مطروحة على الرئيس البارزاني قبل اعلان الدولة الكوردستا ...
- في ذكرى استشهاد المطران فرج رحو شهيد العراق وشهيد الأمة الكل ...
- البارزاني مصطفى هو من وضع حجر الأساس لكوردستان اليوم
- هل يستحق النائب يونادم كنا ان يحمل شرف تمثيل الشعب الكلداني ...
- الأستاذ نيجرفان البارزاني ستتسم وزارتكم بالمساواة والعدل حين ...
- نيجيرفان بارزاني يطلب المشورة من شعبه هذه مقترحاتي
- الرد الهزيل لمكتب النائب يونادم على مقال السيد ابلحد افرام
- الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان نهج مستقل لا يقبل ال ...
- ما هو سر تلهف النائب يونادم كنا للإمساك بمصائر الوقف المسيحي ...
- رحيل الصديق حميد أبو عيسى وتدفق ينبوع الذكريات
- الأستاذ نيجرفان البارزاني ثقل الملفات وهموم شعبنا الكلداني
- الأستاذ نيجرفان البارزاني حقوق الشعب الكلداني امانة في اعناق ...
- غبطة البطريرك مار عمانوئيل دلي يجب مخاطبته باحترام وأخلاقية ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - القوش الكلدانية أحسن مدينة في العراق ، كيف ؟ ولماذا ؟