أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - رحيل الصديق حميد أبو عيسى وتدفق ينبوع الذكريات















المزيد.....

رحيل الصديق حميد أبو عيسى وتدفق ينبوع الذكريات


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في فترة قصيرة فقدت ساحتنا الثقافية في القوش ثلاثة من روادها : المرحوم منصور بجوري والكاتب نوئيل قيا بلو واليوم نودع صديقاً عزيزاً تعززت صداقتنا في دور الشباب وسنين الدراسة وهو المرحوم حميد عيسى يلدكو ، والذي كان يشعر بسعادة حينما يذيل قصائده باسم حميد ابو عيسى . في فترة ليست قصيرة من مرحلة الدراسة الثانوية جمعنا صف واحد ورحلة واحدة ، وخارج الصف والمدرسة كان يجمعنا طموحات الشباب في الحب والربيع وترف الحياة ومباهجها في تلك المرحلة العمرية الرائعة . ويجمعنا ايضاً الهدف السياسي الواحد في حب الوطن العراقي والفكر السياسي اليساري الذي كان طاغياً في تلك الأعوام .
الحديث عن الصديق الراحل حميد عيسى ذو شجون وذكريات ، لكن قبل ذلك نعرف القارئ الكريم لمن لا يعرف من هو حميد عيسى يلدكو ان نقول له إنه من القوش مواليد 1943 انهى دراسته الثانوية في القوش وسافر الى الأتحاد السوفياتي السابق في عام 1961 في بعثة دراسية واستقر في جمهورية بيلروسيا ( روسيا البيضاء) بمدينة مينسك وتخرج عام 1967 بدرجة ماجستير في الهندسة الميكانيكية ، وبعد عودته الى العراق بعد تخرجه خدم الأحتياط ( ملازم ثاني) في الجيش العراقي ، وبعد تسريحه من الخدمة تعين بعنوان مهندس في الشركة العامة للصناعات الميكانيكية ثم نقلت خدماته إلى المعهد المتخصص للصناعات الهندسية في بغداد وفي عام 1993 احيل على التقاعد بطلب منه وفي اوائل عام 1999 غادر العراق ليستقر اخيراً في اميركا ، ويعمل فيها بعد استقراره مدرساً للغة العربية في إحدى جامعات ولاية جيورجيا الأمريكية .
اثناء عمله في العراق الف كتب هندسية باختصاصه إضافة عشرات البحوث والدراسات والمقالات الهندسية نشرت في مجلتي الصناعة والصناعات الهندسية إضافة الى كتابته لدليل الأستعمال والإدامة للساحبات ( الجرارات ) العراقية عنتر 60 وعنتر 70 وعنتر 80 إذ كان اختصاصه ميكانيك المكائن الزراعية .
جمعتني مع المرحوم في اوقات الرحلة الواحدة في ثانوية القوش في الصف الرابع والخامس العلمي ، وكان المرحوم منصور اودا مدير المدرسة ومدرس الرياضيات بامتياز ، وكان جلال غريب ،الكردي، مدرس اللغة العربية ، إضافة الى افضل المدرسين القادمين من الموصل هرباً من موجة الأغتيالات التي كانت عاصفة في تلك الفترة من الزمن الردئ .
كنا مجموعة طلبة فيهم من تفوق وحصل على اعلى الدرجات وفاز بالدراسات خارج العراق ومنهم الراحل حميد عيسى ومنهم من قنع بمعدله المعتدل ليدخل إحدى الكليات او المعاهد العراقية او توجه للاعمال التجارية بعيداً عن هموم الدراسة . في الحقيقة إن الأيام والسنون تمضي كلمح البصر وها هي المدة التي تفصلنا عن تلك الأيام تناهز النصف قرن ونيف بالتمام والكمال وعسى ان يسعفني ينبوع الذكريات الجميلة الى سرد بعض الأسـماء التي قضينا معهم ردحاً من الزمن الجميل ليس الى نسيانه سبيل ومنهم :
كاتب هذه السطور حبيب تومي ، حميد بحو بوداغ ، كامل متي وزي ، ابرم حنا ، ياقو اوراها شبلا ، سعيد يوسف اسطيفانا ، نجيب يوسف اسطيفانا ، هرمز متوكا حيدو ، يوسف حنا شبلا ، يوسف عبو جولاغ ، كوريال يوسف بلو ، صبري بطرس شوشاني ، يوسف صادق خوبر ، بطرس عيسى قودا ، حنا موسى طعان ، سالم جبرائيل رزوقي ، سالم متي بتي ، ريجينة بولا يونان ، بنت حنا كجو ،(اخت المرحوم وديع كجو) . آسيا ؟ (لم تكن القوشية) ، رمزي يوسف قلو ، عبد حسقيال كله ، عابد شيشا كله ، وجدي موسى هيلو، بهجت فرج قس يونان ، عادل الياس حنو ، سمير حنا عازو . ومنهم من اودع هذه الحياة وهم :
الفقيد المرحوم حميد عيسى يلدكو ، المرحوم جميل حنّيكا ، المرحوم سالم ايرميا ، المرحوم عابد ارواها ، المرحوم بطرس سخريا ، المرحوم يونس موسى حنطيي .
انطباعاتي عن شخصية المرحوم الصديق حميد عيسى انه يحب مباهج الحياة ويتفاعل مع جوانبها من الأحزان والأفراح والسياسة والعمل والدراسة والتفاؤل والمرح والصداقة ..
لقد جمع حميد عيسى في شخصيته مزايا كثيرة . سريع البديهية حاضر النكتة الخفيفة ، حلو المعشر . في قلمه الغزيز تمكن من تفعيل الفكر الهندسي العلمي مع الفكر الأدبي الإنساني وتفوق في المجالين ، حينما كان يرسل قصائدة الى موقع نادي بابل الكلداني في النرويج ألاحظ ترتيب الأبيات بتنسيق هندسي جميل ، واهم ما كان يطلبه منا هو ان تنشر قصيدته وهي مرتبة على نقس النمط التي يسطرها ، وكان يسعدنا ان نلبي طلبه في الأحتفاظ بجمالية الكتابة الى جانب عمق وجمالية المعنى .
في أحدى الدورات لنادي بابل الكلداني وقبل سفري من العراق بحوالي اقل من سنة إذ اصبحت سكرتيراً في الهيئة الأدارية ورئيس اللجنة الثقافية ، وكنا نصدر نشرة والتي اتخدت مؤخراً اسم صدى بابل ، وكنا نستلم نصوص من بعض الكتاب لغرض تدقيقها والموافقة على نشرها ووردنا نص من المرحوم حميد عيسى ، وحينما بدأنا في قراءته ظهر لنا جلياً اننا امام نص متكامل لكاتب قدير هو حميد ابو عيسى .
كتابات حميد عيسى متنوعة تتناول جوانب الحياة بعمق وجداني وتصور واسع تسعفها كتابة رشيقة بلغة مطواعة لكاتب مقتدر ، إن رحيل الأديب او الكاتب يُبقى ذخيرة يتناولها المتخصصون والكتاب وتبقى ضمن ثروة التراث ، ولهذا إن غابت ابدان هؤلاء المبدعون فإن اثارهم تبقى عالقة في النفوس . كان المرحوم حميد ابو عيسى غزير الأنتاج وفي رحيله نقتبس شيئاً من اواخر ما كتبه وما افرزته قريحته ومشاعره الجياشة .
حميد ابو عيسى يكتب : سأقيمُ الحبَّ داراً للحياةِ
إعـتـقـوني
إرحـموني
واتركوني
لشــؤونـي
باتَ جِـنّـي
لا يُـغــنّــي
غـيـرَ أَنّي*
لـلــتــدنّــي
والـتـمــنّــي
كي يزيلَ الحـظ ُّ عـنّي
شـؤمَ عـمـرٍ نالَ مـنّـي
بلْ حَـضَـنّي واحتواني
خـانـقـاً كــلَّ الأمـانــي
في الأواتي مِنْ زماني
إنـَّـنـي حـــيُّ وفـانـــي
رغـمَ حـبّـي لـلأغـانـي
مِـنْ أصـولِ العـنـفـوانِ
إنـَّـني آلـيـتُ أنْ أغـزو مكاني
بالـزهـورِ وعـطورِ الأقحوانِ
وأقـيـمُ الحـبَّ داراً بـالــمـجانِ
للجـمـوعِ الخاسـرينَ بالـرهانِ
وسـأبني قـلعـةً مِـنْ حـبِّ قاني
تجـلـبُ الحظَّ السعـيدَ والتهاني
أوگستا في 8 أيار 2011

وفي مكان آخر نقرأ له قصيدة مترجمة من اللغة الروسية وهي في الفتره التي داهمه المرض وبدأ الصراع ، والقصيدة التي يمتزج فيها الحزن مع الأمل والإرادة وهي للشاعر الروسي الكبير كونستنتين سيمينوف ، وقد يتساءل المرء ، لماذا يترجم هذه القصيدة بالذات ؟
هل ان هذه القصيدة تعبر عن هواجسه ، وهو يروم ان يبقى على تفاؤله وعلى قوة إرادته امام على جبروت المرض اللعين ، فإنه يقول انتظريني :
دعي الإبنَ والأمَّ يصدِّقا
بأنـَّـني غير موجودْ
وليتعبَ الأصدقاءُ انتظارا
ويجلسوا حول النار
كي يشربوا الخمرَ المرَّ على ذكرى روحي
إنتظري ولا تتعجَّلي المشاركةْ
إنتظريني وسوف أعودُ
بالرغمِ عن أنفِ الموتْ

إنتظريني وسوف أعودُ
ولكن إنتظري كثيراً
إنتظري عندما تُغرِقُ الحزنَ
أمطارٌ صفراءْ
إنتظري عندما تعصفُ الثلوجُ
إنتظري في القيظِ
إنتظري عندما لا ينتظرُ الآخرونْ
إنتظري عندما تنقطعُ رسائلي
مِنَ الأماكنِ البعيدةْ
إنتظري عندما يسأمُ كلُّ مَنْ إنتظر
إنتظريني وسوف أعودُ
ولا تتمنّي خيراً لكلِّ مَنْ حفظ غيباً
بأنَّ وقتُ النسيانِ قد حانْ
دعي الإبنَ والأمَّ يصدِّقا
بأنـَّـني غير موجودْ
وليتعبَ الأصدقاءُ انتظارا
ويجلسوا حول النار
كي يشربوا الخمرَ المرَّ على ذكرى روحي
إنتظري ولا تتعجَّلي المشاركةْ
إنتظريني وسوف أعودُ
بالرغمِ عن أنفِ الموتْ
19 أيار 2011 * قصيدة الشاعر الروسي الكبير كونستنتين سيمينوف
ترجمتُها عن الروسية .
المغفرة والرحمة لروح الصديق العزيز حميد عيسى يلدكو ، ونتضرع الى الرب يسوع ان يسكنه فسيح ملكوته السماوي وأن يلهم عائلته وذويه الصبر والسلوان .
حبيب تومي / اوسلو



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ نيجرفان البارزاني ثقل الملفات وهموم شعبنا الكلداني
- الأستاذ نيجرفان البارزاني حقوق الشعب الكلداني امانة في اعناق ...
- غبطة البطريرك مار عمانوئيل دلي يجب مخاطبته باحترام وأخلاقية ...
- ورحل الصديق منصور بجوري الى الأخدار السماوية
- مناقشة هادئة للرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع
- الطبقة السياسية في العراق تتحاور عبر المفخخات والعبوات الناس ...
- حوار مع الأستاذ فاضل الميراني سكرتير الحزب الديمقراطي الكورد ...
- الأخوة في حركة التغيير ولماذا إقحام الأيزيدية والمسيحيين في ...
- بعد استهداف االمسيحيين والإيزيدية في كوردستان سيأتي دور استه ...
- الأعتداءات على المسيحيين في اقليم كوردستان ومخاطر تردّي الأو ...
- سؤال لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي لماذا بغداد المدينة الأ ...
- تصريحات السيد يونادم كنا الأستفزازية ضد الكلدان،اين البرلمان ...
- ماذا لو ظهر ان القوش عائمة على بحيرة من الذهب الاسود ؟
- الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان خطوات ثابتة وقرار مس ...
- ماذا ابقيتم للكلدان ؟ واليوم تمنعون عنهم حتى حق المعارضة
- تمخض الربيع العربي فولد حكماً اسلامياً
- العمل القومي الكلداني من اين نبدأ ؟
- المطران سرهد جمو فكر قومي كلداني واضح وبمنأى عن تخوم السياسة
- الأعتداء على اهالي برطلة سوف لا يكون الأخير في مسلسل الأعتدا ...
- معظم اوساط شعبنا الكلداني ليسوا مع إقامة محافظة مسيحية ؟


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - رحيل الصديق حميد أبو عيسى وتدفق ينبوع الذكريات