أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - تمخض الربيع العربي فولد حكماً اسلامياً















المزيد.....

تمخض الربيع العربي فولد حكماً اسلامياً


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الليل العربي كان طويلاً والنوم عميقاً وحينما استيقظ الشباب العربي من نومهم على ايقاع الفيسبوك والتوير والأنترنيت لاحظوا ان العالم قد تغير وتقدم نحو الأمام ، وهم لا زالوا كأهل الكهف يعيشون في عالم آخر قديم وهي قصة وردت في القرآن في صورة آل الكهف من ألاية 8 ـ 25 ، وكما وردت قبل ذلك في الأدب السرياني عن الفتيان الثمانية في افسس حينما هربوا من الأضطهاد قبل ان تتنصر الدولة الرومانية ، وافاق هؤلاء بعد قرون حيث سادت المسيحية بلادهم ولا يعلمون بما حدث واعتقدوا انهم ناموا ليلتهم فحسب , وهي قصة لا مجال للتطرق اليها في هذا المقام ، خميرة الكلام ان الزمن قد سار وتطور وهم نيام ، وأفاقوا وإذا كل شئ قد تغير .
ثورة الشعوب العربية او كما عرف بالربيع العربي الذي تفشى في الدول العربية بدءاً من تونس مروراً بمصر ومن ثم الى ليبيا بيت بيت زنكة زنكة ، وقبلها في اليمن وأخيراً الى سوريا . والسؤال المطروح من الذي قطف ثمار تلك الثورة او الثورات التي قامت بعد عقود طويلة من الحكم الأستبدادي الديكتاتوري . لقد تراءى للمراقب بأن الثورات العربية ستجني ثمارها ويمضي العالم العربي لاحقاً بالركب الحضاري فيجري تطبيق مبادئ الديمقراطية وتبدأ عمليات البناء وتنتشر مبادئ التسامح والتعايش بين المكونات بجميع اطيافها الدينية والمذهبية والأثنية ، وهذا ما كنا نتأمله في العراق أيضاً بعد سقوط النظام في نيسان 2003 حيث اعتقدنا اننا سنعيش في امان واستقرار وفي بحبوحة من العيش الرغيد وفي ظل دولة مؤسسات يسود فيها القانون والنظام والتعايش بين المكونات العراقية .
لكن الواقع كان بعيداً عن ذلك فقد اسقط بيدنا حيث هيمنت الأحزاب الدينية على مقدرات العراق ، وادخل العراق في نفق الطائفية المظلم ، واليوم وقد مضى ثمان سنوات ونيف ولا زال المواطن العراقي يفتقر الى ابسط خدمات الحياة في القرن الواحد والعشرين وهي الكهرباء ، وهو المثال الوحيد الذي ادرجته ، لأنه اصبح التطرق الى انعدام الخدمات وتفشي الفساد الأداري والمالي وانعدام الأمن وغيرها من الأخبار او الأمثلة اليومية واصبح تكرارها يبعث على السأم والملل.
أجل إن الربيع العربي سينتج محصولأً لم يحصده سوى الأسلام السياسي إن كان معتدلاً او اصولياً ، فالهدف واحد ، لكن الآلية مختلفة . في ليبيا كان مصطفى عبد الجليل ، الأسلامي المعتدل ، رئيس المجلس الأنتقالي يشدد على عزمه على مراجعة القوانين الليبية لتوافق مع الشريعة الأسلامية ويقول في خطابه يوم التحرير: «إن ليبيا دولة إسلامية، وأي قانون يعارض المبادئ الإسلامية للشريعة هو معطل قانونا»، معطيا مثلا قانون تعدد الزوجات .
لقد كان القذافي مسلماً متزمتاً ولا يختلف بشئ عن طالبان وقد كتبت في وقتها مقالاً عنوانه الزعيم الليبي معمر القذافي يسئ للكتب المسيحية المقدسة ، وهو يصفها بأنها مزورة ، فأي قوانين علمانية يمكن للقذافي ان يوافق عليها . ونتمنى للشعب الليبي ان لا تذهب ضحاياه هدراً ، وان لا يخرجوا من مطب ليقعوا في مطب آخر .
إن تونس وهو البلد العربي الذي اتسم بمقدار كبير من الحرية وبعض التوجهات العلمانية التي شرعت في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة مقتدياً بكمال اتاتورك ، اليوم اسفرت الانتخابات التونسية عن فوز كبير لحركة النهضة التونسية ذات التوجه الإسلامي ، ومن خلال تصريحات قادتها انهم يؤمنون بتداول السلطة وفق ما يختاره الشعب في العملية الديمقراطية .
وفي مصر ثمة مخاوف من وصول جماعة الأخوان المسلمين وغيرهم من الأحزاب الأصولية الإسلامية الى السلطة . ولا نريد استباق الأحداث في اليمن او في سورية .
ثمة من يعتقد بأن الظروف ستفرض على الأسلاميين تغيير سلوكهم وافكارهم لكي تتلائم مع الظروف الموضوعية المستجدة في المنطقة والعالم ، فهل يمكن ذلك ؟ هل يمكن يان يؤمنوا بالديمقراطية ؟ في الحقيقة ان الإسلاميين كانوا شركاء الأنظمة المخلوعة ، وكانت الحكومات رغم سمتها العلمانية تعمل على ترضية التيار الإسلامي .
ان الشعوب العربية لم تصل الى مستوى من الوعي كي تنتخب القوى العلمانية الديمقراطية ، إن تجربة العراق ماثلة امامنا فحينما تخلص الشعب من الحكم الدكتاتوري لجأ الى انتخاب الأحزاب الدينية ، إن هذه الظاهرة ناجمة من العقل الجمعي المتأثر بالحماس الديني ولم يستطع التحرر من ذلك التأثير إلا بانتشار العقل الفردي المستقل ، وكما حدث في اوربا حيث انتهى دور الدين في العملية السياسية وبات محصوراً في اروقة الكنيسة ، وهذا بفضل وعي الشعب ومستواه الثقافي ودون فرض اي قيود . انه مستوى من الوعي والثقافة الذي نفتقر اليه .
إن الخطاب الديني الإسلامي المهيمن على عقلية ومزاج الأنسان العربي المسلم لا يمكن تبديله بجرة قلم ، او بثورة طارئة ، او شعارت ثورية مهما بلغ الأمر ، فالعقل الغريزي الديني متغلغل في العقل الباطني للأنسان وهو اعمق المؤثرات ، وهو القادر على تحريك تلك الجموع ، وعلى سبيل المثال فإن الثوار اللذين اهانوا القذافي وفتكوا به اثناء اندفاعهم الثوروي ، هم أنفسهم الذين كانوا بالأمس يهتفون ويؤلهون القذافي ، نحن نصنع الصنم والدكتاتور ، ونحن نسحلهم في الشوارع .
ميدان التحرير في القاهرة يشهد المسيران المليونية لسبب وآخر ولكن هذه الساحة لم تجد تجمعاً مليوناً او حتى مئوياً حينما سحقت دبابات الحكومة عشرات الأقباط وهم السكان الأصلاء في هذه الدولة ، إن الهوية الدينية الأسلامية في مصر قد أزاحت الهوية الوطنية المصرية ، وجعلت منها هوية ثانوية وبموجب عقليتها ومزاجها الديني فإن عمليات التنكيل وقتل العشرات المواطنين الأصلاء من المسيحيين الأقباط على يد الجيش المصري ، لا يشكل سبباً وجيهاً لأي تجمع او احتجاج ما دام هؤلاء ليسوا مسلمين ، ولو كانت المسالة تتعلق بمنع فتاة من ارتداء حجاب فكانت المسالة تستوجب التجمع والأحتاج المليوني في ميدان التحرير في القاهرة .
من حق الأقليات الدينية ان تتوجس وتخشى نتائج الثورات القائمة إن كانت في مصر او سورية او غيرها ، إذ كل الدلائل تشير ان ثمارها سيجنيها الأسلام السياسي ، وهي التي ستأتي الى سدة الحكم بشكل مباشر ، ورغم انها كانت شريكة الحكومات السابقة، لكن لم يكن لها اليد الطليقة لتحقيق اجندتها ، لقد رأينا في العراق عمليات القتل والتنكيل ونحر الرقاب تحت صيحات الله اكبر . إن هذه القوى من السابق لأوانه ان نصدق خطابها الجديد بأنها تؤمن بالديمقراطية وبتداول السلطة وباحترام حقوق المرأة والتعامل مع اتباع الديانات الأخرى بتعايش إنساني وبمستوى المواطنة المبنية على العدالة والمساوة الوطنية وليس وفق عقلية احكام اهل الذمة .
لقد كان صدام ديكتاتورياً وظالماً ، ولكن ظلمه كان موجهاً ضد من يعارض حكمه ، إن كان مسيحياً او مسلماً شيعياً او سنياً عربياً او كردياً ، ولم يكن موجهاً ضد إنسان كونه مسيحي او ايزيدي او مندائي او مسلم .
لقد عشنا في وطننا قرون طويلة بين المد والجزر من الظلم والتهميش ، فهل نشهد مرحلة اخرى يستمر فيها الظلم والأستبداد في ظل قوانين تعسفية ، ام يجري مراعاة تطور الزمن والتقدم الأنساني في كل الميادين فيصار على تشريع قوانين انسانية تحترم حقوق المواطنه وفق عقد اجتماعي يكون للمواطن حقوق وعليه واجبات دون تمييز بين الأطياف المجتمعية الدينية او الأثنية او القومية او المذهبية او السياسية .
حبيب تومي / اوسلو في 29 / 10 / 11



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل القومي الكلداني من اين نبدأ ؟
- المطران سرهد جمو فكر قومي كلداني واضح وبمنأى عن تخوم السياسة
- الأعتداء على اهالي برطلة سوف لا يكون الأخير في مسلسل الأعتدا ...
- معظم اوساط شعبنا الكلداني ليسوا مع إقامة محافظة مسيحية ؟
- ثورة ايلول التحررية ودور الشعب الكلداني والشهداء الأبرار في ...
- المحافظة المسيحية المفترضة تحترق في أتون المصالح المتناقضة
- نحن الكلدان ماذا جنينا من الكوتا المسيحية لندعم إقامة محافظة ...
- عزيزي نبيل دمان لا يجوز الكتابة مع ميلان الريح
- الفساد في اقليم كوردستان وآليات المعالجة ، كتاب قرأته وأقدمه ...
- لماذا انسحاب الحزب الديمقراطي الكلداني من تجمع احزاب شعبنا ؟
- وسطية القوش الجيوسياسية واليوم التاريخ يعيد نفسه
- مبررات غير مقنعة لأسكات الصوت الكلداني
- الأخوة في المجلس الشعبي .. ما هكذا تورد الأبل !
- ملا مصطفى البارزاني وجون كرنك و .. والوطن العربي الواحد
- عودة طيبة الى صبنا الكلدانية وعلى نار ليست هادئة مع الأخ موف ...
- مطلوب من الدكتور برهم صالح التدخل لتحصيل اموال المواطنين من ...
- رابي يونادم لا يقبل بتعيين الأستاذ رعد عمانوئيل رئيساً للوقف ...
- إقامة سنغافورة كلدانية في سهل نينوى احلام وردية وجدل بيزنطي
- اين يقف الأستاذ نيجرفان البارزاني من العملية السياسية في اقل ...
- حقوق الشعب الكلداني ليست ورقة للمساومة او بضاعة للمتاجرة


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - تمخض الربيع العربي فولد حكماً اسلامياً