أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - الأعتداءات على المسيحيين في اقليم كوردستان ومخاطر تردّي الأوضاع الى فوضى عارمة















المزيد.....

الأعتداءات على المسيحيين في اقليم كوردستان ومخاطر تردّي الأوضاع الى فوضى عارمة


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 00:20
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لا يعقل ان تتدهور الأمور الى هذا الدرك في اقليم كوردستان ، الذي كان مثالاً للواحة الجميلة للتعايش بين المكونات الدينية والأثنية والعرقية ، وحينما طال الأرهاب ابناء شعبنا الكلداني وبقية مسيحيي العراق في مدن العراق كان اقليم كوردستان هو الملاذ الآمن لأبناء شعبنا حتى ان الأقليم كان يعوضهم عن التوجه الى بلاد المهجر لما ينطوي عليه من الأستقرار والأمان ومن ديناميكية تطبيق القانون ، ومن ثم توفر مجالات العمل المختلفة كل ذلك كان يجعل من الأقليم ارضاً جاذبة لشرائح كبيرة من مجتمعنا الكلداني وبقية مسيحيي العراق ، والاقليم بدوره يستفيد من الذين يملكون رؤوس الأموال فيصار الى استثمارها وتوظيفها في مشاريع البناء الصناعي او العمراني او التجاري او السياحي ، ومن هؤلاء القادمين من يحمل خبرة او شهادة ، فيهم الطبيب والمهندس والمعلم والمهني والخبير ... هكذا كان التعايش المبني على مصلحة الجميع دون تفرقة او تمايز بين مسيحي او مسلم او ايزيدي او مندائي .
ومن هذا السياق يكون الأعتداء المبيت قد اطفأت قناديل التعايش في المجتمع ما لم تتخذ السلطات في الأقليم التدابير اللازمة لأيقاف مسلسل الأعتداء على الناس الآمنين وإنهاء مظاهر العنف ، وتحقيق سيادة القانون بمحاسبة من ارتكبوا هذه الأعمال التخريبية وإلا فإن شرارة العنف سوف تتوسع وربما يكون من المستحيل إخمادها وتغرق المنطقة بالفوضى وفلتان الأمن وانعدام الإستقرار وربما يكون هذا الرأي نابعاً من مخاوفي وهواجسي ولا تنطبق عليه الحقائق على ارض الواقع وأتمنى ذلك .
الشرارة الصغيرة هي التي تخلق الحرائق الكبيرة ، وكثيراً ما تنمو صغائر الأحداث ككرة الثلج إذ تنمو كلما تدحرجت هكذا تحدث عظائم الأمور ومآسي الحروب خاصة حينما يغيب العقل والحكمة .
بالأمس خرج عشرات المتظاهرين في مدينة زاخو بعد صلاة الجمعة ، وجرى شحن المصلين بالعواطف الدينية وضرورة صيانته والعمل على تثبيته وذلك بالنيل من حالات سائدة في المدينة ، منها وجود مراكز المساج المنتشرة في المدينة ، ومحلات بيع الخمور ، وكان عدد المتظاهرين يقدر بالعشرات ثم تطور الى المئات وبعدها ارتفع عددهم الى الآلاف ، من هنا ينبغي الأدراك والحسبان بأن العنف المجتمعي قد يؤدي الى نتائج غير متوقعة وغير محسوبة وقد تصار الأوضاع الى الفوضى العارمة ، كما حدث للأوضاع في العراق بعد 2004 ولحد 2008 وهي مستمرة بشكل ما الى اليوم .
في احداث زاخو التي انطلقت بعد صلاة الجمعة ، اي ان العملية لم تكن تلقائية عشوائية إنما كانت نتيجة لشحذ الهمم وشحن العواطف وإثارة الغرائز اي انها جاءت بمثابة استجابة لدعوات خطيب الجمعة ، فقد بدأ العنف يطال مراكز المساج والتدليك التي يقال انها منتشرة في المدينة ، وبعد ذلك امتدت الى محلات بيع الخمور التي يمتكلها المسيحيون والأزيدية بشكل رئيسي ، ثم امتد العنف الى الفنادق ومنها فنادق من الدرجة الأولى وكانت هنالك محاولة للاعتداء على المطرانية الكلدانية في زاخو ، وبعد ذلك امتدت الشرارة الى خارج المدينة لتمتد الى مدينة قضاء سميل وقرية شيوز ، ويبدو ان المسألة دخلت في إطار التخريب المنظم وهناك من يقف وراءها ، ويظهر ذلك من القيام بإضرام النار في نادي نوهدرا الأجتماعي الثقافي وإضارام النار في محتوياته في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، وفي صباح اليوم ( السبت ) عاودت الجموع بارتكاب اعمال العنف ذات الطابع الطائفي حينما عمد مجموعة تقدر بمئة شاب وبتحريض من معلميهم وأساتذتهم بالهجوم على الكنيسة ورشقها بالحجارة مع بعض بيوت للمسيحيين في مجمع المنصورية القريب من دهوك والذي يسكن فيه قرابة 180 عائلة مسيحية .
من جانبه الرئيس مسعود البارزاني يقول :
«مع الأسف قام عدد من الشبان وبتشجيع من بعض أساتذة الدين بأعمال تخريبية أثارت الفوضى في مدينة زاخو وتهجموا على مناطق سياحية وخاصة تلك التابعة للإخوة المسيحيين والايزيديين.. وبعد هذه الفوضى قام ومع الأسف عدد من المواطنين وكرد فعل للحادث بالتعدي على مقار تابعة للاتحاد الإسلامي وهذا أيضا عمل غير شرعي». وأوضح بارزاني أن «قوات الداخلية بذلت ما بوسعها للسيطرة على الفوضى لكنها لم تتمكن من ذلك، لذا وفي الوقت الذي أدين فيه كل هذه الأعمال غير الإنسانية واللاقانونية.. أطالب أهالي كردستان بأن يجعلوا من التعايش السلمي القومي والديني والمذهبي هدفا رئيسيا لهم... ».
من هذا الحديث تكون المصالح الأزيدية والمسيحية هي المستهدفة في المنطقة أي تحمل طابع طائفي .
وقبل التطرق الى دور الحكومة الكوردية وقوات حفظ النظام وتطبيقه ، نشير بعقلانية وهدوء الى الحجة المثارة في انتشار مراكز المساج ومحلات بيع الخمور في المدينة ، السؤال هنا يطرح نفسه ، ألا يوجد طرق اصولية من إدارية وسياسية واجتماعية يمكن الوصول الى الهدف المنشود دون خلق الفوضى وإثارة العنف واستخدام اسلوب التخويف والترهيب بين السكان لا سيما بين المسيحيين من الكلدان والسريان وألاشوريين وبين الأخوة الأزيدية وغيرهم من المكونات اللاإسلامية .
لقد كانت ثمة حالة مشابهة في مدينة عنكاوا ، حيث كانت البارات والملاهي منتشرة في المناطق السكنية بشكل غير عشوائي ، فبادر الشباب الى الأحتجاج وبالتعاون مع العقلاء في هذه المدينة ومع مفاتحة الجهات الحكومية المسؤولية بالطرق الرسمية القانونية ، فقد كان القرار الأخير بغلق اعداد كبيرة من تلك المحلات ، ولم يصار الى حرق او خلق فوضى بأي شكل من الأشكال ، فماذا لو توجه العقلاء في مدينة زاخو الى اللجوء الى الطرق الأصولية المرعية طالبين غلق تلك المراكز في المدينة والتي يقولون انها تنشر الفساد بين الشباب .
إن هذه المحلات قد حصلت على رخصة العمل من الجهات المعنية وهي تدفع الضرائب والرسوم المستوجبه لاستمرارهم في العمل وتجديد إجازاتهم ، فلماذا لا يجري التعامل مع هؤلاء الناس بالطرق الأصولية والقانونية ، لماذا يجري التعامل مع هذه الحالة بأسلوب الحرق والتخريب والتهديد وتكبيد الخسائر ومحاربة الأرزاق ؟
إن القضاء على تلك الممارسات غير القويمة بكل القياسات ، إن كان في اقليم كوردستان او في عموم العراق ، لا ينحصر في حشد قوات الأمن والشرطة لوضع الحد لممارسات تخريبية وتهديدية لارهاب الناس الآمنين ، بل يكم بشكل اساسي على ترويج وإشاعة خطاب تسامحي تعايشي ، أي ينبغي العمل على بناء الأنسان الكوردي على ثقافة التعايش والتسامح، وينبغي نبذ الخطاب التحريضي الذي يروجه رجال الدين في عموم العراق واقليم كوردستان ، الدين المتسامح لا يقبل بالتحريض على التخريب وإرهاب الناس ، عليهم نشر المحبة والتعايش بين الأطياف العراقية الدينية والأثنية والعرقية والقومية والمذهبية ، وهذه مهمات تغرس في النفوس حب الخير واحترام الآخر وينبغي على رجل الدين المسلم ان يلتزم بغرس تلك المبادئ الأنسانية ليسود نور التسامح الديني بشكل واقعي مسلموس وليس عن طريق التمنيات وترديد الأقوال دون افعال ملموسة .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي لماذا بغداد المدينة الأ ...
- تصريحات السيد يونادم كنا الأستفزازية ضد الكلدان،اين البرلمان ...
- ماذا لو ظهر ان القوش عائمة على بحيرة من الذهب الاسود ؟
- الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان خطوات ثابتة وقرار مس ...
- ماذا ابقيتم للكلدان ؟ واليوم تمنعون عنهم حتى حق المعارضة
- تمخض الربيع العربي فولد حكماً اسلامياً
- العمل القومي الكلداني من اين نبدأ ؟
- المطران سرهد جمو فكر قومي كلداني واضح وبمنأى عن تخوم السياسة
- الأعتداء على اهالي برطلة سوف لا يكون الأخير في مسلسل الأعتدا ...
- معظم اوساط شعبنا الكلداني ليسوا مع إقامة محافظة مسيحية ؟
- ثورة ايلول التحررية ودور الشعب الكلداني والشهداء الأبرار في ...
- المحافظة المسيحية المفترضة تحترق في أتون المصالح المتناقضة
- نحن الكلدان ماذا جنينا من الكوتا المسيحية لندعم إقامة محافظة ...
- عزيزي نبيل دمان لا يجوز الكتابة مع ميلان الريح
- الفساد في اقليم كوردستان وآليات المعالجة ، كتاب قرأته وأقدمه ...
- لماذا انسحاب الحزب الديمقراطي الكلداني من تجمع احزاب شعبنا ؟
- وسطية القوش الجيوسياسية واليوم التاريخ يعيد نفسه
- مبررات غير مقنعة لأسكات الصوت الكلداني
- الأخوة في المجلس الشعبي .. ما هكذا تورد الأبل !
- ملا مصطفى البارزاني وجون كرنك و .. والوطن العربي الواحد


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - الأعتداءات على المسيحيين في اقليم كوردستان ومخاطر تردّي الأوضاع الى فوضى عارمة