أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - مناقشة هادئة للرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع















المزيد.....

مناقشة هادئة للرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 18:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



والله اكتب هذا المقال رغماً عن إرادتي ، إذ لم اكن ارغب في طرق هذا الباب، ولكن حينما يضربك احدهم ينبغي ان تبدي شكواك من الألم وهذا اضعف الأيمان كما يقال . ومن يريد ان يعاتبني على المقال فأرشده على قول سعد زغلول الذي قرأته قبل ايام في احد المقالات لا اتذكر كاتبها يقول :
إن في الناس ناساً إذا رأوا ضارباً يضرب ومضروباً يبكي ، قالوا للمضروب لا تبك قبل ان يقولوا للضارب لا تضرب .
قرأنا رسالة الكردينال البطريرك عمانوئيل الثالث دلي الرعوية وكذلك رسالة الميلاد لغبطة بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان والرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار ادي الثاني ، والرسالة الرعوية للمطران لويس ساكو ، وقد قرأنا في هذه الرسائل المعاني السامية للمحبة والتعايش والسلام كما قرأنا الرسالة الرعوية لقداسة مار دنخا الرابع وكان فيها ايضاً الكثير من الكلمات المفعمة بروح المحبة والتعايش والسلام .
لكن لا يخف على ذي نظر مدى احتواء الرسالة الأخيرة على الجانب السياسي ، وليس لنا اي نقد او تحفظ إن كان الدخول في الإطار السياسي من اجل مناصرة الشعب المسيحي في وطنه ، لكن تحفظنا واستغرابنا هو التخوم التي وصلت اليها الرسالة في محاذات والتناغم مع الفكر الأقصائي الموازي لفكر السيد يونادم كنا رئيس الحركة الديمقراطية الآشورية ، الحركة التي تتميز بفكرها القومي الإقصائي المتعصب ،حيث يقحم الذاكرة تصريحه المثير للجدل لقناة البغدادية في برنامج سحور سياسي ، في قوله : ن كل آشوري ينخرط في الكنيسة الكاثوليكية يصبح كلداني . لا نكرر ردنا السابق على هذا الطرح المضحك السطحي ، والتي تتطابقت مع افكار صدام حسين الإقصائية الذي كان سعى الى صهر الجميع في بودقة الفكر العروبي .
وسنبقى في ما ورد في رسالة البطريرك مار دنخا الرابع حيث تخالف بشكل جلي ابسط مبادئ حقوق الإنسان في حريته في معتقده وانتمائه وفي فرض الوصاية عليه ، وليس من حق اي انسان مهما بلغ مركزه ان يلغي حق الآخر في الحرية والكرامة فيقول في رسالته : بشكل واضح ما يخالف حقوق الأنسان وكرامته ، وحينما نقرأ عبارة تقول :
اليوم نَحنُ المسيحيين الذين نعيش في بُلدان المشرق نُعرفُ بأسماء ثلاث كنائس: وهي الكنيسة الكلدانية، الكنيسة السريانية، وكنيسة المشرق الآشورية. كمسيحيين مؤمنين يجب أن نحب ونحترم ونعمل معاً كأعضاء قطيع مسيحي واحد، وكأمةٌ واحدة، لسنا ثلاث أُممٍ، لكن أمةٌ واحدة وشعبٌ واحد، بالدم، بالتاريخ، باللغة. وكلنا كأمةٌ آشوريةٌ مسؤولين لكي نُحافظ على سلامة أبناءُ أمتنا كشعبٌ واحد... كأمة واحدة: يجب أن تفتخروا وتتشرفوا لأنكم آشوريين، يجب عليكم المحافظة على لغتكم الآشورية الأم، ثقافتكم، تاريخكم، ومحبتكم تجاه بعضكم البعض تكون طاهرة وحقيقية (انتهى الإقتباس)
إنه تورط واضح في فكر ايديولجي شمولي في إلغاء الآخرين وصهرهم في بودقة الفكر القومي العنصري ، نحن نحترم انتماءكم مهما كان ، وكان ينبغي ان تبدي نفس القدر من الأحترام خصوصاً لشعبنا الكلداني وقوميته الكلدانية ، القومية العراقية الأصيلة . ونحن في هذا المقال ببناقش الجانب السياسي لرسالتكم الرعوية في العام الميلادي الجديد .
يقول حنا بطاطو في كتابه العراق الطبقات الأجتماعية والحركات الثورية في العهد العثماني حتى قيام الجمهورية ج1 ص31 يقول : في مطلع القرن الحالي لم يكن العراقيون شعباً واحداً او جماعة سياسية واحدة . وهذا لا يعني الإشارة فقط الى وجود الأقليات الدينية والعرقية والدينية في العراق ، كالأكراد والتركمان والفرس والآشوريين والأرمن والكلدانيين واليهود والأيزيديين والصابئة وآخرين فالعرب انفسهم الذين يؤلفون الأكثرية ، يشكلون الى حد بعيد ، من جملة المجتمعات المتمايزة والمختلفة في ما بينها والمنغلقة على الذات بالرغم من تمتعهم بالسمات المشتركة .
كما ان معاهدة سيفر سنة 1920 قد اعترفت بحقوق الشعب الكلداني القومية في وطنه العراقي ، إضافة الى ان الدستور العراقي يشير بشكل واضح الى القومية الكلدانية ، وسوف يكتب اسم القومية الكلدانية في دستور اقليم كوردستان ، إذ لا يقبل الشعب الكوردي والقيادة الكوردية ان تكون ظالمة لحق شعب عريق في هذه الديار ، ولا يمكن ان يقبل الشعب الكوردي بأن يكون ظالماً وأن يتبنى افكار إقصائية عنصرية بحق الشعب الكلداني .
إضافة الى ذلك قداسة البطريرك مار دنخا الرابع ، اقول : بأن اسم الكلدانيين مكتوب في الكتاب المقدس اكثر من 90 مرة اعتباراً من سفر التكوين الى اعمال الرسل بصيغة : اور الكلدانيين ، جيش الكلدانيين ، على يد الكلدانيين ، أرض الكلدانيين ، مملكة الكلدانيين ، ملك الكلدانيين ، أدب الكلدانيين ، علوم الكلدانيين ، نسل الكلدانيين ... الخ ومن المؤكد انكم درستم الكتاب المقدس بشكل معمق .
ولكن لا اريد ان هنا تأكيد وجود الشعب الكلداني وقوميته الكلدانية ، لكن هنا فقط اريد ان اناقشكم من باب حقوق الأنسان التي تعني اهم جوانبه حرية الأنسان في معتقده وهويته ودينه ومذهبه وقوميته ولغته .. دون فرض الوصاية عليه ، وإذا حجبت عنه هذه الحرية مهما كانت الأسباب لا سيما السياسية كالتي فرضها كمال اتاتورك لخلق مجتمع متجانس في تركيا ، او التي كان يفرضها صدام حسين على الأقليات القومية ومنها شعبنا الكلداني او من السيد يونادم كنا الذي يلغي مفهوم القومية الكلدانية ، ولا نعاتبه على ذلك لأنه ربما لم يقرأ الكتاب المقدس او لم يعجبه درس التاريخ في المدرسة ولهذا اطلق فلسفته المشهورة بأن كل آشوري يتصل بروما هو كلداني ، فيبدو ان نبوخذنصر ونبوبلاصر قد اتصلا بروما ولهذا اصبحا ملكان كلدانيان .
قداسة البطريرك مار دنخا الرابع الموقر ، لقد عرّف ارسطو السياسة بأنها علم الرئاسة، ولا شك ان ذلك يحتاج الى كثير من التحايل والدهاء وأساليب في استمالة الآخرين ، إذ في كثير من مفاصلها تخالف الأخلاق ، فإن هذا العمل يحتاج إلى قدر هائل من التحايل والألتفاف على القانون في بعض الحالات والكذب ... الخ اي ان العمل السياسي هو كالدخول الى الغابة حيث صراع الوحوش فيضطر المرء في كثير من الأحيان ان يخالف انسانيته ومبادئه التي يؤمن بها .
بالنسبة لرجل الدين حينما يطرق ابواب السياسية ليس محرماً عليه ذلك ، لكن ينبغي ان يكون في إطار مفهوم المساعي الحميدة وإطار حمامة السلام مثلما يتصرف بابا الفاتيكان في روما حيث يدافع بشكل مستمر عن حق الضعفاء في الحرية ويدافع عن حرية الأنسان التي تعني في المقام الأول حرية المعتقد والأنتماء ويبارك التنوع إن كان متفقاً معه او مخالفاً له .
وفي الختام كان ينبغي ان تكون غير محدودة بحدود الكنيسة الكلدانية والسريانية والآشورية بل كان ينبغي ان تمتد الى الكنيسة الأرمنية والكنيسة الشرقية القديمة التي مقرها بغداد .
ونحن نودع اليوم الأخير الذي انسلخ من عمرنا وتوارى نحوم الأبدية .
اقول : في استقبال العام الجديد كل عام وانتم وشعبنا العراقي وشعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والأرمن والاشوريين بخير .
حبيب تومي / اوسلو في 31 / 12 / 11



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة السياسية في العراق تتحاور عبر المفخخات والعبوات الناس ...
- حوار مع الأستاذ فاضل الميراني سكرتير الحزب الديمقراطي الكورد ...
- الأخوة في حركة التغيير ولماذا إقحام الأيزيدية والمسيحيين في ...
- بعد استهداف االمسيحيين والإيزيدية في كوردستان سيأتي دور استه ...
- الأعتداءات على المسيحيين في اقليم كوردستان ومخاطر تردّي الأو ...
- سؤال لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي لماذا بغداد المدينة الأ ...
- تصريحات السيد يونادم كنا الأستفزازية ضد الكلدان،اين البرلمان ...
- ماذا لو ظهر ان القوش عائمة على بحيرة من الذهب الاسود ؟
- الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان خطوات ثابتة وقرار مس ...
- ماذا ابقيتم للكلدان ؟ واليوم تمنعون عنهم حتى حق المعارضة
- تمخض الربيع العربي فولد حكماً اسلامياً
- العمل القومي الكلداني من اين نبدأ ؟
- المطران سرهد جمو فكر قومي كلداني واضح وبمنأى عن تخوم السياسة
- الأعتداء على اهالي برطلة سوف لا يكون الأخير في مسلسل الأعتدا ...
- معظم اوساط شعبنا الكلداني ليسوا مع إقامة محافظة مسيحية ؟
- ثورة ايلول التحررية ودور الشعب الكلداني والشهداء الأبرار في ...
- المحافظة المسيحية المفترضة تحترق في أتون المصالح المتناقضة
- نحن الكلدان ماذا جنينا من الكوتا المسيحية لندعم إقامة محافظة ...
- عزيزي نبيل دمان لا يجوز الكتابة مع ميلان الريح
- الفساد في اقليم كوردستان وآليات المعالجة ، كتاب قرأته وأقدمه ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - مناقشة هادئة للرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع