أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - طريف سردست - ستالين ومسرحية محاكمات موسكو - 2















المزيد.....



ستالين ومسرحية محاكمات موسكو - 2


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 17:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


محاكمات موسكو
في فترة الاعوام 1936-1938 كانت هناك ثلاث محاكمات كبيرة ضد نشطاء وقيادات شيوعية قديمة وسابقة ، بتهم انهم في سنوات العشرينات، عندما كان لازال في الامكان التفكير والنقاش بحرية، كانوا على علاقة بالتروتسكية أو المعارضة اليسارية. في الخارج كان يطلق عليها " محاكمات موسكو" «Moscow Trials». هذه المحاكمات تذكرني بمحاكمة صدام حسين لرفاقه في الحزب عام 1979 حيث صفى غالبية القيادة القطرية وجميع معارضيه في الحزب، والجميع " اعترفوا" بالتآمر والخيانة في مهزلة علنية.

المتهمين ، والذي وقفوا امام رابطة العسكريين للمحكمة العليا للاتحاد السوفيتي، Военная коллегия Верховного суда СССР, . كانت التهمة الموجهة اليهم هي التواطؤ مع قوى التجسس الخارجي بهدف قتل ستالين وقادة اخرين للاتحاد السوفيتي، بما يؤدي الى انهيار الاتحاد السوفيتي وإعادة بناء الرأسمالية. وايضا القيام تنظيم عمليات التخريب في مختلف انحاء الاقتصاد للهدف نفسه.

*- القضية الاولى من محاكمات موسكو كانت موجهة ضد فئتين، لاتوجد اية علاقة بينهما، بالمجموع كانوا 16 شخص ورسمياً أطلق عليها " محاكمات تكتل تروتسكي-زينوف المعادي للسوفيت" وايضا مشهور تحت أسم " قضية الستة عشر". انعقدت المحكمة بتاريخ اغسطس من عام 1936. والمتهمين الرئيسين، من الفئة الاولى، نشطاء سابقين في الحزب، هم :
غريغوري زينوفيف، رئيس الاممية الشيوعية، عضو سابق في اللجنة المركزية والمكتب السياسي، أعدم
ليف كامييف، عضو سابق في اللجنة المركزية والمكتب السياسي، أعدم
غريغوري ايفدوكيموف، قوميسار الصناعة الزراعية، أعدم
ايفان باكايف، مندوب المؤتمر الرابع عشر، عضو لجنة المراقبة الداخلية للحزب، أعدم
سيرجي مراتشكوفسكي شيوعي منذ العهد القيصري، نفي الى سيبيريا من قبل القيصر،. حامل وسام الراية الحمراء مرتين، أعدم، وأعدم اخوه واعدما ابنيه.
فاغارشاك تيبفاغانيان، رئيس محرري جريدة " تحت راية الماركسية" ومجلات اخرى، أعدم.
ايفان سميرنوف، عضو اللجنة المركزية في المؤتمر التاسع. في المؤتمر العاشر حصل على اصوات كافية لانتخابه في اللجنة المركزية على الرغم من انه كان في الاحتياط. أعدم
ايفيم دريتسير، رئيس جامعة عمال الشرق الشيوعية، أعدم
اسحاق بينغولد، أعدم
ريتشارد بيكل قوميسار الشعب للعدلية، قائد الجيش 16 والجيش 6، قوميسار لحرب. أعدم
أدوارد غولتسمان، عضو في وزارة التجارة الخارجية، حمل الدليل الرئيسي، أعدم.


إضافة الى بقية الاتهامات، مثل انهم في اعوام 1926-1927 كانوا في " تكتل المعارضة"، وجه إليهم أيضا الاتهام بقتل كيروف والتآمر بهدف قتل الرفيق الاكبر ستالين. الجميع حكم عليهم بالاعدام. [1]
التحقيقات كانت بقيادة يوجوف و ياغودي ( الاخير أعدمه ستالين لاحقا) . [1]
الفئة الثانية عبارة عن خمسة اشخاص، أعضاء سابقين في الحزب الشيوعي الالماني، لاجئين في الاتحاد السوفيتي، بعضهم كانوا في السابق من المعارضة اليسارية والبعض الاخر من عملاء قوميساريات الشعب للامن الداخلي. كانت التهمة الموجهة اليهم انهم اليد السرية الضاربة لمنظمة التروتسكيين الزينوفيين. [4][5]

*- القضية الثانية أطلق عليها رسميا اسم "بموازاة المركز التروتسكي المعادي للسوفيت"، وايضا " قضية السبعة عشر"، وكانت قضية موجهة ضد شخصيات اقل اهمية من القضية الاولى، مثل كارل راديك ويوري بياتاكوف وجريغوري بياتكوف وسكولنكوف وسيربريانكوف جانب ااثنى عشر شخصا اخرين. 13 شخص منهم حكم عليهم بالرمي بالرصاص أما بياتاكوف وراديك وسيربريانكوف فقد حكم عليهم مُدد مختلفة بالسجن الطويل. [1] جميع المحكومين جرى إعادة الاعتبار اليهم عام 1988 لغياب أدلة ارتكاب الجريمة.

في 30 سبتمبر جرى تنصيب يوجوف قوميسار الشعب للامن الداخلي مكان سئ الحظ ياغودا، الذي جرى أعتقاله، ومن ثم أعدامه. يوجوف اصبح المسؤول عن إدارة التحقيق، الذي يجب ان يماشي النهج الذي أقرته اللجنة المركزية للحزب بقرارها الصادر بتاريخ 29 سبتمبر من عام 1936 والذي يحث على ضرورة رؤية التروتسكيين كجواسيس وعملاء ومتكتلين ومخربين، إضافة الى مراعاة ملاحظات ستالين على محضر تحقيق سكولنيكوف من تاريخ 4 اكتوبر عام 1936. على صفحات محضر التحقيق عند النص الذي يقول ان سكولنيكوف لم يخبر الصحفي الانكليزي مُخطط محدد لمجموعته، كتب ستالين:" وهل اخبرهم عن خطة اغتيال قادة الحزب البلشفي؟ بالطبع اخبرهم". وعلى الصفحة الاخيرة من محضر التحقيق حيث يوجد نص يشير الى ان سكولنيكوف لم يكن يعلم عن علاقة الصحفي الانكليزي بالمخابرات البريطانية، كتب ستالين ملاحظة تقول:" سكولنيكوف بالتأكيد اعطى معلومات تالبوتو عن الاتحاد السوفيتي وعن اللجنة المركزية والمكتب السياسي وادارة امن الدولة وعن كل شئ. بناء على ذلك سكولنيكوف مُخبر ( عميل وجاسوس) لوكالة المخابرات الانكليزية". [6] لقد نطق ستالين بالحكم

كانت التهم الموجهة تتطابق مع توجيهات اللجنة المركزية ورغبات ستالين وتنص على تهمة الانتماء الى منظمة معادية للسوفيت ونشاطات موازية للمركز التروتسكي والخيانة العظمى والتكتل التخريبي والتجسس والارهاب في اطار نشاطات التنظيمات التروتسكية على اراضي الاتحاد السوفيتي واستغلال المناصب الحكومية والروابط مع المعارضة لتحقيق مكاسب شخصية وعائلية. إضافة الى ذلك جرى اتهام بياتكوف بمحاولة اغتيال مولوتوف مستغلين حادثة السيارة التي وقعت له 24 سبتمبر عام 1934. [6]

في القضية الثانية حضر جلسات المحكمة الكاتب الالماني الشهير ليون فيختفانغر Леон Фейхтвангер ويقال أنه من توسط لدى ستالين بتخفيف العقوبة على الناشر باديك لتصبح عشرة سنوات سجن. [2] غير انه، على العموم التنوع في الاحكام، كان بهدف إظهار موضوعية المؤسسة الحقوقية السوفيتية. ولكن هل حقا يستطيع ستالين " الصفح" عن من نقده في الصحف ، على مدى سنوات؟

إنتقام ستالين لاينسى. بعد اكثر من سنة بقليل، في مايس من عام 1939، قتل في السجن الناشر الفذ كارل باديك وزميله الاقتصادي والعضو السابق في اللجنة الشعبية الفنلندية جريغوري سكولنيكوف. وحتى اليوم لازالت عائلاتهما لاتحصلان على جواب عن مكان دفنهما. [2]

التحقيق في ظروف قتل راديك وسكولنيكوف جرت على الفور بعد المؤتمر العشرين عندما تشكلت لجنة للتحقيق في مواد " محاكمات موسكو" للاعوام 1936-1938. بعد دراسة ارشيف لجنة الامن الداخلي توصل المحققون، بالاجماع، الى ان الادلة التي أدين المتهمين على اساسها مزورة، وأنه يقف خلفها ستالين شخصيا، غير انه لم يُتخذ قرار بإعادة الاعتبار الى المعارضين القدماء في وقتها. [2]

في تحقيقات عام 1961 التي قام بها فيدوتوف و ماتوسوف، ، مندوبين سابقين في ГУГБ НКВД (الادارة الرئيسية لأمن الدولة الخاضعة لقوميساريات الشعب للامن الداخلي، وهي ادارة سياسية وسرية) نجد النص التالي:" دائرة التشايكست التنفيذية оперативно-чекистской группы (البوليس السياسي السري لستالين)، وشاياتها السياسية عن سلوك راديك وسكولنيكوف وامثالهم، التي جرى ارسالها على عنوان بيريا شخصيا ، والذي بدوره ارسلها او اشار لها في تقاريره الى ستالين، إنطلاقا من أن الادارة كانت واعية، من خلال كلمات كوبولوف ومن معانيها، حسب ماأتذكر، بوجود اوامر خطية بالقيام بالوشايات السياسية". [2]

دعونا ننظر الى طريقة قتل راديك من خلال شهادة نيقولاي شفيرنيك Н.М. Шверника عضو الحزب الشيوعي منذ عام 1905 ( مواليد 1888) ، عضو رئاسة اللجنة المركزية عام 1952، النائب الثاني لرئيس مجلس السوفيت الاعلى منذ عام 1946 ، منذ عام 1956 اصبح رئيس لجنة الرقابة الحزبية واللجنة الحزبية لاعادة الاعتبار. [3]

في وثيقة من وثائق اللجنة التي رأسها شفيرنيك نجد الوصف التالي لعملية قتل راديك:" في سجن اورال الاعلى في شهر مايس من عام 1939 وصل كوباتكين، العميل التنفيذي للادارة الثانية من الادارة الرئيسية لامن الدولة. في المرة الاولى كان معه مارتينوغ، وهو شخص غير مُعرف، ولكن في الظاهر محكوم بالسجن، وجرى وضعه في الزنزانة نفسها مع باديك، حيث اختلق عراك مع راديك ولكنه لم يتمكن من قتله. كوباتكين قام بنقل شفيرنيك من السجن. بعد بضعة ايام عاد كوباتكين مع شخص جديد لقبه فارجينيكوف ووضعه في نفس زنزانة راديك. في اليوم التالي، 19 مايس، نشأت عركة وقتل راديك. التقرير الذي قدمته ادارة السجن يستنتج ان قتل فارجينكوف لرادكين هي عملية تروتسكية. في واقع الامر لقب فارجينيكوف هو شيفرة لشخص يدعى ستيبانوف Степанов И.И., الرئيس السابق لمنظمة قوميسيارات الشعب للامن الداخلي في منطقة الشيشان ذات الحكم الذاتي، كان قد جرى اعتقال في فبراير من عام 1939 بسبب جريمة إدارية. في يونيو من العام نفسه، وبأمر من بيريا، جرى اطلاق سراح ستبانوف. في الامر الذي يمنع التحقيق في التهمة الموجهة اليه بسبب " تنفيذه مهمة خاصة ذات اهمية عالية للدولة". جميع الذين شاركوا في تصفية راديك جرى ترفيعهم. [2]
حتى الاثنين الاخيرين من الذين بقوا احياء، سترويلوف وارنولد، لم يتيح لهم ستالين البقاء احياء، والاكتفاء بأحكام السجن الطويلة، إذ جرى اعدامهم في سبتمبر من عام 1941 بناء على حكم نطقته رابطة محاربي المحكمة العليا للاتحاد السوفيتي ولكنه موقع من قبل ستالين شخصيا برقم № ГКО-634сс от 6 сентября 1941 года وصادر عن لجنة الدولة للدفاع. [7]

القضية الثانية مست علاقة السوفييت مع المانيا. على صفحات الجرائد السوفييتية اُشير عدة مرات الى إمتلاك المتهمين لعلاقة مع الرايخ الثالث. مثلا في 17 يناير من عام 1937 كتبت البرافدا في الصفحة الاولى ان راديك رضى بالاتفاق بين تروتسكي والمانيا الفاشية وأن ذلك حدث في زيارة شخصية لراديك مع الملحق العسكري الالماني في موسكو.
القادة السوفييت لم يكونوا يسعون الى الاساءة للعلاقة مع المانيا، إذ في ديسمبر 1936 وصلت الى كريفيتسكي، المندوب السوفيتي في برلين، اوامر بتجميد نشاطات التجسس. وفي مجرى المحاكمات، دعى موظف قوميسار الاعلام غيورغي استاخوف ممثل وكالة الانباء الالمانية شوله الى مائدة افطار، ليؤكد له ان العملية ليست موجهة ضد المانيا، وأ؟نه لاتوجد اية دلائل على ان تروتسكي وصل الى اتفاق مع غيس ( وهو الامر الذي برهن عليه في المحكمة الرفيق بياتاكوف). مثل هذا اللقاء لايمكن ان يكون قد تم بدون معرفة الاجهزة السوفيتية وموافقتها.

سفير المانيا في موسكو شولينبورغ ارسل تلغراف الى المانيا بتاريخ 28 يناير عام 1937 اطلق على المحاكمات وصف " مسرحية خالصة" واوصى بعدم اخذها بجدية:" لا احد يمكن ان يصدق وكأن المانيا ستهجم على الاتحاد السوفيتي من اجل تنصيب برونشتاين وزبولزونا على رأس السلطة". في 30 يناير 1937 على مدرجات الرايخستاغ قال غيرينغ ان المحاكمات لاتتجاوز " المسرحية السخيفة". في 3 فبراير 1937 كتب فيلكشير بيوباختر، قائد في الحزب القومي الالماني، يقول:" إذا كان ستالين على حق ، سيعني ذلك، ان الثورة الروسية انتصرت بفضل عناصر من المجرمين والقتلة القذرين، وبينهم كان فقط شخصين شريفين: لينين وستالين. ولكن هذان الاثنان قادوا روسيا سنوات متعاونين مع حقراء". ويضيف:" والاكثر اثارة للاهتمام هو عدد اليهود وسط ضحايا المحاكمات الراهنة. في الواقع عصابة اليهود الذين كانوا في السلطة في البداية ( بداية الثورة) جرى ابادتهم الى حد كبير، وحل مكانهم القوقازيين". واشار قائلا:" وسط الضحايا اكثر اليهود السوفيت سمومية كان راديك وايضا سوكولنيكوف. وعلى الرغم من بقاء المجموعة اليهودية التي يرأسها ليتفينوف وكاغانوفيتش، إلا أنه من الواضح ان ستالين تحول الى شخصية على نمط جنكيزخان او تيمورلنك". [8]

*- القضية الثالثة انعقدت في اذار من عام 1938 وكانت تخص 21 عضو من مايسمى " التكتل التروتسكي اليميني"، أو قضية الواحد والعشرين او المحاكمة الكبرى، وهي الثالثة والاخيرة من محاكمات موسكو، لقادة وموظفي الحزب الشيوعي السوفيتي . جرى النظر بالقضية بتاريخ 2-13 اذار عام 1938. المتهمين الرئيسيين فيها هم:
نيكولاي بوخارين ، الرئيس السابق للكومنترن والرئيس السابق للمجلس الاعلى لقوميساريات الشعب، عضو المكتب السياسي، أكاديمي، تحالف مع ستالين ضد تروتسكي وزينوفيف، أعدم
اليكسي ريكوف، قوميسار الشؤون الداخلية لروسيا الاتحادية، رئيس مجلس قوميساريات الاتحاد السوفيتي، عضو المكتب السياسي في عهد لينين، عارض الارهاب الاحمر، حامل وسام الراية الحمراء، كان الرئيس الفعلي في فترة مرض لينين، أعدم.
خريستان باكوفسكي، ثوري بلغاري، عضو اللجنة المركزية، رئيس سوفيتات اوكراينيا، وقف ضد سياسة ستالين بمركزة الدولة، واتهمه ستالين بالتحول الى الكونفيدرالية والانحراف القومي وتقوية الانفصال. حكم عليه بالسجن 20 عاما، أعدم، عام 1941، بدون محاكمة بأمر من بيريا وستالين. [9]
نيكولاي كريستينسكي عضو اللجنة المركزية عام 1917، من قادة اليساريين الشيوعيين، عضو في اول مكتب سياسي، قوميسار الشعب للمالية، السكرتير التنفيذي للجنة المركزية، النائب الاول لوزير الخارجية، وقف الى جانب تروتسكي، أعدم [10]. زوجته اعتقلت وحكم عليها بالسجن 8 سنوات، ابنته بالنفي [11].
هنري ياغودا عضو منذ 1917، صديق مكسيم غوركي، رئيس تحرير مجلة " فقراء الفلاحين" ألتقطه دزيرجينسكي للعمل في الاجهزة الامنية في موسكو، عضو لجنة التجارة الخارجية ، عضو ادارة الدائرة السياسية في لجنة الامن الداخلي، نائب اتحاد الادارات السياسية في الامن الداخلي، رئيس قوميساريات الشعب للامن الداخلي، مسؤول عن معسكرات الكولاك للعمل الاجباري، استخدمهم في بناء قناة بيلامورسك - بلطيق، ولذلك حصل على وسام لينين، كان اول من حمل لقب القوميسار العام لامن الدولة، صودرت امواله، أعدم. زوجته وامها وابنها جرى نفيهم لمدة خمسة سنوات، ولكنها أعدمت قبل انتهاء المدة. [12]
. وكانت التهم الموجهة اليهم هي الانحراف اليساري منذ العشرينات ومعارضة خط ستالين ( ريكوف، بوخارين)، وايضا بكونهم تروتسكيين سابقين (كريستينسكي، راكوفسكي)، وتحريض القوى الاجنبية على الهجوم على الاتحاد السوفيتي، والتجسس والتخريب وخيانة الوطن، والارهاب والتكتل ومحاولة قتل لينين والتحضير لقتل ستالين وتنظيم انتفاضات ضمن الجيش الاحمر . ووجهت الى ياغودا، قوميسار الشعب للامن الداخلي سابقا، مجموعة من التهم من بينها قتل مكسيم غوركي وابنه وقتل كروتشكوف سكرتير منطقة غوركي وقتل الاطباء ليفين وكازاكوف وبليتنوف واثنى عشر شخصا اخرين. وجهت الى ياغودا 21 تهمة. في احدى ردوده على المدعي العام، الذي سأله فيما إذا كان آسفا على خيانته، أجاب: نعم آسف، جدا آسف.
المدعي العام: على ماذا انت آسف ايها الخائن والجاسوس؟
ياغودا: على عدم إعدامكم جميعا عندما كان ذلك في مقدوري.
جميع المتهمين رفضوا محامين دفاع عدا ثلاثة، و الادلة التي اعتمد عليها الادعاء العام هي اعترافات المتهمين وحدها. من المثير ان كريستينسكي، امام المحكمة العلنية، رفض جميع اعترافاته التي ادلى بها في التحقيق السري، ودخل في جدل مع المحقق العام. في اليوم التالي، مباشرة اعترف كريستينسكي بالتهم الموجهة اليه واقر بذنبه. جميع المتهمين أعدموا عدا ثلاثة هم بليتنوف: "لعدم مشاركته مباشرة في قتل كويبيشوف وغوركي"، .(25 سنة سجن) وراكوف وبيسانوف :" لعدم مشاركتهم مباشرة في تنظيم اعمال الارهاب والنشاطات التخريبية" ( حكموا 15 و 20 سنة سجن) [1] غير ان ذلك لايعني انهم تخلصوا من هزء الرفيق ستالين.. في 11 سبتمبر من عام 1941 جرى اعدامهم رميا بالرصاص في سجن ارلوف.

العديد من الشخصيات الاجنبية الموالية للنظام السوفيتي حضرت جلسات المحكمة العلنية، واعتبروا أن ذنب المتهمين جرى البرهنة عليه، إذ ان جميع المتهمين اعترفوا، كما لم توجد مؤشرات على استخدام العنف او المخدرات. الكاتب الالماني، ليون فيختفانغير، الذي حضر محاكمة موسكو الثانية كتب يقول:
" الناس الذين رأيناهم امام المحكمة، لم يبدو انهم منهكين. كانوا يلبسون ملابس جيدة وسلوكهم لايستدعي الشك. كانوا يشربون الشاي، ومن جيوبهم تبرز الجريدة. على العموم كانت المحاكمة نقاش، كالذي يحدث بين المثقفين. خلقت انطباع وكان المدعي العام والمتهمين والمحكمة مهتمين بنفس المقدار، يمكن تشبيهه وكانهم يناقشون في اهتماماتهم بالرياضة مع معرفة عالية بكافة القواعد. إذا كانت هذه المحاكمات مسرحية فلابد ان المخرج سيحتاج الى سنوات من التدريب ليصل الى مثل هذه النتائج".

في تعليق الوسط القضائي على هذه المحاكمات قال مساعد المدعي العام السوفيتي ليبليفسك Г.М. Леплевский
:" لايجوز ازعاج راكوفسكي والاخرين، وإلا يمكن ان يقولوا اشياء اخرى. لايحتاج المرء ليكون شديد الذكاء ليرى ان هذه المحاكمات تقف على شعرة، الجميع يرى ان لااحد يتكلم عن تهمة محددة عدا خودجايف Ходжаева. كريستينسكي رفع الستار تقريبا على طبيعة الاعتراف ثم عاد الى إصدارات التحقيق الاول وسيناريو الذين التقوا به ( في الفترات) بين جلسات المحكمة. [13]

اطلع ستالين على تقرير خاص عن تصريح مساعد المدعي العام وآشر على تعبير " الذين التقوا به بين جلسات المحكمة" وكتب على الصفحة الاولى من التقرير:" الى مولوتوف ويوجوف، اقترح اعتقال ليبليفسك. على الفور اصبح ليبليفسك في الاعتقال. [13]

في مايس من عام 1937 اسس الفيلسوف البرغماتي الامريكي جون دوي لجنة متابعة الحقائق. والتي آشارت الى ان غولتسمان، المتهم في محاكمة موسكو الاولى، اعترف انه في عام 1932 التقى بأبن تروتسكي ، لفوف سيدوفيم، في فندق بريستول، في كوبنهاجن. ولكن ذلك مستحيل لان هذا الفندق جرى اغلاقه في عام 1917 في انتظار الهدم. ويبدو ان المدعي العام خلط بينه وبين فندق اخر بنفس الاسم في اوسلو. عدا عن لك، في ذلك اليوم كان ليف سيدوف يقدم امتحان في جامعة برلين.

حتى المحاكمة الثانية لم تخلو من فضائح . في شهادة غريغوري بياتكوف انه في ديسمبر من عام 1935 سافر بالطائرة الى اوسلو من أجل " إستلام تعليمات تخريبية" من تروتسكي. غير ان اللجنة، من مراجعة عاملي المطار، تأكدت أنه في اليوم المعين لم تهبط اية طائرة اجنبية في المطار. والمتهم ايفان سميرنوف، أعترف أنه شارك في اغتيال سيرجي كيروف، في ديسمبر من عام 1934، ولكن ذلك مستحيل لانه في نفس الوقت كان يجلس في السجن وقد مضى عليه عام وهو في السجن.

لجنة جون دوي أصدرت كتابا من 422 صفحة بعنوان " غير مذنبين" اكدت فيه ان المتهمين غير مذنبين، وان تروتسكي لم يتواطئ مع القوى الغربية ولم يوصي ولم يخطط ولم يحاول إعادة الرأسمالية الى الاتحاد السوفيتي، كما يدعي ستالين. فيما بعد، جميع المتهمين أعيد لهم اعتبارهم واعيدوا الى صفوف الحزب عدا ياغودا.


1-Процесс 16-ти
2- Сталинский заказ. Как убивали Сокольникова и Радека
3-Никола́й Миха́йлович Шве́рник
4-«На процесс допускаются по спискам, утвержденным т. Ежовым» Документы РГАСПИ о «процессе 16-ти». 1936 г
5-А. Орлов. Тайная история сталинских преступлений
6- В. Роговин. 1937. Глава XV.
7-Постановление ГКО о вынесении смертных приговоров
8-Такер Р. Сталин. История и личность. М., Весь Мир, 2006. С. 669—671.
9-Раковский на сайте «Сталинские списки»: Солдатенко В. Ф. Нарком Микола Скрипник // Український історичний журнал. — 2002. — № 1. — С. 86.
http://bibl.kma.mk.ua/pdf/naukpraci/politics/2006/40-27-11.pdf с. 50
10-Известия ЦК КПСС, N 7, 1990.
11-Н. Попов. Был и остаюсь коммунистом (О Н. Н.
12-Мухин, Леонид. Виктория Авербах: Мой дед — Генрих Ягода // Живой Ангарск : новостной портал. — 2010-04-28.
13-Хаустов В., Самуэльсон Л. Сталин, НКВД и репрессии 1936 - 1938 гг. М., РОССПЭН, 2009. С. 175.

----------------------

يتبع: عملية القمع والتطهير في صفوف الجيش



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستالين، وتفاصيل إرهابه الكبير -1
- ستالين وجريمة تهجير شعوب القرم
- ستالين ومآساة الشيشان والانغوش
- ستالين والتهجير القسري للاقلية الالمانية
- ستالين والتهجير الاجباري للاقلية الكورية
- ستالين والعقوبات الجماعية ضد الاقليات القومية - الفنلنديين - ...
- خطاب خروتشوف السري وإدانة الستالينية
- موت ستالين ام التخلص من ديكتاتور؟
- ستالين ومسؤوليته عن نشوء اسرائيل
- ستالين واليهود السوفييت
- ستالين وتقاسم اوروبا
- ستالين وجوكوف وجزاء سنمار
- ستالين والحرب الوطنية العظمى
- ستالين والتحالف مع هتلر
- ستالين وسياسة إرهاب الدولة
- ستالين وتصفية رفاق الحزب
- ستالين والاستيلاء على قيادة الحزب
- تاريخ ستالين بدون رتوش
- تاريخ إكتشاف أن العقل في الدماغ
- الاعتقادات الذكورية عن المرأة من المسيحيين الى المسلمين


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - طريف سردست - ستالين ومسرحية محاكمات موسكو - 2