أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار كمال الدين جودت - الكعبة و الحجر الاسود و والامامية















المزيد.....

الكعبة و الحجر الاسود و والامامية


نزار كمال الدين جودت

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 10:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



مقدمة
" قال الرب الذي اخرجك من اور الكلدانيين لاعطيك هذه الارض ميراثا لك " " وقال الرب لابرام : انطلق من ارضك و عشيرتك و بيت ابيك الى الارض التي أريك. وانا اجعلك امة كبيرة و اباركك " ( التكوين ) .
ان جوهر هذه الدراما هو الاستيلاء على ارض الغير من الرب عطيه .... هذه الرحلة في حالة صحتها يمكن ان تكون جرت وفق منطق اكثر بساطه رغم ان المنطق السليم يشكك بكونها افتراضية ولكنها بداية جوهرية للديانات السماوية .

غادر النبي ابراهيم مدينة اور مهاجراً مع عائلته و عشيرته من الكلدانيين او من نسل عابر البدو المهم اتجه شمالا عابرا الفرات الى ما بين النهرين ثم عاد و عبر الفرات غرباً ونزولا الى فلسطين و مصر الفرعونية ثم عاد الى النقب حيث حفر بئر السبع ليعتاش من تربية الغنم و سقاية القوافل وكان قبل ذلك وفي رحلته الى مصر تزوج من الخادمة هاجر طلباً للابناء وهي من الممكن ان تكون من نفس قومه لان الفراعنه لا يعملون كخدم في بلدهم و لان زوجته ساراي اخته من ابيه التي خرج بها من اور كانت عاقراً وكانت قد بلغت 86 سنة من العمر عند ولادة هاجر ابنها الثاني اسحاق (كما يدعي سبينوزا) .

اجبر على ان ينفي هاجر مع ابنه اسماعيل الى وادي مكة شاكياً الى الله ( ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فأجعل افئدة من الناس تهوى اليهم و ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) حيث امتهن اسماعيل مثل ابيه سقاية الماشيه اما لماذا وادي مكة ربما لان ذلك هو طريق القوافل التجارية التي كانت تمر به جنوبا الى اليمن وشمالا الى الشام وربما كان الناس يتطيرون من الحجارة السوداء في وادي مكه فلم يستغل ذلك الوادي احداً في السابق توسم فيه ابراهيم بخبرته خيراً و عاد ابراهيم الى ساراي و اسحاق بعد ان حفر بئر زمزم و بنى لهاجر و اسماعيل بيتاً من تلك الحجاره السوداء لتوفرها في المكان اسماه بيت الله تخلصا من ذلك التطير وأستفاده من حجر اسود كبير من تلك الحجارة كجزء من جدار البيت بسبب من حجمه و وزنه و آمن لهم بذلك ملجاءً واطمأن عليهم .
في فلم البدايه السينمائي يزور الشاب اسماعيل اباه بموكب من الحراس و الخدم مع ما كان يلبس يبدو كالمهراجا يقابله ابيه و اخيه بملابسهما الرثة البالية لرعات الغنم فهل بارك الرب اسماعيل وجعلة في امة العرب الكثيرة العدد ؟ .
بيت الله
كما ورد في المقدمة لا مصدر موثوق لاصل ابراهيم و في الكتب المقدسة مذكوراً انه ابن سام ابن نوح وهو الاخر لا احد يعرف هل هو سومري ام كلداني سمي نوح بالسومرية برجل الطوفان ( زيوسدرا ) هوكل ماكتب عنه في رقم الطين السومرية بالخط المسماري .
ان عدم اليقين هذا يجعل القصة مشكوك بصحتها من الاساس فالحياة التي عاشها ابراهيم كان يبدو انه معتاداً عليها فيها الكثير من البداوه كما لا يمكن ان يعيش البشر اكثر من المعدل العام المرتبط اساسا بالتكوين الوراثي للجنس البشري المهم بعد الطوفان جامع جداول اثبات الملوك السومريين اعطى عمراً أعجازيا للملوك السومرين الثمانية الذين حكموا قبل الطوفان و خصص لهم رقما خياليا 241200 سنة ومن غير المستبعد ان جامع جداول الاثبات لملوك سومر لم يكن في حوزتة غير اسماء ثمانية ملوك ولو اعتبرنا معدل حكم الملك منهم 25 عام يكون معدل عمر الملك وكذلك رجل الطوفان ما يزيد على الالف عام وهو السبب في فكرة شاعت عن الشعوب القديمة من ان الانسان كان في القديم يتمتع بعمر طويل و صفات جسدية خارقة حتى ان رجل الطوفان غرس بنفسة الاشجار التي صنع منها الفلك بمعنى انه يحتاج الى ما لا يقل عن 100 عام حتى ينضج الخشب الذي يصلح لبناء السفينه التي استغرق بنائها 120 عام لتبحر 150 يوماً فقط تجنح بعد ذلك على جبل .

المهم بناء من حجاره سوداء غريب الشكل وحيدا وسط وادي مكة قربه بئر ماء في جدار البيت حجارة سوداء كبيرة غامضة يجلب الانتباه وتحاك حوله القصص تتناقلها القوافل التي تمر به ويصبح معلماً تبنى حوله مشاريع تجارية ليصبح مع الوقت قرية ثم مدينة خدمات توفر لزوارها احتياجاتهم وتروج لقدسية البيت الاسود ثم يتحول الى مزار يحيط به ما امكن من استثمار تجاري وتوزع في جنباته عدد من الاصنام لتكون مكه اهم مدينة دينيه وتجارية و ثقافية في شبه جزيرة العرب تطورت فيها الشعائر و الطقوس مثل الركض بين الصفى و المروه والطواف العاري حول الكعبة مع التصفيق طلباً للمغفرة والتبرك بالحجر الاسود حيث ابقى الاسلام عليها مع بعض التعديل مثل السعي بين الصفى و المروه و الاحرام بدل الطواف العاري مع تقبيل الحجر الاسود بدل ألاصنام .
قبل الاسلام كانت مكة مدينه عامرة نمت من خدمة زوار الكعبة من القوافل العابرة او القاصدين للتبرك او اللهو ان كل من كان في مكة كان يعتاش من الكعبه بصورة مباشره او غير مباشرة و بعد الاسلام زادت اهميتها للدين الجديد واصبحت العاصمه الدينية المقدسة للمسلمين و نافذتهم على الزائرين المستمرين في القدوم بحكم العادة التي لم يغير الاسلام منها الكثير .
و تفعيلا للدور القيادي للسلطة الدينية الجديدة على الدولة التي هي بطور التشكل ذلك بفرض نوع من مركزية القرار الديني و السياسي و الاقتصادي وعلى الاخص حصيراً الزكاة أو اي ايراد اخر يفرضه الشرع الذي كان احد الاسباب فيما سمي بعد ذلك بحروب الردة .
في عام 531 ميلادي تمكن ابراهموس ( ابرهة ) من تنصيب نفسه ملكاً على اليمن سعى الى هدم الكعبة ليحول الانظار عنها الى كنيسة كبيره بناها في صنعاء اسمها القليس ذلك في عام 535 ميلادي ولم يتمكن من ذلك لانه ربما لم يفهم الدور الاساسي لموقعها وحسب المصادر الاسلامية رفض الفيل التقدم الى الكعبة وارسل الله طيرا ابابيل ترميهم بحجارة اصابتهم بالجدري وسمي هذا العام بعام الفيل و هو نفس العام الذي ولد فيه محمد ابن عبد الله ولكن المعروف انه ولد في عام 570 ميلادي وليس ما ذكر اعلاه ؟ المهم قصة ابرهة والفيل اعطى الكعبة منزله عليا في قداستها المحمية مباشرةً من الرب غير انه بعد ذلك .
في عام 873 ميلادي بدء انتشار الدعوة الاسماعيلية في العراق على يد حمدان قرمط كذلك في اليمن و المغرب واهم انتشارلها كان في البحرين على يد ابي سعيد الجنابي و اقاموا عام 899 ميلادي دولة القرامطة الدينية في البحرين .
في عام 929 ميلادي هاجم القرامطة الكعبة في موسم الحج وسرقوا الحجر الاسود بعد كسره بالفأس الذي استعانوا به لتخليص الحجر من الجدار و حملوه معهم الى البحرين مع ستائر الكعبة وخلعوا باب الكعبة وهدموا قبة بئر زمزم و نهبوا الهدايا التي داخل البيت بعد ان عملوا السيف برقاب المقاومين من القيمين او الحجاج فلا من طير ابابيل ولا حجارة من سجيل .
توقف الحج مدة تقارب الاثنين و عشرين سنة حتى اعيد الحجر الاسود الى مكانه بعد تهديد الحاكم بأمر الله الفاطمي للقرامطة ..... هذا الحدث كشف باطنية الحج في الاعتقاد لدى الناس ان الحجر الاسود هو من يغسل ذنوب من يحج اليه في عودة فاضحة الى دور الاصنام .....في الواقع لا احد يملك تفسيرا لتقبيل الرسول للحجر الاسود ولعل تعقيب عمر " لولا ان رأيت رسول الله يقبلك فما انت الا حجر " فيه السؤال والجواب بنفس الوقت .
اين المنطق ؟
ما هي دوافع العمل الذي اقدم عليه القرامطة يجب التوقف والتحليل هل هو التعصب الطائفي يمكن ان يصل بالبشر الى هذا النوع من الفعل نعم ممكن ..... ام هو رفض للدور الذي اعطي لمكة رغم كون ما تحويه مجرد حجر اسود على حساب قدسية الائمة من آل البيت هو الاخر ممكن ..... الواقع في هذه الحاله المنطق اقرب الى القرامطة فليس به خروج على جوهر الدين في الاعتزاز بالرموز من السلف الصالح .
ولكن فكرة الاماميه تداعت الى مستوى ابقاء الاموات منهم احياء فاعلين خيراً او شراً قي الناس فتكون الفكرة في موقع الاسائه للسلف الصالح من ال البيت بجعلهم اكثر قدسيه من الدين نفسه .
ان المنطق السليم ممكن كذلك عندما يتأثر الدين بالسياسة تجدة من كلام ابو الامة علي ابن ابي طالب في الخوارج لما سمع قولهم لا حكم الا لله قال " كلمة حق يراد بها باطل . نعم انه لا حكم الا لله ، ولكن هؤلاء يقولون لا امرة الا لله : وانه لا بد للناس من امير بر او فاجر . يعمل في امرته المؤمن . " ( 40 نهج البلاغة . الامير للطباعة . بيروت ) .
دور العقل
من حديث الحجيج هذه الايام تسمع الانبهار بالمستوى المعماري للكعبة ولا احد يتحدث عن الجانب الروحي الذي طمسه الاعمار .... مع الشكوى من الطابع التجاري للمعاملة القاتلة للايمان حيث يستغل الحاج بشكل سمج مقابل لاشيء فلا الحجر الاسود قادر على المغفرة ولا الطواف قادر على التغيير من حال الى حال مضيعة للوقت وخسارة للمال .
ان رحلة العقل في البحث عن المنطق في هذا الموضوع لن تحقق هدفها ما لم يسند المنطق بالتجربة و البرهان المادي حيث منطق الممكن لن ينفع لان دراما الاديان السماوية في الاساس مبنيه على أساس الحدث التأريخي و ارتباط الناسخ بالمنسوخ من قصص الاولين مما جاء بالتورات بالنسبه للدين الجديد .
فمن يريد ان يبحث في التأريخ عليه التمكن من اصول الفلسفة في كتابة التأريخ وليس روايته فلان عن فلان فقط وقد حصل ما جعل موضوع المعرفة و التحليل الفكري في متناول ايدي المسلمين بسبب من سعي الكنيسة لمحاربة اي رأي ينقض او يشكك بما ورد في الكتب المقدسة بقسوه بالغه بحرق كل التراث الفكري الانساني القديم و الجديد و امتد الحرق ليشمل البشر ايظاً و ما حدث لغاليلو و الاف ممن اتهموا بالسحر نموذج لذلك الجور .

ولكن لم تنجح الكنيسة بذلك فقد سبق ذلك في فترة خلافة المأمون أن جلب كل كتب العلوم في الغرب الى دار الكتب في بغداد وامر بترجمتها الى العربية ( اعاد الاوربيين ترجمتها الى لغتها الاصلية بعد انحسار نفوذ الكنيسة ) الذي اقصده من هذا هو الاشارة الى عدم جدوى ما اقدم عليه المأمون من عمل كبير فبدل ان يؤدي الى فهم مختلف للاسلام حصل العكس فما قدح به عقل المعتزلة كاد يتبدد امام سبات العقول التي اصابها الكسل و الخمول لان وسادة الحنابله كانت الاكثر راحة في عقيدة استعمال العقل كخادم لا كحاكم

على كل حال بروز عقيدة واسعة الانتشار من رحم المعتزلة بعد انسلاخ ابو الحسن الاشعري عنهم تعتمد الوحي و النبوة المحمديه مبنية على الاساليب الكلاميه كالمنطق و القياس اعاد الى العقل دوره ليبقى الجدل الفقهي الغير نافع بين السلفية و الاشعرية حول اقدمية الاعتقاد أم الدليل .
بعبارة اخرى العودة الى دور العقل ليس المقصود به ان كل من يجد في نفسة المقدرة على الاجتهاد ان يترك بصمة انما المقصود ان لا يجعل من الدين والعبادات ممارسات تمنع نمو المجتمع وتحرم تطوره العلمي والثقافي و السياسي و الاقتصادي .



#نزار_كمال_الدين_جودت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول فكرة الخليقة
- البداية سماوية
- التوسع في فلسفة الاديان السماوية
- مقدمة في فلسفة الاديان السماوية
- الحادي عشر من سبتمبر و ما حدث في دريزدن
- الانطباع و الرأي في السياسة العراقية
- سقوط بغداد العباسية .. والمشهد العراقي الحالي
- بغل مولكا و الحوم التكنلوجي
- هل الاسلام هو الحل
- التنجيم والتدين
- الكون و الاديان
- السياسة والادراك العلمي للطائفبة
- في الايمان العقلي
- مقدمة في علم الاديان


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية: مجلس خبراء القيادة مظهر الديمقراطية ا ...
- ثبتها حالاً واسمعوا أغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد لإطلاق الطيران الم ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف قاعدة للطيران ال ...
- قائد الثورة الإسلامية يصلي على جثمان الشهيد رئيسي ومرافقيه غ ...
- واشنطن تترقب من سيخلف المرشد الأعلى خامنئي بعد وفاة رئيسي
- نيجيريا.. إنقاذ 350 رهينة من قبضة -بوكو حرام-
- “نزلها مباشر” تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة ...
- قائد الثورة الاسلامية: مجلس الخبراء مظهر من مظاهر الديمقراطي ...
- روسيا.. محكمة في بيلغورود تقرر طرد كاميروني متورط في دعم جما ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار كمال الدين جودت - الكعبة و الحجر الاسود و والامامية