أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تمار غوجانسكي - حرب سلامة نتنياهو














المزيد.....

حرب سلامة نتنياهو


تمار غوجانسكي

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 09:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الحرب السابقة (الرصاص المصبوب) صرخنا في المظاهرات: "في غزة وفي سديروت، الاطفال يريدون الحياة". وأنا ملتزمة بذلك في أن أواصل الصراخ هتافا لدعوات الحياة هذه في المظاهرات التي سنعقدها ضد الحرب الحالية ومن أجل السلام بين اسرائيل وبين الدولة الفلسطينية التي تقوم الى جانبها


بصدر منتفخ من شدة الاهمية أعلن رئيس حكومة اليمين ووزير "الأمن" على مسمع من الصحفيين والجمهور عن بدء حرب اخرى، وهذه المرة في قطاع غزة. وكما كان متوقعا، لوح الرجلان للذريعة المتآكلة "هذه حرب لا مفر منها"؛ وكما كان متوقعا تمسك بهذه الذريعة ايضا سياسيون من كديما والعمل، من ناحيتهم قصف غزة هو سبب يدعو الى أداء التحية للحكومة.
لقد علمتنا التجربة المرة تلو الاخرى بانه في بداية كل حرب تتعهد الحكومة باحتفالية، بان هذه المرة سيوضع حد للنار على المدن والبلدات، ولكن دوما تأتي الحرب التالية، التي يفترض بها أن تحل المشكلة "مرة واحدة والى الابد". كذب يلحق بذر الرماد في العيون، الذي يلحق بوهم القوة المخدر.
في السنة التي مرت أعدنا بنيامين نتنياهو وشركاه للحملة العسكرية الاكبر ضد ايران وشرحوا لنا المرة تلو الاخرى بان ايران هي "تهديد وجودي". ولكن لا يزال حيويا للحرب ضد ايران شريك أمريكي، لم يعطِ حتى الان بعد نتنياهو ضوء أخضر. وعليه كما أعلن، فان الحرب ضد اسرائيل أجلت الى الربيع. لكن في هذه الاثناء توجد انتخابات، كما قال لنفسيهما على ما يبدو نتنياهو وايهود باراك، بحيث أنه اذا لم تكن حرب ضد ايران فكيف ننظم هنا جدول أعمال يناسب حملة انتخابات احزاب اليمين المشاركة في الحكومة، التي تعانق المستوطنين من جهة وعائلات اصحاب المال من جهة اخرى؟ وها هو بتوقيت كامل، نظم بالضبط الان، قبل شهرين من الانتخابات التصعيد في الجنوب؛ فالقصف جر نارا صاروخية جرت بدورها قصفا، وهكذا دواليك.
حكومة نتنياهو افيغدور ليبرمان باراك هي الاخرى تعرف بان القصف وحتى الاجتياح من الجيش الاسرائيلي لقطاع غزة لن يحلا أي مشكلة. ويجدر بالذكر انه في 27 كانون الاول 2008 أعلن باراك، الذي كان وزير "أمن" في حكومة ايهود اولمرت ايضا عن حملة بدء "الرصاص المصبوب"، تلك الحرب التي كان يفترض بها ان توجه ضربة قاضية لحماس. وها هي مرت فقط أربع سنوات، ونفس باراك يدير مرة اخرى حربا ومرة اخرى ضد غزة. ومرة اخرى يصخبون بروائع التصفيات والدمار، على أن يتمكنوا من تضليل الجمهور الاسرائيلي وكأن هذه المرة ستحل المشكلة.
ولكن وجه الشبه بين الحرب التي بدأت لتوها وحملة "الرصاص مصبوب" ليس فقط خدعة "ضربة واحدة وانتهينا". فهذه المرة وفي 2008 على حد سواء كان للحرب هدف سياسي مكشوف: تسخين الاجواء العامة والنيل بهذه الطريقة بقدر اكبر من الاصوات في الانتخابات للكنيست. وعليه فان الاسم المناسب للحرب التي بدأت أول أمس هو "حرب سلامة نتنياهو"، وان شئتم "حرب سلامة نتنياهو وباراك"، وليس الاسم الشاعري بعض الشيء "عامود سحاب".
لقد كانت الحرب وتبقى أداة شديدة القوة لازالة المشاكل الاجتماعية من على الطاولة، لاخفاء ضائقة السكن المحتدمة والارتفاعات اليومية في أسعار البضائع الاساسية، وكذا لتبرير الاجراءات المتشددة في ميزانية 2013. وباختصار، يقولون لنا: اقعدوا بصمت واسمحوا بتبذير 15 مليار شيكل على حرب اخرى، وعندها تبرر التقليصات التي ستأتي في بدل البطالة، في مخصصات الاولاد، في تمويل المستشفيات، في التعليم وفي البنى التحتية.
أتساءل أحيانا، كم ينبغي للشعبين، الاسرائيلي والفلسطيني، ان يعانيا الى أن يحسم الامر عندنا ونفهم أخيرا بان استخدام القوة العسكرية لا يحل مشكلة النار على البلدات الاسرائيلية ولا يضمن السكينة للاطفال في سديروت وفي عسقلان.
في الحرب السابقة (الرصاص المصبوب) صرخنا في المظاهرات: "في غزة وفي سديروت، الاطفال يريدون الحياة". وأنا ملتزمة بذلك في أن أواصل الصراخ هتافا لدعوات الحياة هذه في المظاهرات التي سنعقدها ضد الحرب الحالية ومن أجل السلام بين اسرائيل وبين الدولة الفلسطينية التي تقوم الى جانبها.



#تمار_غوجانسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف فشل بن غوريون في حملته ضد حزبنا الشيوعي؟
- كيف يسخّروننا جميعًا لبناء الهرم الرأسمالي
- لا تقولوا سيأتي يوم، اجلبوا هذا اليوم
- نهاية التمييز ونهاية الرأسمالية
- تميّز التوجّه الطبقي
- ليس النقاش بين الحزب الشيوعي والجبهة، إنه نقاش فكري داخل الح ...
- يجب اتباع التمييز المصحح تحديدا تجاه النساء العربيات بدل أن ...
- الجملة الفعلية الملائمة هي: رأسمال، حُكُم، واشنطن
- ألزرزور والغراب بين لبنان وإيران
- حذارِ: ألمرحلة الاولى في الحرب المخطط لها
- ثمن المعروف القومي الوهمي
- نظرة الاستعلاء بصيغة الولايات المتحدة الامريكية
- مسؤولية كل النساء لكي لا يعيدونا نحن النساء الى الوراء
- إخلاء من اجل الضم
- جرائم حرب بين حي الزيتون ورفح
- نتنياهو ووحش الفقر


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تمار غوجانسكي - حرب سلامة نتنياهو