أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تمار غوجانسكي - جرائم حرب بين حي الزيتون ورفح















المزيد.....

جرائم حرب بين حي الزيتون ورفح


تمار غوجانسكي

الحوار المتمدن-العدد: 846 - 2004 / 5 / 27 - 04:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في التاسع عشر من الشهر الجاري، انشدّت انظار الرأي العام لجرائم الحرب التي اقترفتها قوات جيش الاحتلال، في رفح، وخاصة الضحايا الكثيرة التي سقطت من جراء قذائف الدبابات الاسرائيلية على مظاهرة جماهيرية شارك فيها الكثير من الاولاد، والفتيان ظهر ذلك اليوم، ولقد بث التلفزيون الفلسطيني مشاهد تقشعر لها الابدان عن اولاد جرحى وفتيان يهربون من المكان، ودخان كثيف تصاعد من اماكن سقوط القذائف، ولقد شاهدت تلك المناظر وانا اجلس في مكتب رشيد ابو شباك المسؤول عن الأمن في غزة، وفي حديثه معي فند رشيد ابو شباك الحجج التي اطلقتها حكومة اريئيل شارون لتبرير الاقتحام العسكري الذي اوقع الكثير من الضحايا في رفح، "ان الجيش الاسرائيلي يحارب قضية الأنفاق منذ ثلاث سنوات ولم ينجح في القضاء على هذه الظاهرة، والمتحدثون الاسرائيليون الرسميون يكذبون عندما يدعون ان السلطة الفلسطينية تهرب الاسلحة بواسطة تلك الانفاق. واقترحنا على اسرائيل ان تعالج السلطة الفلسطينية قضية الانفاق. وقبل تسعة اشهر نفذنا عدة اجراءات لسد الانفاق ولكن عندما كنا نسد نفقا بابه في بيت معين، كان الجيش الاسرائيلي يهدم البيت ويطلق النار على قواتنا، وقبل زهاء شهر صادرنا اسلحة واعتقلنا عددا من المهربين وحتى الآن لا يزال في المعتقل ستة منهم.

ولكن على الرغم من الخطوات التي اتخذناها دخل الجيش الاسرائيلي الى الاحياء في رفح وهدم بيوتا، لذلك فإن النتيجة التي استخلصناها هي ان حكومة شارون لا تريد ان تتخذ السلطة الفلسطينية خطوات، انما تفتش عن حجج لممارساتها الهجومية، وقبل عشرة ايام دخلت قوات الاحتلال الاسرائيلية الى حي الزيتون في غزة، وهناك كما هو معروف لا توجد انفاق، لذلك اختلقوا حجة الانفاق، لكن كل واحد يستطيع الفهم انهم لا يدخلون الدبابات والجنود بكثرة لكي يهدموا عدة مخارط.
وفي حي الزيتون اسفرت العملية العسكرية الهمجية عن سقوط (17) فلسطينيا واصابة (150) بجروح.
ولعمليات الجيش الاسرائيلي في تل السلطان لا توجد اية علاقة مع الانفاق، وهذا الحي ليس جزءا من مخيم اللاجئين ويبعد عن الحدود المصرية (4) كم ولو كان هناك فلسطينيون من المطلوبين، من زمان لم يكونوا هناك، لذلك فالجيش الاسرائيلي معني بشيء آخر وهو ابراز عظمته وتخويف الجماهير الفلسطينية المدنية.
ومع دخول الجيش الاسرائيلي الى رفح جرى قطع التيار الكهربائي ومواسير مياه كثيرة دمرتها الدبابات، وكذلك جرى تفجير مضخة المياه العادمة، واللجنة المدنية في رفح طالبت الجيش الاسرائيلي بعدم تفجير تلك المضخة الهامة وعندها فجرتها قوات الاحتلال عمدا وهذا بمثابة تنكيل بجماهير كاملة، ان اقتحام غزة ورفح يعمق الكراهية ويكدس العراقيل الاضافية في طريق تجديد مسيرة السلام، ولكن على الرغم من الضحايا والمعاناة فإن الجيش الاسرائيلي لن ينتصر بتاتا.
* حي الزيتون بعد تسعة ايام من الاقتحام *
في حي الزيتون في غزة، هناك شارع رئيسي معبد مع اربعة مسارات سفر، اثنان في كل جانب وفي الوسط حاجز فاصل من الباطون، ونصبت في الوسط اعمدة كهرباء وهناك اشجار كثيرة على جانبي الشارع وابنية من عدة طوابق، وفي الطابق الاول هناك حوانيت ومكاتب وكراجات، وفي المكان الذي كان شارعا، يوجد الآن شارع رملي مليء بالحفر وبقايا حطام وباطون والعديد من الحوانيت اغلقت بعد ان هدمتها دبابات الاحتلال. وفي الجانب الجنوبي مما كان الشارع الرئيسي توجد انقاض مبنى من خمسة طوابق وبين الانقاض ترى بوضوح الثلاجات واجهزة التلفزيون والغسالات والاثاث الكثير. وتفجير ذلك المبنى الحق الاضرار بأبنية مجاورة، حيث ترى الشرفات المخلخلة والمعلقة، وبالقرب منه هناك (3) خيام، يقيم فيها افراد عائلة عاشور. وقال رب العائلة حسن بصوت مرتعش، شارحا ما جرى في الحادي عشر من ايار في اليوم الذي تسلط فيه جنود الاحتلال على الحي.
وقال: "منذ (1956) عملت ووفرت الاموال. وفي عام (1994) رجعت مع عائلتي الى غزة وأقمت عمارة من خمسة طوابق واقامت فيها ثماني عائلات. وفي الليلة التي دخل فيه الجيش الاسرائيلي الى حي الزيتون، دق جنود الجيش على الباب في منتصف الليل، وقد خفنا من فتح الباب، وقد اقتحموا المنزل بعد ان حطموا الباب ودخل ثمانية جنود وانهالوا بالضرب على افراد العائلة بأعقاب البنادق، واصابوهم بجروح وبعد ذلك اعتقلوا الشباب واخذوهم.
وظللنا (9) انفس في البيت وجمعونا في غرفة ضيقة وظللنا يوما كاملا في تلك الغرفة وفي التاسعة ليلا امرونا بمغادرة الغرفة واخذت النساء معهن قليلا من الثياب، وقال لنا الجنود، ان الغرف معدة للتفجير وفي الحادية عشرة والنصف ليلا فجروها.
وقال، في الكراج في الطابق الارضي توقفت سيارة اجرة عمومية، وعملت سائقا عليها، وكانت هي مصدر رزقي الوحيد، لإعالة العائلة وظلت السيارة تحت الانقاض، وقد اعادوا ابنائي الاربعة في اليوم الثاني ولكن ابن اخي، عمر عليان عاشور، طالب جامعي، يعيش والداه في قطر، اعتقلوه ووضعوه في سجن عسقلان، كما جاءنا من الصليب الاحمر، وقال، ظللنا بلا بيت وبدون اجهزة، كلها اخذوها، وبدون سيارة الاجرة، لا مصدر دخل لنا، انني قلق، ماذا سيحدث للاولاد، كيف سأربيهم وكيف سأعيلهم؟ وعندما ودعنا العائلة، فقط الاولاد الصغار ابتسموا لنا، وافراد العائلة الكبار لم يتغلبوا على مشاعرهم مما اصابهم من هدم العمارة.
وعلى بعد قليل من انقاض العمارة، كانت بقايا اشجار اقتلعوها، بساتين كثيرة جرفتها قوات الاحتلال في حي الزيتون.
* مستشفى الشفاء *
لقد جرى الاستعداد في مستشفى "الشفاء" الاكبر في قطاع غزة، لاستيعاب الجرحى في حال سمحت قوات الاحتلال لنقل الجرحى من رفح اليه. وقال مدير المستشفى ابراهيم الهباش، لقد اعلنا حالة الطوارئ في المستشفى بعد ان سمعنا عن الاوضاع في رفح واخلينا المرضى منه استعدادا لاستيعاب الجرحى، وقد وصل الى المستشفى (200) جريح و (16) قتيلا، منهم (65) دون السادسة عشرة، وفي اليوم الذي زرت فيه المستشفى كان لا يزال ثمانية اولاد في حالة الخطر وقد اصيبوا من شظايا قذائف الدبابات، وقد رافقني في الزيارة د. محمود حداد، وفي قسم العلاج المكثف كان عدد من الجرحى في حالة الخطر الشديد، وكان في المستشفى عشرات الجرحى اصيبوا في الاقسام العليا من اجسادهم برصاص قوات الاحتلال والقناصة، وذلك يثبت ان القناصة اطلقوا الرصاص عمدا من اجل القتل.
* ماذا يفتش الاسرائيلي في غزة؟ *
رافقني محمود فرج من قوات الامن الفلسطينية خلال الزيارة، وقد تعلم اللغة العبرية من خلال مكوثه (15) سنة في السجن الاسرائيلي، لقد اعتقل عندما كان في السادسة عشرة، وهو خبير في السياسة الاسرائيلية ويطالع يوميا الصحف الاسرائيلية. ومن بيته في غزة يمكن رؤية ما يجري على الحدود وفي معبر "كارني" وعلى الرغم من كل الفظائع وممارسات جيش الاحتلال وعلى الرغم من ان اسرائيل افشلت حكومة محمود عباس، الا ان محمود فرج، على قناعة انه لا يوجد أي حل الا بالعودة الى طاولة المفاوضات، ولكي تقتنع الجماهير الفلسطينية بعملية السلام، على اسرائيل اتخاذ خطوات انسانية ولكن اسرائيل لا تتخذ تلك الخطوات وقال محمود: "ماذا يوجد لكم ايها الاسرائيليون في غزة، اخرجوا منها، والتي تعتبر اكثر منطقة مكتظة في العالم ولا ثروات فيها" انها صادق، بالفعل ماذا يوجد للاسرائيلي في غزة، غير الارادة المشوهة للمؤسسة الاسرائيلية العسكرية والسياسية للتسلط على شعب آخر وهذا لن ينجح.



#تمار_غوجانسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو ووحش الفقر


المزيد.....




- هذا المنزل الريفي في جزيرة ميكونوس باليونان يعيدك بالزمن إلى ...
- رصد مجموعة طائرات -درون- غامضة في أمريكا.. وعضو بالكونغرس: ي ...
- الرئيس البرازيلي يخضع لعملية جراحية ثانية بعد إصابته بنزيف ف ...
- -لوح شطرنج جديد في الشرق الأوسط: ماذا يعني لإسرائيل؟- – جيرو ...
- DW تتحقق: ما حقيقة تحطم الطائرة التي كانت تقل الأسد؟
- مجموعة السبع مستعدة لدعم الانتقال نحو حكومة -جامعة وغير طائف ...
- الخارجية التركية تنفي وصول فيدان إلى دمشق
- راجمات الصواريخ الروسية من طراز -غراد- تستهدف مواقع أوكرانية ...
- أهالي دير الزور يحتفلون بدخول إدارة العمليات العسكرية إلى ال ...
- الولايات المتحدة.. اصطدام طائرة بعدة سيارات في أحد شوارع ولا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تمار غوجانسكي - جرائم حرب بين حي الزيتون ورفح