(شتان مابين الشيوعية والاديان)!!!(4)

ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 17:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لقد شاعت وامتدت في البلدان المتخلفة والتابعة،والتي يسود فيها (نمط الانتاج الكولونيالي).مفاهيم فجة ومشوهة،وعقدية متكلسة غبية،ووعيا قاصرا وطفوليا،خارج التنظيمات وداخلها-عن الشيوعية-نتيجة ضروف موضوعية وذاتية من:تخلف القوى المنتجة،وبدائية التصنيع،وضعف الطبقة العاملة وجنينيتها،والاستبداد السياسي السلطوي الشامل،والقمع الوحشي،والتصفيات والمذابح التي تعرضت لها قوى اليسار والديمقراطية،والكبت المسلط على الاراء المعارضة او المختلفة مع الفاشيات الحاكمة،وضبابية الوعي الطبقي-بل انعدامه-لدى النخبة المثقفة وقادة وكوادر الاحزاب الشيوعية،والتشويش والتشويه الفكري والخلط الايديولوجي لهجين من افكار البرجوازيات الصغيرة،واستشراء العفوية والجهل وانعدام المبادرة والتخبط بين الاستراتيجي والتكتيكي،وسيادة القيم البطرياركية،والاعراف القبلية،نتيجة الهجؤات الواسعة من الريف الى المدينة،وبالتالي طغى ترييف المدينة بدل تمدين الريف!.وغلبة الانحدار الفلاحي لاكثرية عمال المدن،وطابع البداوة القبلي والفطري لوعيهم الخام والاولي،ذو الخلفية الدينية التقليدية،وهيمنة القيم والعادات ماقبل نمط الانتاج الرأسمالي(الكولونيالي)من (كولاج):اوليغارشية تسيطر على مقاليد الحكم لعقود طويلة،وبرجوازية كمبرادورية تخدم اسيادها(المتروبول )السابق بحلته الجديدة اللامعة!واقتصاد شبه اقطاعي في الارياف،وبرجوازية صغيرة كسيحة وفي حالة موت سريري!من حرفيين وكسبة وفلاحين فقراء،ومعدمون عاطلون عن العمل وبدون مورد،وقد شكلت موجاتهم المهاجرة عبئا على بروليتاريو المدن،وخزينا بشريا احتياطيا للانظمةالدكتاتورية والفاشية ولاجهزتها القمعية ،وايضا ككاسري اضراب للعمال المضربين!وقد تم استغلالهم وتجنيدهم في اجهزة الامن والشرطة والجيش وكعيون ترصد المناؤين للسلطة.وهذا مآل طبيعي للبروليتاريا الرثة!!اضافة لممارستهم اعمال حقيرة كالتسول والنشل والسمسرة في اسواق البغاء،واعمال اجرامية كالسرقة المسلحة والسطو والقتل الاحترافي،واستخدموا كعقب حديدية وفرق موت للسلطة المستبدة،ولسحق الانتفاضات والحركات المطلبية والتظاهرات والاضرابات العمالية والاحزاب اليسارية والديمقراطية.وبدلا من الوعي الطبقي الفردي والجماعي المتقدم،والصلابة الفكرية لطبقة العمال وحزبهم الشيوعي،تجد العقلية الغيبية والقدرية الاتكالية،وغيبوبة الوعي-ان وجد-وسيادة الثقافة القطيعية،وانعدام الديمقراطية بشكل كامل لدى السلطة وايضا لدى معارضيها!ومجهوليتها لدى المجتمع!والطامة الكبرى هو القمع والكبت للاراء المختلفة او وجهات النظر المعارضة حتى داخل الاحزاب الشيوعية التقليدية،والتي تربت على الضبط الصارم والتقاليد الستالينية للامتثال والطاعة!والتي حولت الشيوعية من صراع طبقي،ونضال سياسي الى عقيدة ودين تبشيري!!....وعليه من الاجحاف توجيه النقد الشامل لكامل الشيوعية والشيوعيين،ورسم صورة قاتمة لهم ونعتهم كأيمانيين الى درجة اليقين المطلق،وتعصبهم وتزمتهم ورفضهم للاخر المختلف،وكل نقد،وكأنهم محفل كهنوتي!!فهذا ليس من الفكر الماركسي بشيء،والذي هو عبارة عن حركة اجتماعية،وصيرورة تاريخية وتحول وتغيير اجتماعي واقتصادي وسياسي لايستكين....................


يتبع في المقال القادم-الاخير-.............



وعلى الاخاء نلتقي.....

#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل