أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دينا قدري - الحديث الشريف آداب أم إرهاب















المزيد.....


الحديث الشريف آداب أم إرهاب


دينا قدري
(Dina Kadry)


الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة :
إذا كان القرآن الكريم هو أصل الشريعة الإسلامية ومصدرها الأول ، فإن السنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر الأحكام الشرعية ، تستنبط منها الأحكام بعد القرآن الكريم ، وهذا رأي أهل السنة والجماعة... ومما لا خلاف فيه بين الفقهاء والأصوليين أن النص الشرعي قرآنا أو سنة هو المصدر الأول للفقه الإسلامي،و من المعروف أنه قد تم تدوين القرآن بكامله بعد حفظه في الصدور، فكتب على السطور في قراطيس وألواح من الرقاع والعسب واللخاف والأكتاف وغيرها بواسطة كتبة الوحي ...ولسنا بصدد الحديث عن أين تم الاحتفاظ بهذه المصادر؟ولا بصدد أن القرآن لم يسلم من القول بخلقه ...وإنما نفتح هذا الملف لما شابه السنة النبوية من إشكاليات لا تعد ولا تحصى أصبح التغاضي عنها لا يحق حقا ولا يبطل باطلا...و نظرا لاستفاضة مصادر هذا العمل ..يلزم علينا أن ننبه القارئ أننا سنبدأ بعرض تاريخي لمراحل تدوين السنة ..لا ناقة لنا فيه ولاجمل .. وإنما هو منقول من بطون كتب التراث الإسلامي التي يعتمد عليها أهل السنة بالدرجة الأولى ونشير إليها كلما سمح المقال...ثم نضع ملخصا موضوعيا (على قدر تحري الأمانة العلمية في النقل ) لهذا العرض حتى ننتهي إلى مساهمة ضئيلة قد تضع شمعة في طريق الحقيقة الغائبة...
دونت السنة بعد تدوين القرآن :
نظرة سريعة إلى عدم تدوين السنة حيث مما قيل في ذلك :أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كتابة السنة ، ولو شاء لأمر بتدوينها كما دون القرآن...كما أن الرسول عاش بعد البعثة ثلاثا وعشرين سنة مما يجعل أمر تدوين السنة قولا وعملا وتقريرا أمر يشق فعله خاصة مع أمية العرب وندرة الكتبة فيهم وأدوات الكتابة..أما أهم الأسباب فهو الخوف من حدوث اللبس عند عامة المسلمين فيختلط القرآن بغيره... في كل الأحوال لايعنينا أسباب عدم تدوين الحديث في تلك الفترة بقدر ما يعنينا متى بدأ تدوين الحديث ؟؟ ولماذا؟؟
المرحلة الأولى : في عهد الخلفاء
موقف أبي بكر من الحديث الشريف :
من أول ما قام به أبو بكر بعد استخلافه أنه جمع الناس ، وقال بالحرف : (إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا! فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه)وهذا كما أورده الذهبي في تذكرة الحفاظ مجلد 1 صفحة 2 - 3
عن عائشة قالت: «جمع أبي الحديث خمسمائة حديث،عن رسول الله فبات ليلته يتقلب كثيرا فغمني،فقلت: أتتقلب بشكوى أم لشيء بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنية، هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها، فدعا بنار فأحرقها، فقلت: لم أحرقتها قال :خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل ائتمنته ووثقت فيه ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذلك". تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 5 10، وتدوين القرآن ص 370
موقف عمر من تدوين الحديث الشريف :
لقد استمرّ المنع من الحديث روايةً وتدويناً في عهد أبي بكر،بل وفاقه خوفا من الالتباس بالقرآن ثمّ كتب عمر ـ إلى المسلمين في جميع الأمصار الإسلامية: "من كان عنده منها شيءٌ فليمحه " تقييد العلماء :49 - 53
سار عثمان ومن والاه على طريقة عمر،و استمرّ منع الحديث كما يقول أبو زهو: «وقد تتابع الخلفاء على سنة عمر فلم يشأ أحدٌ منهم أن يدوّن السُنن، ولا أن يأمر الناس بذلك حتّى جاء عمر بن عبد العزيز.
بداية تدوين الحديث : المرحلة الثانية(101 – 250)
يعد عمر بن عبد العزيز( 101 ) هو أوّل حاكم أُموي يخترق الحظر المضروب على السنة من لدن أسلافه اقتداءً منهم بسُنّة (أبو بكر وعمر ) ولهذا فقد أصدر أمراً بتدوينه، ولكن بعد مُضيّ قرن من الزمان على إهماله.
وفي قول القرطبي (ت 124 هـ): أنّه أمر ابن شهاب الزهري بتدوين الحديث، كما قيل: أنّه أمر أهل المدينة بذلك ويرى البعض منهم تأخّر تدوين الأحاديث إلى ما بعد وفاة عمر بن عبد العزيز ، فقد صرّح ابن حجر في مقدمة «فتح الباري» بأنّ أوّل من جمع الحديث ودوّنه بمكّة هو ابن جريح (150 هجرية)
الحقبة الثانية من التدوين :
وفيها أُفردت الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أقوال الصحابة وفتاواهم، وذلك عن طريق جمع المسانيد وترتيبها، وقد ابتدأت تلك المرحلة من أواخر القرن الثاني.
ولم يلبث التدوين المبوب أن انتشر ، فجمعت الأحاديث في الجوامع والمصنفات ، كجامع معمر بن راشد(154) ، وجامع سفيان الثوري (161) عبد الرزاق (211) ، ومصنف حماد بن سلمة ، ووضع الإمام مالك كتابه (الموطأ) ، وهو أصح التأليف آنذاك ، لكن أحاديثه قليلة قدرت بخمسمائة حديث ، وقد ذكر فيه أقوال الصحابة والتابعين ، وقلده كثير من الناس حتى بلغت الموطآت الأربعين وعُني مالك بانتقاء أحاديث الموطأ ، . قد أخرجوا في هذه التآليف الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع ، لأنهم قصدوا جمع الحديث للمحافظة عليه ، فلذلك توسعوا وذكروا في المسألة كل ما ورد ونقلوه بأسانيدهم إلى قائله. .
المرحلة الثالثة ( 250-0 70) :
اتّسمت تلك المرحلة بجمع الأحاديث وتصنيفها على الأبواب، بحيث جُعل لكلّ صنف من الأحاديث التي تدور حول محور واحد باب خاصّ به، كما امتاز التصنيف فيها بجوّدة الترتيب بالقياس إلى المرحلتين السابقتين، هذا مع اختيار المحدّث ما يراه مناسباً للتدوين، كل بما يمليه عليه علمه واجتهاده ومنهجه..
ومن أهمّ كتب هذه المرحلة هي :
صحيح البخاري (ت 256 هـ)، وصحيح مسلم (ت 261 هـ)، وسنن ابن ماجة (ت 273 هـ)، وسنن أبي داود السجستاني (ت 275 هـ)، وسنن الترمذي (ت 279 هـ)، ومجتبى النسائي (ت 303 هـ)، وتسمى هذه الكتب ـ عند العامة ـ بالصحاح الستة، ويلحقها ـ في الرتبة والزمان ـ صحيح ابن خزيمة (ت 311 هـ)، وصحيح أبي عوانة (ت 316 هـ )
ومع أّن تحري الصحيح دون غيره من مستلزمات مدوّني الحديث لا سيّما في هذه المرحلة التي تعدّ من أهم مراحل التدوين عند العامة، وكتبها من أصح كتب الحديث عندهم، إلاّ أنها لم تسلم كغيرها من الأحاديث الموضوعة، والضعيفة، بسبب الحظر المضروب على الحديث كما مرّ
وفي هذا الدور دونت الأحاديث لكن علم مصطلح الحديث لم يدون بل خرج في كل باب كتاب مستقل فمثلاً كتاب في المرسل وكتاب في الضعيف وكتاب في الصحيح....وهكذا
المرحلة الرابعة:
: وتبدأ من سنة ( 350 ) هجرية إلى سنة ( 700 ) هجرية
وهي مرحلة كتابة مصطلح الحديث في كتب خاصة , ففي هذه الفترة أكب العلماء على تصانيف السابقين التي كانت تجربة أولى في التدوين ، فجمعوا ما تفرق في مؤلفات الفن الواحد ، واستدركوا ما فات السابقين ، معتمدين في كل ذلك على نقل المعلومات عن العلماء بالسند إليهم كما فعل سابقوهم ، ثم التعليق عليها والاستنباط منها وأقدم كتاب في علم مصطلح الحديث. يشتمل على أبواب العلم هو كتاب الحديث الفاصل بين الراوي والسامع للرامهرمزي (260 – 390) على وهو شيخ مجهول حاول الباحثون معرفة شيء عن سيرته إلا أن لم يفلح أحد ببحثه.
المرحلة الخامسة :
دور النضج والاكتمال ويبدأ من سنة ( 700 ) هجرية إلى سنة ( 1000 ) هجرية
وفي هذا الدور ظهر كتاب علوم الحديث لابن الصلاح ويعتبر هو الكتاب الفاصل بين الدورين الرابع والخامس
لا يزال الاهتمام بهذا العلم قائم إلى يومنا هذا فهناك بعض التأليف وبعض الشروح و, وكذلك بعض المنظومات
مائة وخمسون عاما من النسيان:***
بعد هذا العرض السريع للحقبة التاريخية والتي الفت فيها كتب كثيرة أصعب من أن تحصر لأن منها ما فقد ومنها ما تعمد أبادته ..أجمع العلماء والفقهاء على أن السنة لم تدون طيلة قرن ونصف... قرن ونصف كفيلة بضياع المحفوظ في الصدور فقد مات الصحابة وأولادهم وحتى أحفادهم كانوا طاعنين في السن فمن الذي يقول بأن ما جمع من كل هذا الكم الهائل من الأحاديث قد سلم - على الأقل _من الخطأ أو النسيان....وأن سلمنا بالمحاولات المضنية والشاقة التي قام بها جامعو الأحاديث وسلمنا – جدلا – بحسن طويتهم في الحفاظ على السنة تخليدا لحقبة تاريخية هامة في حياة المسلمين فقد يبدو هذ ا مقبولا بل هو مفروضا...ولكن أن تصبح لهذه الأحاديث- التي تلتف حولها مئات من علامات الاستفهام تدور حول سندها ومتنها وراويها وحافظها وصحتها - قدسية لاتقل عن قدسية القرآن ويجعل منها المتعصبون والمتشددون سيفا فقهيا مسلطا على رقاب العباد يدخلون منها إلى حياتهم فيقررون لهم كيف وماذا يأكلون ويفرضون عليهم ملبسا وقل ولا تقل حتى علاقة الرجل بأهل بيته في أخص الخصوصيات لم تسلم من الوصاية والتدخل السافر...فهذا هو الباطل بعينه...
****لا لتقديس البشر :
قال الإمام أحمد بن حنبل :" أصحاب رسول اللّه كل من صحبه شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه." قال البخاري : من صحب رسول اللّه أو رآه من المسلمين فهو أصحابه... وسواء اختلفوا في مدة الصحبة تقل أو تزيد فقد أجمع أهل السنة والجماعة على أن الصحابة جميعهم عدول بلا استثناء... والرد على هذا القول - الذي ينطق بالميل والهوى ويخالف ما خلق عليه البشر ويتنافى والعدالة الآلهية- سنجده في ( القرآن ) فلم يسلم الرسول نفسه من العتاب الشديد حينما قال له الله "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " كما عاتبه في أسرى بدر وعبد الله بن أم مكتوم الأعمى الفقير" عبس وتولى "....ونجده في الحديث الشريف : قول الرسول: "إنما أنا بشر، فما حدثتكم عن الله فهو حق، وما قلت فيه من قبل نفسي فإنما أنا بشر أخطئ وأصيب "... هذا الوليد بن عقبة بن أبي معيط أحد الصحابة الذي سماه الله فاسقاً حينما أرسله النبي إلى بني المصطلق للصدقات فرجع بخبر امتناعهم وارتدادهم عن الإسلام ونزلت الآية :" يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة" ( تفسير البغوي ص339 ) والشواهد أكثر من أن يتسع لها المقام فلا بشرا معصوم من الخطأ وكذلك شأن كتب الحديث ....
*** (حرق الأحاديث ) يقول السنيون " إن محاولة فصل السُنّة عن القرآن الكريم: هي بمثابة الإعراض عن كتاب الله عزّ وجلّ مستشهدين بالآية "ومَا آتاكمُ الرسولُ فخذوهُ، وما نهاكم عنه فانتهوا " ومع ذلك قام الخليفة أبو بكر الصديق بحرق الخمسمائة حديث التي جمعها وهو الذي صاحب النبي 23 عاما ، وصاهره ، ولازمه ، وشهد كل مواقعه كما يجمع المؤرخون على ذلك ، وفوق هذا وذلك فهو يقرأ ويكتب ،كما نجح الخليفة عمر بن الخطاب بجمع ما لدى أكثرية المسلمين من سكان المدينة المنورة من سنة الرسول المكتوبة ، والكتب المحفوظة لديهم وإحراقها بالنار ثم أصدر مرسوما عممه على كافة البلاد الخاضعة لحكمه هذا نصه : أن من كان عنده شيء من سنة الرسول المكتوبة فليمحه....ورغم هذا الموقف الذي يبدو غريبا منهما إلا أن أحد لم يقل "بتكفيرهم " وتعطيلهما للسنة....فقد اكتفيا بالقرآن الكريم..... بل على العكس فهم - بقول أهل السنة - العدول الذين رفع الله عنهم الخطأ والنسيان.

***أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان:
يقول النووي: " اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن الكريم الصحيحان البخاري و مسلم ، وتلقتهما الأمة بالقبول ، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة " ، ويقول ابن تيمية: " فليس تحت أديم السماء كتاب أصح من البخاري و مسلم بعد القرآن".
وثبت أن البخاري أخرج صحيحه عن ستمائة ألف حديث،أما أبو داود قد أورد في سننه أربعة آلاف وثمانمائة حديث وقال: انتخبته من خمسمائة ألف حديث. أورد مسلم في صحيحه أربعة آلاف حديث انتخبها من ثلاثمائة ألف حديث،وذكر أحمد بن حنبل في مسنده ثلاثين ألف حديث،وقد انتخبها من أكثر من سبعمائة ألف حديث.... كما نرى أحاديث بالآلاف بعد مضي مايربو على ثلاثة قرون على وفاة الرسول وفي حياته جمع الصديق خمسمائة حديث فقط وصل منها 142حديثا فقط لصحيح البخاري وضاع 385...ناهيك عن كم الشبهات التي لا حصر لها حول الدقة والأخذ بكل شروط الإسناد: وهو سلسلة رواة الحديث ، وإهمال التمحيص في المتن: وهو نص الحديث الذي يقوم عليه المعنى... ونكتفي بحديث واحد :
قال عمر بن الخطاب: وافقت ربي في ثلاث فقلت : يارسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى... فنزلت "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى"،وآية الحجاب قلت يارسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر فنزلت" آية الحجاب31 سورة النور" واجتمع نساء النبي في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت" الآية 5 سورة التحريم ". صحيح البخاري رقم الحديث (387 ) واختلفت الموافقة والعدد فعند مسلم الموافقة في ثلاث في الحجاب وفي أساري بدر وفي مقام إبراهيم فزاد رابعة وعند النووي زاد خامسة وهو تحريم الخمر وفي كتاب فضائل الإمامين لأبي عبد الله الشيباني قال: وافق عمر ربه في أحد وعشرين موضعاً....وهكذا يتسارع المزاد ولا يلتفت إلى الأهم لقد فسر العلماء ماتقدم عن" الفاروق"إنما هذا لفضله ولكن أصحاب العقول يتساءلون هل بلغت حظوة عمر عند الله خالق الكون بكل ما فيه من مخلوقات لدرجة تحقيق الأماني فور قولها ؟؟ أم أننا يغلبنا الهوى والميل فنوقع أنفسنا في حرج لا نستطيع الفكاك منه؟؟؟؟
*** الرواة وما أدراك من الرواة:
أبو هريرة ..هو أكثر الرواة حديثا ،وأكثرهم شبهات ، فقد بلغ مجموع الأحاديث التي رواها 5374 حديثا .
يقول أبو هريرة: "نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا، وكنت أجيرا بطعام بطني". واليتم والفقر ليس بعيب وإنما هو لزوم ما يلزم لنعرف كيف انقلب حال من كان يغمى عليه من شدة الجوع فيصبح أميرا على المدينة المنورة له فيها قصر ويأكل مع أمير المؤمنين معاوية.... .أسلم متأخرا وقدم إلى المدينة عام 7 هجرية وصحب النبي مدة قصيرة لا تزيد عن سنة وتسعة أشهر فمن أين له بكل هذا الكم من الأحاديث؟؟؟..عن سالم مولى بني نصر : سمعت أبا هريرةيقول : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلاء بن الحضرمي وأوصاه بي خيرا "نقله ابن سعد في طبقاته الكبرى (ص77 ج 4 ق 2 ) وكان الرسول قد أرسله في ذي القعدة عام 8 هجرية.. وقد أفزعت كثرة رواية أبي هريرة عمر بن الخطاب فضربه بالدرة وهدده بالنفي كان لايضيره أن يوسم نفسه بأي صفة حتى يتخلص من أي مأزق يحيق به حتى لو قال عن نفسه :" مضيرة معاوية ُأدسم وأطيب ،والصلاة خلف علي أطيب خَلْفَ عَلِي‌ٍّ أَفْضَلُ ولعل هذا يبرر ولاية المدينة وقصره بها ولم أغدق الأمويين على أسرته الأموال بعد وفاته ..وما حال الزهري بأفضل من حال صاحبه إنما هو التنازل من بطانة السلطان... ومن الرواة ( حبر الأمة) عبد الله بن عباس الذي روى عن الرسول 1660 حديثا رغم أن كان عمره لايتجاوز الثلاثة عشرة عاما عندما توفى الرسول...والكلام لاينقطع عن الرواة ولكن المقام يضيق ...
***تجارة الحديث..والطابور الخامس:
-القول باختراع الأحاديث وصنعها ليس بجديد فهو رأى كثير من الأئمة والفقهاء القدماء والمحدثين على السواء، أمثال الإمام ابن تيمية والقسطلاني والذهبي والبيهقي والطبراني والدار قطني والهيثمي والسيوطي والعسقلاني… وغيرهم
- لايخفى على أحد أن تجارة الحديث راجت لأسباب كثيرة أهمها وضع الحديث لنصرة المذاهب والفرق
وتشيعا لفريق دون أخر، وتفضيل الأئمة ومنهم الأئمة الأربعة الذين ذاع صيتهم بعد وفاة النبي بثلاثة قرون ونكتفي بشاهد واحد في فضل سور القرآن قيل لأبي عصمة: من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضل سور القرآن سورة سورة؟
فقال: إنّي رأيت الناس أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق، فوضعت هذا الحديث حسبة. . القرطبي، التذكار: 155.
لم يعدم واضعو الأحاديث ومختلقوها وسيلة للحفاظ على زيفهم وخداعهم الذي يحققون به مآربهم ..لذا وحتى يتصل هذا الزيف ولا ينقطع فقد وضعوا أحاديث أو مقولات جرت بين الناس عمدا أو جهلا مجرى العقيدة ومنها قول الشوكاني:" واعلم أن ما كان من الأحاديث في الصحيحين أو أحدهما جاز الاحتجاج به من دون بحث لأنهما التزما الصحة وتلقت ما فيهما الأمة بالقبول " نيل الأوطار 1/22 . مع أن الشوكاني نفسه ذهب مذهب الواقفية في مسألة خلق القرآن ، فلم يجزم برأي هل هو مخلوق أو غير مخلوق ؟ كما يظهر في كتبه الكثير من الاضطراب والتناقض كما قال هو نفسه : " إن الخطأ شأن البشر" .و قال الإمام الشافعي : "ما على أديم الأرض بعد كتاب الله أصح من موطأ مالك"ولم لا وهو يشهد لأستاذه..فحين قال ابن تيمية: " فليس تحت أديم السماء كتاب أصح من البخاري و مسلم بعد القرآن " (الفتاوى 18/74) فهل نصدق أديم الأرض أم أديم السماء؟؟ ولما هم لايصدقون بعضهم البعض وهم العلماء الأجلاء ؟؟
**** الخاتمة :
== يلزم التنويه أن هذا المبحث ضخم لا يعطيه حقه فرد واحد أو حتى أفراد ،ولا عمل واحد أو حتى أعمال وهناك الكثير من الكتب والمؤلفات عن "تمحيص الحديث" الذي هو ببساطة" تنقيحه "...والذي لم يكون وليد هذا العصر فهي دعوات واجتهادات لازمت الإنتاج الغزير لكتب الحديث وشروحها وتفسيراتها منذ نشأتها بهدف حماية السنة من كل الخرافات والخزعبلات التي جمعت من ضمن ما جمعت في فترات الفتن والاضطرابات والانبهار بزينة الدنيا... والذي توقف في العصور المتأخرة نتيجة هجمة ارتدادية تتدعي حفاظها على السنة بالتشدد بهذا الميراث الضخم من آلاف مؤلفة من الأحاديث التي اختلط صحيحها بسقيمها وثمينها بغثهاغير مبالية بما في هذا الخلط من إساءة بالدرجة الأولى إلى صحيح الإسلام لأن تصحيحها يضرب أهدافها في مقتل فلن يسمح لها هذا التصحيح بأن تجعل من نفسها خصما وحكما وقاضيا ومشرعا و جلادا في وقت واحد..وهذا ما لا يرضاه دين ولا يقبله عقل ولا تقره شريعة ويفصح بجلاء عن خبث الطوية وفساد النية ...
" ==اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " سورة المائدة:3
أتم الله دينه بدلالة الآية ولو كان الإسلام يحتاج السنة كمشرع ومفسر لما ظل المسلمون ما يزيد عن ثلاثة عقود بدونها ولما حجبها ومنعها كبار الصحابة والخلفاء اكتفاءً بالقرآن الكريم ..فأين من يهاجمون القرآنيين مما فعله الخلفاء..ولكن من المؤكد أننا نحتاج لصحيح هذه السنة كداعم لكل ماأتت به الأديان من الدعوة إلى قيم العدالة والخير والتسامح وكافة الفضائل فنحن نسترشد في حياتنا بأقوال الحكماء والعظماء وما الأنبياء إلا هؤلاء العظماء..إننا لانرضى تشويها لرموز الأديان ولا تشكيكا لأقوالهم وأعمالهم..من منطلق الغاية الشريفة لابد لها من وسيلة شريفة ....ولن نجري وراء أفكار تضع سيفا تحت كلمة التوحيد ..فقد جعل الله الأديان لتنظيم حياة البشر وأرسل الأنبياء لهدايتهم بالحكمة والموعظة الحسنة....



#دينا_قدري (هاشتاغ)       Dina_Kadry#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد المتنبي يعاود مصر
- دستور مصر ....كفن المصريين
- -زواج ومفاخذة الصغيرة -
- التحرش بالنساء...وثقافة الغاب
- محاكمة القرنين
- من وحي الفيس بوك
- رسالة من بطل
- قبل أن تقع الفأس في الرأس
- ليلة أخرى سوداء في تاريخ نيرون
- إلى ضمير العالم
- العدل المتأخر ظلم بين..وله حسابه
- أين حمرة الخجل؟!
- لماذا لايرحل حسني مبارك؟؟!!
- كيف أعاودك وهذا أثر فأسك
- الجمعة اليتيمة
- الثمن الغالي
- شوف يابني
- قصة طلاق
- كتب الجنس و العفاريت تربح
- هذا هو اختياري


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دينا قدري - الحديث الشريف آداب أم إرهاب