رادوبى (سندريلا المصرية) قصة قصيرة

طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 12:13
المحور: الادب والفن
    

رادوبى ( سندريلا المصرية )
قصة للأطفال
طلعت رضوان
ـــــــــــــــــــــــــ
تعريف بأصل القصة قبل القراءة :
يعتقد كثيرون أنّ قصة سندريلا من إبداع الكتـّاب الأوروبيين ، فى حين أنها واحدة من قصص كثيرة أبدعها جدودنا المصريون القدماء . والأصل محفوظ فى المتحف البريطانى ضمن مجموعة برديات (شستر بيتى) كما وردتْ (مع اختلاف فى بعض التفاصيل) فى كتاب هيرودوت عن مصر وغيره من كتـّاب الإغريق القدماء. كما نقلها الكاتب (بروكسبانك) إلى الإنجليزية فى كتابه (قصص الفراعنة عبر العصور) ومن الكـتـّاب المصريين المعاصرين الذين اهتموا بهذا الموضوع د. سيد كريم فى كتابه (الكاتب المصرى وأدب القصة العالمى) ومن وحى الأصل الوارد فى البردية كتبتُ هذه القصة.
ـــــــــــــــــ
(1)
جلستْ رادوبى فى جنينة قصر والدها وحيدة ورفضتْ أنْ تلعب مع أصدقائها الأطفال . كانت تفكر فى أمها التى ذهبتْ إلى العالم الآخر، لمُقابلة الإله أوزير محبوب المصريين .
صعدتْ رادوبى إلى غرفتها . أخرجتْ صندوق المجوهرات وصندوق الحذاء . تذكرتْ وصية المرحومة أمها التى قالت لها (( حافظى على المجوهرات وعلى الحذاء . وأنّ الحذاء على مقاسك وأنك سوف ترتدين المجوهرات والحذاء يوم زفافك))
(2)
تزوّج والد رادوبى بعد وفاة أمها . كان الأب يعمل بالتجارة ويُسافر كثيرًا خارج مصر. وكانت زوجة الأب تعتمد على رادوبى فى نظافة القصر وإعداد الطعام . ولما أنجبتْ زوجة والدها أختـًا لها ، فرحتْ رادوبى . ولكن زوجة الأب فرّقتْ بينهما فى كل شىء . كانت رادوبى تكنس وتطبخ وأختها تذهب إلى المدرسة.
(3)
بينما رادوبى فى المطبخ ، دخلتْ زوجة والدها غرفتها وفتحتْ دولاب الملابس . عثرتْ على صندوق المجوهرات وصندوق الحذاء . أهملتْ صندوق الحذاء وأخذتْ صندوق المجوهرات .
ذهبتْ زوجة الأب إلى محل جواهرجى . طلبتْ من التاجر أنْ يأخذ صندوق المجوهرات وأنْ يُعطيها مجوهرات غيرها .
عندما اكتشفتْ رادوبى أنّ صندوق المجوهرات غير موجود ، أخذتْ صندوق الحذاء ، حفرتْ حفرة فى جنينة القصر وخبأته فيها .
(4)
كبرتْ رادوبى وكبرتْ أختها ، وبينما رادوبى تكنس وتطبخ ، كانت أختها تذهب إلى (بيت الحكمة) للتعليم العالى ، وتعزف الموسيقى ، وتتدرب على الرقص فى معبد طيبه.
(5)
كان جدودنا المصريون القدماء يحتفلون بأعياد كثيرة ، حتى النبات والورد والأزهار كان لها عيد خاص يحتفل به الناس فى الحقول والجناين وأمام المعابد . وفى هذا العام دعا الأمير (حور) أهالى طيبه للاحتفال بعيد الزهور داخل قصره .
(6)
كانت رادوبى تـُساعد زوجة والدها وتـُساعد أختها فى ارتداء ملابس الخروج للاحتفال بعيد الزهور. طلبتْ رادوبى من زوجة والدها أنْ تخرج معهما . رفضتْ زوجة الأب ، فجلستْ رادوبى وحيدة فى القصر.
خرجتْ رادوبى إلى جنينة القصر تـُشاهد الزهور. تذكرتْ أمها . أخرجتْ صندوق الحذاء من الحفرة . فكرتْ أنْ تضع الحذاء فى قدمها . اكتشفتْ أنْ قدميها مُتسختان . توجّهتْ إلى البُحيرة التى تتوسط جنينة القصر. وضعتْ الحذاء على حافة البُحيرة ، ووضعتْ قدميها فى الماء . اقترب صقر من البحيرة وخطف فردة الحذاء .
(7)
طار الصقر حتى وصل إلى قصر الأمير (حور) وحوله أهالى طيبه يحتفلون بعيد الزهور.
سقطتْ فردة الحذاء فى حجر الأمير. اندهش . ثم ابتسم وقال يبدو أنّ ما حدث هو إرادة السماء.. وأنه سيتزوّج من صاحبة الحذاء . وطلب من كل فتاة موجودة فى الحفل أنْ تضع فردة الحذاء فى قدمها . وكانتْ أخت رادوبى من بين المدعوات .
كانت الفتيات يضحكن بمرح ، لأنّ فردة الحذاء إما كبيرة جدًا أو صغيرة جدًا .
اندهش الأمير ، فطلب البحث عن صاحبة فردة الحذاء فى كل البيوت والقصور.
(8)
ذهب حرّاس الأمير إلى كل البيوت والقصور. ثم ذهبوا إلى قصر والد رادوبى . فرحتْ رادوبى عندما رأتْ فردة الحذاء . ذهبتْ إلى الجنينة وأخرجتْ الفردة الأخرى . وضعتْ الفردتيْن فى قدميها . طلب الحرّاس منها أنْ تذهب معهم لمقابلة الأمير. اعترضتْ زوجة والدها وقالت : (البنت دى مجرد خدّامه) قال رئيس الحرس (القوانين بتاعتا ما بتفرقش بين الخدامه والأميره)
(9)
طلب الأمير من رادوبى أنْ تحكى له سرّها ولكنها رفضتْ .
فى ليلة الزفاف قدّم لها الأمير صندوق مجوهرات هدية الزواج . عندما رأتْ رادوبى الصندوق صاحت من الفرح ((دى مجوهرات ماما)) اندهش الأمير. طلب منها أنْ تكشف له السر ولكنها رفضتْ . تأكد الأمير أنها لن تبوح له بالسر. أمر بإحضار الجواهرجى الذى اشترى منه موظفو القصر صندوق المجوهرات . اكتشف الأمير أنّ رادوبى ليستْ خادمة كما قالت زوجة والدها ، وإنما هى ابنة التاجر الثرى الذى يُسافر كثيرًا من أجل تجارته.
أمر الأمير بعقاب زوجة الأب . وكانت العقوبة هى طردها من القصر، وتعيش قى كوخ لمدة عشر سنوات ، عقابًا لها على ما فعلته فى حق رادوبى .
طلبتْ رادوبى من الأمير أنْ يعفو عن زوجة والدها . اندهش الأمير ورفض طلبها . قالت له أنّ هذا شرطها حتى يتم الزواج. اندهش أكثر. قالتْ رادوبى ((المرحومة أمى قبل أنْ تذهب إلى العالم الآخر، قالتْ لى علىّ أنْ أتذكر دائمًا تعليمات الحكماء المصريين مثل الحكيم (آنى) : على الإنسان أنْ يُقاوم أى رغبة فى الانتقام . وأنّ الحياة تزدهر بالتسامح ، كما تزدهر الزهور بالشمس والماء والهواء)) استمع الأمير لكلامها وفكر: لأى قرار من القراريْن المُحبّبيْن إلى نفسه يختار: عقاب زوجة الأب لتكون عبرة لغيرها ، أم دعوة التسامح التى تـُصر عليها رادوبى ؟
***

#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل