بطريرك المرحله الانتقاليه ؟!

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 19:02
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

إنتهت المرحله الانتقاليه التي عاشتها الكنيسه القبطيه بعد رحيل البابا شنوده الثالث في 17 مارس الماضي واختيار المجمع المقدس للكنيسه القبطيه نيافة الانبا باخوميوس مطران كرسي البحيره والخمس مدن الغربيه ليكون القائمقام بعد اعتذار اقدم المطارنه الانبا ميخائيل مطران اسيوط

ويعد الانبا باخوميوس مطران البحيره هو الابن البكر من الاساقفه الذين تمت سيامتهم بيد البابا الراحل شنوده الثالث فتمت سبيامته
أسقفًا في 12-12- 1971 هو والأنبا يوأنس أسقف الغربية الراحل.



ولد الأنبا باخوميوس، في شبين الكوم في1935/12/17م، وحصل على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 1956م. بدأ خدمته في الكنيسة من خلال "مدارس أحد الزقازيق والجيزة وشبرا ودمياط"، ثم عين سكرتيرًا للجنة العامة لمدارس الأحد، ومشرفًا على بيت الشمامسة بالجيزة، ثم حصل على دراسات بـ"الإكليريكية" استمرت من عام 1959 - 1961م، وخدم كشماس مكرس بالكويت عام 1961م مع القمص أنجيلوس المحرقي

ترهبن الأنبا باخوميوس بدير السريان عام 1962م، و"سيم" قسًا عام 1966م، باسم القس أنطونيوس السرياني، وهو ذات الاسم الذي ترهبن به البابا شنودة الثالث وفي ذات الدير.
أشرف الأنبا باخوميوس، على المركز البابوي للكرازة، لإعداد الخدام الإفريقيين 1966م، كما خدم بالسودان من سنة 1967 إلى مايو 1971م، ثم أوفده قداسة البابا كيرلس السادس إلى إثيوبيا عام 1971م، كما أنه أسس الكنيسة القبطية في لندن، واشترك في عدة مؤتمرات دينية، واختير عضوًا في مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس أفريقيا.

يمثل الانبا باخوميوس نموذجا فريدا في الاداره والرعايه الكنسيه وله العديد من المقالات والكتابات عن الرعايه ورئس ايضا لجنة الخدمه والرعايه داخل المجمع المقدس فهي لم تكن بالنسبه له كلاما واحاديثا انشائيه بل كانت حياه معاشه استمد خبرته فيها

من الجلوس بين الناس والاحتكاك المباشر بشعب ايبراشيته الممتده ففي اخر احاديثه التليفزيونيه اعلن حنينه ورغبته العميقه في اشتياقه للرجوع الي ايبراشيته ليجلس بين ابنائه من البسطاء والفلاحين والعاملين فلا يستطيع ان يعيش خارج هذا المحيط البسيط الذي ساهم في بناء

شخصيته كخادم للشعب قبل ان يكون اسقفا او مطرانا وهو ما يعد مثلا في الرعايه والخدمه لجيله الذي تربي علي يديه ليخرج من احد ابناء خدمته في البحيره البطريرك الجديد البابا تاوضروس الثاني وهو ما يعد تكريما لشخص هذا المطران الجليل الذي رفض المنصب

رغم كل الضغوط التي مورست عليه من بعض رجال الاكليروس وابناء الكنيسه في ان يتقدم بالترشح للمنصب البطريركي لكنه رفض وقام بترشيح مساعده في الخدمه وقد كان هو المختار ليقود الكنيسه

قاد الأنبا باخوميوس سفينة الكنيسة الأرثوذكسية باقتدار وتمكن ووقف كالصخرة فى وجه من حاول تعطيل المسيرة، ونجح فى أن يحظى بحب الشعب القبطى ليهتفوا بحياته فى لقاءاته معهم، وعمل على احتضان الكنيسة لأبنائها بالمهجر والعلمانيين من الأقباط، وليفتح أبواب الكاتدرائية أمام الشباب القبطى المتحمس لخوض غمار العمل السياسى، ونأى بالكنيسة عن الانغماس فى معركة الانتخابات الرئاسية، وواجه بحكمة عالية المشاكل الطائفية التى وقعت فى الفترة القصيرة التى جلس فيها داخل المقر البابوى..

قدم هذا المطران نموذج للقياده والعمل الجماعي بحكمه عجيبه استطاع بها تخطي العديد من المشاكل الداخليه التي لولا حكمة هذا المطران لكانت تفجرت بشكل يسئ الي الكنيسه القبطيه نتيجة بعض الامور التي ستحتاج عمل ودقه من البطريرك الجديد في تخطيها

داخل المقر البابوي الارتياح الشديد الذي شعر به الاقباط بعد اعلان القرعه الهيكليه يأتي من منطلق رغبتهم الشديده في ان لايبعد الانبا باخوميوس عن واجهة المشهد في هذه الفتره الصعبه في تاريخ الكنيسه وهو ما سمحت به العنايه الالهيه بعد ان جاءت بتلميذه ومساعده

للجلوس علي الكرسي الباباوي ليسمح بذلك ان يكون ابيه بجواره يسترشد بحكمته في العديد من الامور التي تتعلق بادارة الكنيسه وملفاتها الشائكه التي تنتظر البابا الجديد سواء من داخل الكنيسه او من خارجها هناك عشرات الامور تحتاج الي تنظييم وترتيب واعادة هيكله تنظيميه لتواكب متطلبات

الشعب القبطي الذي يعشق كنيسته بصوره كبيره لايسعني إلا ان ادعو هذا المطران الجليل الانبا باخوميوس بإنه بالفعل البطريرك الذي لم يتم تنصيبه هو بابا المرحله الانتقاليه
لدوره الخطير والعظيم في ادارة المرحله الانتقاليه داخل الكنيسه نعم انت نصبت نفسك بطريركا داخل قلوب الاقباط

وكتبت اسمك بحروف من نور في تاريخ الكنيسه شرفت شعبك الذي تخدمه ورفعت رأس ابنائك باتضاعك ومحبتك للجميع لذلك كرمتك السماء قبل الارض واختارت ابنك وثمرة خدمتك ليكون هو البابا الجديد شكرا انبا باخوميوس بابا المرحله الانتقاليه

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات