أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - أخيرا، استراتيجية أميركية حيال الصراع السوري... خاطئة














المزيد.....

أخيرا، استراتيجية أميركية حيال الصراع السوري... خاطئة


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 17:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليس مقبولا، ولا ينبغي أن يكون مقبولا، الأسلوب الأوامري الذي تكلمت به هيلاري كلينتون قبل أيام قليلة عن ضرورة تشكيل هيكل قيادي جديد للمعارضة السورية، بخاصة حين يعلم المتابع أن هناك خططا جارية بالفعل لتشكيل مثل هذا الإطار، على ما كشفت "فورن بوليسي" الأميركية مؤخرا، وما هو مثار جدال صاخب في أوساط الناشطين والمعارضين السوريين في بضع الأيام المنقضية. كلام الوزيرة الأميركية متعجرف في كل حال، وسلبي النتائج على الأغلب. فإذا لم يستجب المعارضون السوريون، والمجلس الوطني السوري تحديدا، للخطط الأميركية جرى إضعافهم أكثر والعمل على شق صفوفهم، وإن استجابوا كان معرضين لفقدان استقلاليتهم وتآكل شرعيتهم. ومن سيمتنع عند أول عثرة عن وصف الإطار الجديد بأنه أميركي أو موال للأميركان؟
في معلومات "فورن بوليسي" (31/10/1012) أن الأميركيين ألغوا موعدا مع ممثلين للمجلس الوطني في شهر حزيران الماضي لأنهم كانوا يريدون أن يلتقي المجلس بالروس أولا، وهو ما حصل فعلا، لكنه لم يثمر شيئا على الإطلاق. وبعد نحو شهر، يبدو أن المجلس هو الذي ألغى لقاء مجدولا مع الأميركيين. وقد يكون للأمر صلة بمحاولات أميركية معلومة منذ مطلع الصيف الماضي لتطويق المجلس عبر التواصل المباشر مع مجموعات سياسية وقادة عسكريين في تركيا ومصر، ومع شخصيات في المجلس نفسه الذي قلما كان قوة متماسكة.
وما يمكن استخلاصه من معلومات ومؤشرات متناثرة أن مآخذ الأميركيين على المجلس تتمثل أساسا بسقفه السياسي الذي يطابق ما يقوله الثائرون على الأرض، إسقاط النظام، ولعله بهذا يبدو أقل مرونة في نظر الأميركيين من أن يسمح باستجابة مرنة لما قد يعرض من مبادرات سياسية.
والحال أن التماهي بالثورة والتمسك بهدف إسقاط النظام هو الفضيلة الوحيدة للمجلس الوطني، فإذا جرى التفريط بها لا يبقى منه شيء. يمكن أن يؤخذ على المجلس فاعليته المحدودة، وأن تماهيه بالثورة يمنعه من ممارسة دور توجيهي أو قيادي، لكن ما يقابل التماهي في الشروط العيانية السورية هو تنويعات من سياسة إصلاحية، تحسن النظام ولا تغيره.
وليس واضحا ماذا يتوقع الأميركيون الذين يبدو أن ظهور مجموعات سلفية محاربة في سورية هو كما يشغل بالهم كثيرا، على ما قالت كلينتون في تصريحها نفسه، من التشكيل السياسي الجديد أن يفعل في هذا الصدد؟ هل، مثلا، سيدعمون المقاومة السورية المسلحة بأسلحة نوعية تساعد على تقصير أمد المعركة، والحد من فرص تجذر وانتشار المزاج الجهادي؟ لكن لماذا يلزم تشكيل سياسي جديد من أجل ذلك؟ أم ربما، بالعكس، يدفعون هذا التشكيل في اتجاه الحوار مع النظام على ما يشتبه معارضون آخرون، في المجلس الوطني وخارجه؟ لا يلزم أن يكون المرء سيء الظن (وفي السياسة "سوء الظن من حسن الفطن") حتى يرجح هذا الاحتمال. لكن هل يمكن لتشكيل سياسي مكون من مستقلين أساسا من داخل المجلس وخارجه، يلتفون حول رجل محترم مثل رياض سيف، أن ينهض بهذه التكليف الصعب؟
يبدو أن الأميركيين يطورون استراتيجية سورية تتمحور حول مواجهة الجهاديين والتشكيلات المشبهة بالقاعدة بعد أن لم تكن لهم استراتيجية محددة، وهم بحاجة إلى توجيه الأوضاع السورية نحو إبقاء النظام دون بشار الأسد، بما في ذلك الجيش، وربما الأجهزة الأمنية. هذه السياسة تتعارض مع استراتيجية مبنية بصورة أساسية على إسقاط النظام، هي نهج الثورة، والوجهة التي يتبناها المجلس الوطني. ويبدو أن تفكير الفرنسيين ليس بعيدا عن تفكير الأميركيين في هذا الشأن، على ما يستدل من تصريح لوزير الخارجية الفرنسية قبل أيام، يؤكد فيه على ضرورة الحفاظ على أجهزة الدولة السورية، كي لا يحصل في سورية مثلما حصل في العراق إثر الاحتلال الأميركي.
ولعله من هذا الباب يحتاج التشكيل الجديد إلى جهود رياض حجاب، رئيس الوزراء المنشق، الذي حضر اجتماعا في الأردن لهيئة المبادرة الوطنية (رياض سيف و"مستقلون" حوله) في أول أيام الشهر، وليس بعيدا أن يحتاج إلى مناف طلاس وما شابه أيضا.
تحقق الاستراتيجية الأميركية الجديدة مطلبا للثورة، هو تنحي بشار الأسد، وتحقق مطلب الأميركيين بدولة فعالة أمنيا تواجه الجهاديين. لكنها على الأرجح ستولي الاهتمام الأكبر لاستعادة الاستقرار في وجه أية مطالب جدية بفتح النظام السياسي على سعته، وضد أية إعادة نظر جدية في هيكل توزيع الثروة، ولا يبعد أن تجد نفسها في مواجهة قطاعات من الجمهور الثائر الأكثر حرمانا الذي لا تعده هذه الاستراتيجية بشيء، وربما تواجهه بالقمع إن لم "يتضبضب".
غاية ما يمكن أن تؤدي إليه هذه السياسة هو إنقاذ النظام من نفسه وليس إنقاذ سورية منه، وذلك عبر توسيع دائرة النخبة السياسية، وإعادة إنتاج النظام بما لا يلحق الضرر بمصالح الطوابق العليا من المجتمع، وبما يؤمن للأميركيين والقوى الغربية موقعا مهيمنا في تسيير التفاعلات ضمن النخبة الجديدة الموسعة، والسياسات السورية ككل.
إن كان هذا التقدير قريبا من الصواب، على ما نرجح، فأن هذه سياسة قصيرة النظر، متمركزة حول هواجس الأميركيين والأوربيين، وليس حول حاجات السوريين ومطالبهم.
تستفيد هذه السياسة بلا شك من نقاط ضعف حقيقية في سياسة الثورة: ما العمل بخصوص المجموعات الجهادية؟ لا يكفي قول عبد الباسط سيدا تعليقا على كلام كلينتون إن ظهور مجموعات دينية متطرفة يعود إلى تمادي النظام في وحشيته وافتقار الثورة السورية إلى دعم جدي من أي كان.
ثم، ما وضع الجيش؟ هل هو مؤسسة عامة يتعين الحفاظ عليها كما هي؟ وكيف؟ و"الجيش الحر"؟ وأية سياسية بخصوص الأقليات؟ ظاهر في هذا الشأن أن سياسات الغربيين تتجه نحو "حماية الأقليات"، أي عمليا تأمين أوضاع خاصة، وربما امتيازية، وليس المساواة الحقوقية والسياسية، والاجتماعية.
أما الأخطر بإطلاق فهو احتمال إبقاء أجهزة الأمن الإرهابية المتمرسة بترويع عموم السوريين وحراسة النظام الامتيازي القائم. تحطيم هذه الأجهزة هو الفارق بين إسقاط النظام وإبقائه، أيا يكن مصير بشار.
هذا لن يمشي. ولا يبعد أن يتسبب بتحطيم البلد، وإن بطريقة مغايرة للطريقة الروسية.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية ومسائلنا الكبرى الثلاثة
- حوار في شؤون الثورة السورية وشجونها
- سياسة بين سياسيين، وإلا فحرب بين محاربين
- جماعة -ما تبقى-: السنيون السوريون والسياسة
- جوانب من -الاقتصاد السياسي- للحرب الأسدية الثانية
- الموجة الإسلامية الثالثة والثورة: بعض الأصول والدلالات والآث ...
- الثورة في خطر!
- مأزق الثورة السورية
- حوار حول كتاب -بالخلاص، يا شباب!-
- حوار حول الثورة السورية والموقف الدولي
- كتاب -العقد الأخير في تاريخ سورية...-: جدلية المنهج المنفتح ...
- نزع القداسة عن الثورة
- حوار حول الشأن السوري والطائفية والمستقبل
- ما الاعتدال وما التطرف في الشأن السوري؟
- فقدت الحياة القديمة
- ما يستقيم وما لا يستقيم في معالجة -الأزمة السورية-
- حوار حول الثورة والمثقف والسجن
- الثورة السورية إلى أين؟
- ما قصة روبرت فيسك؟ ماذا يريد؟
- -الصورة واضحة-: مؤامرة خارجية وإرهاب داخلي!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - أخيرا، استراتيجية أميركية حيال الصراع السوري... خاطئة