أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كَرمة - الفساد في تراثنا !














المزيد.....

الفساد في تراثنا !


رشيد كَرمة

الحوار المتمدن-العدد: 3898 - 2012 / 11 / 1 - 02:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لعل المتابع يلحظ لمجريات ما حدث ويحدث في المجتمع العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى هذه الفترة الزمنية (صفة) الفساد بأنواعه وهي تطفو على كل شاردة وواردة على مجمل أداء السلطات التي تعاقبت على حكم العراق حتى باتت هذه الصفة (الفساد) عصية على الفهم,وسارت كما لو أنها من الفضائل . فبين قاتلٍ يصبح هو الرئيس و(حلال المشاكل) وبين ضحية تبحث عمن يقاضيه تجد فساد وبين غاصبٍ لعِرض أو أرضٍ وبين مغتصبةٍ أو صاحب حق ترد إليها أو إليه حقوقهما تجد فساد والأغلبية ضالعة فيه,ومدفوعة له بطيب خاطر!!وأكثر الفساد هو عدم الحديث عنه وأن نصمت ونبرربحجج وهو يستشري في مجتمعنا وفي أروقة الدولة العراقية المصنعة والمستحدثة خارجياً ووفق مقاسات معينة لاينبغي لها أن تخرج من عباءتها وخيمتها ونصوصها والغريب أن الجميع يتحدث عن الفساد في المعاملات اليومية وفي مراكز القرار (الرئاسات الثلاث) وفي عموم الوزارات, المالية والدفاع والداخلية والخارجيةوالنفط والزراعة والصناعة والتعليم والصحة إلخ إلخ وصولا للنزاهة والقضاء. ويتم ذلك عبر سيل الإتهامات والشتائم بين الكتل المتصارعة على المغانم وهي بمجملها قصيرة النظر,إذ تلجأ لأساليب بربرية تزهق بأرواح الناس ولا هدنة في اشهرٍ حرمٍ أو عيد ولا حوار مع العقل ولا مانع في قتل الناس في دور عبادة أو مكان دراسة ناهيك عن مشاعية القتل للطفل والكبير, للرجل والمرأة !
فبعض مما قرأت في فترة سابقة عن تراثنا العربي ـ الإسلامي , مع محاولة أن أقرء مافاتني من تراث يهودي ومسيحي وإسلامي سيما أنني وجدت نصيحة الراحل (هادي العلوي )*منطقية جدا في قراءة الأنجيل بأجزائه الأربع وخصوصا فيما يتعلق بالكنزوهو دلالة الغنى مبعث الفساد وبؤرته الأولى وبين الإنحياز للفقراء "المحرومين والمتخمين"وهم ضحايا الفساد .والسؤال كيف نشأ وإستشرى ويستشري وهل سيبقى كذلك في محيطنا الذي ننتمي إليه؟ وبغية المعايَنة والمعالَجة وجدت أن الوسيلة الصحيحة وليست الأصح لذلك كتابة مادة للنقاش الجاد موضوعها وثيمتها ما هو الدافع للفساد ؟بعد أن أضحت عند الكثير من الناس دلالة في غير محلها!! لا سيما انه يشمل الغدر والتطاول والتأليب و الرشوة والمحسوبية والمنسوبية والكذب والخداع والسرقة والتمويه والإنتحال والإستغلال والإستغفال والتزوير وأنواع الغش وإلخ إلخ... ووجدت ان التفرد والإستحواذ بالقرار والهيمنة على السلطة هي الدافع الأكبرللفساد,فهي تتم عبر طرق غير شرعية وتحتاج إلى جمهرة واسعة ممن ينفذون مهمة الفساد مثل الرشوة والاٍستغلال والتضليل والتلاعب وصولا للقتل وهكذا يتم نشر الفساد وتعميمه, وقد يشمل هذا الإستنتاج كل مناطق العالم,ومنها تلك الـتي تدعي أنها تحررت من تراثها وتدينت أو إنتهجت الحداثة, ولكنها تسلك ذات الطرق والتي تعد من الفساد , وأستبعد الإستتثناءات من المناقشة حول ما ورد وفيما كتب وقرء عن آفة الفساد.
ففي التراث العربي ـ الإسلامي يصف(الماوردي**)في كتاب الأحكام السلطانية أن تأسيس الدول يقوم على ثلاثة عناصر رئيسية: الدين,القوة,المال. وعنده أن الدولة التي تقوم على الدين أقوى وأكثر دواماً وهذا ما تعمل عليه الرأسمالية الأمريكية سواء في دول منتجة للنفط وأخرى ذات موقع جغرافي سكاني تأريخي مهم في الوقت الراهن والتي يزعجها البديل الديمقراطي الحقيقي أو الإشتراكي وهو الأكثر عدالة بين الناس وبالضد من الدولة الدينية القائمة على قهر الناس بتكليف غير مرئي ويصف (الماوردي) مُلك القهر كالحكم الذي يقوم على البلطجة كالتالي:جولة توثب ودولة تغلب يبيدها الظلم ويترتب عليه هلاك الرعية وخراب البلاد.والمال مخالطا للسلطة فيستميل الحاكم ( الشعراء والروزخونية والمداحين والملايات ووعاظ السلطة والأميين والتوايين) دون غيرهم من المتعلمين لينحازوا إليه وهذا ما يحصل في وطننا وفي عموم المنطقة العربية ـ الإسلامية وهو فساد طاغٍ. ومن تراثنا أيضاً هذا الفساد (السديفية والسبلبية***)وسديف إسم شاعر مخضرم من الحجاز وكان شديد التعصب لبني هاشم وكان يخرج إلى أحجارصفا في ظهر مكة يقال(صفي السَّياب), ويخرج متعصب لبني أمية يقال له(سبلب), فيتسابان ويتشاتمان ويذكران المثالب والمعايب ويخرج معهما من سفهاء الفريقين من يتعصب لهذا ولهذا فلا يبرحون حتى تكون بينهم الجراح والشجاج وقد شاعت هذه العصبية دهراً,ثم إختفت لتحل محلها عصبية لا تقل سوء عن سابقتها بين الحَنَّاطين والجزاَّرين!واليوم تظهر عصبيات همجية لا أثر فيها للجراح والشجاج بفعل المتفجرات والتفخيخ الذي لايبقي ولا يذر, وهذا هو حال الكتل المهوسة بالسلطة والتي تسلك كل الفساد وتشرعنه, فلا غرابة بين الأمس واليوم, هو مجرد تغيير في المأكل والملبس والسلاح الفتاك,أما العقل فإجتنبوه..وهذا أكبر الفساد فهل من شك؟
الهوامش
* محطات في التأريخ والتراث ص66( هادي العلوي)
**الماوردي(أبو الحسن)450 هجرية فقيه وقاضي ورجل دولة عاش في بغداد وطبع كتابه الاحكام السلطانية وترجم الى عدة لغات منها الفرنسية والهولندية والانجليزية منذعام1853
***من كتاب الأغاني لأبو الفرج الأصفهاني (سديف مولى بني هاشم)
السويد رشيد كَرمة 31 تشرين الأول 2012



#رشيد_كَرمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التراث
- مبدعون مدن الملح
- تجربة سينمائية جديدة
- الشهيد الشيوعي اللتتنجي
- تداعيات
- خطاب الحسين
- كنت في تونس
- الثقافة
- لا لثقافة الحياد
- دعونا نواجهه
- هفوة معلق رياضي
- جيل جديد
- تهنئة موجزة من الضمير !
- الخوف
- مع مبادرة منع السيرك
- تعازينا ولكن هذا هو تأريخنا !!
- الشيوعيون العراقيون إستشاريون
- لقطات من حفل التأبين
- عبير السهلاني والاغراء
- إقتدوا بسكينة بنت الحسين فهي أعلم منكم


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كَرمة - الفساد في تراثنا !