أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كَرمة - كنت في تونس














المزيد.....

كنت في تونس


رشيد كَرمة

الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 10:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كنت في تونس (3)
هرب الدكتاتور الأهوج(صدام حسين)ففرح العراق برمته,إلا الجلادون الذين سارعوا بتبديل أقنعتهم بغية التوسل والتوبه والمحافظة على حياتهم ومن ثم إستعادة مواقعهم في كمٍ كبيرغير منطقي من أحزاب الإسلام "السياسي"مُصَدَّرٌ الينا من مسلمين جيران الشيعي منها والسني,وبطمر نظام حزب البعث العربي الإشتراكي عن طريق تدخل خارجي قادته الولايات المتحدة الأمريكية,أضحى "للتوانسة" رجالاً ونساء ان الشعب العراقي الذي عانى الأمرين بمكوناته الأزلية من عرب وكورد وتركمان وكلدوـ آشوريين قد خانَ الملهم والقائد الضرورة وباني الحضارة وفارس الأمة, ومن بين عشرين متعلماً ومتعلمة ممن إلتقيتهم في مكتبات ودور نشرفي تونس لم أعثر على من تَفَهم تطلعات العراقيات والعراقيين للحرية,وجنوحهم نحو العيش بسلام في ظل غد ديمقراطي يؤمن بالحداثة والعلمانية.
إقتربت من حانوت في شارع الحبيب بورقيبة المستبد الأول للشعب التونسي لشراء حاجة ملزمة,وكانت تساعده في الإدارة زوجته, ما أن عرف الرجل بعراقيتي حتى سألني عما حل بالبلد من فوضى ونهب المال العام والخاص وتدمير للبنى التحتية ولم ينسى الرجل متاحف العراق ومنها آثار بابل, ودخلنا في جدال حاولت ذكر بعض من جرائم المقبور(صدام حسين)وما لحق بالإقتصاد والمجتمع والثقافة والمرأة من تدني مريع أثقل ليس فقط العراق وإنما الشعوب العربية وحكوماتها ودول العالم ,هنا إنفجر الرجل غيضاً وإستشاط غضباً وإتهمني بالجهل والعداء للعروبة,وكاد الجدل ان يتطور لولا تدخل الزوجة التي قالت له باللهجة التونسية ما يعني انني أدرى منه بشؤون العراق,كما أنه أدرى مني بالشأن التونسي.
فإنني اعرف مثلاً أن(زين العابدين بن علي)قد إضيفت في عهده إصلاحات غاية في الأهمية في قانون الأحوال الشخصية وإنتصر للمرأة,ولأنه لم يكن دكتاتورا قاتلاً وهمجياً كقرينه في السلطة العراقية,ولم تدخل تونس الحرب تلو الحرب,غير أنه مستبد بالسلطة ويعتمد على حزب شان كل الأحزاب السلطوية في العوالم العربية ملكية وجمهورية ومشايخ وسلاطين في إكراهها للناس بغية النفع المصلحي , كما أنني اعرف هوامش الحرية في المسرح التونسي وذكرت ذلك في الحلقة الأولى من "كنت في تونس"وأعلم ان الرجل ليس مُعمماً وليس متديناً ولكن السياسة العربية والإسلامية المزيفة تجبره وأمثاله للحضور في المناسبات الدينية في الجوامع والصوامع ,أعلم ان حركة فنية شابة وجريئة على مستوى الأغنية والفن التشكيلي قد إزدهرت,ولكنني لا أعلم عن أحواض التيزاب وقطع وبتر الإصابع والآذان وأنوف ووشم الجباه ومقابر جماعية وإعدامات بالجملة في عهده,أعلم أن هناك رقابة مشددة على حركة الداعين للنهضة الإسلامية, وأنا أصطف معه في ذلك,نظراً لظلامية الإسلاميين وهدفهم,ولكن هناك تضييق على اليسار التونسي أيضاً وأشدُّ منها على الشيوعيين والنقابيين والعمال التوانسة, وإشراقة الشيوعيين ونهجهم هي غيرها في احزاب الموجة الدينية التي تريد أن تستثمر كفاح ودماء وأرواح المعدمين الذين أشعلو فتيل التغيير الذي إضطر المستبد الثاني وزبانيته للهرب ويبقى للشعب التونسي الخياربين الوقوع في فخ أحزاب الإسلام السياسي التي لاتعرف غير العهود والوعود الكاذبة واللغو الفارغ وإغراق الناس في زوايا التأريخ المظلمة وحشرالجميع لمناسبات دينية لاتغني ولا تشبع وليس لها أول كما ليس لها آخر, كما هو حاصل اليوم في عراق مابعد 2003 وبين إختيار نظام ديمقراطي ليس للدين صلة به يؤَّمن العيش للجميع دون تخريف وهلوسه كما هو جاري في مناطقنا العربية ومن العيب ان لا نفكر في كيفية تقدم الدول دون أخرى والسبب هو الإستبداد الديني والسلطوي وهوماثل للعيان وللأعمى قبل البصير.
رشيد كَرمة السويد 28 كانون الثاني 2011



#رشيد_كَرمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة
- لا لثقافة الحياد
- دعونا نواجهه
- هفوة معلق رياضي
- جيل جديد
- تهنئة موجزة من الضمير !
- الخوف
- مع مبادرة منع السيرك
- تعازينا ولكن هذا هو تأريخنا !!
- الشيوعيون العراقيون إستشاريون
- لقطات من حفل التأبين
- عبير السهلاني والاغراء
- إقتدوا بسكينة بنت الحسين فهي أعلم منكم
- من سيعوضنا عن هؤلاء
- من عبق المسرح العراقي
- تحية للعالم أحمد زويل
- مايشبه الرثاء
- ظاهروة وممارسة خطيرة
- ما قيل وما فُعِل وما بينهما
- تضامناً معهم لا مع عدوهم,,,


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كَرمة - كنت في تونس