أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إبراهيم اليوسف - 12 آذار خلاصة التاريخ الكردي














المزيد.....

12 آذار خلاصة التاريخ الكردي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1129 - 2005 / 3 / 6 - 11:12
المحور: القضية الكردية
    


لعلّ أيّ باحث منصف , بل أيّ ممتلك لذرّة - محض - من الضّمير حين يقف أمام واقع الإنسان الكرديّ في سوريا, وبخاصة في أربعين السنة الأخيرة منذ أن برز الفكر القوميّ إثر نضوجه في المختبر الشوفيني بعيد مرحلة : ميشيل عفلق - ساطع الحصري- زكي الأرسوزي... وسواهم ممّن دقّوا مسمار العقليّة الانفصاليّة عروبيّاً للإجهاز على آخر ماتبقّى في الرابط الدينيّ – رحمه الله - و الذي يربط كافة مكونات الدولة الإسلاميّة التي عدّها هؤلاء دولةً قوميةً: لا إسلامية ! , فإنّه لواجد – بكلّ تأكيد - صنوف القهر، وألوان الاستغلال والاستبعاد التي تطال شخصية الكرديّ , وتنال من خصوصيته بغرض إمّحاء تمايزه، وتطبيق مقولة : "كلّ من نطق بالعربيّة فهو عربيّ " بل إنه سيجد كذلك سيادة الثقافة - الواحدة - التي أثبتت هزيمتها , وفشلها الذريع ،بل وإن رادة هذه الثقافة – أنفسهم – لم يقبلوا بخضوعهم – هم - لهيمنة أخرى , مماثلة على حساب ثقافتهم , هذه , والتي هي : أصلاً، و في لحظتها الأكثر حضارية ، نتاج تفاعل عميق مع جملة ثقافات أبرزها هذه الثقافات التي باتت و تائر تصفيتها تتصاعد لدرجة تنكّر فضل الآخر ، ودوره ، حتى على صعيد الشراكة المنظورة , ناهيك عن إنكار هويته , ووجوده ,إذ ليس آلم على الكرديّ - على سبيل المثال - وهو ابن ثاني أكبر قوميّة في سوريا أن تطوّب ثقافته باسم سواه ، بعد أن يتمّ الشطب على حضوره التاريخيّ جملة , وتفصيلاً وهو- تماماً - ما يكمن وراء قمع خصوصيته : لغة ,و تفكيراً وثقافةً ، وحلماً , وإن عدم وجود مدرسة كرديّة على امتداد خريطة الوجود الكرديّ في الوقت الذي نجد فيه الاحتفال الرسميّ في مدينة سوريّة هي : معلولا ، لبناء مركز ثقافيّ لأسر معدودة ، لها لغتها الآراميّة الخاصة , وهذا من أبسط حقوقها طبعاً......؟!
جاء 12 آذار , كي يدفع السؤال الكرديّ إلى مسار آخر ,ويجعل مفردات هذا السؤال أكثر بروزاً وعرضة للمعاينة بعد أن تراكم عليه غبار التناسي , وظلام التعتيم , حيث أخذ هذا السؤال أبعاده الحقيقية , بعد أن كان يعاني من التحوير، والتحريف ، على أيدي -أعداء الكرد- بغرض التأليب عليهم ، هذا التأليب الذي جاءت مؤامرة الملعب البلديّ في قامشلي -12 آذار- نتيجة طبيعيّة لفعله اليوميّ الناخر , كلّ هذا ما شكل إدانة صارخة للعقلية التي لم تقدّم تمايز الآخر في بعده الأثنيّ الطبيعيّ غير المصطنع تاريخّياً ومكانيّاً على ما هو , بل بالذات ، متآمر , ملوث بهاجس الخيانة ضدّ تراتبيات الإله الذي يؤّهله أن يكون السّيد في مواجهة المسود...!
إن مضيّ سنة كاملة على هذه الأحداث وإبقاء الأمور على ما كانت عليه , بل ومراكمتها وإطلاق يد البطش على سجيتها ، كي تمارس أقاصي ما لا يتصوره عقل الإنسان من تنكيل،وغي ّ ، وسجن ، وقهر، واستغلال، وتشريد، واستلاب ثقافة إلى هذه اللّحظة ، لدليل على إن هذا الصّمت من قبل هذه السلطة لم يأت وليد مصادفة ، فحسب , بل وليد مصادمة ، محبوكة، بنول النوايا المسبّقة , حيث يكون الاستهتار بالآخر : مطلباً وكياناً وواقعاً – ورؤى أسّ وركيزة التعويض عن كلّ نقص باطنيّ ؛لاستعراض فحولة - المشيخة – التي حوّلت الحزب إلى عشيرة بسوسيّة , والقومية من ملتقى مفتوح البوابات قابلة أن تعيد قراءتها ، وتكوينها، بما يليق بالمرحلة إلى متحف متعفّن لا سلطة إلا لمومياءاته، وسدنته، وأصنامه ...، فقط ّ...!
أجل ، إن مراجعة - الذات - والاعتراف بفضيحة الموبقة المرتبكة في هذه التخوم ، تكاد أن تكون- حتى الآن – محطةلا تطأها حوافرخيل أولي الأمر البتة ، لأنّ أي ّمجازفة بالاغتسال من درن الذات إنما تأتي على حساب خيلاءالذات في صورتها القبليةغيرالمتمدنة... !..
ومن هنا ، تماماً , إن معالجة - اللّحظة الآذاريّة الدامية - لمّا تزل في منظور السلطة لا تتمّ إلا بتكبيد الآخر مزيداً من الألم , ودفعه مزيداً من الضريبة وفق قانون غاب، غائب القانون , دون تبكيت ضمير ، أو الاستظلال بوعي البرهة المتشكّل – تؤامياً –في رحاب ثورة حقوق الإنسان – عالميّا ً، ولكن ، بمعناها الخالي من أشكال الاستغلال-أ ومصلحة مليارين - فقط – من أبناء المعمورة ، كما يروّج لذلك –في أحد الوجوه العولميّة –بل وفي رحاب الثورة المعلوماتية الهائلة التي تجعل للسؤال الكرديّ – أينما كان –موطنا ًتحت الشّمس لايمكن إخفاؤه ، مهما أمعن من لايريد ذلك غيّاً ،وعتوّاً، وهو ما لايريد – سدنة الفساد- فكّ رموزه التي باتت تنفكّ من تلقاء نفسها، رغم إن هؤلاء – هم الغرباء عن كامل خريطة بلدنا – سوريّاً – وحكمنا هو:التأريخ....!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف احترازاً
- في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربا- 6: د
- تفكيك الأعجوبة...في جوانب من مغامرة الرّحلة إلى أوربة مائدة ...
- في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة - 6:ب - أهواء وهوية :
- 6في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة
- في جوانب من مغامرة الرّحلة إلى أوربا -بين باريسين!..- 5
- مروان عثمان
- تفكيك الأعجوبة - في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة في مطار ...
- تفكيك الأعجوبة 2
- تفكيك الأعجوبة
- بدلاً عن دمعة :في رثاء الكاتب الكردي حمزة أحمد ....!...
- في خطوة .............. شوفينية..!مأمون الحلاق ……..و-جامعته
- تفكيك الأعجوبة ... في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة !!!؟؟ ...
- شهوة الرنين *
- شهوة الرنين
- سنة مختلفة في رثاء ضيف ثقيل
- في رثاء الصديق الأديب ميخائيل عيد
- ممدوح عدوان ..روح في مختبر خاص
- طه حامد..... حرية-طائر الباز-
- ياسر عرفات لقد صفعني غيابك حقّا ً ...........


المزيد.....




- حماس تعلن إعدام 6 فلسطينيين وتطلق النار على أقدام 13 آخرين و ...
- الأونروا: عدد المهجرين في الضفة غير مسبوق
- برنامج الأغذية العالمي: الوضع الإنساني بقطاع غزة كارثي.. ومخ ...
- ألمانيا تتراجع عن قرار اتخذته بعد رحيل الأسد يخص اللاجئين ال ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام سوري -تعزيرا- وتكشف عن جريمته ...
- اعتقال إيرانيين في بريطانيا بشبهة التخطيط لهجوم إرهابي في لن ...
- المجاعة في غزة
- ما دلالات تراجع حرية الصحافة في موريتانيا عالميا وتقدّمها عر ...
- انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان والقانون الد ...
- أعمال نهب في غزة بسبب شح الطعام والمجاعة تنهش أجساد سكان الق ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إبراهيم اليوسف - 12 آذار خلاصة التاريخ الكردي