أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - الاسلاميون خلفاء القوميين















المزيد.....

الاسلاميون خلفاء القوميين


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 08:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في انتخابات برلمانية بعامي 2005و2010،تقترب نزاهتها من المعايير الغربية،فاز تحالف الأحزاب والحركات الاسلامية الشيعية العراقية(حزب الدعوة،التيار الصدري،تنظيم"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"بقيادة آل الحكيم)بأكثرية مقاعد البرلمان . في انتخابات مجلس الشعب المصري ،التي جرت بعد أشهر من تنحي الرئيس مبارك،فاز الاسلاميون(بجناحيهم الاخواني والسلفي)بثلثي المقاعد،ثم في الانتخابات الرئاسية فاز المرشح الاخواني.
بشكل من الأشكال،لايمكن الهروب من حقيقة انتهاء حقبة وخلافتها عبر حقبة جديدة،وبحيث يمكن القول بأن زعيم حزب الدعوة الاسلامي نوري المالكي كان خليفة أوحالاً محل البعثي صدام حسين في سدة حكم بغداد،تماماً مثلما كان مجيء محمد مرسي،الآتي والممثل لجماعة الاخوان المسلمين،للرئاسة المصرية منهياً لحقبة بدأت في يوم 23يوليو1952،ومن الممكن هنا المغامرة بالقول بأن الصراع البادىء بين العسكر والاخوان منذ الأيام الأولى لسقوط الملكية، ثم مالت موازينه لصالح عبدالناصر إثر حادثة المنصة في يوم26أوكتوبر1954،قد حسمه الرئيس مرسي بعد أسابيع من وصوله لسدة الرئاسة ضد(المجلس العسكري الأعلى).
هذا يعني خلافة الاسلاميين للقوميين وانتهاء حقبة،تماماً كماكان يوم23يوليو1952بداية النهاية للحقبة الليبرالية وبداية الحقبة القومية العروبية في القاهرة وبغداد ودمشق.في يوم11يناير1992منع عسكر الجزائر (الجبهة الاسلامية للإنقاذ) من أن تكون خليفة ل(حزب جبهة التحرير)،التي مثَل حكمها منذ الاستقلال هوية جزائرية وطنية تقترب مماكانته العروبة في المشرق،عبر انقلابهم الذي منع اكتمال المسار الانتخابي،ولكن يبدو أن مالم يستطعه الاسلاميون الجزائريون قد استطاعه الاسلاميون التونسيون عبر انتخابات عام2011،وبحيث كان راشد الغنوشي منهياً للحقبة البورقيبية التي كان الرئيس بن علي بشكل"ما"استمراراً لها.
هذا مسار تمر به المنطقة،كان الخميني مدشناً له في يوم11شباط1979ضد القومي الفارسي الذي كانه الشاه محمد رضا بهلوي(ودائماً ايران كانت تفتتح مراحل المنطقة منذ الثورة الدستورية عام1906) وعلى الأرجح أن الاسلامي أردوغان هو هكذا تجاه أتاتورك : في العالم العربي،أسباب صعود الاسلاميين على حساب القوميين هي مختلفة عماكانته في طهران وأنقرة،إلاأن هناك مشتركات متعلقة بفشل موجة التغريب التي بدأت في العشرينيات بالعالم الاسلامي وبلغت ذروتها بالعلمانية عند أتاتورك وآل بهلوي،وقد كانت الليبرالية والقومية العروبية والقومية السورية والماركسية من مظاهر تلك الموجة التغريبية التي أتى نشوء(جماعة الاخوان المسلمون)عام1928رداَ دفاعياً اسلامياً في وجهها.
عند العرب،يعود فشل القوميين إلى ثلاثة ممرات أوصلوا فيها العرب إلى انسدادات وحالات حرجة من الهزيمة والارتطام بالحائط : (الصراع ضد اسرائيل)،(الوحدة العربية)،و(التنمية والتحديث).إضافة لهذه القضايا الثلاث،نجد أنه في حالات مثل مصر السادات- مبارك،وقعت مصر منذ عام1979تحت هيمنة أميركية لم تكن للانكليز في أيام الملك فاروق ،فيماأوصل البعثي صدام حسين العراق إلى نفق الوقوع تحت الاحتلال الأميركي المباشر.
هنا،يلاحظ أن هناك تداخلاً بين الداخل والخارج : منذ هزيمة حزيران1967بدأت مظاهر صعود الاسلاميين في الفكر،والثقافة،وأداء الشعائر،والزي،وفي السلوكيات .بلغ هذا ذروة في السبعينيات والثمانينيات في منطقة تمتد بين اسلام آباد والرباط وبين اسطنبول شمالاً وصولاً إلى عدن في الجنوب،ولكن بين المحيط والخليج كان ذلك بخصوصية عربية،اختلط فيها موضوع الهزيمة أمام اسرائيل بالنقمة والمعارضة لحكام فشلوا في نقل بلدانهم إلى الحداثة والتقدم كمافعل مثلاً حزب المؤتمر في الهند الذي يحمل الكثير من الخصائص المشتركة مع حركات قومية عروبية كالناصرية والبعثية . أيضاً،كان لقيادة نظام، مثل ذاك الذي أفرزه يوم23يوليو1952بمصر،لعملية التحول نحو رأسمالية الدولة ثم ماأفرزته من بورجوازية جديدة منذ أواسط السبعينيات أكلت الأخضر واليابس من الثروة الوطنية على حساب الفئات الوسطى والعمال والفلاحين،مؤدياً إلى خريطة طبقية أعطت قاعدة واسعة للمعارضة لم يستطع اليساريون الماركسيون،ولااليسار الناصري ،ولاطبعاً الليبراليون الوفديون،الإستناد عليها،فيمافعل هذا الاسلاميون،وقد كانت الفئات والطبقات الثلاث المذكورة هي قاعدتهم التصويتية الأساسية في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المصرية بعامي2011و2012ولومع تنويعات قليلة من الأغنياء ورجال الأعمال . في العراق،كان للتمييز الطائفي الذي مارسه نظام البعث بين عامي1968و2003 ضد الشيعة(63%من مجموع السكان) في المناصب السياسية والعسكرية والأمنية والإدارية،وماأنتجه هذا التمييز من آثار اقتصادية- اجتماعية ومن تهميش،أثر كبير في اتجاه أغلب أبناء الطائفة الشيعية نحو الأحزاب والحركات الاسلامية الشيعية،فيماكانوا بغالبية كبرى في الأربعينيات والخمسينيات مع العروبيين في حزبي(الاستقلال)و(البعث) وفي الستينيات بالحزب الشيوعي . في الجزائر،بين عامي1962-1988،كان احتكار السلطة مؤدياً إلى احتكار الثروة وإلى تهميش فئات واسعة من الجزائريين من الفئات الوسطى وخاصة تلك الريفية المهاجرة للمدن الكبرى والتي دخلت بقوة في التعليم لتصطدم بفئة من التكنوقراط والإداريين المتفرنسين الذين شكلوا سداً،ومعظمهم من البربر الشاوية من مثلث(باتنة - تبسة - سوق هراس)،أمام المتعلمين الجدد الذين أفرزهم التعريب في زمن بومدين،ليتحول الأخيرين إلى خزان اجتماعي للاسلاميين بين عامي1988و1992 في وجه حكم من الضباط والإداريين كان ينتمي بمعظمه إلى ذلك المثلث المناطقي من الشرق الجزائري حتى قيل "إن من يحكم الجزائر هوB .T.S"نسبة لتلك المدن الثلاث في منطقة الأوراس التي يغلب عليها البربر الشاوية . بين عامي1992و1999كان انسداد الفرص أمام انتصار الاسلاميين في مواجهتهم مع العسكريين،بعد أن فازوا في الانتخابات البلدية -الولائيةعام1990 فيماكانت مؤشرات الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية تقول بفوزهم قبل أن يقطع انقلاب11يناير1992الجولة الثانية من تلك الانتخابات،آتياً من الدعم الفرنسي ثم الأميركي للجنرالات الجزائريين مضافاَ له دعم داخلي من العلمانيين والبربر والنساء لذلك الانقلاب العسكري الهادف لقطع الطريق أمام فوز الاسلاميين.
في الجزائر كان هناك استثناءاً أتى من خلال مسار حرب أهلية بين الاسلاميين والعسكر أدت إلى مئة ألف قتيل،مامنع خلافة الاسلاميين لحزب جبهة التحرير الذي يمثل الآن الرئيس بوتفليقة استمرارية له . في تونس ومصر والعراق كان الاسلاميون خلفاء للقوميين : إذا أخذنا ماجرى في طهران الخميني-خامنئي،وفي أنقرة أردوغان،فإن ظاهرات المالكي ببغداد ومرسي بالقاهرة والغنوشي بتونس يعبرون عن انتهاء حقبة وبداية أخرى جديدة في تلك العواصم ،وعلى الأرجح بالمنطقة،يسودها الاسلام السياسي.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام على مجلس اسطنبول
- الأنظمة والاصلاح
- تغييرات جغرا- سياسية بفعل -الربيع العربي-
- أداء المعارضة السورية في الأزمة
- المعارضة السورية أمام تدويل الأزمة
- السوريون في الأزمة
- الأزمة السورية كتظهير للوضع الدولي
- الاخوان المسلمون وايران الخميني – الخامنئي
- القاهرة:تكرار اصطدام قطاري العسكر والاخوان
- الاستيقاظ الروسي:عامل ذاتي أم بسبب الضعف الأميركي؟..
- التدخل العسكري الخارجي وتفكك البنية الداخلية
- مرحلة انتقال مابعد الثورات
- مآزق الأردوغانية
- الاستثناء الجزائري
- خطة كوفي عنان: قراءة تحليلية
- العلاقة الاشكالية بين اليسار والديموقراطية
- استقطابات حول سوريا
- سوريا:المعارض السياسي والشارع
- موسكو وبكين:الثنائي المستجد في العلاقات الدولية
- المعارضون الجدد والقدامى


المزيد.....




- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- سوناك يدعو لحماية الطلاب اليهود بالجامعات ووقف معاداة السامي ...
- هل يتسبّب -الإسلاميون- الأتراك في إنهاء حقبة أردوغان؟!
- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - الاسلاميون خلفاء القوميين