أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - معمر فيصل خولي - يا بعض مثقفينا ومفكرينا، رفقاً بنا














المزيد.....

يا بعض مثقفينا ومفكرينا، رفقاً بنا


معمر فيصل خولي

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 04:37
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لا يزال- إلى يومنا هذا- يعقد بعض المثقفين والمفكرين العرب الندوات ذات الطابع الفكري والثقافي في الجامعات والمراكز البحثية والمنتديات والمؤسسات الثقافية والفكرية في مختلف الدول العربية وآخرها- حسب علمي- في العاصمة الاردنية عمان، من أجل توعية الجماهير العربية بما حدث ويحدث في بعض الدول العربية من انتفاضات شعبية وثورات مسلحة.
تتمحور فكرة الندوة أو المحاضرة للمفكر أو المثقف في دعوة الشعوب العربية للتمييز بين الانتفاضات الشعبية التي حدثت في تونس ومصر، والمؤامرة الدولية المستمرة ضد سورية، والتي – من منظورهم- تنفذها أدوات داخلية معتمدة على دعم بعض الدول العربية ولا سيما الخليجية منها والإقليمية والدولية، وهنا لا انكر مصالح الدول سواء كانت مشتركة أو متباينة في التخلص من هذا الحكم او ذاك.
فهذه الجماعة من المثقفين والمفكرين يرون بالحكم الشمولي الجمهوري العائلي في سورية، حكماً وطنياً!، ولست أدري ما هو المعيار الذي اعتمدوه في تصنيف ذلك الحكم بالوطني. ربما- من منظورهم- ان يرث الابن اباه في الحكم الجمهوري تلك هي الحاكمية الوطنية الرشيدة. فهم لا ينظرون إلى مشهد التغيير العربي في إطار واحد، بل يصنفونه بما ينسجم مع مبادئهم الفكرية أو ربما مع مصالحهم الشخصية.
لكن من خلال حضوري في بعض تلك الندوات التي عقدت سواء في القاهرة أو عَمان، وإصغائي لهن خرجت بعدة ملاحظات منها على سبيل المثال، أن هؤلاء المثقفون والمفكرين العرب ينكرون -عن قصد- الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي( مدخلات الحكم)، المتمثل بالأزمات البنوية المتجذرة في بنية الحكم الاستبدادي بشقيه الشمولي والسلطوي، كأزمة الهوية، أزمة الشرعية، أزمة المشاركة، أزمة التغلغل، أزمة التوزيع، أزمة الاندماج، كل أزمة من هذه الأزمات سواء منفردة او مجتمعة كفيلة بأن تدفع الجماهير للانتفاضة أو الثورة عليهما( مخرجات الحكم).
أما الملاحظة الثانية، وهي مثيرة للانتباه والتي تتمثل بالتوافق الضمني بين المثقفين والمفكرين في "التوظيف الباطل" للقول المأثور" كيف تكونوا يولى عليكم"، فهذا القول حسب فهمهم له، هي إشارة واضحة لتبرير الاستبداد في الجمهوريات العربية، والتسليم بنتائجه الكارثية. وكأن لسان حالهم يقول( المفكرين والمثقفين)، بما أنتم شعوب سادرة فهذا الاستبداد ينجسم مع طبيعتكم، بنبرة يغلب عليها التعالي في الطرح.
في حين الفهم الصحيح لهذا القول المأثور، ينطبق على شعب أختار حاكمه بإرادته، لا حاكم يفرض عليه، بدعوى شرعية الانقلابات العسكرية، والانتخابات والاستفتاءات الرئاسية المزورة. ولا يقتصر الأمر على ذلك لا بل يورث الحكم بعد رحيله لابنه للحفاظ على مسيرة الممانعة والمقاومة!.
أما الملاحظة الثالثة، وهي أيضا القاسم المشترك بين المثقفين والمفكرين الذين اعتبروا ما يحدث في سورية، هي محاولة لعودة الاستعمار التقليدي للوطن العربي عبر البوابة السورية، فهم يمقتون هذا النوع من الاستعمار في حين يغفلون الطرف عن الاستعمار الداخلي( الاستبداد)، الذي- من وجهة نظري- لا يقل اهمية في نتائجه عن الاستعمار الخارجي، فكليهما امتهان للكرامة الانسانية. ولا أبالغ ان قلت بأن الاستعمار الداخلي أشد وطأة من الخارجي. ولعل أهم معالم ذلك الاستعمار احتكار السياسة والسلطة من قبل قلة ضيقة، أو عائلة، أو طائفة، أو حزب حاكم، وتهميش سائر التعبيرات السياسية الأخرى، وإطلاق قوى الأمن والاستخبارات في الشؤون العامة، وانتهاك القانون والدستور وتزوير إرادة الشعب في الانتخابات، وخرق استقلالية القضاء وإخضاعه للسلطة التنفيذية، وتكميم الصحافة بتسليط سيف الرقابة عليها، واحتكار الإعلام السمعي البصري، وفرض أحكام الطوارئ والقوانين الاستثنائية، وإنشاء محاكم غير قانونية لمحاكمة معتقلي الرأي، وتجريدهم من حقوق الدفاع ومن الضمانات القانونية والدستورية للمحاكمة العادلة، والتضييق على حرية البحث العلمي، وانتهاك أبسط الحقوق المدنية كالحق في السفر والتنقل، وتجاهل مطالب المجتمع والمنظمات المدنية والمعارضة ومواجهتها في معظم الأحيان بقسوة. وانقسام المجتمعات عمودياً وأفقياً، وارتفاع نسبة البطالة ، واستشراء الفساد، وتحويل الدولة إلى جزء من أملاك الحاكم، على نحو ما تعبر عنه سياسة التوريث وتحويل الجمهوريات إلى ملكيات جديدة مطلقة، كل هذا بنظر بعض مثقفينا ومفكرينا لا يستدعي من الشعوب الخروج على حكامها! يا بعض مثقفينا ومفكرينا رِفقاَ بنا.



#معمر_فيصل_خولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة انحياز وليس عدم انحياز
- الفخر على ماذا؟
- المشهد السوري: وجهتي نظر متناقضة
- تركيا ستسدد آخر ديونها
- الاعلان الدستوري المكمل... بعض الملاحظات عامة
- الصمت الانتخابي المتحايل عليه
- في ذكرى استمرار النكبة: دوافع اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني
- العلاقات التركية الروسية على إيقاع الانتفاضة السورية


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - معمر فيصل خولي - يا بعض مثقفينا ومفكرينا، رفقاً بنا