أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - معمر فيصل خولي - الفخر على ماذا؟















المزيد.....

الفخر على ماذا؟


معمر فيصل خولي

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 18:38
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الفخر على ماذا؟
نشاهد ونسمع ونقرأ عبر وسائل الإعلام المختلفة( التلفاز، المذياع، الصحافة)، ونقرأ أيضاً عبر التواصل الاجتماعي( الفيس بوك، تويتر)، على سبيل المثال وليس الحصر،عبارة " عراقي وافتخر"، " أردني وأفتخر " مصري وأفتخر"، " لبناني وأفتخر "، "سوري وأفتخر"، " سعودي وافتخر". والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن ما هي الانجازات التنموية التي حققتها جل أو معظم أو بعض الحكومات العربية، كي تجعل مواطنها يشعر بالفخر تجاهها، بماذا يفتخرون؟ بتصاعد معدلات البطالة، اتساع حجم الفجوة المعرفية، تصاعد معدلات التضخم، هشاشة الهياكل الاقتصادية، ضعف الإنتاجية تراجع في الأداء الاقتصادي للاقتصاديات العربية، الحرمان، الفقر، المديونية، تخلف القاعدة الإنتاجية، والاعتماد على تصدير الخامات واستيراد الآلات والمعدات والسلع المصنعة،تفشي الفساد في المؤسسات العامة،هجرة الكفاءات العربية، الطائفية، العنصرية، الإقصاء الفساد،التهميش.هل هذا الفشل للحكومات العربية مدعاة للفخر بها؟
وفي المقابل، لماذا لم نشاهد أو نقرأ أو نسمع عبارة" ياباني وأفتخر" و" ألماني وأفتخر" وهما بفعل التجربة التاريخية المعاصرة يستحقا ذلك. اليابان وألمانيا هزمتا في الحرب العالمية الثانية، ودمرا اقتصادهما تدميرا ً كاملا،ً حتى ان بعض الباحثون في العلاقات الدولية ظنوا نظراً لحجم التدمير الذي لحق باليابان، واستسلامها غير المشروط واحتلالها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بدت أنها علامة على نهاية مركزها كواحدة من القوى الكبرى التقليدية.
أما ألمانيا فقد تعرضت وحدتها الجغرافية للانقسام ألمانيا الاتحادية تابعة للمعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا الديمقراطية تابعة للمعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفييتي. ويعد هذا الانقسام من أبرز التغيرات الجذرية في الهوية السياسية الألمانية منذ توحيدها على يد بسمارك في عام 1871م .
واجهت المانيا الاتحادية واليابان انهيارهما الاقتصادي في مرحلة الحرب الباردة بالعمل والإنتاج، فالحرب من وجهة النظر الألمانية واليابانية إن كانت قد وضعت أوزارها العسكرية، فهي ليست كذلك على الجانب الاقتصادي، حيث استطاعا أن يوظفا بيئة الحرب الباردة التي كان يغلب عليها طابع الصراع العقائدي والعسكري بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي لمصلحتها القومية، فاليابان التي انسحبت بعد الحرب العالمية الثانية من السياسة الدولية وأصبحت تحت الحماية العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية. ركزت بشدة على الأهداف الاقتصادية والصناعية معتمدة في الجانب الاقتصادي على" الواقعية التجارية" التي ترى أن اليابان لم تخسر كل شيء إذا استوعبت الدرس الصحيح من تجربتها المأساوية، وهي أنها الفقيرة في الموارد الطبيعية- على عكس غالبية الدول العربية-، يجب أن تبني مستقبلها حول الصناعات الهندسية الدقيقة، وأن تركز طاقتها في الحصول على المواد الخام وتشكيلها إلى منتجات على درجة عالية من الجودة في التصدير. فالتكنولوجية العلمية وروح القتال،ومبدأ يوشيدا شيجرو(إحياء الاقتصاد الياباني والاحتفاظ بالاستقرار السياسي في مجتمع منقسم بدرجة كبيرة حول موضوعات السياسة الخارجية، عدم انتاج أسلحة نوويه أو امتلاكها، أو السماح بدخولها)، هي التي وضعت الاقتصاد الياباني في عقد الستينيات من القرن الماضي في المرتبة الثالثة عالمياً، وفي عقد الثمانينيات من ذلك القرن أصبحت قوة اليابان الاقتصادية والتكنولوجية توازي قوة الولايات المتحدة الأمريكية. كما أصبحت أيضاً أكبر دولة مقرضة في الجماعة الدولية وأكبر دولة مانحة للمعونة. أما ألمانيا الاتحادية، فإن أي حديث عن "المعجزة الاقتصادية"، لابد من ذكر مستشارها الأسبق كونراد اديناور( 1949م-1963م)، الذي ساهم فيها بشكل فعلي، فعندما أصرت الدول الغربية في أواخر الأربعينيات من القرن المنقضي على التعويضات والسيطرة الدولية على صناعة الفحم والحديد في وادي "الرور"، استجاب كونراد أديناور، لكنه اقترح انضمام المانيا الاتحادية إلى هيئة "الرور" الدولية، وبذلك أصبحت الدولة المسيطر عليها أحد المسيطرين. وعندما تحركت فرنسا لانتزاع منطقة "السار" الغنية بالحديد من ألمانيا الاتحادية، قام كونراد اديناور وطالب باتحاد فرنسي ألماني كامل. وبعد ذلك، كان الداعم الأكثر حماسة لجماعة الحديد والفحم الأوروبية وهي السابقة على الجماعة الاقتصادية الاوروبية والاتحاد الاوروبي. وإذا أراد الفرنسيون كما فعلوا في العشرينيات من القرن المنقضي أن تكون لهم سيطرة على قطاع الطاقة والحديد الألماني، عصب الحرب التقليدية، كان كونراد اديناور سيرغب في إعطائه لهم، ولكن ليس إلا من خلال مؤسسة لها نفس الحقوق. هذا يعني أن ألمانيا حافظت على نصيبها من الحديد، المكون الرئيس في الصناعات الثقيلة.
أضف إلى ذلك ساهمت المساعدات المالية التي قدمت الى المانيا الاتحادية من خلال مشروع" مارشال" الأمريكي، المستشار الأسبق كونراد اديناور في عملية إعادة البناء الاقتصادي السريعة لجمهورية ألمانيا الاتحادية. وقد تجلت تلك العملية في البناء الجديد لقطاع الانتاج الصناعي وفق أحدث التقنيات المعروفة. ومع نهاية الخمسينيات القرن المنقضي بلغت ألمانيا الاتحادية مستوى من التطور أصبحت معه واحدة من القوى الاقتصادية الرائدة في الجماعة الدولية. وبعد إعادة توحيدها، في 3 تشرين الأول عام 1990م، أضحت الاقتصاد الأول في الاتحاد الاوروبي. وهي احدى دول مجموعة الدول الصناعية الثمانية. بمدة قياسية إذا ما قورن بُعمر الشعوب.
خلاصة القول، ندرك جيداً بأن الفخر مكون أصيل من مكونات الثقافة العربية، وهو الاعتداد بالنفس أو بالقوم، أو بالحزب أو بالوطن، وهو فن من فنون الشعر الغنائي، كان يرتبط عند العرب سواء كان بشكله الفردي أو الجماعي، أو بمراحل العرب التاريخية( الجاهلية، صدر الإسلام، العصر الأموي)، بمكارم الفعال وجليلها. وليس بالأقوال فقط. أما العبارات الآنفة الذكر، كلمة حق يراد بها باطل، فالبديهي أن يكون المرء وطنياً، وأن يفخر بمنجزات وطنه إن وجدت. لكن لا نقرأ بها أية وطنية وإنما دعوة للانغلاق والتقوقع القطري. الأمم تفخر بأعمالها، ونحن بأقوالنا.



#معمر_فيصل_خولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد السوري: وجهتي نظر متناقضة
- تركيا ستسدد آخر ديونها
- الاعلان الدستوري المكمل... بعض الملاحظات عامة
- الصمت الانتخابي المتحايل عليه
- في ذكرى استمرار النكبة: دوافع اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني
- العلاقات التركية الروسية على إيقاع الانتفاضة السورية


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - معمر فيصل خولي - الفخر على ماذا؟