أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - معمر فيصل خولي - المشهد السوري: وجهتي نظر متناقضة














المزيد.....

المشهد السوري: وجهتي نظر متناقضة


معمر فيصل خولي

الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 09:37
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


المشهد السوري: وجهتي نظر متناقضة
ترى المعارضة السورية بأن موقفي روسيا وإيران من الانتفاضة السورية يشكلا جزء من المشكلة وليس الحل، وعلى نحو مغاير ترى السلطة الحاكمة في سورية بأن موقف كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية كفرنسا وبعض الدول الخليجية كالمملكة العربية السعودية وقطر إضافة إلى تركيا الداعم للانتفاضة السورية جزء من المشكلة أيضا.
ولكي تكون روسيا وإيران جزء من الحل من وجهة نظر المعارضة السورية، عليهما أن يقبلا برحيل السلطة الحاكمة في سورية وهذا ما يرفضانه لغاية الآن. ولعل رفض رحيلها ودعمها للبقاء له ما يبرره من منطلق المصالح الوطنية لكل منهما. فروسيا ترى في حكم الرئيس بشار الأسد آخر امتداد استراتيجي لها في الوطن العربي. لذلك لم يكن مستغرباً ما تقدم له من دعماً دبلوماسياً سواء في أروقة الأمم المتحدة أو خارجها منذ اندلاع الانتفاضة السورية، وترفض أي مبادرة للحل قائمة على استبعاد الرئيس بشار الأسد عن الحكم. فهي تدافع عن تماسك بيئتها الداخلية عبر البوابة السورية، فهى تخشى من وصول "عدوى مشهد التغير العربي" -الذي أوصل الاسلامييين في مصر وتونس الى الحكم واحتمال وصولهم ايضا في سورية بعد رحيل سلطة الرئيس بشار الأسد - إلى القوقاز،ومن ثمة قد يمهد- على سبيل المثال- انفصال الشيشان عنها. وعبر سورية ايضا تحاول روسيا التاكيد على عناصر قوتها المادية والمعنوية، من خلال ايصال رسالة إلى جماعة الدولية بشكل عام والغربية بشكل خاص، بأن روسيا التي التزمت موقف الصمت حيال تدخل حلف الناتو في كوسوفا عام 1999م، تختلف عن روسيا 2012م. أما إيران، تجمعها مع سورية الاسد( الأب والإبن) علاقة استراتيجية منذ اكثر من ثلاثة عقود، ساهمت تلك العلاقة بمد النفوذ والتأثير الايراني إلى لبنان عبر حزب لله والى فلسطين المحتلة من عبر حركة حماس، واليمن من خلال الحوثيون، والعراق بعد الاحتلال الامريكي له، حيث يعد احتلاله مكسباً استراتيجياً لإيران اذ اضحىت "البوابة الشرقية" مجالاً حيوياً جديداً لها. لذلك ترى ايران اي تغيير في السلطة الحاكمة في سورية يعني إعاقة مشروعها القومي وربما نهايته في حالة تعافي العراق من الأمراض التي ألمت به بعد الاحتلال الامريكي له. من هنا يمكن نستطيع أن نفهم لماذا روسيا وإيران جزءا من المشكلة وليس الحل؟
ولكي تكون تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية كفرنسا جزءا من الحل من وجهة نظر السلطة الحاكمة في سورية، عليهم أن يوافقوا على استمرار الرئيس بشار الاسد في الحكم كآلية للحل. وهذا الرفض أيضاً له ما يبرره من منطلق الدوافع المصلحية لكل دولة. لا أحد ينكر الموقف التركي الأخلاقي الداعم للانتفاضة السورية، كما لا أحد ينكر أيضاً لتركيا مصلحة في رحيل السلطة الحاكمة في سورية بعد الانتهاكات الإنسانية التي ارتكبها بحق شعبه، فعلى الرغم من تقدم العلاقات الايرانية التركية في ظل حكومة العدالة والتنمية، إلا أن ذلك لا يخفي شدة التنافس الإقليمي بينهما. فمن وجهة النظر التركية أن سورية "الأسد" تشكل إحدى دعائم القوة الخارجية الاقليمية لإيران، فرحيله أو سقوطه أو تغييره يعني إضعاف القوة الإيرانية، فأي تغيير في المشهد السوري هو تعزيز مكاسب القوة التركية. أما السعودية، فتسعى إلى ضمان الأمن الخليج وتقليص النفوذ الايراني المتزايد في البيئة العربية، وحسب المعطيات الراهنة لن يتم ذلك إلا من خلال البوابة السورية، فانسلاخ سورية عن ايران، يعد تقوية للموقف السعودي، ومما لاشك فيه، أن أي نظام سياسي سوري في مرحلة ما بعد بشار الأسد سيكون في حالة قطيعة مع ايران. أما قطر التي شهدت علاقاتها تقدماً "حذراً" مع سورية في مرحلة ما بعد العدوان الصهيوني على لبنان في صيف عام 2006م، إلا أنها تراجعت وبشكل ملحوظ مع انطلاق الانتفاضة السورية ودعمها لها. فقطر كالسعودية وفي منطقة الخليج العربي بالتحديد، لا يروق لها العلاقة الاستراتيجية بين ايران وسورية تلك العلاقة التي يشكل البعد الطائفي إحدى أبعادها الرئيسة، والذي من شأنه أن يهدد أمن الخليج، ناهيك عن ارتباطات قطر السياسية مع الدول الغربية وبمقدمتها الولايات المتحدة الامريكية. فجاءت الانتفاضة السورية كحدث تاريخي لا بد من توظيف استراتيجي له، لفصم عرى العلاقة بين ايران وسورية. أما الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، منطقياً ما يحدث في سورية يصب في المصالح الاستراتيجية الأمريكية يكفي أنه في رحيل الرئيس بشار الأسد يعد ضربة موجعة لإيران " عدوة" الولايات المتحدة الأمريكية لكن موقفها المتفرج من مجازره تعد العديد من علامات الاستفهام؟ هل فعلاً عدم التوافق الدولي في مجلس الأمن هو السبب في عدم تحركها؟ الاجابة كلا، لانها سبق وتحركت خارج اطار الامم المتحدة سواء كان في حالة كوسوفا 1999م، وحالة العراق في عام 2003م. أم عدم تحركها يعود إلى فرضية "عام الرئاسة الأمريكية" ذلك العام الذي تنكفئ فيه الإدارة الأمريكية إلى شأنها الداخلي. لكن السؤال، لو كانت سورية وما يحدث فيها على مدار أكثر من عام تدخل في اطار المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية، هل كانت ستترك على هذا النحو؟ اما أن السلطة الحاكمة في سورية تحولت الى مجال رحب للسياسة الامريكية لكي تساوم من يهمه أمر بقاؤها في السلطة، أو تتركها تسقط تدريجيا لإنهاكها وأنهاك الشعب السوري معها، خدمة للكيان الصهيوني.
مما تقدم، يمكن القول بأن الوضع الميداني في سورية تجاوز كل مبادرات الحل الدبلوماسي، لنصبح أمام احتمالين لا ثالث لهما، أولهما، أما أن تسحق- لا قدر الله ذلك- السلطة الحاكمة في السورية الانتفاضة، ثانيهما، أو أن تنهار تلك السلطة بفعل الانشقاقات العسكرية المستمرة وتكثيف الضربات الموجعة لها.



#معمر_فيصل_خولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا ستسدد آخر ديونها
- الاعلان الدستوري المكمل... بعض الملاحظات عامة
- الصمت الانتخابي المتحايل عليه
- في ذكرى استمرار النكبة: دوافع اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني
- العلاقات التركية الروسية على إيقاع الانتفاضة السورية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - معمر فيصل خولي - المشهد السوري: وجهتي نظر متناقضة