أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوتيار تمر - لا ...يا كاظم ....!















المزيد.....

لا ...يا كاظم ....!


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 23:16
المحور: الادب والفن
    


القيصر يريد استعادة امجاد بلاط القياصرة من خلال الجواري والوصيفات، بهذه الكلمات يمكن للمتابع ان يصف الحالة التي يعشيها الفنان كاظم الساهر وكأنه فقد التوازن الذي كان الجميع ينتظر منه، ذلك التوازن الفني الذي جعله يتربع على قمة الغناء العربي لسنوات طويلة ومتتالية، باعماله الفنية البعيدة عن التبذل الحداثي الغير منظم،، الغير واعي، والغير منساقة لمفهوم الحداثة الفنية القاصرة التي تقتصر على الصدور العارية وكثرت الجواري،، اقصد الراقصات عفواً عفواً اقصد "الفنانات الراقصات" حول الفنان ليدخل الى قائمة الفنانين المحدثين.
من يقرأ هذا المقال قد يجده مجحفاً بحق فنان ك"كاظم الساهر"،، وقد يرى في كاتبه حاقداً عليه،، بلاشك هذه النظرية ليست صحيحة، وبعيدة كل البعد عن الحقيقة، لأني من قناعتي به وبفنه اكتب، ولكوني حريص على أن يبقى بنظر جماهيره الفنان المتزن السائر بخطى واثقة وثابتة نحو العالمية والنجومية المنتمية الى الفن الاصيل الراقي، فليس هناك اروع من ان نشاهده مع نخبة من المطربين الاخرين محافظاً على اتزانه وهدوئه وعدم انخراطه معهم في الرقص والصياح وبعض الحركات التي لاتليق بكل الفنانين وكاظم بلاشك من هولاء الذين لاتليق به كل الحركات لانه باختصار " كاظم الساهر" ولعل ما يشاهده المتابعين في البرنامج الاخير الباحث عن الاصوات يرى ويفهم قصدي على الرغم من كوني لم اكن كرأي شخصي ان يشارك في هكذا برامج وذلك للسمعة السيئة للسابقين العاملين في هكذا برامج من لجنة الحكام والمشاركين، ثم أ ليس هو من دائماً يذكرنا بمدى اعجابه وحبه للموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب،، اذا فانا ممن يريد ان يرى كاظم يدخل تلك القائمة التي اذا ذكر محمد عبد الوهاب فيها يكون هو ايضاً ضمنها،، لا اقول وراءه مباشرة لكن ضمنها لأنها بلاشك ستكون قائمة لاتضم الا من يقدم فناً متزناً اصيلاً بعيداً عن التبذل الاخلاقي من جهة وبعيد كل البعد عن التعري والانجراف نحو الهاوية، فالاحاطة بالراقصات، والحركات المصطنعة التي لاتنتمي الى الفن الا كونها مصورة والتصوير فن بلاشك لاتعد ابداً انطلاقة لمن يريد ان يتربع على عرش الاغنية العربية والانضمام الى كوكبة الفنانين الكبار الذين صنعوا تاريخ الاغنية العربية.
كاظم الساهر من خلال ثلاث او اربع اعماله المصورة الاخيرة يبتعد بشكل ملحوظ عن ما يتمناه جماهيره،، حيث نراه ينخرط بصورة عابثة وربما عفوية في ما يسمى بالكليبات الحديثة التي لاتهتم بالمضمون الشعري للاغنية ولا بالحراك النغمي الموسيقي بقدر ما تهتم بحركة الكاميرا وتلك الايقاعات التي تهتز على انغامها الصدور والخصور،، وهذا بلاشك يعد تراجعاً فنياً واضحاً لمستوى ونمط فنان ك"كاظم"، فنحن لانستطيع ان ننسى " اني خيرتك" و " بعد الحب" و" مدرسة الحب" و" زيديني عشقاً" و" الحب المستحيل" و" انا وليلى" التي اوصلته الى العالمية وضمنت له مقعداً ضمن افضل مطربي القرن، وكذلك " المستبدة" و" كان صديقي" وبعض الاعمال القليلة في البوماته الاخيرة،، فبينما الكل ينتظر تكرار هذه التجارب،، نجده يسير نحو درب الكليبات التي اراها تحط من قيمته ولاتساعده في شيء غير انها تجعل اشخاص يؤمنون بفنه يعتبون عليه لانه يعتمد على "الراقصات" او لنقل فنانات يرقصن حوله حتى لانظلمهن ويدعي البعض اننا نحاول التشهير بأحد، لايصال رسالته الفنية،، ولننصف كليباته،، فاننا لانشكتي ابداً من بعضها التي فيها يظهر كاظم بشخصيته الفنية المميزة،، كمدرسة الحب وزيديني عشقاً وكليبات اخريات يمكن للمرء ان يشاهدها مع العائلة او ضمن اطار اجتماعي عام، لكن والحق يقال بأن بعض كليباته الاخيرة والتي نراه منغمس في مجالس الفتيات " كل عام وانت حبيبتي" و" السور" و "دلع النساء" للامانة هذه لاتليق به كفنان راقي ورائع ومصمم ان يكون من العظماء الغير منسيين،، لانها باختصار لاتجعلنا نعيش وقع الحانه المميزة،، ولا جمال اختياراته الكلماتية، ولا حتى نبرات صوته الحنونة،، بل كل ما يجذبنا هو سرعة حركة الكاميرة من حوله،، وتلك الصدور والخصور التي تهتز،، وهذا العملية الفنية باتت مقتصرة على بعض الفئات المندسة غصباً على الفن كفن للفن، وكتسويق اعلامي تصويري ودعاية لقناة فضائية تريد كسب المشاهد لا باسلوب الفن انما الاغواء.
من هذا المنطلق نود ان ننوه عن اهمية ان يخرج محبي كاظم من صمتهم،، وايصال رسالتهم اليه،، من خلال اية وسيلة يمتلكونها،، فكاظم رمز من رموز الفن الاصيل،، ونريده ان يبقى في اعيننا كذلك،، لسنا متحجرين ولسنا من الذين لايؤمن بالحداثة،، بالعكس نحن نؤمن بها لكن ضمن اطار يحافظ فيها فنان ك"كاظم"على شخصيته بأعين محبيه،، مما يعني ان لاتكون اغنية له معروضة على احد القنوات مثل اغنية لفنان اخر لايبحث الا عن الهرج الايقاعي وكيفية اظهار محاسن الفتيات وكأنهن سلع معروضة للبيع،، او لمن يريد ان ينتقي منها، وللامانة اكثر انا كمتابع لفن كاظم وددت لو انه لم يشارك حتى في برامج سطحية تحاول الهاء المشاهدين ضمن اطر تسويقية واضحة والتي تأكد الجميع منها سابقاً على انها من البرامج التجارية التي لاتعطي للفن فنانين انما هواة يحاولون كسب ود الناس من خلال الانتماءات لااكثر،، فالكل يعرف بأن نجاح البعض جاء وفق معطيات الانتماء" القطر" الذي ينتمي اليه وليس لانه افضل من منافسه، حيث التصويت وامكانيات ذلك البلد من حيث الكثافة السكانية والنعرة الانتمائية.
يبقى ان يفهم من يقرأ هذا المقال بأني من باب الحرص كتبت،، وليس من باب التشهير بأحد،، او حتى من باب التقليل من شأن احد،، فانا من متابعي فن كاظم الساهر منذ بداياته،، ولم تزل اغاني "احسبها عليَّ " و"عابر سبيل" و"غزال" تدندن في الاماكن التي اذهب اليها،، فضلاً عن الاغاني العظيمة التي جعلتني في احيان كثيرة اقف احترماً له ولها،، لعمق كلماتها،، ولنضوج الحانها،، ولبراعة ادائه له،، وصدقاً اقول بأني منذ ان رأيت اغانية الاخيرة بالاخص التي يحيط بنفسه بتلك الفتيات " عفواً الفنانات" بدأت اقلل من الاستماع اليه،، لاني مصدوم،، ولأني لم اكن اريده ان يكون مثل الاخرين الذين يبحثون الشهرة من خلال تلك الكليبات فكاظم الساهر لايحتاج الى فتاة ليوصل الينا فنه،، وهو لايحتاج الى رقص وهزل لنشاهده،، يكفي ان يطل على المسرح لتخفق القلوب بحضوره،، يكفي ان يدندن لتصمت الالنسة وتصغي الاذان،، هكذا نراه،، هكذا هو،، هكذا يجب ان يبقى،، لانه باختصار القيصر في ادائه،، في حضوره،، في طلته في اختياره لكلمات اغانيه،، في الحانه وموسيقاه، وليس في بلاطه وكثرت جواريه، وللامانة اقول ان عمره الفني والواقعي يحتم عليه ان يعزز مكانه ضمن الكبار واظن بان هذه الطريقة ليست هي التي تضمن له ذلك.

جوتيار تمر
دهوك/ كردستان العراق
13/9/2012



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتاج التخلف
- اليها / جوتيار تمر
- مؤامرة،، أم فوضى،، أو انعدام وعي
- جوع الانسان
- تسكع في دائرة الروح / مهداة الى النقية هيام مصطفى قبلان
- التطور التدويني لظهور تسمية كردستان في المصادر التاريخية
- المالكي بين الشرعية الانتخابية الوطنية والتبعية الخارجية
- مواقف تخاذلية تجاه القصف الايراني للمناطق الكردية
- قصتان قصيرتان
- قصص قصيرة جداً
- قراءة بعنوان (استقراء مكاني- انتمائي- لزمنية حالمة) في نصوص ...
- -الانجذاب الانساني نحو خلق الجديد عبر تموجات الحلم- رؤية في ...
- جمعية الشعراء الشباب ضرورة مكانية وزمانية
- بدل رفو يعزل لحناً جديداً عبر مواويل الشتاء
- من اسفار سندباد
- منطق الغباء السياسي
- قراءة في نص- التشكيك- للشاعر مسعود سرني
- مشكلة الوعي
- التقليد ركيزة سلبية في المجتمع الكردي
- المكونات الخارجية المؤثرة في شعر عبد الرحمن المزوري


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوتيار تمر - لا ...يا كاظم ....!