أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جوتيار تمر - مؤامرة،، أم فوضى،، أو انعدام وعي















المزيد.....

مؤامرة،، أم فوضى،، أو انعدام وعي


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 10:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



على غير المتوقع جرت في منطقة بهدينان بالاخص في كل من زاخو ودهوك وقسروك وديرالوك وسميل احداث اعطت وجها غير حضاريا للصورة التي رسمت من قبل لكردستان العراق باعتبارها تمتلك انموذجا ديمقراطياً واعياً يمكن الاقتداء به،، فمن خلال جملة امور متداخلة سواء على الصعيد الداخلي ام الخارجي افرزت حالة من الفوضى العارمة نتج عنها شرخاً داخلياً واضحاً، وعلى الرغم من أن الجهات الحزبية والسياسية والحكومية والمجتمع المدني حاولت جهدها من اجل تدارك الموقف وجعله يبدو وكأنه حالة انفلات غير واعية الا ان الصورة تبدو اعمق بكثير من ذلك.
بتاريخ 2 /12/ 2011 خرج المئات من الشباب بعد صلاة الجمعة الى بعض مراكز المساج ومحلات بيع المشروبات الكحولية في زاخو لازالتها مدعيين ان الامام خطب فيهم وبرر الفعل بانه حرام في الشريعة وان مجتمعنا الكردي مسلم ولايقبل غير ما يقره القرآن والسنة البنوية،، مما خلق حالة من الهلع والفوضى عمت شوارع زاخو،، حيث احرقت مراكز المساج الموجودة داخل زاخو،، كما احرقت واتلفت المشروبات ورميت على الشوراع بصورة فوضوية واضحة،، وتلى ذلك اصداء وردود افعال داخلية سياسية حزبية وخارجية نددت بالوضع وبتلك الافعال المشينة،، وراحت ردود الافعال تتصاعد بوتيرة غريبة حيث اتجهت الانظار الى التيارات الاسلامية بانها وراء الاحداث تلك،، فاحرق مركز حزب الاتحاد الاسلامي الكردستاني في زاخو،، وبتطور ملحوظ للوتيرة الانفعالية الغير حضارية تلك امتدت الاعمال الفوضية الى كل من دهوك حيث احرق مركز الحزب المذكور ،، ثم احرقت محلات المشروبات ومقرات الحزب المذكور في سميل وفي قسروك وفي ديرلوك،، وحاول البعض اتمام صفقة الفوضى تلك بمحاولة احراق المحلات في دهوك الا انهم فشلوا حيث تدارك الامن ذلك واحبطوا اية محاولة لهم،، لكن اصداء الفعل الفوضوي هذا ظلت تحرز المكانة الابرز على الصعيدين الداخلي والخارجي،، فبدأت الجهات الحزبية تتهم بعضها البعض بشيء من الحذر،، حيث اتهمت بعض الشخصيات للحزب الديمقراطي الكردستاني " فاضل ميراني وجعفر ايمنكي" اعضاء ومؤدي الاتحاد الاسلامي الكردستاني بالوقوف وراء تلك الاحداث،، وجاءت ردود افعال الحزب الاخير مربكة نوعاً ما،، الا انها انكرت تلك الاتهامات، ولوضع حد للازمة زار السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان منطقة بهدينان بالاخص زاخو ودهوك والتقى بالوجهاء والجماهير فيها واظهر مدى اسفه على تلك الاحداث الغير متوقعة من ابناء هذه المنطقة بالذات وأمر بتشكيل لجنة قضائية وتحقيقية للبحث في اسباب المشكلة وتقديم المذنبين الى المحكمة واتباع سياسة الردع والعقوبة الشديدة على من تقع عليهم اسباب بث الفوضى،، مؤكداً ان الدلائل والتحقيقات هي التي ستحدد وليس اتهامات البعض للبعض دون اية ادلة.
وعلى الصعيد نفسه كان لبعض القادة والساسة الكرد اراء اخرى تتهم فيها جهات خارجية بالوقوف وراء هذه الفوضى،، فذهب السياسي الكردي المحنك محمود عثمان عضو البرلمان العراقي الى ان هذه الفوضى هي نتيجة تدخل دول الجوار بالشأن الكردي وذلك لبث الفوضى فيها،، محاولة منها ايجاد سبل لتعطيل عملية المساندة التي يقدمها الكرد في اقليم كردستان الى الكورد في الدول تلك،، فاتهم كل من تركيا التي وجدت نفسها مضظرة لاستقبال رئيس اقليم كردستان قبل تلك الفترة للتباحث معه في شؤون كثيرة وهي التي اصلا لم تكن تعترف باقليم كردستان،، واتهم سوريا ايضاً بأعتبار ان الاقليم يقدم العون الى الثوار السوريين الكرد ضد الحكومة السورية التي تعيش حالة من الفوضى والانهيار بسبب استمرار الثورة السورية ضدها،، كما تهم ايران باعتبارها من الدول التي لاتريد الاستقرار في كردستان خوفا من تصعيد الدور الكردي في المعارضة الايرانية ضد حكومتها،، كما انه وجه الاتهام لبقايا البعث في العراق الذين مازالوا يعثون في بعض المناطق القتل والتفجيرات والخطف، وجاءت هذه الاراء وفق منظومة اقليمية سياسية مصوغة عبر تحليل اعمق واكبر من كونه مجرد فوضى واثارة موضوع من احد الائمة في مسجد،، وضمن السياق نفسه اتجهت اراء بعض الشخصيات داخل الاحزاب السياسية الكردية الى المنطق نفسه،، باعتبار ان مثل هذا لايمكن ان يحدث بتوقيت مماثل في كل تلك المناطق الا اذا كان قد اعد له مسبقاً،، فبعض التقارير تشير الى ان الجماعة الغاضبة التي خرجت من المسجد لم تصل اصلاً الى محلات المساج والمشروبات انما وهي خارجة من المسجد بمسافة قصيرة وصلت الانباء الى ان تلك المحالات قد نهبت واحرقت،، وهذا ما يفسر التخطيط المسبق لها،، وما ليس يخفى على احد ان تلك الفئة التي وقفت وراء الحدث استمرت حاولت اثارة عواطف المصليين داخل المسجد بالهتافات وخرجت بهم الى الشارع بعد الصلاة،، وعندما وصلت الى اماكن الفوضى كان هناك من سبقهم الى حرقها الا انهم انسحبوا منها وتركوا الشباب الثائر يكمل المهمة ويعبث بالممتلكات ويهجم على المحلات الاخرى،، حتى غطى الدخان مدينة زاخو باكملها،، وانتشرت العدوى بعدها الى حرق مقرات حزب الاتحاد الاسلامي.
ومن الجدير بالذكر ان الاراء لم تزل مختلفة بشأن من يقف وراء العمل الفوضوي ذلك، لكنها كلها تشير وبوضوح الى ان تلك الاعمال اضرت كثيراً بالقضية الكردية سواء على المستوى الداخلي ام الخارجي، وكوجهة نظر شخصية اجدها وصمة سوداء ستلقي بظلالها علينا في المستقبل القريب باعتبارها هدم لكل مقومات التعايش السلمي والحريات الشخصية والانفتاح على العالم الخارجي،، كما انها نسجب بخيوط تبدو وكأنها حرب دينية طائفية موجهة ضد المسيحيين والايزديين،، ولذلك فانها ستظهر مدى التراجع الديمقراطي الذي يحدث لنا على عكس التيار الذي كنا نعوم معه،، فكأن الدول الكبرى ستعيد مفهوم الانتداب الى الواقع مرة اخرى،، وستعتبر ان اقليم كردستان غير مؤهل سياسياً وشعبياً وثقافياً واجتماعياً بان يحكم نفسه بنفسه،، لذا سيتوجب تأخير العملية تلك الى اجل غير مسمى،، وتلك الامور وان احدثت شرخاً داخلياً فانها تتعدى الى كونها ستخلق تراجعاً خارجياً باتجاه الاقليم سواء على المتسوى السياسي ام الاقتصادي،، وهذا ما سنجده قريباً على عكس ما قد يثيره الاعلام بأن لاشيء قد حصل،، وان الجميع قد يشاركنا في بناء كردستان آمن متطور، وضمن احصائية أولية نشرتها وسائل الاعلام المرئية والمقروءة اثبتت ان الفوضى تسببت بإحراق 14 محلاً لبيع الخمور وأربع مراكز للمساج مملوكة لمواطنين مسيحيين وإيزيديين، بالتزامن مع تعرض الفرعين الثالث والـ13 للإتحاد الإسلامي الكردستاني المعارض في كل من دهوك وقضاء زاخو بالإضافة الى احراق مقرات الإتحاد الاسلامي في كل من سميل وقسروك ومؤسسات أخرى تابعة له الى الإحراق.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوع الانسان
- تسكع في دائرة الروح / مهداة الى النقية هيام مصطفى قبلان
- التطور التدويني لظهور تسمية كردستان في المصادر التاريخية
- المالكي بين الشرعية الانتخابية الوطنية والتبعية الخارجية
- مواقف تخاذلية تجاه القصف الايراني للمناطق الكردية
- قصتان قصيرتان
- قصص قصيرة جداً
- قراءة بعنوان (استقراء مكاني- انتمائي- لزمنية حالمة) في نصوص ...
- -الانجذاب الانساني نحو خلق الجديد عبر تموجات الحلم- رؤية في ...
- جمعية الشعراء الشباب ضرورة مكانية وزمانية
- بدل رفو يعزل لحناً جديداً عبر مواويل الشتاء
- من اسفار سندباد
- منطق الغباء السياسي
- قراءة في نص- التشكيك- للشاعر مسعود سرني
- مشكلة الوعي
- التقليد ركيزة سلبية في المجتمع الكردي
- المكونات الخارجية المؤثرة في شعر عبد الرحمن المزوري
- كلمة للتاريخ
- رؤية نقدية في نص(هكذا أبدو أكثر تناقضا) للشاعرة الكبيرة ضحى ...
- سيبل/ شعر


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جوتيار تمر - مؤامرة،، أم فوضى،، أو انعدام وعي