أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود محمد ياسين - البراغماتية ومن يمتلك اتفاقيات أديس أببا














المزيد.....

البراغماتية ومن يمتلك اتفاقيات أديس أببا


محمود محمد ياسين
(Mahmoud Yassin)


الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 06:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


(1)
نقطة الضعف فى البراغماتية هى زعم اصحابها انهم يركزون فى تحليلهم لاى حدث على مجرد الحقائق (او ما يسمونه بالحقائق المجردة)؛ ورغما عن اهتمامهم بالتركيز على اهمية الممارسة وحدها والانطلاق من الواقع مما يجعل نظرتهم ليست نسقاً عقلانيا مجردا، الا انهم لا يعيرون اهتماما (فى نظرية المعرفة) لمسالة ايهما المقدم على الآخر الفكر ام المادة. اى انهم يدعون للانطلاق من الواقع مباشرةً. ولكن هذا يتعارض مع حقيقة ان أى تحليل لاى حقائق لا يتم بمعزل عن اعتقاد ما....عن فكرة ما أو مفهوم ما. وكما قيل فان البراغماتيين الذين يدَّعون انهم يتعاملون مع الحقائق بشكل مجرد فهم فى الواقع يحملون تصورات قَبْلية بشكل أو باخر لما يريدون تحليله مصدرها الافكار السابقة التى انتجها البشر (وهى لا يمكن الفكاك منها)، وغالبا ما تكون تصورات هؤلاء الادعياء ضحلة لا عمق فى محتواها لاعتمادهم على أكثر الافكار سطحيةً التى ينقصها العمق. وفى هذا ذكر احد الفلاسفة ان الانسان لا يستطيع ادراك كنه الحقائق الا عن طريق فكرة ما!

كما ان البراغماتية تظل حبيسة الاجزاء الصغيرة غير قادرة على الانتقال لنظر الصورة الكلية التى تقع فيها الاحداث؛ وبالتالى تعجز عن تقويم الاحداث الجارية تقويماً يُمكِّن من استكناه افاق تطورها المستقبلى.

(2)
ما ان وقعت اتفاقيات اديس أببا (سبتمبر 2012) حتى انبرت الاصوات والاقلام مهللة (ومكبرة) لها وحبرها لم يجف بعد وقبل ان تخضع لاى تقويم جاد .....ما عدا بضعة كتاب تعاملوا معها بالنظر لدلالات نصوصها من خلال (افكار ومعتقدات) محدده، او على الاقل اختاروا عدم التبضع بالامر.

(3)
بعض الكتاب أشاد بقدرات المفاوضين الشماليين على اساس براغماتيتهم التى جعلت اداءهم خارقا! وطبعاً اذا اعتقد هؤلاء الكتاب ان البراغماتية لا يمكن المساس بصحتها، فهذا حقهم؛ ولكن هذه القدرات (المُعْظَمُة) لا تجد لها اثراً عندما تستمع لأولئك المفاوضين وهم يدافعون عن الاتفاقيات. السيد إدريس عبدالقادر رئيس الوفد المفاوض مع حكومة جنوب السودان قال فى احد البرامج التلفزيونية إن كلمة (مواطنة) في الاتفاقية لا تعني الجنسية! وقال فى تصريحات للصحف: لن نكتفي بأربع حريات بل سنجعلها أربعين حرية ، ولا تدرى ماذا يعنى هذا الشخص بهذا التصريح الفج عندما كان الناس تنتظرون منه شرحاً لفعالية الاتفاقية فى حل القضايا التى تناولتها المفاوضات وجلا حقيقة الالتزامات المترتبة على الاطراف المشاركة فيها بعد التوقيع عليها. لا براغماتية (ولا يحزنون)، حتى بمعناها الذى اوردناه هنا؛ فادريس عبد القادر ما هو الا موظف عند الرئاسة (الجنرال ونائبه) ينصاع لما يمليانه عليه. وابعد من ذلك فان الاتفاقية ما هى الا صياغة لافكار معدة سلفاً (plagiarism)ألفت الادراة الامريكية نصوصها ضمن ما تعده من من خطط لتحديد مسار السودان تلعب حكومة سلفا كير العميلة وتوابعها، المتنقلين بين البنتاغون والكونغرس الامريكي وقصرالإليزيه، دوراً رئيساً فى تنفيذها. فمحدودية الاتفاق واغفاله القضايا الشائكة والاكثر اهمية (الحدود وأبيي) يثير أكثر من تساؤل.
(4)
وقال ادريس عبدالقادر واصفا منتقدى الاتفاقيات والمتحفظين عليها بالعبارة الدارجة: ” من يرفضون الحريات الأربع يعيشون خارج التاريخ. “ وهو لا يعلم، كما نرى ادناه، كيف انه يقف فى الجانب الخطأ من التاريخ!
(5)
مثلت الاتفاقية رضوخ حكومة السودان لقرار مجلس الأمن الدولي رقم "2046" الذى اشرفت على صياغته سوزان رايس المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية. والاذعان لقرارات القوة العظمى ظلت تسهله نافذة الابتزاز للجنرال التى خلقها الغرب عندما قرر ملاحقته جنائياً؛ و تمثلت قمة مأساة الجنرال فى وقوفه امام مْنَ حُشدوا للقائه عقب ايابه من اديس اببا يخاطبهم قائلاً ” نحن جئنا ليس لكي نجلس في الملك والحكم الذي لم يكن غاية وإنما وسيلة لتحقيق الأمن والرفاهية لكل أهل السودان... “ قال هذا معتقداً ان ال 9 دولارات لبرميل النفط الواحد (والتى لطبيعة نظام حكم الانقاذ، وحتى لو كانت أضعاف مضاعفه لقيمتها تلك، لن يحس بها أحد) سوف توقف الانفجار المدوى الذى ظهرت مقدماته فى انتفاضة 16 يونيو 2012 الجسورة.
(5)
اتفاقيات أديس أببا جرت مفاوضاتها من خلف ظهر الشعب السودانى ويلف نصوصها كثير من الغموض الذى يشي بان وراءها بنوداً سرية. لهذا فهذه الاتفاقية يمتلكها الجنرال ونائبه وتابعهما ادريس وهم وحدهم من يتحمل نتائجها.



#محمود_محمد_ياسين (هاشتاغ)       Mahmoud_Yassin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول فكرة الاضراب السياسى العام
- قضية الارض فى اتفاقية نيفاشا
- نوبة السودان وعلاقات الارض
- حول علاقات الارض (1 – 2) -التكالب الراهن على حيازة اراضى الد ...
- ثورة 1924 - بداية الثورة الوطنية الديمقراطية الحديثة فى السو ...
- الدولة وادعاء- الماركة المُسجِّلة-.....الدستور ومراوحة الاوه ...
- الدولة وادعاء -الماركة المُسجِّلة-.....الدستور ومراوحة الاوه ...
- لمحات من تاريخ انفصال الدولة السياسية عن المجتمع المدنى
- قصة مشروع الزاندى بجنوب السودان
- قصة مشروع الزاندى
- ما بين فرانكلين روزفلت وباراك أوباما
- في الأزمة المالية الأمريكية
- حول إنهيار جولة الدوحة للتجارة العالمية
- ثورة نيبال والوصول لقمة السارغاماتا
- الإنتاج الصغير ورأس مال المساهمة: بالاشارة لوضع السودان
- نظرية تطوير القوى المنتجة واسترداد الرأسمالية فى الصين
- الطريقة المادية وعلا قات الارض فى السودان:تعليق على كتاب -أص ...
- حول ملكية 2% من البشر لثروات العالم
- القيمة وسقوط الاتحاد السوڤيتى
- فى الذكرى الستين لتأسيسه: الحزب الشيوعى السودانى والعمل النظ ...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود محمد ياسين - البراغماتية ومن يمتلك اتفاقيات أديس أببا