أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمر أبو رصاع - الأردن- ماذا بعد حل مجلس النواب؟














المزيد.....

الأردن- ماذا بعد حل مجلس النواب؟


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 22:41
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الأردن: ماذا بعد حل مجلس النواب؟
تذهلني حالة الهوس التي يعيشها بعض الكتاب والساسة، وتخصصهم وانشغالهم الغريب في اختلاق طرق وسيناريوهات لتمكين الملك من الالتفاف على قراره بحل المجلس النيابي لتمرير قانون انتخابي بديل قد يفضي لمشاركة الاخوان المسلمين والحراك الشعبي.
ويطيلون الطرح والنقاش حول التصورات الممكنة، كتمكين البرلمان السابق من العودة أو اعلان حالة الطوارئ، لتمرير قانون انتخابي جديد، وأنا فقط أريد أن افهم هل اعلن الملك لهم ما لم يعلنه لنا؟ كأن يقول بأنه تورط بحل المجلس ويحتاج الآن إلى مخرج ليمرر به القانون الجديد؟!
الملك كان واضحاً تماماً، وحل المجلس يوم الخميس قبيل فعالية الجمعة مسألة لا تحتاج إلى توضيح، فهو يقول لمن يقاطعون الانتخابات أنها ستجري وفق القانون الحالي، وأنه يحل المجلس حتى يغلق الباب نهائياً على أي امكانية للتراجع، الملك هنا واضح تماماً واختار، وطلب منا أن نختار كذلك إما ان نشارك وفق هذا الترتيب وإما فلنبقى في الشارع.
منذ بداية الحراك الشعبي وأنا اعارض بشدة طريقة تفكير عجيبة غريبة تهيمن على ساستنا بشكل عام، وهي انهم يحاولون أن يجدوا حلولاً ومخارج للملك ويفكرون نيابة عنه ويختارون له، فيما الأولى أن يختاروا لانفسهم، مشروعنا الوطني واضح ويتمحور بشكل اساسي حول "استرداد الشعب لدولته سلطة وموارداً" أما أين يكون الملك من هذا المشروع؟ فمسألة تخص الملك، هو من يحدد لنفسه أين تماماً يريد الوقوف من هذا المشروع، أما شاغلنا الوطني فينبغي أن يتكرس بوضوح حول نقطة المركز في المشروع وهي: كيف ننفذ مشروعنا؟
ولست أدري كذلك من الذي ستتعمق ازمته وتهتز شرعيته أكثر، القوى التي اختارت المقاطعة ورفضت المسرحية الانتخابية الهزيلة والتي لا تضمن أن يكون الشعب مصدراً حقيقياً للسلطات، أم النظام الذاهب لانتخابات فاقدة للشرعية من حيث المبدأ لأنها لا تستند إلى حالة من التوافق الوطني حولها؟!
النظام اليوم سيدفع بأكثر من ألف مرشح محسوب بالضرورة على القوى التقليدية واغلبها سيدفعه التمثيل العشائري ووجاهة المنصب وتحقيق المكاسب والمصالح، وهي القوى التي يظن النظام أنها محسوبة عليه فيما هي محسوبة على مصالحها وحساباتها التي لا تتعارض صراحة مع النظام واستبداده بل تسعى لاشباعها وتحقيقفها من خلاله، هؤلاء سينفقون الملايين وسيجيشون مئات الآلاف من الأصوات، وسيعملون بكل جهد لرفع نسبة التصويت، لكن يبقى السؤال هنا عن هؤلاء بالذات الذين سيخسر معظمهم بالضرورة الانتخابات، وهم يعتقدون بأن النظام هو من دفعهم إليها وجعلهم يخسرون ما سيخسروه من أموال، ترى أين سيكون هؤلاء عشية تلك الانتخابات؟ وماذا سيكون موقفهم؟
النظام السياسي الذي يذهب لانتخابات ليس عليها توافق وطني حتى وإن كانت نزيهة، سيكون هو الخاسر الأكبر فيها ومن رصيد شرعيته، خصوصاً وأن الانتخابات عادة تراد لتكون الوسيلة المثالية لحسم النزاع والخلاف بين طرفي معادلة أو أكثر، ذلك هو جوهر اللعبة الديمقراطية، ولكن عندما تتحول الانتخابات وسيلة نظام مستبد لاضفاء الشرعية على نفسه فإنها تصبح وبالاً عليه هو، لأنه يصنع من خلالها معركة بين القوى التي استجابة لطريقته في التجييش أو قبلت أن تحسب عليه، وهو الخاسر الأكبر ببساطة لأنه لن يتمكن من ارضاء تلك القوى التي حشدها من أجل تلك الانتخابات، وكلما كان حشده أكبر كلما كانت خسارته أكبر، لأنه سيوسع دائرة المتضررين وسيجعل تلك القوى المحسوبة عليه تقليدياً تنفصل عن مداره لتنحاز باتجاه مركز القوة المعارضة.
الذين اختاروا الشارع كانت وستبقى خياراتهم مشرعة على كل الاحتمالات، وليس لهم أن يستعجلوا النتائج أو ترجمة المكاسب الشعبية التي حققوها، فالمعركة مع النظام واستبداده لازالت في بدايتها، وهم يربحون المزيد مع كل مفصل من مفاصل المعركة، ولا يقبل منهم الآن أن يشتركوا في العملية الانتخابية وهم يعون جيداً أن ذلك ضرب من اضفاء الشرعية على عملية غير شرعية من الأساس، ومنطق أن الاخوان والحراك يستجيبون للعنف والضغط والابتزاز السياسي لا يجوز أن يجد له نطاقاً للفعالية هنا، بل يجب أن يتحول كل فعل في ذلك الاتجاه إلى عبء جديد يضاف إلى كاهل النظام، وإلى قوى جديدة تنخرط في حراك الشارع لتمكنه مع الوقت من أن يربح معركته بشكل حاسم ونهائي بحيث يسترد الشعب دولته سلطة وموارداً.



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين ذهبت أموال الشعب الأردني؟
- قراءة في الانتخابات الأردنية
- لماذا أقاطع الانتخابات البرلمانية الأردنية؟
- نحن والغرب على طرفي نقيض، بين الحداثة وما بعد الحداثة
- تاريخية المصحف -3- (في نقد المرجعية التراثية: أ- الأسس العقي ...
- تاريخية المصحف -2- (القطيعة المعرفية وعمى الزمن)
- تاريخية المصحف -1-
- نكون أو لا نكون
- العودة لمنطلقات الثورة المصرية الحديثة
- حكومة وفاق وطني عراقي
- التباين الثقافي للمفاهيم- التسامح والمساواة
- تاريخ العلاقة بين مصر والجزائر عندما يصنعه الأقزام
- فهوم الفن
- مصر والجزائر - داحس والغبراء
- إعلان الدولة هو الحل
- التفكير بعد قعقعة السلاح
- غزة أخيراً
- مدخل إلى موضوعة الربا و الفوائد البنكية
- الأزمة المالية العالمية ( محاولة للفهم)
- المعتزلة - الحلقة الرابعة


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمر أبو رصاع - الأردن- ماذا بعد حل مجلس النواب؟