أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر أبو رصاع - لماذا أقاطع الانتخابات البرلمانية الأردنية؟














المزيد.....

لماذا أقاطع الانتخابات البرلمانية الأردنية؟


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نسمع بالتحول الديمقراطي منذ عقود ومع ذلك لم نبرح فيه المربع الأول أبداً، والمتابع الأمين لا يمكن أن يتقبل فكرة كوننا نتقدم بل إننا واصلنا الانكفاء حتى عن تجربة 1989 التي وصفت في وقتها بأنها: بداية للتحول الديمقراطي!
اعتبر البرادعي في مصر – وهو محق في ذلك- أن المشاركة في العملية الانتخابية ضرب من ضروب إضفاء الشرعية على عملية غير شرعية، وما ينطبق هنا على مصر ينطبق على الأردن أيضاً، فالنظام الانتخابي مُعلّب ومعد سلفاً، وضعته وصممته الحكومات المتعاقبة منفردةً، عبر استغلال ثغرة دستورية أردنية متعلقة بالقوانين المؤقتة، من خلالها أعطت الحكومة نفسها حق التشريع دون قيد أو شرط، ولم تجري الانتخابات إلا بقانون مؤقت، ضاربة عرض الحائط بكل اعتراض أو رأي لا يخدم ما تصبو إليه، وهو أن يؤدي ذلك القانون إلى إفراز مجالس نيابية بالمواصفات التي تريدها الحكومة، هكذا بدلاً من أن يختار مجلس النواب حكومة، تختار الحكومة عندنا مجالس النواب!
إذن المشكلة تبدأ من إعطاء الحكومة نفسها حق الاستفراد في إنتاج القوانين الانتخابية بصفة مؤقتة، وذلك استناداً إلى تفسيرها العشوائي والاعتباطي للدستور، كيف لا تفعل ذلك ونحن لا نملك سلطة قضائية مستقلة عن السلطة التنفيذية نحتكم إليها، فالقضاء هو الآخر قضاء الحكومة!
هذا فضلاً عن عدم الارتياح بطبيعة الحال إلى مستوى حرية التعبير السياسي، وتاريخ تزوير الانتخابات الذي تعترف كل مرة حكوماتنا جزئياً أو كلياً بحدوثه وتعود لتعد الناس بانتخابات حرة ونزيهة، فيما تصر بكل ما أوتيت من قوة على رفض أن تكون هناك أي مرجعية تشرف على العملية الانتخابية غيرها، فلا مفوضية مستقلة للانتخابات ولا إشراف دولي عليها.
مادامت السلطة التنفيذية هي التي تصمم القوانين الانتخابية بالطريقة التي تضمن لها المخرجات الانتخابية وفق إرادتها، وهي التي تسيطر على الجهاز القضائي وتحتكر تفسير الدستور وتعطي لنفسها حق إصدار قوانين مؤقتة في كل المجالات، وهي التي تعترف بأنها زوّرت الانتخابات ومع ذلك تصر على أنها الجهة الوحيدة المخولة بإجرائها والإشراف عليها، لا بد أن أقاطع وأن أطالب شعبي بأن يتوحد خلف مقاطعة ايجابية، مقاطعة شعب يطالب بتطبيق الدستور نصاً وروحاً، ويرفض إضفاء الشرعية على كل هذا الكم من الاختراقات الدستورية التي تجرد الأمة من حقها الدستوري في أن تكون مصدراً للسلطات.
إن حركة المقاطعة اليوم يجب أن تنبني على رؤية واضحة لا أن تكون مجرد موقف سلبي عدمي، فالمقاطعة التي نتطلع إليها، مقاطعة سياسية لها برنامج واضح، فهي تقاطع أولاً إنكاراً لشرعية هذه الممارسات، وتشترط في الوقت نفسه الشروط الموضوعية التي يلزم توفرها كضمانات، وأول الضمانات المطلوبة أن تتوقف الحكومة عن إصدار القوانين المؤقتة إلا إذا كانت وفق الشرط الدستوري لمواجهة طارئ كالكوارث الطبيعية مثلاً.
بناء عليه ليس من المقبول ولا الشرعي بحال أن يصدر قانون انتخابي مؤقت تفصّله الحكومة على مزاجها، وحتى يكون القانون الانتخابي شرعياً لا بد أن يتمتع كما هو حال الدستور بدرجة معقولة ومحترمة من القبول العام ومن مختلف القوى والتيارات والشخصيات السياسية، وهذا معناه أن تنعقد لجنة شعبية عامة تمثل مختلف أطياف وتيارات المجتمع لتصميم قانوناً انتخابياً ذي طبيعة توافقية، قانون يعكس تمثيل الشعب؛ تمثيلاً سياسياً حقيقياً يراعي أولوية التنمية السياسية وتكريس التعددية والممارسة الديمقراطية.
كما إنه لا بد من ضمانات حقيقية تكفل نزاهة العملية الانتخابية، وعلى رأسها مفوضية مستقلة للانتخابات لها نظامها الخاص المنفصل عن الحكومة، وكذلك القبول بالإشراف الدولي والمعايير الدولية.
بدون ذلك فأن العمليات الانتخابية ستظل مسرحيات، تحاول الحكومات المتعاقبة من خلالها إجراء عمليات تجميلية لإعطاء انطباع بأنها شرعية وديمقراطية، فيما يَعرف العالم ونعرف نحن وتعرف تلك الحكومات، أن مثل هذه الممارسات لا يمكن أبداً أن تسمى ديمقراطية تعددية ولا حتى أن تؤدي إليها يوماً ما، وأنه دون أن نصل إلى ممارسة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة بين قوى وأحزاب مختلفة يختارها الشعب لتعبر عنه لن يكون بإمكان سلطة تنفيذية أن تزعم أن لها شرعية دستورية حقيقية.



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والغرب على طرفي نقيض، بين الحداثة وما بعد الحداثة
- تاريخية المصحف -3- (في نقد المرجعية التراثية: أ- الأسس العقي ...
- تاريخية المصحف -2- (القطيعة المعرفية وعمى الزمن)
- تاريخية المصحف -1-
- نكون أو لا نكون
- العودة لمنطلقات الثورة المصرية الحديثة
- حكومة وفاق وطني عراقي
- التباين الثقافي للمفاهيم- التسامح والمساواة
- تاريخ العلاقة بين مصر والجزائر عندما يصنعه الأقزام
- فهوم الفن
- مصر والجزائر - داحس والغبراء
- إعلان الدولة هو الحل
- التفكير بعد قعقعة السلاح
- غزة أخيراً
- مدخل إلى موضوعة الربا و الفوائد البنكية
- الأزمة المالية العالمية ( محاولة للفهم)
- المعتزلة - الحلقة الرابعة
- فيلم -فتنة- ضد الإرهاب ام ارهاب؟
- فضل الاعتزال-3-
- فضل الاعتزال - 2 -


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر أبو رصاع - لماذا أقاطع الانتخابات البرلمانية الأردنية؟