أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر أبو رصاع - فهوم الفن















المزيد.....

فهوم الفن


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 09:20
المحور: الادب والفن
    


ما هو الفن؟
إيماناً مني بأهمية هذا السؤال رأيت أن أضع في هذا المقال مقاربة لمفهوم الفن آملاً أن نتمكن عبر هذه النافذة من تطوير الحوار ونظره نظراً فلسفياً أكثر تجريداً .


المحور الأول الفن والتعبير:


التعبير بداية كل نتاج عن وسيلة اتصال تعبيرية يستعملها الانسان ليعبر عن فكرة يريد ايصالها للمتلقي.
هكذا فإن الصوت تعبير وكذلك الكلام المكتوب وحتى لغة الاشارة والايماء كلها طرائق تعبيرية اساسية .
لكن ما الذي يميز الفن عن سائر اشكال التعبير الأخرى ؟
يعني مثلاً عندما أكتب هذا المقال فأنا أقوم بعملية تعبير مستعملاً الكلمات فهل هذا فن؟
ما الذي يجعلنا نسمي عملاً تعبيرياً ما أنه فن وبهذه المزية يتميز عن سائر وسائل التعبير الأخرى ؟
الذي يجعل العمل الفني يتميز كتعبير عن سائر اشكال التعبير الأخرى هو الجمال .
لكن ما هو الجمال؟


المحور الثاني الفن والجمال


الذي يميز إذن الفن عن التعبير العادي هو الجمال ، هكذا نجد انفسنا أمام العمل الفني في أول مقياس اختباري إنه تماماً جمال هذا العمل الفني وبغض النظر عن رؤيتنا الوظيفية للفن سواء كنا بنيويين او اشتراكيين واقعين أو مثاليين من أي لون فالجيمع متفق على أن ما يميز العمل الفني عن غيره من اشكال التعبير هو أن العمل الفني جميل.
لكن ما الجمال؟

يقدم أفلاطون، من خلال محاورة هيبياس، تصورا خاصا بالجمال؛ فهو يؤكد على لسان سقراط أن

اقتباس:
الجمال مفهوم متميز عن الأشياء الجميلة، إنه جمال مطلق. وإذا كان لابد أن نموضعه في مكان معين فإن مكانه الحقيقي هو عالم المثل. وهكذا يصبح مفهوم الجمال عند أفلاطون مرتبطا بنظريته في المثل.

وإذا كان الجمال الافلاطوني كما هي العادة مثل أعلى فإن الجمال برؤية مدرسية هو تحقيق نسبة عالية من شروط الجمال المتفق عليها في الذوق العام .
يعني أن يكون شكل التعبير يلاقي إلى حد كبير المعايير التعبيرية التي اتفق الذوق العام عليها وبالتالي فهو خضوعه لقواعد التعبير المستقاة والمقعدة بناء على هذا الذوق العام.
لا شك ان الجمال مسألة نسبية بطبيعة الحال فنحن نتكلم عن قيمة ولا نتكلم عن معيار مادي قياسي ، لهذا فإن مسألة تعيين الجميل مسألة يصعب أن نجعلها خاضعة لقانون مطلق ، بل ان هذه المعايير القيمية النسبية التي يتواضعها الناس تتغير من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان تبعاً لطبيعة ثقافة المجتمعات.
بالتالي فإن الجمال إما ان يكون جمال كلاسيكي أي يلبي شروط الجمال التقليدية ، وإما أن يكون جمال معاصر يستجيب لشروط الجمال الحالية وإما أن يكون جمالاً تقدمي أي يضيف شروط متجاوزة للجمالية العمل غير مألوفة بعد.
لكنه هنا وفي كل الأحوال عمل يستجيب لشروط جمالية معينة ويقدم تصور للجمال في العمل ، على سبيل المثال المرحلة الغنائية التي حاول فيها فنان الشعب سيد درويش أن يفارق الشروط الجمالية الكلاسيكية (أمان يالاللي) ويقدم اغنية تخضع لشروط جمالية اكثر تطوراً ، لكن علينا أن ننتبه أن التجاوز لشروط جمالية العمل الأدبي هنا هو تجاوز جدلي أيضاً يتفوق على جمالية العمل الكلاسيكي ويطرح اسس جمالية أرقى للعمل الفني وليس انطلاقاً من الرفض العملي لجمالية العمل الكلاسيكي وشروطها.
إن شكل العمل الفني يحتوي الجزء الأكبر من جماليته لكن هذا ليس مفهوماً مطلقاً فالعمل الفني ليس شكلاً فقط بل فكر ومعنى أيضاً ، ونقدنا لأي عمل فني ليس مجرد مناقشة لشكله فهذا الشكل هو التعبير عن الفكرة ، في النهاية الفن كأي تعبير هو تعبير عن افكار.

المحور الثالث هدف العمل الفني

لا اتفق مطلقاً مع الرؤية البنيوية التي تروم عزل العمل الفني تماماً ، العمل الفني بيئي بالضرورة هو الآخر ، كما أن الفن ليس من أجل الفن فقط لأنك لا تستعمل الفن كوسيلة تعبير عن لا شيء ! مهمة الفن الاساسية هي التعبير عن الفنان.
المتعة المستقاة من متابعة عمل فني ما تدور على محاور ، فما هي أسباب الاستمتاع بالعمل الفني ؟
أولاً الاستمتاع بالشكل والاستمتاع بالمضمون.
الكوميديا مثلاً إنها تركز على الجانب المضحك في التعبير ، تقديم افكار الفنان في قالب مضحك ، إن جوهر مفارقتها للتعبير اللافني هو هذا الجانب بالضبط القدرة على عرض الفكرة في قالب كوميدي .
إذن المضمون الفني جملة الأفكار التي يوصلها الفن هنا وحدها ليست فناً ، وكذلك أيضاً الشكل وحده لا يقوم إلا بمضمون ما ، هذا المضمون وهذا الشكل هما اللذان يحددان مستوى وجمالية العمل الفني .
العمل الفني إذن يناقش من زاويتين متداخلتين تماماً هما شكله ومضمونه ، ولكن هذا الشكل بدوره هو مضمون في النهاية لأنه هو الآخر فكر ما سواء كان ألواناً أو كان صوتاً أو موسيقى أو شعراً ...الخ فهو أيضاً فكر أو جملة من الأفكار ، وبالتالي فالفن عامة كلوحة جمالية هو مجموعة أفكار متداخلة معاً يعبر الفنان بها ومن خلالها عن تجربة ذاتية ينقلها للمجتمع.
ثاياً : لماذا يعبر الفنان عن نفسه باستخدام الفن ؟ (هدف التعبير الفني)
"إن الموضوع الحقيقي للفن هو التعبير عن الحياة "(الفيلسوف جون ماري جوييو - الفن من وجهة النظر الاجتماعي - باريس - 1889)
وأقول بدقة تعبير الفن عن موقفه هو من الحياة ، موقفه الذي يعكس ايضاً بنيته هو وموقعه وثقافته ......الخ
الفنان يستخدم الفن وسيلة يعبر بها عن افكاره ، عما يريد ايصاله للمجتمع من أفكار ، إن الفنان يريد ان يؤثر في مشاهد عمله الفني يريد أن يقول له فكرة ما أو مجموعة أفكار يعبر بها ومن خلالها ربما عن تجربة شخصية جدا عاطفية مثلاً عن آراء في الوجود في الحياة عن موقف اجتماعي عن رؤية جمالية فنية من خلال الشكل ، في النهاية الفن رسالة ما يريد الفنان ايصالها للمتلقي والفن ايضاً أرقى اشكال التعبير الانساني عن الحياة وهذا ما يميزه عن سائر اشكال التعبير.
إن ما يبقى خالدا في ذاكرة الشعوب وما نستند إليه عند دراستنا لحياتها ولقيمها وطرائقها في المعاش والتعبير هي الفنون ، من العمارة إلى الموسيقى إلى الآداب ...الخ
كلها معاً الحصيلة النهائية التي تمثل التعبير الأرقى والأشمل عن تاريخ الانسان.
أخيراً ما يمارس على الساحة اليوم ما هو إلا مؤامرة سخيفة باسم الفن لأنها تعريه تماماص من أي مضمون وتحول التسلية التي هي شكل فني إلى غاية للفن وبالتالي فالسخف تماماً هو الرسالة التي تحملها النسبة الأكبر من ما يسمى اليوم فناً في عاملنا العربي في حين لا تحوي إلا شكلاً بلا مضمون كالتسلية أو الاغراء والفارق الجوهري والهام هنا أن هذه الاشكال ليست مرفوضة لذاتها بل بالعكس إن جوانب التسلية والاثارة وغيرها مطلوبة في العمل الفني لتعلو به شكلاً لكن السؤال يبقى ما هو مضمون العمل الفني وما الذي يريد ان يوصلها للمتلقي؟

إن كانت الواقعية الاشتراكية التي انسلت من الواقعية عامة بعد ثورة اكتوبر تحركت عملياً باتجاه تحديد دور الفن وأهميته من خلال كونها تحدد هدف الفن بأنه فهم الواقع وتطوير الوعي ؛ فلوكاتش وفيشر عرابا تلك الواقعية الاشتراكيية يميزون في العمل الفني بين نهاية سعيدة على طريقة ماكسيم غوركي في الام وبين نهاية سعيدة من اجل النهاية السعيدة كضرورة عمل نهاية سعيدة تبدو مقنعة وتستند لتحليل تطوري طبيعي وأخرى تلتصق بالقصة نفسها وتعبر عن ارادة النهاية السعيدة لا عن تطور طبيعي للحدث ، وإن كانت تلك الواقعية الاشتراكية تبدو مميزة جداً في مستوى تحديد المضمون الفكري للفن وواقعيته وهدفه النهائي فإنها تبدو مقصرة جداً في دراستها للعمل الفني من ناحيته الجمالية أي من حيث الشكل ، وأنا شخصياً أعتقد أن الفكر الجيد لا يمكن التعبير عنه إلا بشكل جيداً فالشكل حاضن الفكر وقالبه وبالتالي هناك تناسب طبيعي في بنية العمل الفني بين الشكل والمضمون الفكري أو رسالة الفنان من خلال العمل الفني ، ليس عجيباً إذن ان الاشتراكية الواقعية كمدرسة نقدية ظلت ابداً عاجزة في اطار نقد البنية الفنية الشكلانية فلم تضف شيء في هذا المجال بينما نرى أن المدرسة البنيوية التي قدمت الكثير في إطار تطوير الشكل بقيت سطحية ولا تقدم جديدأ ولا تطور الفن في مستوى دوره في الوعي وصناعته أي في مستوى الفكر بشكل أكثر عمومية .


بانتظار حوار جدي خلاق فللحديث بقايا.

تحياتي ومحبتي
عمر أبو رصاع




#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر والجزائر - داحس والغبراء
- إعلان الدولة هو الحل
- التفكير بعد قعقعة السلاح
- غزة أخيراً
- مدخل إلى موضوعة الربا و الفوائد البنكية
- الأزمة المالية العالمية ( محاولة للفهم)
- المعتزلة - الحلقة الرابعة
- فيلم -فتنة- ضد الإرهاب ام ارهاب؟
- فضل الاعتزال-3-
- فضل الاعتزال - 2 -
- فضل الاعتزال -1-
- الحرب القادمة
- لبنان إلى أين؟ -2-
- لبنان إلى أين؟ -1-
- سجنوه في رمضان
- هموم رمضان و خوف المواطن من النمو
- ابعاد انخفاض الدولار
- كهنوت الدجل العلمي
- ألم نقل هؤلاء لا يفهمون إلا لغة القمع
- الطبقة الطفيلية و اشكالية النهضة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر أبو رصاع - فهوم الفن