أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر أبو رصاع - إعلان الدولة هو الحل














المزيد.....

إعلان الدولة هو الحل


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا اعتقد أن هناك سياسياً تحمل ما تحمله محمود عباس من اتهامات وإهانات عربياً ودولياً، من ناحية من يتهمه بالخيانة والعمالة ومن ناحية ثانية من يطالبه بتقديم تنازلات واحتمال المزيد والمزيد، والحقيقة أني لم أرى رجلاً في وضع سياسي أسوأ منه في عالم اليوم، وتحت كم من الضغوط التي يصعب تخيلها فضلاً عن احتمالها، ولكنه اليوم إذا فعلها سيقلب الطاولة فعلاً على رأس الجميع.
أقول كانت الاستقالة خطوة ذكية وبداية لحل هجومي يقلب الطاولة على رأس من يبتز الشعب الفلسطيني، فإسرائيل تبتز السلطة من خلال سياسات المماطلة ومحاولة فرض الأمر الواقع عليها، وتبتز الشعب الفلسطيني من خلال استثمار الخطأ السياسي الذي مارسته حماس منذ استولت على السلطة في غزة، ولاحقاً مجموعة الخطوات التي قذفت بها في حضن المشروع الإيراني، في خطوة تهدر جهوداً ناضل عرفات من أجلها طويلاً للحفاظ على استقلال القرار الفلسطيني، وما تبع ذلك من محاولات لإعادة تشكيل مرجعية القرار الفلسطيني العليا، وهدم المرجعية التاريخية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية أو تعديلها بحيث تنجرف في سياقات المشروع الإيراني وحليفه السوري، ولكن المسألة كانت أكبر دائماً من حماس ومن من يحاول أن يستغل المسألة من أجل حسابات إقليمية تخدم أجندته، إنها مصير ومستقبل الشعب الفلسطيني، هكذا نستطيع أن نقرأ المشهد اليوم والأوراق تتفتح أمامنا عن المعاني التي تقف خلف الاستقالة اليوم.
قبل أيام قليلة نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً ليوسي ساريد الزعيم اليساري الإسرائيلي الذي كان على رأس حركة ميريتس في ذروة قوتها، والمعروف بكونه الأكثر ميلاً في إسرائيل للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، قال فيه أنه هاتف عباس واقترح عليه أن يعلن الدولة من طرف واحد في ذكرى قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة، وتوقع فيه أن تعترف 150 دولة بالدولة الجديدة وتحصل بالتالي فوراً على عضوية الأمم المتحدة.
قبل كذلك تكلم المندوب الأمريكي في الضفة الغربية كينيث دايتون، عن توقعه حصول مواجهات وانفجار الوضع قريباً بين الشرطة الفلسطينية وجماهيرها وبين المستوطنين إذا لم يتم الاتفاق وإعلان الدولة الفلسطينية في اقرب فرصة.
إعلان الدولة من طرف واحد والذهاب للأمم المتحدة في هذه المرحلة اعد له بشكل جيد، وهو يقلب الطاولة على رأس الجميع، من ناحية مهد له عباس بإعلانه عدم نيته للترشح تعبيراً عن استيائه وحالة الامتعاظ والإحباط التي تسبب بها تراجع الولايات المتحدة عن التزامها بوقف الاستيطان كمدخل للمفاوضات النهائية، ومن ناحية ثانية ما حملته الانتخابات الإسرائيلية، وهو نتنياهو، للسلطة في إسرائيل، والمعروف بتوجهاته المعادية للحل وللدولة وللقدس عاصمة لفلسطين ولكل قضايا الانسحاب والاستيطان، ومن جهة ثالثة إعادة توحيد الصف الفلسطيني خلف مشروع نضالي حقيقي وإنهاء حالة الميوعة والانقسام والنزاع السخيف بين حماس وفتح، وهو أيضاً يوقف حالة الاستنزاف والابتزاز السياسي الذي مارسته وتمارسه إسرائيل ضد السطلة وسياسة الأمر الواقع التي تعمل على فرضها.
خلوصاً إلى أن مشروع إعلان الدولة الآن وفي ظل الظروف الراهنة يستثمر التعنت الإسرائيلي، ويستثمر جواً عاماً دولياً مقتنع بأن عباس قدم كل ما لديه وذهب إلى أبعد نقطة وإسرائيل هي التي لا تريد المضي بالحل السلمي، وهو المشروع أيضاً الذي سيضع إسرائيل في مواجهة مفتوحة فإما أن تسارع إلى أمريكا لتقدم فروض الولاء والطاعة وما هو مطلوب منها على الطاولة، وإما أن تتحمل تبعات إعادة الاحتلال وانفتاح المشروع النضالي الفلسطيني ضده بكل الأشكال المتاحة، ناهيك عن الاحتمال الكبير لنجاح الفلسطينيين في نيل الاعتراف الدولي بالدولة الوليدة، وعندها تكون إسرائيل تحتل أراضي دولة عضو في الأمم المتحدة مما يحسن موقف الطرف الفلسطيني سياسياً ويضعف موقف إسرائيل الدولي.
إن مشروع إعلان الدولة والاصطفاف الفلسطيني خلفه، ليس بديلاً بل هو مشروع نضالي وطني تحرري ينبغي أن تصطف الآن خلفه كل القوى الفلسطينية، ولا اعتقد أن هرولة نتنياهو الأخيرة إلا محاولة استباقية لإقناع الولايات المتحدة بالتدخل لوقف هذه الخطوة بعد أن فاجأه عباس بأنه ليس عنده ما يخسره ولن يتنازل عن إجباره على التراجع عن وعوده الانتخابية بشأن الاستيطان كمدخل لبدأ المفاوضات، إن الجو السياسي العام يجعل هذه الخطوة الآن مشروع دفاع بالهجوم من قبل الفلسطينيين والآن هي لحظته المناسبة.

تحياتي





#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير بعد قعقعة السلاح
- غزة أخيراً
- مدخل إلى موضوعة الربا و الفوائد البنكية
- الأزمة المالية العالمية ( محاولة للفهم)
- المعتزلة - الحلقة الرابعة
- فيلم -فتنة- ضد الإرهاب ام ارهاب؟
- فضل الاعتزال-3-
- فضل الاعتزال - 2 -
- فضل الاعتزال -1-
- الحرب القادمة
- لبنان إلى أين؟ -2-
- لبنان إلى أين؟ -1-
- سجنوه في رمضان
- هموم رمضان و خوف المواطن من النمو
- ابعاد انخفاض الدولار
- كهنوت الدجل العلمي
- ألم نقل هؤلاء لا يفهمون إلا لغة القمع
- الطبقة الطفيلية و اشكالية النهضة
- فلسطين بين الدولة والثورة -2
- فلسطين بين الدولة و الثورة - 2


المزيد.....




- الصليب الأحمر الدولي يؤكد استمرار وجوده في الميدان رغم رغم ا ...
- حذر وتوعد.. تركي الدخيل يقر بارتكابه مخالفات في -السوق المال ...
- إذا هوجمت رفح، لن يكون لدى نتنياهو ما يقدمه في إدارته للحرب ...
- لقطات -لم تُشاهد سابقا- لجسم غامض ظهر في سماء ولايات أمريكية ...
- هنغاريا تحذر دول الناتو وبريطانيا من الغرق في وهم هزيمة روسي ...
- إستونيا تستدعي القائم بالأعمال الروسي بسبب حالات تشويش على ن ...
- القوات الجوفضائية الروسية تتسلم دفعة جديدة من مقاتلات -سو- 3 ...
- تونس.. طعن محام أثناء خروجه من قاعة الجلسة
- كشف وثائق سرية وزواج غير قانوني.. نقل زوجة رئيس الوزراء البا ...
- أزمة أوكرانيا.. ضرب رأس النازية الجديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر أبو رصاع - إعلان الدولة هو الحل