أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن لفته الجنابي - حين تنقلب الدعاية كرهاً














المزيد.....

حين تنقلب الدعاية كرهاً


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تولي الرئيس محمد أنور السادات رئاسة مصر توترت العلاقة بينه وبين كوكب الشرق أم كلثوم فأراد أن يكيد لها بطريقة ذكيّة جهنمية , فأمر القائمين على الأذاعة والتلفزيون بطريقة سرية أن يبثّوا أغاني المطربة الكبيرة التي يحبها الجميع لتكون أغانيها وحفلاتها تبث على مدار الساعة و لأجل غير مسمى, فرح الناس في باديء الأمر و كانوا يستمعون لها , وبعد أيام تسرب الملل الى نفوسهم ليتحول الى تساؤلات كثيرة شتى , ليس كرها بالسيدّة وفنّها الذي لا يعلى عليه ولكن من التكرار والأسراف والأعادة والمحاصرة , ضاقت الناس ذرعا".. بعدها عرف الشعب أنها مكيدة تهدف للأسقاط و التأليب ضد العملاقة أم كلثوم .. رحمهما الله فقد غادروا تلك الدنيا الفانية
وللحدث الذي ذكرته رابط ذو صلة بظاهرة جرت ولازالت تجري في بلادنا
وأنا أسير في طريقي اليومي كثيرا" ما جلب أنتباهي كثرة الصور والجداريات لأشخاص أحياء أو موتى تنتشر على واجهات الشوارع نراهم يوميا" ومنذ سنوات , البعض أعرفه و الغالبية لا أعرفهم , مؤكد ليسوا بشخصيات وطنية يجتمع عليهم كل الشعب (فلا شخصيات وطنية أجتمع كل الشعب عليها عندنا ) و مؤكد أن من وضع لهم تلك الدعاية هم ثلة قليلة يحبونهم ويقدسونهم الى حد ما لم يتصفوا بالموضوعية أو يأخذوا بالحسبان الفهم الحقيقي لأسس الديمقراطية
كلما رأيتهم داهمني شريط صوري كامل عما كان يجري قبل سنوات طويلة حين تفشّت ظاهرة أنتشار الصور و الأنصاب في عهد الجمهورية الثالثة ( النظام السابق) حين أغرقت كل الأماكن العامة و فق أوامر عليا ( في البيت والشارع والمستشفى والمدرسه و الجبهة والأرياف والصحاري القاحلة وغيرها ), حتى أجتمع كل الناس على مقتها ليصبوا عليها جام غضبهم كلما سنحت لهم الفرصة كونها مملة تعاد مشاهدتها يوميا" لتشعر الجميع بكل المآسي وهموم الحياة , فالناس عندنا ترمي كل سوء يصيبها على السلطة و يزيد الملل والرتابة من بؤسها لينمو كرهها , و من المفارقات الغريبة أن تكون تلك الصور والأنصاب نفسها (للجمهوريات الثلاث السابقة ) وسيلة للأعلان عن عهد جديد و هي نفسها من يعلن أنتهائه من خلال تحطيمها بطريقة الأنقضاض النابع من خلاف ٍ متراكم للبعض و الردح للبعض الآخر من الغالبية العظمى التي تسير مع الهوى بهدف كسب ود رؤساء الجمهورية اللاحقة المبجلّة
أستغرب كثيرا" من أن يعيد البعض سيناريو الملل ليفرضوا الشخوص على عامة الناس لينقلب الحب بغضا", فتلك الصور والنصب و معها الأسماء التي تطلق على أحياء و شوارع و جسور أرتبطت بمفهوم السلطة الآنيّة خالية من المفاهيم الوطنية أو التراثية التي تجمع الناس حولها مما جعلها عرضة للحكم المسبق في نظر الناس ليروها أبواق تصدح لتقول : أنا ربكم الأعلى

لاضير أن يحب الأنسان شخصا" ولاغرابة أن يصنع له تمثالا" أو جدارية أو يضع صورته في ساعته الشخصية على أن لايجعله بضاعة يفرضها كبائع جشع على زبون أسمه المواطن فمن باب الحرص على (المحبوب) أن يكون في منأى عن الملل والقهر المتجذر في تكوين البشر (عندنا أكثر من غيرنا) .. كم نحن بدائيون في الدعاية ولانعرف أصول اللعبة ولانجيد الا الفرض و التطرف الأعمى فحين تمارس عندنا تتحول الدعاية الى دعوة للكره و السب و صب جام الغضب لتقع على رؤوس أصحابها
على من ينتهك حياة الناس العامة والخاصة أن يبحث أولا" في علم النفس وأن يدرس طبيعة المجتمع (بخصوصيته في العراق ) ليصل الى الحقائق العلمية التي تقول : أن دعاية بتلك البدائية تأتي بردود فعل عكسية يتحول الحب من خلالها كرها" و التقديس سبا" وشتما" فالأنسان ولد حرا" و يمقت كل مافرض عليه فرضا"



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثماني سنوات بين الكوت والموصل - في ذكرى الحرب العراقية الأير ...
- مشاهد واقعية لغزوات المتطرفين الفكرية في عراق الديمقراطية
- أمور يدبرها حليم ويطلع من عواقبها سليم - أستعراض للمشهد العر ...
- وراء كل رجل عظيم أمرأة تبيع السمك
- حصار الأستحمار - قصة حقيقية قصيرة تؤرخ لحقبة الحصار في بداية ...
- هنا في العراق ولدت الحريّة وأسست ركائز الدولة المدنية
- سحر الخيانة
- الأغنية التي أنقذتنا من أبو غريب
- صدق الأطفال وصمت الكبار :
- المجنون الحقيقي وحكاية عبود المخبّل
- أمطار تموز
- البخت و التخت
- الحب في بلاد شنعار


المزيد.....




- -البعض يحبها-.. ترامب يكشف دراسة إدارته لقرار بشأن الماريغوا ...
- خلّف سحابة سوداء ضخمة.. فيديو يُظهر انفجارًا بمصنع للصلب في ...
- قصف روسي على زابوريجيا يصيب 20 شخصا على الأقل
- خطة نتنياهو الكارثية للسيطرة على غزة - افتتاحية فايننشال تاي ...
- استنفار أوروبي قبل قمة ألاسكا.. ميرتس يجتمع بترامب وزيلينسكي ...
- السودان: 40 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين ...
- -مراسلون بلا حدود- تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن لحماية صحفي ...
- منظمات دولية للجزيرة نت: اغتيال طاقم غزة لإسكات آخر شهود الح ...
- موقع وهمي وشعارات مزيفة.. سقوط -مكتب مكافحة الجريمة- في الهن ...
- 7 أيام في ألماتي الكازاخية جوهرة آسيا الوسطى


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن لفته الجنابي - حين تنقلب الدعاية كرهاً