أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - زينب الغازي تكتب عن ديوان - تأطيرالهذيان - لمؤمن سمير














المزيد.....

زينب الغازي تكتب عن ديوان - تأطيرالهذيان - لمؤمن سمير


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


" هذيان الذات ووحشتها ".. قراءة في ديوان " تأطير الهذيان " لمؤمن سمير" (*) بقلم/ زينب الغازي
تدور القراءة حول ثلاث نقاط ، تتمحور حولها الزاوية التي اخترنا أن ندلف لهذا العمل الهام والممتع ، والمركّب والمجهد في الآن ذاته ، عن طريقها :
التعرف على عالم الذات ، كيف عبرت الكتابة عن الهذيان ، هل هو محض هذيان مرضي أم لا وكيف حسمت الكتابة الأمر .
أولاً : التعرف على عالم الذات :
تقدم القصائد ذاتاً تدرك منذ عتبة العنوان أنها تهذي ، ولكنه ليس هذياناً مرضياً كلياً بل أنه أشبه بالفضفضة دون قامع أو رقيب عليها ، فالذات تفضفض بكل ما يؤلمها وتتحدث ، مع وعن ، كل الرموز التي سببت لها ذلك الألم ثم حالة الهذيان تلك . وإن كان من المعروف أن قصيدة النثر في الغالب تعتمد أنسنة الأشياء إلا أن الذات هنا تثبت على الدوام أنها تتحدث عن بشر ، فعلى سبيل المثال يقول الشاعر :-
المرأة الشجرة
تصطاد ورقاً مفضضاً
من دفترها صـ30
إذ كان من الممكن حذف كلمة " المرأة " وكان سيصل المعنى المراد وأن القصيدة تتحدث عن ذات مؤنثة أياً كانت طبيعتها ، ولكن الذات الشاعرة تصر أنها تتحدث عن أناس عاديين هم الذين يغلفون عالمها لكنهم على النقيض يتصفون بكل ما يتضاد مع الجوهر الإنساني النقي والطيب . ابتداءاً من "كمال" أيقونة الألم والتعذيب لهذه الذات والتي وصفته صراحة في أول قصيدة " بالنذل" :-
يا " كمال " ...
قميصي ضيق لأنه ملوث بالظل
بقعة الدم في عيني .. وفي أذني
أبعدهم يا "كمال" .. صدقوني .. يا نذل صـ7
ثم الجارة التي وصفت أيضاً بالقسوة المتشعبة ، حيث تعاملت مع الذات على أنها قطعة حجر تستطيع التلاعب بها كيفما ومتى تشاء فسلبتها بذلك قدرتها على الفعل. وهذا يتضح مثلاً من مشهد إمساك الجارة لهذه الذات وحصارها . يقول الشاعر:-
كنت حبة واحدة
وكان الحجر صغيراً
لا يصل إلى الكتف .
الجارة
بذكائها الفطري
ربطت بيننا سريعاً
بعد أن ركّبت القساوة
في ضلوع الألياف . صـ 8
ثم أخذت الذات تستعيد ذاكرتها عن الحجر الذي كان أحد المكونات التي كان البطل يتلاعب بها هو ذاته في الماضي عندما كان طفلاً يتوهم القدرة ، فتقول الذات :
الحجر
: بصقتي المهووسة
في قلب الطريق صـ11
وكأنه عندما كبر مُسخ حجراً قابلاً طول الوقت للركل والحصار .
وهناك فتى الأرجوحة الذي هو مصدر للخوف أيضاً والذي وصف وصفاً يشبه المجرم المحترف. والأب رمز التعذيب ، والذي وصف بالخبث ، والأم القريبة من مفردات الألم الخاصة بالذات فهي الموصوفة بنفس القسوة والقهر بل هي قاتلة الأب بلا مواربة . وكذلك الجد يعتبر من مصادر تعاسة هذه الذات ليؤكد هذا أن جميع مفردات عالم هذه الذات هي التي أدت إلى وصولها لمرحلة الانفجار أو الهذيان . فلم يتبقى للذات في النهاية سوى أن تقر بأنها تائهة ومغتربة عن نفسها وعالمها موحش
وأقرب للغرائبية .
ثانياً : كيف عبرت الكتابة عن الهذيان :
من الأمور التي تظهر حالة الهذيان داخل القصائد أن هناك مشاهد موحية ومعبرة تجسد حالة الخوف والهلع التي يكون عليها المريض النفسي ، والاستغاثة الدائمة بمن حوله حتى إن كانوا هم سبب المرض . مثال ذلك استغاثة الذات الدائمة " بكمال" رغم أنه رمز لكل من آلموا هذه الذات حيث يكون مصدر الألم هم أناس أحبتهم الذات ولكنها لم تجد نفس المشاعر بالمقابل فدارت حول نفسها بعنف حتى انفجرت في النهاية بذلك الهذيان ، وهذا ما تنجح الكتابة في ايهامنا به .
ومن الأمور أيضاً التي تؤكد ذلك : الانتقام الصوري الذي يحدث كنوع من الهذيان ابتداءاً "بكمال" الذي تم الاستمتاع بقتله وتمزيقه قطعة قطعة . وأيضاً هناك الرغبة احتلال الأرواح سواءاً كان فتى الأرجوحه أو الفتى الخبيث الذي قد يرمز لوجه من وجوه الأب .
تقول الكتابة في صـ 15 :
لحم الكتف
غالباً (مُشفّى) من الدهون
أقضم
وأغمض عيني
وأبكي
لحم الفخذ ...
أنهش
وأبكي ..
ثم في صـ 21 :
زيدوا لهاثكم
لفة أخرى
ونحتل روح الفتى
ونؤجر الابتسامات
للحي القريب ..
ثالثاً : هل هو هذيان مرضي أم لا وكيف حسمت الكتابة الأمر :-
لقد تم التأكيد عبر الفن على أنه ليس هذياناً مرضياً بل هو نتيجة منطقية للقهر والقتل الدائم ويظهر ذلك في الكتابة المحكمة التي ليس بها ذلك الاختلاط والتناثر الذي لابد وأن يصدر عن ذات تهذي . هي في الحقيقة ذات عاقلة تفضفض بحقيقة الأشياء من حولها وتسرد مفردات عالمها ويتفجر الشعر ساعتها ، ولذلك سمته الذات بوضوح : " هذيان مثقفين". فتكون التجربة: أن هناك ذاتاً مبدعة بالأساس وشكل ابداعها هو الشعر ، أو حتى مثقفة ، وهذه هي حالتها عندما تهذى . فيأتي الشعر من الوعي واللاوعي في الآن ذاته . ومن الأمور التي تؤكد أيضاً أنه هذيان معقلن ومشعرن : المواراة والمواربة ، فالجنس مثلاً وهو دال رئيس في رحلة الذات ، لم يتم تناوله بمباشرة تتوازى مع حالة الهذيان المرضي بل هو محكوم بعقل يختار أن يومئ بدلاً من أن يصرح ..
إن الذات هنا في منتهى الجرأة والثقة الفنية التي جعلتها ترسم للمتلقي ، بنجاح ، كونها ليست ذاتاً عادية بل هي ذات مميزة وتعرضت لقهر ليس كأي قهر ، إنه قهر يبدأ منها نفسها ويمتد لكل التاريخ والجغرافيا والروح ، فانفجرت تلك النفس بهذيان ، ليس كأي هذيان ، إنه الهذيان الذي يصنع الشعر ، ويكتشفه ، وإن من زوايا مبتكرة ، دخلت الذات الشاعرة هنا في مغامراتها الفنية وأختارت لها المداخل الأصعب ونجحت في إدخالنا معها تلك الوحشة المرعبة وتلك الدائرة الموارة
التي تخلخل يقيننا بالأشياء .
زينب الغازي



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - المخبوءُ هُنَاكْ
- - نقوشُ السَطْوِ - شعر/ مؤمن سمير
- - رمل ..- شعر/ مؤمن سمير
- قصيدة وقراءة
- - حكايات شعبية من محافظة بني سويف - جمع / مؤمن سمير
- هل أفاد الفيسبوك والمدونات وما شاكلهم ..الابداع الأدبي والفن ...
- - أصواتٌ تحت الأظافر - شعر : مؤمن سمير
- - تحديات النص الراهن -


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - زينب الغازي تكتب عن ديوان - تأطيرالهذيان - لمؤمن سمير