|
هل أفاد الفيسبوك والمدونات وما شاكلهم ..الابداع الأدبي والفني؟
مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري
(Moemen Samir)
الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 10:30
المحور:
الادب والفن
* هل أفاد الفيسبوك والمدونات وما شاكلهم ..الابداع الأدبي والفني؟ نعم أفاد..وهل أضير الإبداع؟ نعم - في نفس الوقت- أضير الإبداع!! تعدشبكة الفيسبوك بمثابة مجتمع مصغروحديث وحالي وبالتالي فهو يحمل كل إيجابيات وسلبيات وتناقضات الفسيفساء الحضارية المكونة لأي تجمع بشري .. وإذا دلفنا من بوابة الابداع بالذات سنجد من استفاد من طبيعة هذه الشبكة في التدريب اليومي على الكتابة ومن انجرف بسبب نفس هذه الطبيعة وفقدت كتابته خصوصيتها..من أصيب بحب الظهور وأقتنع أن العالم يراقب سكناته وحركاته بالذات فأقام في هذه المتاهة ونسى القراءة وذهل عن إبداعه وبات يبهر العالم!!- بصوره واقفا وقاعدا وطائرا!!..وهناك من بات يلهث لهاثه الايجابي الذي يتيح لوعيه أن يمتلأ بالكتب الأحدث أو الأثمن وباللوحات الأحدث أو الأغنى وبأخبارالندوات وبالفيديوهات النادرة ومتابعة الأحداث عموما..يكتب الكاتب الواعي وينحي المجاملات جانبا فيستفيد من بعض التعليقات...يوصل ابداعاته لمناطق أخرى ويتفاعل..تعلمه الحرية المتاحة أن ينسى فكرة التأطير الضيقة فيتسع النص ويصير مطعما بأشكال أخرى دون خوف من مؤاخذة من يبحث عن النظرية والانضباط الصارم..تجرك الحرية وتكشفك أيضا..لا لا تكشفك بل للإسف تزيد من وهمك بأنك عظيم لأنك لن تعدم المعجبين بأي تفاهة مهما كانت..وهذه طبيعة المتاهة ومأزقها في الآن ذاته..فكرة اللاقانون -أقصد إعادة النظر في أفكار من مثل القانون والرقابة والإكتمال ودحضهم طول الوقت- هي فكرة مبهرة وتعني الفوضى في نفس اللحظة..وفي النهاية لاسبيل امامك للتعالي على عطايا التكنولوجيا وعلى رأسها الحرية - لكن لا بأس من الهرب من كل هذا اللهاث والتقاط الأنفاس بين لحظة وأخرى....لاختبار ابداعك بشكل أهدأ وكذلك لتشم أنفاسا حية وساخنة.... وليست افتراضية... *إني فرق هنا بين المبدأ وبين الوسائل..المبدع يخاف ويخشى دائما على مكون أساسي في منظومة الفعل الابداعي وهو الحرية..إنها الفعل الرئيس الذي لايتصور انبلاج الطاقة الخلاقة المسماة بالإبداع إلا عن طريق وجوده هو وتجلياته الرحبة..يخاف المبدع مبدئيا كيلا تنقص أدوات إبداعة أو تختنق ...لكن هذا لا يعني ألا يتعامل واقعيا وبسرعة إذا غابت هذه الحرية أو نقصت بابتكار رموز وصنع إشارات واللعب والاستمتاع أحيانا - بصنع الفخاخ للرقيب أو للمتلقي ضيق الأفق..وفي ظل الثورة المتنامية للتكنولوجيا يصبح من العبث الايمان بأفكار تنتمي لعصور قديمة كان البشر يختنقون فيها بالعجز الذاتي مما يضطرهم للمقاومة والابتكارات البسيطة الرمزية للخروج من الشرنقة..أفكار مثل الرقابة والسيطرة وغلق الأبواب وتقنين الاتجاهات ورسم المسارب وتحديدها...الخ لا يجب أن يخاف المبدع على الوسائل لكنه يظل حزينا دائما لغياب المبدأ.....
#مؤمن_سمير (هاشتاغ)
Moemen_Samir#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- أصواتٌ تحت الأظافر - شعر : مؤمن سمير
-
- تحديات النص الراهن -
المزيد.....
-
-الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال
...
-
-باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
-
فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
-
مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|