عوافي أيها الوزراء الراحلون ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1124 - 2005 / 3 / 1 - 12:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

مسامير جاسم المطير 840
بعد تزايد حوادث السيارات في كل أنحاء العالم‏ ، أوصت دراسة أوروبية بتركيب جهاز تسجيل بيانات في السيارات علي غرار " الصندوق الأسود " في الطائرات‏ ، وأشارت الدراسة إلي أن أجهزة تسجيل المعلومات ـ التي تشمل سرعة ومعدل استخدام فرامل السيارة في الثواني الأخيرة قبل الحادث ـ ستساعد إجراءات التحقيق في حوادث الطرق‏.‏ ومن المفترض أن تدرس الشرطة في البلدان الأوروبية‏ ، إذا كانت هذه التقنية المستخدمة في الطائرات قد تقلل من الحوادث علي الطرق؟ وتستخدم قوات الشرطة في لندن بالفعل هذه التقنية في سياراتها
في الحقيقة دفعني هذا الخبر العملي الجميل إلى تقديم اقتراح إلى الجمعية الوطنية العراقية وهي الهيئة الوحيدة المنتخبة من الشعب في العراق حتى هذه الساعة لدراسة أقتر احي بوضع " صندوق أسود " في كل وزارة عراقية ، بل في كل طابق من طوابق الوزارات العراقية ، بل أصارحكم القول ضعوا " صندوقين أسودين " في مكاتب الوزراء ..!
المهمة الرئيسية لهذه الصناديق أخواني الأعزاء هي ما يلي :
أولا لمعرفة العلاقة بين " البزنس " والسياسة ،
وثانيا لمعرفة العلاقة بين " البزنس " والإدارة ،
وثالثا لمعرفة الصلات المتسترة بين أقطاب العهد " البائد " وأقاربهم في مراكز مسئوليات العهد الديمقراطي الرائد الصاعد..!
ورابعا لمعرفة أسباب تفشي العمى والخرس والطرش بين أعضاء المفوضية العليا للنزاهة التي لا تقرأ ولا تسمع ولا تحكي عما جرى من فضائح إدارية وما يجري ..!
وخامسا لمعرفة أسباب التضخم في شرايين أعضاء المجلس الوطني المؤقت – غير المنتخب – الذي أصيب بالسكتة القلبية واللسانية خلال ثمانية شهور من ذكرى عيد ميلاده ..!!
بعد أيام قليلة يقول بعض وزراء حكومة السيد أياد علاوي لأصحابهم وأقاربهم ( باي .. باي وزارة .. ) ليسافروا إلى بلدان المنفى وهم متخمون بالمال وبلقب " وزير سابق " ..!
ما علينا بما صار للعراق وما جرى خلال العامين الماضيين .. بل نقول كلمة واحدة : عوافي ..!
عوافي لكل من هب ودب ،
عوافي لكل وزير نهب ،
ولكل مدير سلب ،
ولكل وسيط أفاد واستفاد وما أستغرب وما تعجب..!
والسلام على المفوضية العليا للنزاهة التي أهملت وأغفلت وتسترت ..!
والسلام على كل من ساعد وجاهد في الحصول على نسبة من العوافي ..!
أرجو أن لا يظن القارئ الكريم أنني " أهتّ " الكلام " هتـــــــــا ًً " ( ملاحظة : أن كلمة " هت" هي كلمة عربية فصحى ‏.‏ فنقول‏:‏ هتأه بالعصا هتاً أي ضربه ونقول تهتأ الثوب بمعني تمزق‏..‏ ونقول بالفصحى ‏:‏ هــــــــت ّ الشئ يهتـّه هتا‏ ً.‏ ونقول‏:‏ هتاً بتا أي كسره تكسيرا‏..‏ ونقول بالعامية العراقية هج .. يهج ( بوضع ثلاثة نقاط تحت حرف الجيم ) ولها نفس المبنى و المعني والمغزى ‏.‏ .‏ !
حتى لا يعتقد القارئ العراقي الذكي أنني " أهــــــــــتّ " الاتهامات جزافا فأذكـّر الحكومة العراقية " الراحلة " بالعشرات من المذكرات عن اللانزاهة المنتشرة في بعض الوزارات من الرشاوى أو عدم النباهة كما هي حال مذكرة الدكتور على حنوش وكيل وزيرة البيئة حفظها الله ورعاها ..! أما اليوم فأدعو الله أن يحفظ لنا وزيرة الزراعة السيدة الدكتورة سوسن علي الشريفي التي " هــتـّتْ " الوزارة هتاً هتا ..!
في داخل " الصندوق الأسود " الموضوع بمبنى رئيس الوزراء وجدت الكثير من العلامات والمؤشرات أهمها وأخطرها ما ورد في مذكرة المهندس هاني عبد القادر :
تقول العلامة الأولى في " الصندوق الأسود " أن السيدة الوزيرة على صلة يومية مع زوجها "التاجر" المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة بقصد التداول حول علاقات " البزنس " مع الوزارة ..!
وأن هذا الزوج كان من " تجار " المخابرات في زمن صدام حسين باشا ..!
وأن الزوج " تشارك " بعد 9 نيسان مع السيد عبد الإله حميد ، وأن عبد الإله حميد هو وزير الزراعة السابق في عصر صدام حسين ،
وأن عقود الأسمدة والبذور والمبيدات والمستلزمات الزراعية الأخرى التي تستورد السيدة الوزيرة سوسن حاجات الوزارة بموجبها يتم التعاقد والتوقيع عليها عبر "شركة الزوج وتابعه عبد الإله " ..!
لا أتعبكم يا سادتي القراء لأن " الصندوق الأسود " يحتوي على عشرات القضايا التي تهتف بأعلى صوتها : سود وقائعنا .. ويل لزراعتنا ..!!
والسلام على المفوضية العليا للنزاهة ولها الدعاء بالوئام وخير المقام ..!
عوافي .. بل ألف عافية ..!
بصرة لاهاي في 27 شباط 2005

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل