أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمال الشرقاوى - وقفات مع القرآن الكريم ..... الوقفة الأولىَ محاولة تفسير آية { بسم الله الرحمن الرحيم } في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر















المزيد.....



وقفات مع القرآن الكريم ..... الوقفة الأولىَ محاولة تفسير آية { بسم الله الرحمن الرحيم } في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر


جمال الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 15:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


( مقدمة )
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
{ بسم الله الرحمن الرحيم }

إن الحمد لله تعالى نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا إنه من يهده الله تعالى فلا مُضل له و من يضلل فلا هاديَ له و أشهد أن لا إله إلا الله تعالى وحده لا شريك له و أشهد أن سيدنا و قائدنا و مولانا و حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم نصح الأمة و كشف الله تعالى به الغمَّة فتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك { يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون } [ آل عمران - 102 - ] { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذى تسآءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } [ النساء - 1 - ] { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبك و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما } [ الأحزاب – 71 - 72 - ]
ثم أمّا بعد ...
إن القرآن الكريم هو كتاب المسلمين و هو كتاب هذه الأمة الأخيرة و هو العهد الأخير للعالم و العهد الأجدد في الكتب السماوية على الإطلاق إلى أن تقوم الساعة و حتى يرث الله تعالى الأرض و من عليها إنه العهد الأخير و العهد الأجدد الذي أنزله الله تبارك و تعالى على نبينا محمد رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم و على آل بيته و صحبه الأطهار الأبرار و من والاه تسليما كبيرا بلا مبتدأ و لا منتهى عدد كل شيء و كل خلق نعلمه و لا نعلمه ..... و هذه وقفات لنا مع القرآن الكريم نحاول جاهدين أن نعمل على نشر القرآن الكريم و تقريبه للأذهان سواء العامة أو الخاصة بشكل مباشر و قد كانت تلك أمنيتى من سنوات طوال و الذي أخرني في البدأ في هذا المشروع الضخم المبارك أولا : هو هيبتى لكتاب الله تعالى... و ثانيا : كنت أحب و أتمنى على الله تعالى أن يوفقني لتفسير واقعي للقرآن الكريم... فنسأل الله تعالى الإعانة و الصبر و العفو و الرحمة و المغفرة ... اللهم اجعل هذا العمل خالصا لك وحدك و لوجهك الكريم أللهم أمين ... اللهم إني أشهدك ألا أشرك معك في هذا العمل مخلوق يا رب العالمين اللهم آمين ... فإن كان هناك خطأ فمن الشيطان و مني و إن كان هناك توفيقا فمنك يا ألله يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد و بفضلك العظيم ... أللهم وفقني لِما تحبه و ترضاه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...

( الوقفة الأولى )
محاولة تفسير آية
{ بسم الله الرحمن الرحيم }

( هل البسملة آية من آيات القرآن الكريم أم لا ) ؟!

و البسملة قد اختلف حولها العلماء و الفقهاء هل هى آية من آيات القرآن الكريم ؟ أم هل هى ليست آية أصلا ؟! و هل تجوز قراءتها في أول كل سورة من القرآن الكريم أم لا ؟! فقد قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى في شأن ( البسملة ) ما نصه ( إن العلماء اختلفوا في ذلك على أقوال ... القول الأول ـــــــ أنها ليست آية من القرآن الكريم إلا في سورة ( النمل ) و أن ذكرها في أول السور على سبيل التبرك !!! .... القول الثاني ـــــــ قال طائفة منهم الشافعي و أحمد إنها آية من كل سورة و لهم على ذلك أدلة منها أن الصحابة رضى الله عنهم و أرضاهم لم يكتبوها في المصحف مع تجريدهم للمصحف عمَّا ليس من القرآن الكريم إلا و هى من السورة ... القول الثالث ـــــــ قال أكثر فقهاء الحديث كأحمد و محققي أصحاب أبي حنيفة إنها من القرآن الكريم للعلم بأنهم لم يكتبوا فيه ما ليس بقرآن لكن لا يقتضي ذلك أنها من السورة فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم قال [ نزلت علىِّ آنفا سورة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر } ] و ثبت في الصحيح أن أول ما جاء المَلك بالوحي قال { اقرأ باسم ربكَ الذي خلق } ... الآيات [ العلق ـــــ 1 ـــــ ] فهذا أول ما نزل و لم ينزل قبل ذلك { بسم الله الرحمن الرحيم } و ثبت في السنن أنه صلى الله عليه و سلم قال [ سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له و هى تبارك الذى بيده الملك ] و هى ثلاثون آية بدون البسملة فمجموع هذه الأدلة يدل لهذا القول و هو أن البسملة آية فى أول كل سورة و ليست من السورة و هو أوسط الأقوال و أعدلها و أمَّا تلاوتها فى الصلاة فإن طائفة لا تقرأها سرا و لا جهرا كمالك و الأوزاعي ــــــ و هؤلاء لهم مذاهب و نحن غير مُقيَّدين بهم ـــــــ و طائفة تقرأها جهرا كأصحاب بن جريج و الشافعي و الطائفة الثالثة المتوسطة جماهير فقهاء الحديث يقرؤونها سرا )
( مؤلفات ابن تيميَّة )
و قد قال ابن كثير ( و إنما اختلفوا في ( البسملة ) هل هى آية مستقلة من أولها كما هو عند جمهور قراء الكوفة و قول الجماعة من الصحابة و التابعين و خلق من الخلف أو هل ( البسملة ) بعض آية أو لا تعد من أولها بالكليَّة كما هو قول أهل المدينة من القراء و الفقهاء )
( تفسير ابن كثير )
و أنا أعجب أشد العجب من قوم سبقونا اختلفوا على أمر مثل ( البسملة ) و لو اجتمعوا على وجوبها و قراءتها بصوت مسموع في القراءة الجهرية في صلاة الفجر و المغرب و العشاء و إسرارها فى القراءة السرية ( بصوت خفيض ) في صلاة الظهر و العصر و أنها من القرآن الكريم ما ضرهم ذلك في مثقال ذرة لا في الإيمان و لا في العقيدة و لا في الشريعة الإسلامية و إنما هو الخلاف اللفظي و اللغوي فقط لا غير بدون أي إفادة فما الضرر لو قرأها الناس ؟! و ما النفع لو تركها الناس ؟! لا أدري ..... و الأعجب هو أن النصارى في كتابهم المقدس بعدما أكل الحقد و الحسد و الغيرة قلوبهم حاولوا اختراع ( بسملة ) لهم كما عند المسلمين ( بسملة ) فاخترعوا ( بسملة ) على مزاجهم و هى [ فاذهبوا و تلمذوا جميع الأمم و عمدوهم باسم الآب و الإبن و الروح القدس ] ( إنجيل متى ـ الإصحاح 28 ـــــ العدد ـــــ 19 ـــــ ) [ باسم الآب و الإبن و الروح القدس ] هذه بسملتهم التي اخترعوها بأنفسهم و ما اختلفوا عليها بينهم و بين أنفسهم و لكن المسلمين يختلفون على وحي السماء ؟؟؟!!! و أنا قد رددت على هذه الشبهة و هذا التحريف باستفاضة في بحث كبير بعنوان ( المنهج الكريم في الرد على اللئيم ) و لا داعي للإطالة في هذا الأمر و لكني ألفت نظر المسلمين إلى أن النصارىبل و اليهود يحاولون أن يوحدوا صفوفهم على تحريفهم و كتابهم المقدس المُحَرَّف و يا حسرة على المسلمين يختلفون على قرآنهم الكريم فمن قائل هذه ( البسملة ) آية و من قائل ليست بآية و إنما هى للتبرك و من قال هى آية مستقلة بذاتها و ليست من القرآن الكريم إذن فمن حق اليهود و النصارى الطعن في القرآن الكريم طالما أن المسلمين يختلفون حوله !!! و الرد الوحيد عليهم أي على المسلمين المختلفين حول ( البسملة ) كونها آية أو ليست بآية من القرآن الكريم أو أن وجودها هو للتبرك فقط هو [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين و سبعين ملة و إن هذه الملة ستفترق على ثلاث و سبعين ثنتان و سبعون في النار وواحدة في الجنة و هى الجماعة ] ( حديث صحيح ) فى السلسلة الصحيحة ... و قلت هذا الحديث حسن في سنن أبى داود ... و صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ... و صحيح في سنن ابن ماجة ... و صحيح لغيره و له أيضا رواية صحيحة في ظلال الجنة ... و صحيح في تخريج الطحاوية ...

و لكن الحقيقة أنها من القرآن الكريم و لا يصح أن نقرأ القرآن الكريم بدونها كما سنبيِّن في ثنايا البحث ألا يكفي أن يقرأ النبي صلى الله عليه و سلم كما في الحديث [ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر ] !!! و أيضا ألا يكفي أن جبريل عليه السلام قرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم في بدء الوحي [ اقرأ باسم ربكَ الذي خلق ] ... نكررها لمن لم يفهم أو كان بطييء الفهم معنى ما قاله أمين الوحي جبريل عليه السلام لمَّا نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم { بسم الله الرحمن الرحيم } هى الترجمة الفعلية لآية { اقرأ باسم ربكَ الذي خلق } أي ابدأ باسم الخالق جل و علا و كذلك ألا يكفي أن الله تبارك و تعالى جعلها آية من سورة النمل فقال جل في علاه { إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمن الرحيم } [ النمل ـ 30 ـ ] و هى بعضا من القرآن الكريم كالذراع بعضا من الجسد أي جزءً من كل ..... فلا يصح أن يكون الكل من الجزء و لكن العكس صحيح هى بعض من القرآن الكريم و بمجموع الأدلة من القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة أنها من القرآن الكريم و إلا فما دلالة قولها في سورة النمل ؟! و هل من الممكن أن السياق القرآنى الكريم لا يقتضيها فتصبح الآية هكذا ( إنه من سليمان ... ألا تعلو علىَّ و أتوني مسلمين ) ؟! فهل اللحاق في الآية الكريمة لا يقتضيها ؟! أى هل تكون { بسم الله الرحمن الرحيم } زائدة يمكن حذفها مثلا ؟! و الجواب ... لا لا لا ... إن السياق القرآني الكريم الفريد يقتضيها لأنها متممة للمعنى و مكملة له أي إنه من سليمان ـــــــ صلى الله عليه و سلم ـــــــ لكم و إنه البدأ ( ببسم الله تعالى ) نتكلم و نفعل فلا تتكبروا و آمنوا بالله تعالى فكانت الآية هكذا { إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علىَّ و أتوني مسلمين } [ النمل ـ 30 ـــــ 31 ـــــ ] ووجود ( البسملة ) أي { بسم الله الرحمن الرحيم } في سياق الآية الكريمة إسلوب دَعَويِّ للتعريف بالخالق سبحانه و تعالى الذي يَدعِي إليه سيدنا سليمان عليه الصلاة و السلام و كذلك و لو قلنا أنها زائدة أو لا تعني شيئا فكأننا و العياذ بالله تعالى نتهم الله سبحانه و تعالى بأنه ناقص و قال كلاما ناقصا أو حشوا زائدا ـــــــ سبحانه و تعالى عمَّا يقولون علوا كبير ـــــــ و من ناحية أخرى نفتح على أنفسنا بابا عظيما من نار المشركين و الكفار ألا و هو الطعن في عصمة القرآن الكريم من التحريف بل سيزعمون أنه مُحَرَّف و أن به كلاما زائدا و لغوا ليس منه أليس كذلك !!!!! فعودوا إلى رشدكم يا علماء المسلمين و يا فقهاؤهم ..... و كذلك ( البسملة ) تقال في بداية العمل للتبرك باسم الله سبحانه و تعالى و خاصة في الشعائر التعبديَّة فهى ـــــــ واجبة الوجوب ـــــــ إن صح اللفظ و بناء عليه فإذا كانت هى واجبة و لازمة و ضرورية أن تقرأ في سورة من سور القرآن الكريم و في منتصف القرآن الكريم مثلا فهى بالأحرىَ أولىَ بقرائتها في أوله و قد قال القاضي الباقلاني و مكي ( فأمَّا ترتيب الآيات و( البسملة ) في الأوائل فهو من ترتيب النبي صلى الله عليه و سلم ) و قال بن وهب و سمعت مالكا يقول ( إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه و سلم )
( القرطبي و ابن كثير في تفسيرهما )
و هذا يدل على أن الوحي هو الذي ينزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنه من الثابت أن الوحي كان يقول للرسول صلى الله عليه و سلم ضع هذه الآية قبل آية كذا أو ضع هذه الآية بعد آية كذا و ضع هذه السورة قبل سورة كذا و ضع هذه السورة بعد سورة كذا و ضع هذه الآية فى سورة كذا و ضع بعض هذه الآيات إلى جانب البعض من آية أو آيات كذا و هنا نستطيع أن نؤكد أنه من المنطقي و الطبيعي أن الوحي هو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم إقرأ ( البسملة ) في أول كل سورة لأنها أيضا من وظائفها أن تفصل بين سور القرآن الكريم و بعضها و من هنا يعرف المسلمون أن هذه السورة قد انتهت و هذه السورة قد بدأت كل هذا يُعرف من قراءة ( البسملة ) هل هذه وظيفة هيَّنة و سهلة تنفي عن ( البسملة ) صفتها القرآنية الكريمة ؟! أبدا ..... و كما ورد في الحديث الشريف الصحيح [ حدثنا هناد بن السري حدثنا بن فضيل عن المختار بن فلفل قال قال سمعت أنس بن مالك يقول ـــ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنزلت عليَّ آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر حتى ختمها قال هل تدرون ما الكوثر قالوا الله و رسوله أعلم قال فإنه نهر وعدنيه ربي في الجنة ] ( حديث حسن ) فى سنن أبى داود ... قال الشيخ الألبانى حسن سند الحديث .... و أيضا ثمة دليل آخر يدل على وظيفتها الفعلية القوية [ حدثنا قتيبة بن سعيد و أحمد بن محمد المروزي و بن السرح قالوا حدثنا سفيان عن عمرو عن سعيد بن جبير قال قتيبة فيه عن بن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم و هذا لفظ بن السرح ] ( حديث صحيح ) في سنن أبي داود ... قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ... و هنا نقول بإذن الله تعالى أن ( البسملة ) من القرآن الكريم و من يتدبر قليلا سيجد اختلاف المسلمين على دينهم في كل تفصيلة فيه ألم ينظر المختلفون على ( البسملة ) إلى كفار قريش قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا يقولون في بداية أعمالهم و قراءتهم لشيء أو كتابتهم لشيء ( باسمك اللهم ) !!! فلماذا تختلف أراء علماء المسلمون و فقهاؤهم على آية قرآنية متواترة و من وجهة نظرى أن العيب في البشر أو في العلماء و الفقهاء ألذين حصروا عدد آيات القرآن الكريم و اختلفوا في عددها و العيب فيهم لأنهم قد أحصوا آيات القرآن الكريم بأهوائهم فالبعض منهم يتبع مذهبا مُعَيَّنا يقول أن ( البسملة ) ـــــــ عندنا في مذهبنا ـــــــ !!!! ليست بآية من كل سورة من القرآن فلم يحسبوا عددها إلا فى أول سورة ( الفاتحة ) فقط أليس هذا جنون و خيبة فكيف تكون ( البسملة ) آية قرآنية في مكان ما بالمصحف و ليست آية قرآنية في مكان آخر في نفس المصحف !!!! ـــــــ و الله إنه لجنون ـــــــ و هناك من الذين أحصوا عدد آيات القرآن القرآن الكريم و كانوا يتبعون مذهبا آخرا يقولون بأن ( البسملة ) لا تعد من القرآن الكريم بل هى للتبرك فقط فأسقطوها مثلا من حساباتهم أثناء العدد و هكذا فهؤلاء هم المخطئون في هذا الأمر و هذا هو الأثر السيء للإختلافات الفقهية العقيمة التي طالت كل شيء حتى أفسدته
أولا ـــــــ ( الفريق القائل بعدم جواز البسملة في أول كل سورة من القرآن الكريم و بأنها ليست بآية من القرآن الكريم و أدلته )

1 ـــــــ ( رأي علماء القراءات القائلين بعدم جواز البسملة )

و هم الفريق الذي قال بعدم جواز ( البسملة ) بين سور القرآن الكريم و يكفي القارىء أن يُبسمل في أول سورة الفاتحة و إذا واصل القراءة فلا يُبسمل لإن السورتين من القرآن الكريم مثل الأيتين فطالما أنه لا يوجد بين الآيتين بسملة كذلك لا يوجد بين السورتين ( بسملة ) إكتفاء كما قلنا ( ببسملة ) سورة ( الفاتحة ) فقط و هذا رأي القرَّاء ـــــ البصريين ـــــ لأنها عندهم ليست آية من سورة ( الفاتحة ) و كذلك رأي عاصم و الكسائى و ابن كثير كما استدلوا بخبرعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال [ كنا نكتب باسمك اللهم
فلمَّا نزلت { بسم الله مجريها } [ هود ـــــ 41 ـــــ ] كتبنا { بسم الله } فلمَّا نزل قوله تعالى { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيَّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } [ الإسراء - 110 - ] كتبنا { بسم الله الرحمن الرحيم } فلمَّا نزلت آية النمل { إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمن الرحيم } [ النمل - 30 - ] كتبناها ] فاستدل القائلون بعدم جواز ( البسملة ) في كل سور القرآن الكريم بهذا الخبر و قالوا أن فيه دليل على أن ( البسملة ) لم تنزل في كل سورة من سور القرآن الكريم و أيضا إستدلوا على عدم جواز ( البسملة ) بين كل سورتين بأنه كما أن للقارىء التخيير في الوصل بين الأيتين و أنه ليس بين الأيتين ( بسملة ) فكذلك يجوز له أن يقرأ ( البسملة ) بين السورتين أو لا يقرأ ... و هذا كلام مردود على أصحابه و من اعتقد معتقدهم لإن نزول آية { بسم الله الرحمن الرحيم } بعد فترة من نزول القرآن الكريم و كانوا لا يقرأون أو لا يبدأون بقراءة ( البسملة ) ليس معنى ذلك عدم شرعيتها أو عدم مشروعية قراءتها بعد ذلك في السور و الآيات القرآنية التي سبقت نزول آية ( البسملة ) { بسم الله الرحمن الرحيم ) لإن معنى ذلك أنه إذا نزلت مجموعة آيات من سورة قبل نزول آية ( البسملة ) ثم حدث و نزلت آية ( البسملة ) بعد ذلك فهل يجوز لنا أن نقرأ أول السورة بدون ( البسملة ) و نأتى على الآيات التي نزلت فيها ( البسملة ) من نفس السورة و نقول { بسم الله الرحمن الرحيم } !!! هذا لا يصح قولا و لا فعلا كما لا يصح نقلا و لا عقلا و لكن الصحيح أنه حتى لو لم تكن آية ( البسملة ) قد نزلت في البداية ثم نزلت بعد ذلك فهى أصبحت دامغة لكل آيات و سور القرآن الكريم التي نزلت قبلها أو التي نزلت بعدها لأنها أصبحت شرعا و دينا يُدَان الناس به لله سبحانه و تعالى كما أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان لا يعرف بداية سورة و نهاية سورة إلا من ( البسملة ) فهل أصبحت ( البسملة ) معلومة لكم من الدين بالضرورة حتى تلغونها بمزاجكم !!!!! و من ضمن الأدلة على شرعية قراءة ( البسملة ) في كل سور القرآن الكريم و ليس في ( الفاتحة ) فقط هو آية تحريم الخمر فقد ألغت الحكم الذي كان يسمح للمسلمين بشرب الخمر إلا في أوقات الصلاة فقط فهل يأتي الآن من يقول لنا أن الخمر مازالت مسموح بشربها في غير أوقات الصلاة و يستدل بهذا الحكم رغم نسخه فيقول إنه نسخ مرة واحدة !!! أو أن أي مسكر آخر غير الخمر مسموح به مثل المخدرات التي أخذت حكم الخمر و لم يذكر القرآن الكريم شيئا في شأن المخدرات فهل يأتي بعد ذلك إنسان ما و يقول إنها مُبَاحَة طالما لم ينزل في شانها شيئا أو يأتي عالما و يختلف في حكم تحريم المخدرات قياسا على حكم الخمر أو يأتي فقيها ليقول للمسلمين أن تناول المخدرات حلال لأنه لا يوجد لها حكما صريحا مباشرا خاصا بها !!! فهذا من قبيل الجدل و التلفيق الفكري فكما أخذت المخدرات حكم التحريم قياسا على الخمر لأنهما يشتركان في صفة واحدة و هى الإسكار و التغييب عن الوعي فكذلك تأخذ ( البسملة ) نفس الحكم قياسا على نزول آيات نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم في أول الدعوة الإسلامية و لم تكن آية ( البسملة ) قد نزلت بعد من ضمن الآيات الأول صريحة مباشرة و لكني أؤكد نزولها في اللقاء الكبير الخالد الأول بين سيدنا و مولانا النبي محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم و الدليل العظيم الكبير الواضح هو { اقرأ باسم ربك الذي خلق } [ العلق ـــــ 1 ـــــ ] فهذه الآية أول آية قرآنية كريمة نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم في غار حراء في أول لحظة بدء الوحي به و ترجمة هذه الآية الكريمة حرفيا هو ( البسملة ) { بسم الله الرحمن الرحيم } أي أول ما تبدأ قل يا محمد ـــــ صلى الله عليه و سلم ـــــ بسم الله في كل أعمالك و لكن للأسف لم يلتفت أحد لذلك و تبركوا بها فقط !!! فهل نحن أمة مسلمة أم مجموعة من الدجالين و الأغبياء من ألف و خمسمائة عام و نحن نقلد فقط !!! ـــــــ أقول ـــــــ و بدأ الوحي الإلهي و لكنها لمَّا نزلت صريحة مباشرة أخذت الشكل الذي نعرفه { بسم الله الرحمن الرحيم } و أخذت الحكم العام و الحكم الخاص بها فأصبحت مُعترفا بها في القرآن الكريم بعد نزولها صريحة مباشرة واضحة عيانا بيانا و أنها جزءً لا يتجزأ منه أي من القرآن الكريم و من لم يقرأها فقد أثم و ربما كفر لأنه لا يقرأ آيات مُوحىَ بها من عند الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه و سلم عامدا متعمدا بحُجَة أنها لم تنزل وحيَا على رسول الله صلى الله عليه و سلم في أول الدعوة و لم يكن نزولها في أول القرآن الكريم مثال آيات ـــــ القتال ـــــ فهل نطلب نزولها كل دقيقة حتى نقتنع أنها من القرآن الكريم و مثل آيات ـــــ الحج ـــــ فهذه الآيات لم تنزل من ضمن ما نزل من أوائل آيات و سور القرآن الكريم لإن آيات ـــــ القتال ـــــ و آيات ـــــ الحج ـــــ مدنية نزلت في المدينة أي بعد ثلاثة عشر سنة قضاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في مكة المكرمة يبث الدعوة الإسلامية في نفوس العبيد و الأرقاء و المستضعفين في الأرض و يعلمهم التسامح و يؤصل في نفوسهم العقيدة الإسلامية و أصول الدين الإسلامي الحنيف و يربيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة فهل يأتي لنا متخلفا و ينكر قرآنية آيات ـــــ القتال ـــــ و آيات ـــــ الحج ـــــ لأنها لم تنزل في أول الدعوة أو لم تنزل في أوائل سور و آيات القرآن الكريم أو يأتي متخلفا عالما كان أو فقيها وهابيا سلفيا ـــــــ أو من أي مصيبة ـــــــ و يُشكك في مشروعيتها أو حكمها العام و الخاص أي متى تنفذ ؟ و كيف تنفذ ؟ و ما هو الوجه الأكمل الذي تنفذ به ليتماشىَ مع شريعة الإسلام ؟! فهذا الإسلوب الفكري الجدلي العقيم إسلوب الجمود و التخلف لا يستقيم مع شريعة الإسلام و العقلية الإسلامية التي من المفترض أنها مُستنيرة و كذلك فنفس الأمر يأتي بحذافيره مع آية ( البسملة ) ـــــ { بسم الله الرحمن الرحيم } ) فيكفي أنها نزلت مرة واحدة لتكون هى الفاصلة بين السور و لا يصح أن تنزل بالضرورة مع كل سورة و هل يصح أن تنزل مع كل آية من آيات القرآن الكريم بالطبع لا فمثلا قد أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نقول عند الطعام { بسم الله الرحمن الرحيم } فهل نقولها مرة واحدة في العمر مثلا بالقطع لا فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم للمسلمين الأمر مرة واحدة و لكن المسلمين ينفذون الأمر في كل أحيانهم أليس كذلك ؟! بالطبع هو كذلك و قد صار سُنة ينفذها المسلمون في كل أحيانهم و أماكنهم و طوال حياتهم إلى أن تقوم الساعة و كذلك دليل آخر هل سورة ( الفاتحة ) التى يفتتح بها المسلمون المصحف هى أول سورة نزلت في القرآن الكريم ؟! و الجواب هو ... لا ليست أول سور القرآن الكريم نزولا و لكنها نزلت في مكة بعد سورة ـــــ العلق ـــــ ( إقرأ ) و سورة ( المدثر ) و قيل نزل قبلها أيضا سورة ( ن ) التي هى سورة ( القلم ) و سورة ( المزمل ) ... و لكن الأرجح عندي و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم أن وجودها في أول المصحف أمر إلهيِّ أولا ـــــــ لأنه كتاب الله تعالى و ثانيا ـــــــ توقيفي من الرسول صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى حتى لو لم تكن ( الفاتحة ) أول سور القرآن الكريم نزولا ....... للحديث [ " حدثنا بن بشار حدثنا يحى حدثنا جعفر عن أبى عثمان عن أبى هريرة قال : أمرنى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أنادى لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب فما زاد " ] صحيح سنن أبى داود ... و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث ...... و سورة ( الفاتحة ) سبع آيات بما فيها ( البسملة ) و أيضا لإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عنه الله سبحانه و تعالى { ما ضل صاحبكم و ما غوى ـــ و ما ينطق عن الهوى ـــ إن هو إلا وحي يوحى ـــ علمه شديد القوى ـــ } [ النجم ـــــ 2 ـــــ 3 ـــــ 4 ـــــ 5 ـــــ ] أي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقول و لا يفعل شيئا إلا بالوحي و هذا أيها القارىء الكريم دليل توقيفها أن تكون هى الأولى في المصحف حتى يراها المسلمون في أول المصحف فيعتادونها و يحفظونها لأهميتها التعبدية و ( البسملة ) آية من سورة الفاتحة بدليل قول الحق تبارك و تعالى { و لقد آتيناك سبعا من المثانى و القرآن العظيم } [ الحجر ـــــ 87 ـــــ ] { بسم الله الرحمن الرحيم ـــ الحمد لله رب العالمين ـــ الرحمن الرحيم ـــ مالك يوم الدين ـــ إيَّاك نعبد و إيَّاك نستعين ـــ إهدنا الصراط المستقيم ـــ صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين ـــ } [ الفاتحة ـــــ 1 ـــــ 2 ـــــ 3 ـــــ 4 ـــــ 6 ـــــ 7 ـــــ ] و ( البسملة ) آية من سورة ( الفاتحة ) باتفاق أهل العلم ـــــــ الذي لا أعلم كيف يناقضون أنفسهم و يكون للواحد منهم {رأي و اثنان و ثلاثة في مسألة واحدة !!!!! ثم يأتي من بعدهم قوم أجهل من أبي جهل يعيثون في الفضائيات فسادا و يقولون إن السلفية منهج علمي !!!! ـــــــ أقول و قد اتفق الجميع على أن ( البسملة ) آية قرآنية من سورة الفاتحة بلا خلاف بينهم و هو بمثابة الإجماع و لا أرى خلاف في هذا قديما و حديثا اللهم إلا أن يكون خلافا لا يُعتد به أو خلافا خارجا عن قاعدة منطق القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة و خارجا على نطاق الفطرة السليمة أي خارجا عن نطاق العقل و النقل الصحيحين ـــــــ و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم ـــــــ و إنما الصحابة الكرام رضى الله تعالى عنهم و أرضاهم جمعوه في كتاب واحد فقط و لم يزيدوا شيئا و لم يُنقصوا شيئا و لم يغيِّروا منه شيئا قط و الدليل هو الحديث الشريف الذي أمر النبي صلى الله عليه و سلم فيه بتدوين القرآن الكريم و فيه دلالة التدوين [ لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه و حدثوا عني و لا حرج و من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ] ( حديث صحيح ) في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ... تخريج السيوطى ( حم م ) عن أبي سعيد ... تحقيق الألبانى صحيح في صحيح الجامع ... فمن بعد هذا الحديث الشريف الصحيح سيتكلم في شأن ( البسملة ) و أنها بعضا من ( الفاتحة ) أو من القرآن الكريم أو للتبرك أو لا ؟! و لكنها لمَّا كانت مرتبطة بالصلاة و قد أوجب الرسول صلى الله عليه و سلم قراءتها في كل ركعة صارت هى ( فاتحة الكتاب ) للأهمية العملية من الناحية الشرعية و مع ذلك لم يختلف المسلمون و لا العلماء و لا الفقهاء في هذا الأمر قدر اختلافهم على ( البسملة ) و قد توفىَ رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى بعدما أبلغ رسالة ربه جل و علا كاملة للناس كلهم غير منقوصة و لا يقارن ناقص العلم و الفقه بين ( البسملة ) و بين ( الإستعاذة ) فالفرق شاسع جدا فربما يتقوَّل متقوِّل أن ( الإستعاذة ) ليست من القرآن الكريم فهل معنى تلفظنا بها أنها صارت من القرآن الكريم ؟! و الجواب هو أن ( الإستعاذة ) أقل ثبوتا في المصحف من ( البسملة ) أي غير مكتوبة في بداية كل سورة من سور القرآن الكريم مثل ( الفاتحة ) و لكنها موجودة بالقطع و هى آية قرآنية كريمة و هى موجودة في أربعة مواطن سنذكرهم للقارىء الكريم حتى يعرفهم جيدا الموطن الأول ـــــــ { و إمَّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم } [ الأعراف ـــــ 200 ـــــ ] و الموطن الثاني ـــــــ { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } [ النحل ـــــ 98 ـــــ ] و الموطن الثالث ـــــــ { إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان آتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير } [ غافر ـــــ 56 ـــــ ] و أول متكبر أورث الكبر لذرية آدم عليه الصلاة و السلام هو الشيطان الرجيم و أمَّا الموطن الرابع ـــــــ و إمَّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } [ فصلت ـــــ 36 ـــــ ] فهل نقارن ( الإستعاذة ) التي نزلت في القرآن الكريم أربعة مرات منهم ثلاثة مرات صريحة كما في سور ( الأعراف ) و ( النحل ) و ( فصلت ) و نزلت ضمنية غير مباشرة في سورة ( غافر ) هل نقارنها ( بالبسملة ) التي نقرأها في كل سور القرآن الكريم مباشرة هذا غير أن ( الإستعاذة ) هى أن يستعيذ المسلم من الشيطان الرجيم عكس ( البسملة ) التي يقرأ فيها المسلم إسم الله تبارك و تعالى لا يوجد مجال هنا للمقارنة و لكنها أي ( الإستعاذة ) من السنن القولية على الوجه الراجح و الله أعلم و كذلك ( الإستعاذة ) تقرأ مرة واحدة في بداية قراءة القرآن الكريم لكن ( البسملة ) تقرأ في أول كل سورة و كذلك هى ثابتة في المصحف ( و كان الفقيه أبو عبد الله محمد بن سعيد ( بن عثمان ) بن أيوب ( الهزميرى ) يحكى عن علماء الشافعية بالمشرق أنهم يقسمون ( البسملة ) ثلاثة أقسام قسم هى فيه آية فى أول ( الفاتحة ) و قسم هى فيه بعض آية و ذلك في سورة ( النمل ) و قسم بعضها فيه آية و هو { الرحمن الرحيم } )
( المصدر : تفسير ابن عرفة )

....... أمَّا ( الإستعاذة ) فهى من اجل طرد الشيطان الرجيم أي الملعون و لو قرأنا بدلا منها على سبيل المثال { بسم الله الرحمن الرحيم } أجزأت عنها و كفت بحمد الله تعالى و لو قرأنا أي آية من القرآن الكريم لأجزأت عنها و كفت في طرد الشيطان الرجيم و لكن ( البسملة ) لابد من قرائتها فقرائتها واجبة و لا يصح القراءة بدونها
و لكن الذى أثار شبهة أن هناك تشابها بين ( البسملة ) و ( الإستعاذة ) هم الرافضة أو الشيعة الكفرة الفجرة اللئام أعداء الدين الإسلامي و الأمة الإسلامية في الداخل و الخارج فقد ثبت عندهم في تصريح أئمتهم الشيعة الرافضة الكفرة الفجرة الإجماع على وقوع التحريف في القرآن الكريم و لكن هناك من شذ عن إجماعهم على الطعن في القرآن الكريم مثل المرتضىَ و الصدوق و الطبرسي و هذا ليس من أجل عيون أهل السُنة و إنما الغرض من شذوذهم عن الإجماع هو من باب المصلحة الشيعية أولا ـــــــ لسد باب الطعن في القرآن الكريم حتى لا يُقال كيف يجوز أخذ القواعد و الأحكام من قرآن مُحَرَّف لأن الشيعة يأخذون أيضا و لو في الظاهر أحكامهم منه و يعترفون به و يتلونه في صلواتهم العلنية و يفتون بما فيه في العلن و يناظرون أهل السنة به و يحتجون به و لذلك فمسألة الشذوذ في هذا الإجماع من المرتضى و الصدوق و الطبرسي ليس إلا ( تقية ) و ليست تقوىَ فالشيعة كفرة فجرة لئام

2 ـــــــ ( رأى الفقهاء القائلون بعدم جواز البسملة )

قال الإمام مالك رضى الله عنه أن ( البسملة ) ليست آية من ( الفاتحة ) و لا شيء من سور القرآن الكريم و كذلك ما قاله الشيخ أبو الحسن الكرخي و هو من أتباع أبي حنيفة النعمان رضى الله عنه بعدم الجهر ( بالبسملة ) و في هذا دليل بأنها ليست من ( الفاتحة ) و ليست بآية من أوائل السور و استدلوا ( الحنفية ) بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر له { تبارك الذي بيده المُلك } قال الترمذى حديث حسن ... فقالوا في هذا الحديث لو كانت ( البسملة ) آية من سورة ( الملك ) لكان عدد آيات السورة 31 آية و ليس كما ورد في الحديث [ ثلاثون آية ] و كذلك استدلوا بإجماع القراء و الفقهاء على أن
سورة ( الكوثر ) ثلاث آيات و لو كانت ( البسملة ) آية من السورة لكان عدد الآيات أربعة ( 4 ) لا ثلاث ( 3 ) و بمجموع هذه الأدلة تكون ( البسملة ) عند الأحناف أو الحنفية ( أتباع أبو حنيفة ) أنها آية من سورة النمل و آية من القرآن الكريم و ليست آية من سورة ( الفاتحة ) كما استدلوا من كتابة ( البسملة ) في المصحف دليلا على أنها من القرآن الكريم و ليس هذا دليلا على أنها آية من كل سورة في القرآن الكريم و لكنها عندهم قرآنا بتنزيلها إنما تكمن أهميتها و حضورها فقط للفصل بين سور القرآن الكريم و هذا هو رأي الإمام أبى حنيفة النعمان رضى الله عنه في هذا الشأن إذ أن رأي الإمام أبي حنيفة النعمان في هذه المسألة هو أن ( البسملة ) آية تامة كاملة من آيات القرآن الكريم أنزلت للفصل بين السور و هى ليست من ( الفاتحة ) ... كما استدل الإمام مالك والمالكية على أن ( البسملة ) ليست بآية من ( الفاتحة ) و لا من القرآن و إنما هى للتبرك فقط بحديث أنس بن مالك رضى الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال [ صليت خلف النبي صلى الله عليه و سلم و أبي بكر و عمر و عثمان فكانوا يستفتحون { بالحمد لله رب العالمين } ] و في رواية أخرى عن أنس بن مالك أيضا أنه قال [ قمت وراء أبي بكر و عمر و عثمان فكلهم كان لا يقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } إذا افتتح الصلاة ] و لذلك استدل الإمام مالك و المالكية أن ( البسملة ) ليست آية من سورة ( الفاتحة ) و أيضا ليست آية من سور القرآن الكريم و إلا لسمعها الصحابة رضى الله عنهم من الرسول صلى الله عليه و سلم ... و الرد على مثل هذه الروايات هو ـ قال الشافعي إنما معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و عمر و عثمان كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين معناه أنهم كانوا يبدأون بقراءة فاتحة الكتاب قبل السورة و ليس معناه أنهم كانوا لا يقرأون { بسم الله الرحمن الرحيم } و كان الشافعي يرى أن يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم و أن يجهر بها إذا جهر بالقراءة ـ هذا كلام الإمام الشافعى رضى الله عنه و أرضاه كما استدل الفريق القائل بأن ( البسملة ) ليست من القرآن الكريم كما ورد فى الحديث القدسى عن أبي هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : قال الله عز و جل [ قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين و لعبدي ما سأل فإن قال العبد { الحمدلله رب العالمين } قال الله تعالى ـــ حمدني عبدي ـــ و إذا قال العبد { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى ـــ أثنى علي عبدي ـــ و إذا قال العبد { مالك يوم الدين } قال الله تعالى ـــ مجدني عبدي ـــ فإذا قال { إياك نعبد و إياك نستعين } قال ـــ هذا بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل ـــ فإذا قال { اهدنا الصراط المستقيم طراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين } قال ـــ هذا لعبدى و لعبدى ما سأل ـــ ] و بهذا الحديث استدل هذا الفريق على أن الصلاة لا تصح إلا بسورة الفاتحة و لو كانت ( البسملة ) آية من سورة الفاتحة لذكرت في هذا الحديث الشريف و الرد على هؤلاء أن ( البسملة ) تقرأ في أول السورة من القرآن الكريم و لكن عدم وجودها في الحديث القدسى ليس دليلا على عدم قرآنيتها و لكنه دليل على أنها ليس من موضوع الحديث الشريف فقط كما أن الحديث النبوي الشريف ليس قرآنا لكي نتمثل بوضع ( البسملة ) فيه و إنما هو شارح و مفسر أي ( الحديث النبوى الشريف ) شارح لِمَا في القرآن الكريم و تعليم للمسلمين ما في فضل سورة ( الفاتحة ) كما أن الله سبحانه و تعالى لا يقول عن نفسه { بسم الله الرحمن الرحيم } لإنه هو الإله و لكن نقولها نحن البشر المسلمون المؤمنون به فالله سبحانه و تعالى لا يحتاج أن يقول { بسم الله الرحمن الرحيم } للفصل بين سور القرآن الكريم و لا يحتاج أن يعرف بداية سورة و نهايتها من بداية و نهاية سورة أخرى و لا يحتاج أن يتبرك مثل البشر بقراءة { بسم الله الرحمن الرحيم } و لا يحتاج أن يتعبد ( بالبسملة ) مثل البشر و إنما أنزل الله سبحانه و تعالى ( البسملة ) لينتفع بها البشر لا لينتفع بها هو ـــــــ سبحانه و تعالى عمَّا يصفون علوا كبيرا ـــــــ كما أرد على الإمام مالك فأقول إن النبي صلى الله عليه و سلم لمَّا قال سورة شفعت لصاحبها من ثلاثين آية هى سورة ( الملك ) لأنه لو ذكر ( البسملة ) لأصبح عدد آياتها إحدى و ثلاثين آية و أيضا اتفاق العلماء و الفقهاء على أن سورة ( الكوثر ) ثلاثة آيات فلو كانت ( البسملة ) آية من السورة لكان عدد الآيات أربعة فلا أدري من أين لهم بهذا الهراء و اللغط و الجدل العقيم العفن الذي جر ورائه المسلمين إلى التخلف و الركود و الجمود !!! ألم يقرأوا الحديث الشريف الصحيح [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنزلت علي آنفا سورة { بسم الله الرحمن الرحيم ـــــ إنا أعطيناك الكوثر ـــــ فصل لربك و انحر ـــــ إن شانئك هو الأبتر ـــــ } أتدرون ما الكوثر فإنه نهر وعدنيه ربي خير كثير هو حوضي ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته كعدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول رب إنه من أمتي فيقول ما تدري ما أحدثوا بعدك ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( م د ن ) عن أنس ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ..... و هذا الكلام مردود عليه أن الأرقام لم تكن مستعملة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم بشكل دقيق فقد كان الترقيم لأيات القرآن الكريم في العام الـ 99 للهجرة أن كل عشرة آيات على شكل حزم و مجموعات حيث كان يوضع شكل هندسي يدل على انتهاء الآية و من هنا كان يوضع الرقم كتابة و بشكل مقابل على هامش الصفحة على رأس كل مضاعف للعشرة فمثلا إذا بلغ العدد عشرة يضع الناسخ علامة هندسية معينة في نهاية الآية و يكتب على طرف الهامش مقابلا لها عشرة و إذا بلغت الآية رقم عشرين يضع علامة مميزة و يكتب مقابلها على طرف الهامش عشرون و إنما وضع الأرقام بين الآيات فهذا قد ظهر حديثا مع ظهور آلة الطباعة في العهد العثماني و من هنا نقول أن النبي صلى الله عليه و سلم حينما يتلفظ بكلمة ( سورة ) فالمقصود به هو السورة كلها من أول ( البسملة ) حتى نهاية آخر آية في السورة تماما كما نقول كلمة ( الحديث ) فالعامة يقصدون ( المتن ) أو ( النص ) فقط أمَّا الدارسين و أهل العلم فيعرفون أن كلمة ( الحديث ) تشمل ( الإسناد ) أيضا و من هنا نستطيع أن نقول إنما المقصود بهذا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يتكلم مجازا عن فضل السورة سواء سورة ( الملك ) التي لو قرأها المسلم كل ليلة لأنجته من عذاب القبر و ها هو الحديث بتمامه [ حدثنا عمرو بن مرزوق أخبرنا شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى يُغفر له تبارك الذي بيده الملك ] ( حديث حسن في سنن أبي داود ) ..... و قال الشيخ الألباني حسن سند الحديث ..... و هنا نلاحظ أنه حديث ( حسن ) يعني أقل درجة من منزلة الحديث ( الصحيح ) فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث الذي في منزلة الحديث ( الحسن ) [ ثلاثون آية ] و إذا وجدنا أمامنا رواية أصح أخذنا بها و انظروا للحديث الصحيح في شأنها [ سورة تبارك هى المانعة من عذاب القبر ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( ابن مردوية ) عن ابن مسعود ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ..... و هنا نلاحظ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال [ سورة ] أي بتمامها من أولها إلى آخرها ( بالبسملة ) و هو الأصح و الأشمل و الأعم و الأوسع لنا في ديننا و كذلك سورة ( الكوثر ) و أيضا يُضاف إلى ذلك كله أن ( البسملة ) آية من سورة الفاتحة و لكنها آية مستقلة بذاتها و كذلك الرد على من قال أن الصحابة رضى الله عنهم لم يسمعوا ( البسملة ) من رسول الله صلى الله عليه و سلم في القراءة أثناء الصلاة و قد احتج الإمام مالك رضى الله عنه بأن ( البسملة ) ليست آية من الفاتحة و ليست آية من القرآن الكريم أقول فكما أخذ الإمام مالك ذلك الحكم فلماذا لا نأخذ حكما آخر فلطالما ( البسملة ) من القرآن الكريم بإجماع أهل العلم لماذا لا يدل فعل النبي صلى الله عليه و سلم بأن الأمر للتخيير فمن أراد أن يجهر ( بالبسملة ) جهر بها و من أراد أن يُسر بها فله ذلك و هذا الرأي فيه توسعة على الأمة الإسلامية و الله تعالى أعلى و أعلم ... كما استدل المالكية أيضا بأن ( البسملة ) لو كانت آية من سورة ( الفاتحة ) لكان هناك تكرار في { الرحمن الرحيم } في وصفين من صفات الله تبارك و تعالى و هما صفتا { الرحمن } و { الرحيم } و لقرئت الأية هكذا { بسم الله الرحمن الرحيم } { الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم } و ذلك مخل ببلاغة النظم القرآني ... و أرد عليهم بأن الله تبارك و تعالى أنزله هكذا و هكذا قرأه رسول الله صلى الله عليه و سلم و أن هذا بعينه أي قراءة القرآن الكريم على ما هو عليه هو ما يحدث بإجماع المسلمين و اتفاقهم في كل ربوع الأرض و ما أخل بالنظم القرآني إذ لو كان هذا سيخل بالنظم القرآني و يؤثر فيه لأثم كل مسلمين الكرة الأرضية فهل نتهمهم كلهم بالجهل و الغباء بحيث أنهم جميعا يقرأون القرآن الكريم على النحو المخل بنظمه و بلاغته و بديعه و بيانه بحيث غمضت عليهم هذه المسألة و لم يفطن لها إلا المالكية فقط ؟! هذا شيء غير معقول و غير وارد بالمرة و لو كانت هذه هى حُجة المالكية فقط لسقطت القضية عندهم لإن السكت القرآني أي أخذ مقدار شهيق و زفير في نهاية السورة ثم قراءة ( البسملة ) للسورة التي ستقرأ بعدها بل السكت القرآني بين الآية و الآية يظهر جماليات الحروف و المعاني و سيعيد بناء رونق القرآن الكريم في هذه الحالة و ما احتجنا للوصل في القراءة حتى لا يختل النظم القرآني فهذا هو أفضل الحلول لإسكات المالكية جدلا ... و لكن في واقع الأمر أن القرآن الكريم لفظ معجز في معناه و مبناه و كلمَّا تكرر على الألسنة كان محبوبا من الناس أكثر فلم يفقد روعته و لا جماله و لا سحره و لا إعجازة و لا رونقه و لا اختل نظمه الفريد و خاصة و هو يُقرأ على الوجه الذي ينتقده الإمام مالك أي { بسم الله الرحمن الرحيم ــــ الحمد لله رب العالمين ـــــ الرحمن الرحيم } .... كما استدل المالكية بأن ( البسملة ) ليست من ( الفاتحة ) و لا من القرآن الكريم و إن تواترت ... و هذا شيء مردود لا يصح عقلا و لا نقلا ... و المؤلم في كلام بعض الفقهاء و العلماء على حد سواء أن بعضهم قال أن ( البسملة ) من القرآن الكريم لكن هذا ليس دليلا على أنها آية من كل سورة في المصحف !!! و هذا كلاما جنونيا فلو كانت آية من القرآن الكريم فكيف في نفس الوقت لا تكون آية من كل سورة في المصحف ؟! إذن لماذا وجودها في المصحف إذن ؟! و هو قول مردود لأن القرآن الكريم كله من عند الله تعالى و ليس فيه مجالا للحشو اللغوي كما هو واضح من اللعب باللغة و الألفاظ عند الفقهاء و العلماء الذين قالوا أن ( البسملة ) آية من القرآن الكريم و لكنها ليست آية من كل سورة فهو تناقض عجيب يؤدي إلى تشتتيت عقل المسلم و إفساده عقيديا

1 ـــــــ ( الدليل العقلى )

... فقد أقام الفقهاء الدنيا و ما أقعدوها في مسائل أتفه من أن نذكرها أو بمعنى أدق أيِّ أقل شأنا من القرآن الكريم و بمعنى دقيق جدا في مسائل قليلة الشأن لا تقارن بموضوع ( البسملة ) ... و هل ( البسملة ) آية من القرآن الكريم أم لا ؟! و من هذه المسائل التي اختلفوا فيها حتى الركب مثل المَنىِّ الذي أصله الطهارة هل إذا كان على الثوب فهل يجب غسله لزجا أو لا يجب ؟! و هل يجب فركه إن كان جافا أو الأفضل غسله ؟! و هم يعلمون أن الأصل في المني ِّ الطهارة إذن لماذا لا يُفتون بأن تبتلع المرأة مثلا منيِّ زوجها ؟! ـــــ هذا على سبيل المجادلة بالحسنىَ ـــــ و هل الغسل من بول البنت أفضل أم النضح بالماء ؟! و هل اللحية من الدين أم يمكن الاستغناء عنها ؟! و هل النقاب مفروض أو واجب أم لا ؟! و كلها أمور بلا شك أقل و أتفه من أن تقارن بموضوع مثل ... هل ( البسملة ) من القرآن الكريم أم لا ؟! فالعقل يقول أن هذه مسألة مهمة جدا من الناحية العقلية لأن هذا الأمر من أصول الدين و ليس من الأمور التعبدية التشريعية العادية مِمَّا يُختلفُ فيه كاللحية و النقاب و السواك تقصير الثوب و الصوم فى السفر و نضح البول و هكذا


2 ـــــــ ( الدليل النقلى )


على تهافت أراء المالكية هو { و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين } [ البقرة - 177 - ] و نجد هنا ذكر { الكتاب } و هو بمعنى الكتب المنزلة كلها و القرآن الكريم أهم كتاب سماوي عليه الإعتماد الرئيسى في تنفيذ الشريعة التي أمرنا بها الله سبحانه و تعالى و ( البسملة ) تسبق كل سورة من سوره فكيف يجحدها البعض حتى و لو كان الإمام مالك بن أنس الأصبحى إمام دار الهجرة بدليل متهافت !!! لقد أمَرَنا الله سبحانه و تعالى بالإيمان بالقرآن الكريم أو كما ذكر في الآية السابقة { و الكتاب } فهل قال لنا آمنوا به كله إلا ( البسملة ) ؟! و دليل آخر من السُنة نرد به على من قال أن ( البسملة ) ليست من القرآن الكريم [ قال يا رسول الله ما الإيمان قال أن تؤمن بالله و ملائكته و كتابه و رسله ] صحيح في صحيح الترغيب و الترهيب ... إذن لا يصح المساس بالكتاب الذي أنزله الله تبارك و تعالى أبدا يجوز الإجتهاد في تفسير أية أو معنى أو استنباط حكم من الكتب المنزلة و لكن أن نجتهد لإلغاء ـــــ آية ـــــ منه أو شيئا مثل ( البسملة ) فهذا جنون لا يصح قديما و حديثا و معاصرا و أمّا من جهة النقل فدليل المالكية مرفوض تماما لقدسية القرآن الكريم


3 ـــــــ ( التواتر و الإجماع )
و معناه ( المشهور و المتفق عليه من الجميع )

أيِّ الإجماع فالمالكية ضربوا بالتواتر عرض الحائط و خاصة في هذه المسألة الحساسة جدا و التواتر مهم جدا في هذه المسألة و السؤال ... فهل يختلف اثنان على عدم المساس بالقرآن الكريم و على وجوب العمل بالكتاب و السُنة و إجماع الأمة بما يتناسب مع الزمان و المكان و ظروف الحياه التي يعيشها الناس ؟! و الجواب هو ... إن الذي يختلف على هذه المسلمات التي يُبنى عليها الفكر التشريعي و الأصولي الإسلامي هو مجنون بلا أدنى شك طالما يضرب بالتواتر ( الشهرة ) و الإجماع عرض الحائط بلا دليل محترم في عدالة النص القرآني الكريم الذي أجمعت عليه الأمة الإسلامية بأسرها منذ بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم حتى يومنا هذا فهذا لا نستسيغه و لا نحبه و لا نرضاه أبدا لأن هذا الإجتهاد من المالكية و غيرهم يؤدي إلى الطعن في عدالة القرآن الكريم بل و هذا بعينه ما يحدث الأن في عالمنا المعاصر من أعداء الإسلام و للأسف هم يعتمدون على كتب التراث التي يتداولها المسلمون بدون تدبر !!! أقول و هذا الإجتهاد في هذه المسألة تحديدا أو أي مسألة تتعلق بالشك و الخلاف حول آية قرآنية شريفة هل هى من القرآن الكريم أم لا فهو كفرا صريحا لأنه يفتح على المسلمين أبواب الفتن و الطعن في دينهم و الطعن في رسول الله صلى الله عليه و سلم بل و يصل الأمر للطعن في ألوهية الخالق { الله } سبحانه و تعالى ....... أقول و أي نوع من أنواع الإجتهاد في هذا الموضوع بأي وسيلة كانت كما حدث مع ( البسملة ) مرفوضة و محرمة و لا يجوز إطلاقا الإجتهاد في هذا الشأن لأنه عبث بالقرآن الكريم كلام رب العالمين و تعريضه للقيل و القال من اجتهادات خاطئة و مغلوطة و هذا يتنافى مع الحديث الشريف [ " إنى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الأخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي و لن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " ] صحيح ... تخريج السيوطى ( ت ) عن زيد بن أرقم ... صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ... بتحقيق الألباني في صحيح الجامع ... و في رواية أخرى عن مالك بن أنس مُرسلا قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله و سُنة رسوله " ] حديث حسن رواه في الموطأ... و كذلك في مشكاة المصابيح ... و بناءً على هذان الحديثان أنه من المفترض أننا كأمة مسلمة مؤمنة ألا نضل طالما نحن نمتلك القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة و لكن تطلع لنا اجتهادات نظرية كلها خطأ في خطأ و تجعلنا نضل و نحن بين أيدينا القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة و للأسف ليست هذه اجتهادات ترتقي بالعقل البشري أو تعلم المسلمين كيف يعيشون الحياة الواقعية الصعبة قدر ما هى مناظرات لغوية عقيمة و من يتبعها بدون تدبر يجد نفسه قد ضل و ربما يكفر و للأسف هناك من الناس ( الوهابيين السلفيين المتنطعين ) و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و أتباعهم الجاهلين يقدِّسون هذا التراث و يقرأونه منذ ما يقرب من ألف و مائتين ( 1200 ) سنة تقريبا بعد ما انتهى خير القرون أيِّ القرن الأول و الثاني و الثالث الهجريين و ما فكر أحدا منهم أن هذا الكلام الذي يتغنون به ليل نهار ( التراث ) و هو بلا شك مفيدا للأمة الإسلامية لكنه أيضا فيه ما يحتوي على الطعن في صحة القرآن الكريم و عدم وصوله صحيحا إلينا و من هذا ( التراث ) الذي يحتاج إلى تنقية علمية دخل المستشرقون و المبشرون و المنصرون للطعن في الإسلام بل هم يقاتلون من يجتهد أو يتكلم عن اللحية و النقاب و هم أنفسهم بكل جهل يتغنون بأراء خاطئة تماما تقول إن ( البسملة ) ليست بآية من القرأن الكريم !!!! و لو جادلتهم لواجهوك بالأحاديث الطوال و المتن المُحَال الذي إن اجتهدت لن تجد فيه أو في سنده أيِّ شبهة قط و لكن لو أتى لهم مجتهد برأي يقول عكس ما يعتقدونه و يناسب الواقع و الزمان و المكان و ظروف الناس سيكفرونه و لو أتى لهم بالأحاديث الصحيحة كدليل على ما يقول و جاء من القرآن الكريم بما يؤيد رأيه يشتمونه و يسبونه و يتهمونه بالكفر و الزندقة و الإلحاد و( العلمانية ـــــ الكافرة ـــــ التى نحذر منها ) و يجتهدون بأيِّ وسيلة لمنع رأي المجتهد بكل غباء و ضيق أفق لمنعه من الوصول لأيِّ جهة إعلامية لكل الناس فهم آفة المسلمين اليوم و ما يؤتىَ المسلمين إلا من قبلهم و من قبل تطرفهم الديني و كذلك لو كانت الأراء التي تزعم أن ( البسملة ) ليست من القرآن الكريم صحيحة نقول لهم إذن كل المسلمين الآن على ضلالة بل و كفر لأنهم زادوا في القرآن الكريم ما ليس منه !!! و لانتفت بالتبعية الآية التي تقول { و إنه لتنزيل رب العالمين } [ الشعراء ـــــ 192 ـــــ ] نعم بناءً على هذا التراث البائد الذي يحتاج إلى تحقيق جبار و من مجتهدين أقوياء في العلم لتنقيته من الشوائب العالقة به ستنتفي هذه الآية الكريمة لأنه سيصبح في هذه الحالة من عند غير رب العالمين سبحانه و تعالى أليس كذلك !!!! و لو قالوا لنا أن ( البسملة ) زائدة في القرآن الكريم و ليست بآية إنما سبب وجودها هو للتبرك فقط ففي هذه الحالة سنقول لهم إذن ما الذي يضرنا لو حذفناها من القرآن الكريم و بذلك تكون آية سورة البروج خاطئة { بل هو قرآن مجيد - فى لوح محفوظ } [ البروج ـــــ21 ـــــ 22 ـــــ ] نعم لو أخذناهم على رأيهم و قلنا أن ( البسملة ) زائدة و هى فقط للتبرك و ليست من القرآن الكريم و حذفناها لانتفت هاتان الأيتان و ما في معناهما و موضوعهما لأن القرآن الكريم سيصبح يومئذ ليس له المجد و لا هو سيكون أيضا محفوظا أليس كذلك كما أقر الله سبحانه و تعالى في سورة ( البروج ) أليس كذلك !!! و الحقيقة أن القرآن الكريم بجانب أهميته العظمى فهو كله للتبرك و ليس التبرك مقصورا على ( البسملة ) فقط !!!
و كذلك من الذين قالوا إن ( البسملة ) ليست من القرآن الكريم إبن العربي ...... المالكي الذي قال يكفيك أنها ليست من القرآن إختلاف الناس فيها و القرآن لا يُختلف فيه و الأخبار الصحاح التي اتفق عليها العلماء و لم يَرد عليها طعن تدل على أن ( البسملة ) ليست آية من ( الفاتحة ) و لا غيرها إلا في النمل وحدها ... ثم يقول ... إن مذهبنا ( المالكية ) يترجح في ذلك بوجه عظيم و هو المنقول و ذلك أن مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم بالمدينة إنقضت العصور و مرت عليه الأزمنة و الدهور من لدن رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى زمان الإمام مالك رضى الله عنه و لم يقرأ فيه أحد قط { بسم الله الرحمن الرحيم } إتباعا للسُنة !!!! .... أيِّ سُنة تلك التي يتبعونها و تنقص من القرآن الكريم آية كاملة و أيِّ مذهب ذلك الذي يرجحه ابن العربي المالكي ؟! و ما استناده في عدم اعترافه بآية من القرآن الكريم إنه ناقل بلا تبصر و نقول في غمزة علنية بدون مواراة و لا مواربة للسلفيين الوهابيين المتنطعين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و أتباعم العوام الجهال أليس أنتم تطلقون على أنفسكم أهل السُنة ؟! سيقولون مضطرين نعم نحن أهل السُنة ... سنقول لهم و ابن العربي و المالكية و الصحابة لكم سلف ؟! سيقولون نعم ... سنقول لهم أهؤلاء سلفكم لا يقرأون ( البسملة ) و لا يعترفون بها و في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم !!! ... نرجوا منكم فقط ان تهتدوا بهديهم في هذه المسألة فحسب ... فلو اقتدوا كانوا ضالين و كفرة لعدم اعترافهم بآية من القرآن الكريم و لو لم يقتدوا لكانوا كذابين دجالين و لن نسمح لهم بالإختفاء وراء فقه الواقع أو الموازنات أو الأولويات ذلك الفقه الذي نكتب من خلاله ( الخطاب الديني الجديد و المعاصر ) لِمَا فيه من حلول شرعية تناسب الواقع لمثل هذه المسائل و الأمور مع الحفاظ على الإتباع و الإقتداء و من جهة أخرى لأنهم لا يعترفون به و يفضلون الإقتداء الأعمى !!! فالإجتهاد في تفسير الآية الكريمة و استنباط الحكم منها جائز شرعا عند من يملك القدرة على ذلك و كلٌ على حسب اجتهاده و علمه و توفيق الله سبحانه و تعالى له أمَّا ما عدا من توافرت فيه شروط الإجتهاد فلا و لكن نجتهد في إلغاء آية قرآنية كريمة مثل ( البسملة ) فمنهم من يقول آية من القرآن الكريم و منهم من يقول هى آية من سورة ( الفاتحة ) فقط و منهم من يقول هى ليست بآية لا من الفاتحة و لا من غيرها !!!! و كل شخص منهم يأتي بدليل ليقنع به الناس على صحة كلامه أي كلام هذا الذي يزعمونه المسلمين ؟! إنه كلام رب العالمين !!!! حسبي الله و نعم الوكيل

ثانيا ـــــــ ( الفريق القائل بجواز البسملة قبل قراءة القرآن الكريم و بأنها آية من القرآن الكريم و أدلته )

و قد قال أصحاب هذا الفريق بقراءة ( البسملة ) بين كل سورتين ما عدا سورة ( التوبة ـــ براءة ) فقد روى سعيد بن جبير رضى الله عنه قال [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يعلم إنقضاء السورة حتى تنزل { بسم الله الرحمن الرحيم } ] و هذا استدلال أقرب للعقل و المنطق و النقل فمن أين يعرف رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى أخر السورة طالما لا يوجد ( بسملة ) { بسم الله الرحمن الرحيم } كما استدل أيضا أصحاب هذا الفريق بثبوت ( البسملة ) في القرآن الكريم بين جميع السور ما عدا سورة ( التوبة ـــــ براءة ) و هذا باتفاق العلماء على عدم قراءة ( البسملة ) وصلا و ابتداء بين سورتي ( الأنفال ) و ( براءة ) لأن ( البسملة ) بها الرحمة و الأمان و سورة ( براءة ) ليس فيها أمان لأنها نزلت بالسيف و القتال ـــــــ و للأسف كلهم منافقون فإذا ما تكلموا عن الإسلام ذكروا سماحة الإسلام و قبوله الآخر و يقولون إنه لم ينتشر بالسيف و إنما انتشر بالرحمة !!!! ـــــــ و كذلك لأن موضوع سورة الأنفال شبيه بموضوع سورة براءة ووجه الشبه أن سورة ( الأنفال ) بينت ما وقع للنبي صلى الله عليه و سلم مع مشركي مكة و كفارها أمَّا سورة ـــــــ التوبة ـــــــ ( براءة ) قد بينت ما وقع له صلى الله عليه و سلم مع منافقين المدينة و اليهود و هو رأي مرجَّح و لكن الأدق هو أن سورة ( التوبة ـــ براءة ) لا يُقرأ في بدايتها ( البسملة ) لأن جبريل عليه السلام لم ينزل بها و لو كان قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم إقرأ في بداية سورة ( التوبة ـــ براءة ) أو سورة ( الأنفال ) ( البسملة ) هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد اعترض على قراءتها ؟! و الجواب هو .... ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليعترض على أوامر الله تبارك و تعالى و إلا لأخفى عتاب ربنا سبحانه و تعالى له لمَّا عاتبه في سورة ( عبس ) بشأن الصحابي الضرير عبد الله ابن أم مكتوم الأعمى رضى الله عنه و أرضاه فقال له رب العزة سبحانه و تعالى مُعاتبا { عبس و تولى ـــ أن جاءه الأعمى ـــ و ما يدريك لعله يزكى ـــ أو يذكر فتنفعه الذكرى } [ عبس ـــ 1 ـــــ 2 ـــــ 3 ـــــ 4 ـــــ ] هذا على سبيل المثال و من جهة أخرى إن ( البسملة ) أهون شانا في نقلها من العتاب فما كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منهتى أن يخفيها مثلا ... إذن جبريل عليه السلام لم ينزل بها في هذه السورة تحديدا ( التوبة ـــ أو براءة ) و سورة ( الأنفال ) لإن القرآن الكريم توقيفى من الله العليم الخبير و ليس في نزوله و لا لمواضع آياته محل نظر و لا اجتهاد من أحد و لا من رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى إلا بأمر رب العالمين و الدليل هو حديث زيد قال [ " كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم نؤلف القرآن من الرقاع " ] أى نجمعه من الرقاع و الجلود ... و كذلك الحديث الذي أخرجه أحمد و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن حبان و الحاكم عن ابن عباس قال [ " قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال و هى من المثاني و إلى براءة و هى من المئين فقرنتم بينهما و لم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه و سلم تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض ما كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يُذكر فيها كذا و كذا و كانت الأنفال من أوائل ما نزل في المدينة و كانت براءة من آخر القرآن نزولا و كانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يُبين لنا انها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما و لم أكتب سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطوال " ] صحيح جامع الترمذي و قال الترمذي حسن غريب ... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ... قلت و هذا الحديث صحيح في مشكاة المصابيح من رواية أحمد و الترمذي و أبو داود ... و حسن صحيح في جامع الترمذي ... و قد ورد في روايات أخرى ضعيفا و السبب في هذا الإشكال هو أن الحديث روى بروايتين مرة من حديث عوف عن يزيد الفارسى عن ابن عباس و هو صاحب الرواية الصحيحة لأنه أدرك ابن عباس و روى مرة عن طريق يزيد بن أبان الرقاشى من المفترض أنه رواها عن ابن عباس و هو لم يدرك ابن عباس و الضعف أو الإختلاف في سند الحديث من طريق يزيد بن إبان الرقاشي و ليس في المتن لأن المتن صحيح و له شواهد تقويه و تصححه و الله تعالى أعلى و أعلم ... و لا يعترضن أحدا من الجاهلين و يقول أن عثمان بن عفان رضى الله عنه هو الذي فعل ذلك فالحديث واضح و هو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى هو الذى أمر بذلك بداية و مات على ذلك فقال عثمان بن عفان رضى الله عنه كما في الحديث [ فظننت أنها منها ] أيِّ و المعنى لمَّا مات مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى و هى على هذا الأمر أن ليس بين سورتي الأنفال و براءة ( التوبة ) ( البسملة ) [ فظننت ] أيِّ أنه اعتقد أنها على ما هى عليه بدون ( بسملة ) هكذا تركها رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى و مات و هى هكذا و لم يقل للصحابة و كتاب الوحي رضى الله عنهم و أرضاهم بشأنها شيئا إلا لإن ذلك أمرا توقيفي من رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى فما كان من سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه و أرضاه إلا أن أمضىَ الأمر على ما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى و هو عنه راض و لإن قصة سورة الأنفال شبيهة بقصة سورة التوبة ( براءة ) فقال عثمان رضى الله عنه كما في الحديث [ فقرنت بينهما ] أيِّ امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى... و هنا لنا سؤال هام ربما يجول بخاطر القارىء و هو ... فلطالما أن ( البسملة ) أمر توقيفي من الله تبارك و تعالى إلى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى بواسطة جبريل عليه السلام أمين وحى السماء إلى الأرض و هى أي ( البسملة ) مشروعة فلماذا الخلاف بشأنها إذن بين العلماء و هنا ربَّما يتبادر إلى الأذهان هل نسخت ( البسملة ) ؟! و الجواب هو ... لا لم تنسخ ( البسملة ) و لم يأتي في هذا الشأن شيئا و لا يوجد عليه أيِّ دليل من القرآن الكريم و لا في السُنة النبوية الشريفة و نحاول تفهيم القارىء شيئا يسيرا عن النسخ في القرآن الكريم و النوع الأول ـــــــ من النسخ فهو إمَّا يأتي فى شكل آية قرآنية نسخ حكمها و بقى لفظها أيِّ أن العمل بهذه الأية رفعه الله تعالى عن الأمة الإسلامية و لكن ظلت كلمات و ألفاظ الآية كما هى في المصحف مثل { و اللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا } [ النساء ـــــ 15 ـــــ ] و هذه الأية نسخت بعدما أنزل الله تعالى الأيات التي بها العقوبة و الحدود فجعل حَدّ البكر أيِّ ( الغير متزوج أو الغير متزوجة ) في الزنا مائة جلدة و التغريب عام و حَدّ المُحْصِن أيِّ ( المتزوج أو المتزوجة ) الرجم .... و النوع الثاني ـــــــ من النسخ و هو نسخ اللفظ أو الكلام أو الرسم من المصحف و لكن بقى الحكم مثل { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و انتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } [ النساء ـــــ 43 ــــ ] كانت هذه الأية معمولا بها لنهي المسلمين عن الصلاة و هم سُكارى في بادىء أمر تحريم الخمر أيِّ يأتون الصلاة و هم غير شاربين خمر و في غير الصلاة يشربونها و لكن لمَّا أنزل الله تبارك و تعالى آية تحريم الخمر مطلقا سواء في الصلاة أو في غيرها نسخ حكم هذه الآية و بقى َرسمها أو ألفاظها كما هى في القرآن الكريم ... .... و النسخ كان موجودا في كل الشرائع السابقة قبل الإسلام و له شروط و هى 1ـــــــ أن يكون النسخ حكما شرعيا ـــــــ 2 ـــــــ أن يكون الناسخ دليلا شرعيا ـــــــ 3 ـــــــ أن يكون الناسخ متراخيا عن المنسوخ ـــــــ 4 ـــــــ أن يكون بين النصين تعارض حقيقي فلا يُصار إلى النسخ مع إمكان الجمع بينهما ـــــــ 5 ـــــــ أن النسخ لا يكون في الأخبار ..... و كل هذه الشروط لا تنطبق على ( البسملة ) حتى لا يقول أحدا جدلا أن ( البسملة ) نسخت أو ربَّما ( نسخت ) فهذا مِمَّا لا يصح و لا يجوز قوله في هذا الشأن إطلاقا إلا من مجنون فاقدا الأهلية للفكر و النظر و الإبداع أو من ملحد أو كافر أو مشرك أو زنديق أو علماني غارق في العلمانية المادية التي لا تؤمن بالله تبارك و تعالى و كذلك فقد عدَّ القراء الكوفيون أن ( البسملة ) آية من ( الفاتحة ) كما عدَّها الشافعية و الحنابلة آية من سورة ( الفاتحة ) و استدلوا بحديث قتادة رضى الله عنه قال [ " سُئل أنس كيف كانت قراءة النبي عليه الصلاة و السلام فقال كانت مَدَّا ثم قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } يمد ببسم و يمد بالرحمن و يمد بالرحيم ... و في حديث أنس رضى الله عنه دليلا على مشروعية و قرآنية ( البسملة ) لأن وصف أنس رضى الله عنه الذي يستمع لقرأءة رسول الله صلى الله عليه سلم دليلا على مطلق القراءة في الصلاة و خارجها ... , سيدنا أنس بن مالك قد خدم رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر سنين فقد كان عمره عشر سنين حينما أتت به أمه ليخدم الرسول صلى الله عليه و سلم و مات الرسول صلى الله عليه و سلم و عمر سيدنا أنس بن مالك عشرين سنة فقد قضى بجانب الرسول صلى الله عليه و سلم و في منزل الوحي و النبوة و الرسالة عشر سنين فهو يؤكد كلامه و ليس هذا محل اجتهاد أو نظر و كذلك الدليل من حديث أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضى الله عنها و أرضاها قالت [ قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم { بسم الله الرحمن الرحيم } { الحمد لله رب العالمين } و عَدَّ البسملة آية من الفاتحة ] و هذه أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضى الله عنها و أرضاها زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم تقول أنه عَدَّ ( البسملة ) من ( الفاتحة ) هل يأتي لنا مخبول و يقول ليست من الفاتحة !!!! و كذلك الصحابة جيمعا رضى الله عنهم و أرضاهم كتبوا ( البسملة ) فيما جمعوه من القرآن الكريم

ثالثا ـــــــ ( رأينا في هذه المسألة الخلافية )

أن ( البسملة ) آية قرآنية سواء في الفاتحة و في كل سور القرآن الكريم و الدليل هو الواقع الذي نعمل به و هو قرائتنا لها في أول كل سورة من سور القرآن الكريم و لو لم تكن من القرآن الكريم لكان رسول الله صلى الله عليه و سلم مَحَاهَا و ما كتبها في المصحف أصلا و كذلك هل لو وجد أحدنا ورقة مكتوب فيها { بسم الله الرحمن الرحيم } مُلقاة على الأرض فهل سيضع قدمه عليها أم سيأخذها ليضعها في مكان أمين أو يحرقها على الأقل ؟! و الجواب هو ... سيأخذها و يُميط ما عليها من تراب أو غبار و غيره و يحفظها في مكان ما أو على أقل تقدير سيحرقها لمحو ما فيها من قدسية و الدليل الأكبر على أن ( البسملة ) من القرآن الكريم هو أن جميع ألفاظها و كلماتها قرآنية مثل { بسم الله الرحمن الرحيم } [ الفاتحة ـــــ 1 ـــــ ] و كل ألفاظها هى أسماء و صفات لله سبحانه و تعالى خالق كل شيء و هى الإبتداء بإسم الله سبحانه و تعالى قبل بداية أي عمل و حضورها يستدعي التبرك و العبادة و الأمر مع كون العبادة أشد و الدليل هو صيغة الأمر التي تحتويه و هو قولوا { بسم } { الله } و الأصح و الأدق هى واجبة بوجوب العبادة و كما ورد في الحديث [ " حدثنا قتيبة بن سعيد و أحمد بن محمد المروزى و بن السرح قالوا حدثنا سفيان عن عمرو عن سعيد بن جبير قال قتيبة فيه عن بن عباس قال [ " كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه { بسم الله الرحمن الرحيم } و هذا لفظ بن السرح " ] صحيح في سنن أبي داود ... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ... و كذا في القرآن الكريم { قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل إلى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و ما أوتى موسى و عيسى و ما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم و نحن له مسلمون } [ البقرة ـــــ 136 ـــــ ] و الإيمان { بالله } يقتضي الإيمان بإسمه أي بدأنا الإيمان بمعرفة الله سبحانه و تعالى لإن معرفة إسم الله تعالى هو البداية الحقيقية للدخول إلى عالم الإيمان و هذا واجب و القاعدة الشرعية تقول ( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) و قد ورد في الحديث الشريف [ إن لله تعالى تسعة و تسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ] ( حديث صحيح ) في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ... تخريج السيوطى ( ق ت ه ) عن أبي هريرة ( ابن عساكر ) عن عمر ... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ... قلت و هذا الحديث حسن صحيح في سنن ابن ماجة و صحيح في جامع الترمذي و متفق عليه في مشكاة المصابيح ... و هو يؤكد ما قلناه بأن معرفة إسم الله تعالى هو عين طريق الإيمان و موافقة العبد على الطاعة في السراء و الضراء لله تعالى قدر المستطاع و أيضا موافقة العبد لله تعالى الآمر الناهي في اتباع التكليفات التي أحلها و الابتعاد عن النواهي التى حرمها و لو بجهد المقل فمثلا إذا قال الله تعالى عن نفسه [ الرقيب ] كما فى قوله تبارك و تعالى { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } [ النساء ـــــ 1 ـــــ ] فهذه الصفة تعني ( الرقابة ) و هى أن الله تعالى يراقب العبد في جميع تصرفاته مِمَّا يقتضي أن العبد لابد و أن يعلم ذلك و يتقن عمله بلا غش و لا بخس لحق أخيه الإنسان و أنا هنا أعطى الدلالة أن لإسم الله تبارك و تعالى حقيقة عملية في حياة المسلم يجب أن ينفذها و كما ضربنا مثلا و لله تعالى المثل الأعلى على إسمه عز و جل ( الرقيب ) و بيَّنا بفضله تعالى باختصار كيف أن إسم الله تبارك و تعالى هو الطريق الوحيد الصحيح للدخول لعالم الإيمان فأيضا هو الباب الوحيد للجنة و يكفي الإنسان شرفا أن المولى تبارك و تعالى سيدخل من يحفظ أسمائه و صفاته الجنة و ذلك بمعرفة معاني هذه الأسماء و الصفات و ترجمتها ترجمة عملية في واقع المسلمين كما بيَّنا في المثال السابق على صفة ( الرقيب ) و هو ينطبق على كل أسمائه الحسنى و صفاته العلا و هنا نؤكد أن الإيمان { بالله } ليس مندوبا و لا مستحبا و إنما هو واجب مفروضا لابد منه و ما ذات الله سبحانه و تعالى و إسمه و صفاته إلا شيئا واحدا لعظم و قدر إسم الله تبارك و تعالى أليس كذلك و قد تكلم الله تعالى في هذه المسألة فقال عنها جل في علاه { و ما قدورا الله حق قدره إن الله لقوى عزيز } [ الحج ـــــ 74 ـــــ ] فهل نحاول أن نعطيه قدره سبحانه و تعالى أم نمحي إسمه أي ( البسملة ) من القرآن الكريم ؟! و لذلك جاء الأمر إذا بدأ المسلم بعمل أي شيء فيقول { بسم } أي { بسم الله }و انظروا معي لأهمية أن يتلفظ المسلم بإسم الله تعالى فيقول { بسم الله } فقد ورد في الحديث [ حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا أبو مودود عمن سمع أبان بن عثمان يقول سمعت عثمان يعني بن عفان يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح و من قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يُمسي قال فأصاب أبان بن عثمان الفالج فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه فقال له مالك تنظر إلىِّ فو الله ما كذبت على عثمان و لا كذب عثمان على النبي صلى الله عليه و سلم و لكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها ] ( حديث صحيح ) في سنن أبي داود ... قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ... يا ألله ... هل هناك بليَّة يُصاب بها الإنسان إذا لم يقل { بسم الله } في جميع أطوار حياته ؟! نعم فهذا دليل من السُنة النبوية الشريفة و يوجد غيره فأيضا جاء في الحديث [ " حدثنا محمد بن عيسى حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن بن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم لو أن أحدكم أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا ثم قدَّر أن يكون بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا " ] صحيح سنن أبى داود ... و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث ... و هنا نلاحظ أن النبي صلى الله عليه و سلم قال { بسم الله } لأنه إسم الله تعالى الأعظم الذى يُبتدأ فيه للوجوب ثم للتبرك في أي عمل و هل هناك أقل من الجماع بين رجل و زوجته و مع ذلك وجب أن يبتدا بإسم الله تعالى { بسم الله } و الثمرة أو النتيجة قوية فإذا جاء الولد بعد ذلك لم يضره شيطان أي لم يكن للشيطان عليه سبيل طالما ذكر اسم الله تعالى عليه أمَّا إذا ضره الشيطان فبحَسَب رؤية الطب الحديث يكون الولد ( مخنث ) أو ( خنثى ) أي ( جنس ثالث ) فهو ولد ذكر و تغلب عليه هرمونات الأنوثة فيتصرف كالأنثى أو تكون المولودة أنثى و تغلب عليها فيما بعد هرمونات الذكورة فتتصرف كالذكور و هذه سُنة الله تعالى في الخلق و الذي لا يُصدق هذا فليشاهد التجربة العملية على اليوتيوب الفرق بين اللحوم التي ذبحت و لم يُذكر عليها إسم الله تعالى و اللحوم التي ذبحت و ذكر عليها إسم الله تعالى فسيجد عجبا و في هذا الدليل العلمي الذي اكتشفه أبناء القرن الحادي و العشرين ( 21 ) في الألفية الثالثة و كذلك في الجانب التشريعي الذي أمرنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى و سبق به الإعجاز العلمي لذكر اسم الله تعالى و البدء به في كل عمل أنه واجب و ليس مندوبا كما يدِّعي بعض الفقهاء كما ورد في القرآن الكريم { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني و أقم الصلاة لذكري } [ طه ـــــ 14 ـــــ ] و هذه بداية كلام الله تعالى لسيدنا موسى عليه الصلاة و السلام على جبل الطور في سيناء بدأ الله تبارك و تعالى بإسمه { أنا الله } ثم ثنى بعد ذلك بطلب العبادة { فاعبدني } و هل تتم العبادة بدون ذكر اسم الله تبارك و تعالى ؟! قطعا لا فذكره سبحانه و تعالى واجب و لا تتم العبادة إلا بذكره عز و جل و كذلك حينما نزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في غار حراء لأول مرة قال له { اقرأ باسم ربك الذي خلق } [ العلق ـــــ 1 ـــــ ] و قال في موضع آخر { اقرأ و ربك الأكرم } [ العلق ـــــ 3 ـــــ ] و هذا ليس من قبيل المصادفات أن في بداية إرسال الوحي إلى الأنبياء أن يأمرهم ربنا سبحانه و تعالى بذكر إسمه إنما لأن إسمه الكريم الشريف دليل على ذاته العلية و هو واجب الذكر و الإيمان به و معرفته واجب على الخلق الذين أرسل الله تبارك و تعالى لهم الرسل من لدن آدم صلى الله عليه و سلم حتى محمد صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى و قد ذكرت ( البسملة ) في القرآن الكريم حوالى 114 مرة باستثناء سورة التوبة ( براءة ) التي ليس فيها ( بسملة ) و ذلك لأنها سورة قتال أو نزلت بموضوع في الحرب و القتال

[ ما حكم البسملة في سورة براءة ( التوبة ) لو بسمَلَ القارىء ؟! ]

الجواب هو ... هل من يقرأ القرآن الكريم له الثواب أم عليه العقاب ؟! بالقطع له الثواب لإن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه و تعالى و ( البسملة ) آية من آيات القرآن الكريم كما أسلفنا في بحثنا و دراستنا و دعكَ أيها القارىء الكريم من مهاترات من يريدون أن يضيِّعوا وقتك في اختلافات الفقهاء و مذاهب العلماء و لو نزل القرآن الكريم على مزاج أحدا من الناس لنزل على مزاج رسول الله صلى الله عليه و سلم لكنه لم ينزل على مزاج أحدا من البشر و المخلوقات فإنه كلام الله تعالى المنزه عن الهوىَ و قد وردت فيه ( البسملة ) و هى منه مَرَّة آية كاملة و مَرَّة هى جزء من آية و بطول المصحف هى آية الغرض منها التبرك باسم الله تعالى و الفصل بين السور ما في ذلك شك و الآية التي تكون على هذه الشاكلة لابد أن لا تكون محل اختلاف بين العلماء و لا محل اجتهاد في فكر الفقهاء و للأسف فمنهم من قال سُنة و منهم من قال مستحبة و منهم من قال من لم يقرأها فليس عليه شيء لإن الله تعالى أنزل في القرآن الكريم { فإذا قرأت القرأن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } [ الفرقان ـــــ 98 ـــــ ] و رجحوا بذلك الإستدلال الخاطىء على وجوب الإستعاذة و نفوا بكل جهل و غباء وجوب ( البسملة ) و لو تفكرنا في الفرق بين الإستعاذة و ( البسملة ) لوجدنا لكليهما وزنا كبيرا و شأنا عظيما مع رجحان كفة ( البسملة ) على كفة الإستعاذة لإن الإستعاذة هى من الشيطان الرجيم فقط و تقرأ مرة واحدة فقط في أول القراءة و لكن ( البسملة ) تدل على قمة الحب لله تبارك و تعالى و محبة إسمه جل و علا و التلفظ به في كل سورة من سور القرآن الكريم و التبرك به و البدء به قبل كل عمل و ( البسملة ) تشتمل على إسم الله تبارك و تعالى و صفته فقط و بالفعل هناك فرق بين الأمر الذي ورد بشأن ( الإستعاذة ) و ( البسملة ) التي هى من صميم القرآن الكريم لإن الإنسان لو قال ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) في أثناء كلامه العادي فلا يعتبر قرآنا كريما لأنها أمر من الله تعالى للإنسان أن يلجأ له إذا ما مسه الشيطان الرجيم أو عند قراءة القرآن الكريم مع أن ( البسملة ) تدخل مشاركة مع ( الإستعاذة ) في هذا الأمر و لكن من يقول في كلامه العادي { بسم الله الرحمن الرحيم } فهو بذلك يتلفظ بقرآن كريم و ليس في هذا جدال و من هنا ندخل بالقارىء الكريم على حكم ( البسملة ) من القارىء للقرآن الكريم في سورة ( التوبة ) التي هى سورة ( براءة ) أو سورة ( القتال ) أو سورة ( الفاضحة ) أو سورة ( المستكشفة ) فكل هذه أسماء و صفات لسورة ( التوبة ) و موضوعها الذي فيه فضح للمنافقين و الكافرين و كشف نواياهم و ضمائرهم الخبيثة و الأمر بقتالهم و البراءة من عهدهم الذى ينكثونه و يرجعون فيه و يعتدون على المسلمين بل و في عصنا هذا المعاصر في القرن الواحد و العشرين نجد هذا في معاهداتنا مع اليهود ( الصليبيين ) أو ( الروم ) بشقيهم ( اليهود و النصارى ) يعتبرون أن نكثهم للعهد الذي أبرموه مع المسلمين ذكاء و حنكة سياسية و مهارة فكرية في حين أنهم ذئاب جائعة و حاقدة و هم يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم مخادعون و أن المسلمين على ما هم فيه من ضنك و جوع و معاناة أفضل منهم و أشرف منهم و رجال عنهم تحت أي ظرف من الظروف فهذا الذي يحدث اليوم في الألفية الثالثة في القرن الواحد و العشرين من اليهود و النصارى مع المسلمين هو بعينه ما كان يحدث بالأمس منذ 1500 عام مع الرسول صلى الله عليه و سلم و قد نزلت هذه السورة ( التوبة ) لكشفهم و هتك أسرارهم في المدينة عام 9 هجرية أثناء غزوة تبوك فهى سورة مدنية إلا الآيتين رقم ( 28 ) و ( 29 ) نزلا في مكة و هما قول الله سبحانه و تعالى { يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا و إن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم – قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرَّم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون } [ التوبة ـــــ 28 ـــــ 29 ـــــ ] و قد قال العلماء و الفقهاء نقلا عن بعضهم ( طبعا ) بدون أي فكر و لا أدنىَ اجتهاد أن هذه السورة شبيهة بقصة سورة ( الأنفال ) و تقريبا نفس الموضوع و السياق و هو نزول أحكام القتال و الدفاع عن النفس و فضح المنافقين و كيفية توزيع الغنائم و كلاما مثل هذا و هو مستمد من حديث لسيدنا و مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد مات و لم يُبين لهم في الأمر شيئا و الحديث عن بن عباس من رواية أحمد و الترمذي ... و في الحديث عبارة [و كانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فمن هنا وضعتهما في السبع الطوال و لم أكتب بينهما سطر { بسم الله الرحمن الرحيم } ] و هنا نلاحظ أن الصحابة رضى الله عنهم في هذا الوقت و على رأسهم عثمان بن عفان رضى الله عنه و أرضاه توقفوا في أمر مات عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يُبيِّن لهم فيه شيئا و من هنا حدث الإلتباس في عدم قراءة ( البسملة ) و الدليل أنهم أي الصحابة الكرام و على رأسهم سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنهم و أرضاهم جميعا وجدوا أن قصة ( التوبة ) شبيهة بقصة ( الأنفال ) فلم يقرأوا ( البسملة ) في أول سورة ( التوبة ) على إنها امتداد لسورة ( الأنفال ) و لكن الأمر الذي أجزم بأنه توقيفي أن ( الأنفال ) سورة منفصلة تماما عن سورة التوبة رغم مشابهات القصة و الموضوع بينهما تماما و إنما أراجع بكل أدب مسألة عدم قراءة الصحابة الكرام رضى الله عنهم لمسألة ( البسملة ) في أول سورة ( التوبة ) و أقول إن ( البسملة ) واجبة عند قراءة كل سورة من سور القرآن الكريم و الدليل هو أن قصة سورة الأنفال شبيهة بقصة سورة التوبة و نفس الموضوع واحدا و مع ذلك الكل من 1500 عام يقرأ ( البسملة ) على رأس سورة ( الأنفال ) دون قراءتها في أول سورة ( التوبة ) ؟؟؟!!! فلو قالوا لنا أن ( الأنفال ) سورة منفصلة عن سورة ( التوبة ) سنقول لهم و أن ترتيب سور القرآن الكريم توقيفي و على ذلك فإن سورة ( التوبة ) سورة منفصلة بذاتها و هى بذلك تستحق أن يُقرأ على رأسها ( البسملة ) بالإضافة إلى أن ( البسملة ) من القرآن الكريم و نحن ليس في حال قتال مباشر مع أهل الكفر و النفاق كما في ذلك الوقت الذي نزلت فيه هذه السورة الكريمة و التي نزلت على أهل الكفر و النفاق قاصمة لهم لإن المسلمين اليوم في حالة صلح مع الروم أو أمريكا و أوروبا و إسرائيل ( دول التحالف الصليبى ) بل و هناك معاملات تجارية و سياسية و اقتصادية و مصاهرات زواج و هجرات و خبرات متبادلة بين المسلمين و بين الروم ( دول التحالف الصليبى ) أمريكا و أوروبا و إسرائيل أعترف بهذا رغم أني لا أحب الروم مطلقا و أرغب في مقاطعتهم بل و أدعوا لإبادتهم تماما كما هم يحقدون علينا و يحسدوننا و يبيدوننا في كل لحظة و بكل طريق و بأي وسيلة بقطع أرزاقنا و تسميم حياتنا و استعمار بلادنا المسلمة ... لكني أكرر فما الذي يستدعي عدم قراءة ( البسملة ) على سورة ( التوبة ) و قد مات رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يُبيِّن فيها أي شيء بنص الخبر الذي ورد إلينا من سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه و أرضاه أقول ما المشكلة في قرائتها فهذا هو واقعنا ـــــــ و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم ـــــــ و أسأل ما أدلة وجوب عدم قراءة ( البسملة ) في أول سورة ( التوبة ) ؟! شرطا أن تكون أدلة وجيهة من وجهة نظر الشرع ( القرآن الكريم ) و ( السُنة النبوية الشريفة ) فلا يوجد دليلا واحدا على أن النبيِّ صلى الله عليه و سلم قرأ سورة ( التوبة ) بدون ( البسملة ) و كونها نزلت فاضحة للكفار و المنافقين و نزلت بالسيف فهذا ليس دليلا قويا على عدم قراءة ( البسملة ) التي تعد آية من آيات القرآن الكريم لسببين مهمين الأول منهما ـــــ و هو أن كل سور القرآن الكريم فضحت الكفار و المنافقين و أمرت بقتالهم رغم أن سورة ( التوبة ) مكثرة من ذكرهم و هو ما يدل أيضا على أن سورة ( التوبة ) ليست متفردة في هذا الأمر و على سبيل المثال لا الحصر قول الحق جل و علا { و قاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلوكم و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } [ البقرة ـــــ 190 ـــــ ] و أيضا قال تعالى { الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله و الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا } [ النساء ـــــ 76 ـــــ ] و مع ذلك نقرأ ( البسملة ) في كل سور و آيات القرآن الكريم فلماذا لا نقرأ ( البسملة ) في سورة ( التوبة ) ؟! إذ لو كان التحريم بسبب أنها سورة نزلت بالسيف و القتال لكان هذا سببا واهيا و ضعيفا لأنه بالتبعية سينسحب هذا الحكم نفسه و هو عدم قراءة ( البسملة ) على باقي سور و آيات القرآن الكريم التي تتكلم عن قتال المشركين و الكفار و المنافقين إذ ليس هناك ما يمنع ذلك أي لا يوجد مانع يمنع من انسحاب هذا الحكم على باقي سور و آيات قتال الكفار !!! و السبب الثاني ــــــــ هو أن قراءة ( البسملة ) قرآنا و القرآن الكريم واجب القراءة في كل حين و عدم قراءة ( البسملة ) في أول سورة ( التوبة ) أمر اجتهادي من الصحابة رضى الله عنهم و أرضاهم و ليس أمر توقيفيا من سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و ليس من قبيل الوحي من الله سبحانه و تعالى و على ذلك فهو لا يدخل في عموم المستحب و لا الجائز فكيف نلغي أمرا واجبا و هو ( البسملة ) بأمر اجتهادي لا هو سُنة و لا هو واجب و هو ( عدم قراءة ( البسملة ) في أول سورة التوبة ) ؟!

{ بسم } أي ـــــ بإسم ـــــ الله سبحانه و تعالى أبدأ أي عمل كما قال ربنا تبارك و تعالى { و قال اركبوا فيها بسم الله مجراها و مرساها إن ربي لغفور رحيم } [ هود ـــــ 41 ـــــ ] و قد ورد في السُنة النبوية الشريفة [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا نسى أحدكم إسم الله على طعامه فليقل إذا ذكر باسم الله أوله و آخره ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( ع ) عن امرأة ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ..... و أيضا في حديث آخر [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا ولج الرجل بيته فليقل اللهم إني أسألك خير المولج و خير المخرج باسم الله ولجنا و باسم الله خرجنا و على الله ربنا توكلنا ثم يسلم على أهله ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( د طب ) عن أبي مالك الأشعري ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ..... و أيضا [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من كان ذبح أضحيته قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى و من لم يكن ذبح فليذبح باسم الله ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( حم ق ن ه ) عن جندب ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع .....
... { الله } ( سبحانه و تعالى ) و هو الإسم الأشهر لله سبحانه و تعالى و هو الإسم الأعظم و الذي حوى من الأسرار ما لايعرفه البشر و قد ذكر هذا الإسم فى القرآن الكريم { الله } تقريبا 2699 مرة و على سبيل المثال كما في الآيات الآتية { الحمد لله رب العالمين } [ الفاتحة ـــــ 2 ـــــ ] { يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار } [ يوسف ـــــ 39 ـــــ ] { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عمَّا يصفون } [ الأنبياء ـــــ 22 ـــــ ] و هكذا و لفظ الجلالة { الله } هو الإسم الجامع المانع أي الذي جمع كل صفات الله تعالى العُلا و أسمائه المقدسة الحُسنى و لا يوجد احدا أبدا من المخلوقات له هذا الإسم { الله } ( سبحانه و تعالى ) غير { الله } ( سبحانه و تعالى ) إلا ادعاءً جنونيا غير صحيح و لا صالح و في غير محله بل و مكشوفا و مفضوحا مثلما ادعىَ ذلك فرعون موسى عليه الصلاة و السلام حين قال { أنا ربكم الأعلىَ } [ النازعات ـــــ 34 ـــــ ] و النمروذ ملك بابل في زمن سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام الذى حكى عنه ربنا تبارك و تعالى { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذى يحي و يميت قال أنا أحي و أميت قال إبراهيم إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر و الله لا يهدي القوم الظالمين } [ البقرة ـــــ 258 ـــــ ] و أيضا من مُدَّعِين الألوهية المسيح الدجال الذي سيأتي بغرائب بقدرة الله تعالى أيضا حتى ينخدع فيه البشر و يعتقدون أنه الله سبحانه و تعالى من هول ما يرون من معجزات على يده تتم بإذن الله سبحانه و تعالى و الحقيقة أن من يتسمَّى بهذا الإسم الأعظم { الله } سبحانه و تعالى من المخلوقات أو ينسب لنفسه أي فعل أو صفة من خصوصيات هذا الإسم الأعظم فقد كفر ... قال البخاري في هذه الآية الشريفة { و ما قدروا الله حق قدره }[ الزمر ـــــ 67 ـــــ ] [ " حدثنا آدم حدثنا شيبان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد إنا نجد أن الله عز و جل يجعل السماوات على إصبع و الأرضين على إصبع و الشجر على إصبع و الماء و الثرى على إصبع و سائر الخلائق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم { و ما قدروا الله حق قدره و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة } الآية [ الزمر ـــــ 67 ـــــ ] وورد الحديث برواية أخرى [ حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحي بن سعيد حدثنا سفيان حدثنى منصور و سليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال ـــــ جاء يهودى إلى النبى صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد إن الله يمسك السموات على إصبع و الأرضين على إصبع و الجبال على إصبع و الخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك قال فضحك النبى صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه قال { و ما قدروا الله حق قدره } ( حديث صحيح في جامع الترمذي ) و قال الإمام أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح ... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث .... و كل الخلائق فعلا إلا من رحم الله تعالى و عصم لم يقدِّروا { الله } سبحانه و تعالى حق قدره و قد ورد في السُنة النبوية الشريفة أن [ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إسم الله الأعظم في هاتين الآيتين { و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } و فاتحة آل عمران { ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ] ( حديث حسن في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( حم د ت ه ) عن أسماء بنت يزيد ..... تحقيق الألباني حسن في صحيح الجامع .....
{ الرحمن } و هو إسم علم المقصود به الله سبحانه و تعالى و لذلك لا يوجد احدا من البشر أو المخلوقات إسمه { الرحمن } و هو كثير الرحمة كما ورد في القرآن الكريم { إن كل من في السماوات و الأرض إلا آتي الرحمن عبدا } [ مريم ـــــ 93 ـــــ ] و هنا في الأية استثناء جميل يدل على التفرد و هو أن الله سبحانه و تعالى جعل { كل من فى السماوات و الأرض } في جانب و هذا لعموم الجمع و جعل { الرحمن } وحده في جانب آخر لعدم التشابه و التفرد لخصوصية الإلوهية التي استثنى بها { الله } سبحانه و تعالى نفسه العليم الخبير من خلال إسم { الرحمن } فلا يجوز أن يكون هذا الإسم لأحد من المخلوقات لأنه إسم علم لله سبحانه و تعالى و كذا ورد في الحديث [ حدثنا مسدد و أبي بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف قال ـــــ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله أنا الرحمن و هى الرحم شققت لها إسما من إسمي من وصلها وصلته و من قطعها بتته ] صحيح سنن أبي داود ... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ...
{ الرحيم } و هو إسم صفة أي إسم من أسماء الله تعالى و لكنه صفة من صفاته أعطىَ منها للبشر فهناك من البشر من هو ( رحيم ) في طباعه و هناك من يتسمَّىَ بإسم ( رحيم ) عكس كلمة { الله } لا يوجد مخلوق يطلق على نفسه إسم { الله } و لا المجنون نفسه يقول أنه { الله } و مثله كلمة ( الرحمن ) فلاأحد يتسَمَّىَ { الرحمن } أو حتى ( رحمن ) فهذا إسم من أسماء الله تعالى التي لا تجوز إلا له سبحانه و تعالى أمَّا الوضع فيختلف مع كلمة { الرحيم } لأنها صفة مشتركة بين { الله } سبحانه و تعالى و بين البشر مع الفارق الكبير فقد وسعت رحمة الله تبارك و تعالى كل شيء قال الله تعالى { و اكتب لنا في هذه الدنيا حسنة و في الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون و يؤتون الزكاة و الذين هم بآيتنا يؤمنون } [ الأعراف ـــــ 156 ـــــ ] ..... و { الرحيم } هو الذي يرحم عباده في كل لحظة لماذا ؟ لأنه خالقهم و رازقهم و أعلم بشؤونهم و { الرحيم } بإضافة حرفا الألف و اللام أي كثير الرحمة و هى تدل على استمرارية الرحمة المُطلقة منه لطفا بعباده لأنه خبير بما هم فيه و العالم بأحوالهم و المُطلع عليهم في السر و العلن كما قال ربنا سبحانه و تعالى { ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير } [ الملك ـــــ 14 ـــــ ] فربما يؤاخذ الناس أو المجتمع الإنسان أو الشخص الواحد أو مجموعة الأشخاص بالظاهر على فعل فعله أو على منكر أقره أو أي شيء من هذا القبيل و لكن هل يعلم المجتمع ما في ضمير هذا الشخص ؟ بالطبع لا و لكن علام الغيوب ربنا سبحانه و تعالى يعلم نواياه جيدا و ربما رحمه و ربما غفر له و المجتمع غافل لا يدري و لا يعلم شيئا و ربما جهل المجتمع بضمائر الناس و نواياهم يجعله يصب جام غضبه عليهم بلا رحمة و لا شفقة لكن { الله } سبحانه و تعالى { الرحيم } يعلم نوايا و ضمير كل مخلوق و يعلم الظواهر و البواطن و يعلم هل ظاهر الشخص مخالف لباطنه أم لا و لذلك يرحمه و لا يؤاخذه مثل المجتمع بل إن الله تعالى يمهل الظالم كثيرا حتى يتوب و لذلك فقد قال سبحانه و تعالى { الرحمن } { الرحيم }{ و لويؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة و لكن يؤخرهم إلى أجل مُسَمَّىَ فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون } [ النحل ـــــ 61 ـــــ ] فهناك كثير من الناس في المجتمع يخطئون و يحكمون على الناس بالظن بدون تحقق أو دليل ناصع واضح بلا رحمة و لا شفقة و لو تبيَّن لهم الدليل أن من حكموا عليه بلا شفقة و لا رحمة هو في الحقيقة مظلوم بعد أن حكموا عليه تأخذهم العزة بالإثم و لا يرجعون في حكمهم فكيف لهؤلاء أن يرحمون ؟ فالله سبحانه و تعالى هو { الرحيم } الكثير الرحمة و المستمر الرحمة سبحانه و تعالى عمَّا يصفون علوا كبيرا و قد ورد في السُنة النبوية الصحيحة أن [ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن و الإنس و البهائم و الهوام فيها يتعاطفون و بها يتراحمون و بها تعطف الوحوش على ولدها و أخر تسعة و تسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( م ه ) عن أبي هريرة ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ..... و إلى هنا نكون قد انتهينا من تفسير و توضيح آية ( البسملة ) { بسم الله الرحمن الرحيم } ببساطة شديدة و ناقشنا الآراء المختلفة حولها ( في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ) و نسأل الله سبحانه و تعالى أن يتقبل منا صالح أعمالنا و يتجاوز عن سيئاتنا و يجعله في ميزان حسناتنا في الدنيا و الآخرة و ينفع به المسلمين و المسلمات و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



#جمال_الشرقاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة أتتسآئلين
- قصيدة شكوىَ
- اكذوبة التحرش ..... ملف ظاهرة البغاء و المتاجرة بالجنس في ضو ...
- قصيدة شهيد الحب
- أغنية أسف وداع
- أغنية أمنت يا رب بيك
- أغنية لحظة ضعف
- قصيدة ملتهبة
- أغنية أنا ي كل الناس
- قصيدة عايز اقولك
- قصيدة رد الزعيم
- قصيدة أنا يا شجر الدُر
- قصيدة زمن الوهابية
- دويتو ليلة الوداع
- أغنيِّة حسبة خوف
- قصيدة مبارك مات
- أغنية حاجة تانية
- أغنية إسمِك إيه
- أغنية خايف عليك
- التجار و رجال الأعمال المصريين أكبر لصوص في العالم !!!


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمال الشرقاوى - وقفات مع القرآن الكريم ..... الوقفة الأولىَ محاولة تفسير آية { بسم الله الرحمن الرحيم } في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر