أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - الحبل السري: من الماركسية الى الليبرالية














المزيد.....

الحبل السري: من الماركسية الى الليبرالية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1124 - 2005 / 3 / 1 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيد الكثير من الشيوعيين العرب السابقين، الذين كانوا موالين لموسكو وتحولوا الآن الى الليبرالية، عملية اسقاط الدبابات الاميركية لصدام حسين في 9 نيسان 2003، تماما مثلما فعلوا تجاه ما قامت به الدبابات السوفياتية في افغانستان مع نظام حفيظ الله امين في يوم 27 كانون الاول 1979.
اذا تركنا الموافقة الصامتة لحميد مجيد موسى وحزبه الشيوعي العراقي على ما فعله الاميركيون ببغداد ثم اشتراكه في (مجلس الحكم)، فان مؤشرات التأييد لعملية > للديكتاتوريات تكاد تكون معدومة بين المحتفظين بماركسيتهم من الشيوعيين العرب، فيما نجد ذلك التأييد بين المتخلين عنها ليس فقط من اتباع موسكو السابقين بل ايضا ضمن ظواهر ماركسية كانت معادية للشيوعية السوفياتية وتتحول الآن الى مواقع بعيدة عن الماركسية، وهو ما يلاحظ في سوريا خاصة عند حالات فردية موجودة ضمن اطار الحزب المنشق عن الحزب الشيوعي الموالي لموسكو او عند أفراد كانوا ضمن ظواهر (اليسار الجديد).
لم يكن الليبرالي مصطفى النحاس باشا، عندما اقتحمت الدبابات البريطانية قصر عابدين في يوم 4 شباط 1942 من اجل فرضه على الملك فاروق رئيسا للوزراء، في موقع ذهني (تجاه لندن) بعيد عن الآلية التي كان يفكر فيها المرحوم خالد بكداش تجاه موسكو: الاستعانة بالعامل الخارجي إما من اجل تحقيق وقائع سياسية داخلية (بكداش والكثير من الشيوعيين العرب الذين كان وزنهم السياسي الداخلي يعتمد على موسكو وليس على قوتهم الذاتية، أو كانت السلطات المحلية، من اجل ارضاء موسكو او للتوجه اليها، تعطيهم مناصب وتعيينات واحيانا تدخل معهم في تحالفات داخل >، الشيء الذي كان يعطيهم قوة اصطناعية لا يملكون معادلا اجتماعيا لها، وهو ما انطبق على حالة الكثير من الليبراليين المصريين، من خارج حزب الوفد، مثل الاحرار الدستوريين والسعديين) او من اجل عزل الخصوم المحليين واضعافهم كما كان وضع النحاس باشا تجاه الملك والكثير من السياسيين المصريين الذين راهنوا على (المحور) ضد بريطانيا في تلك اللحظة السياسية من عام 1942 عندما كانت دبابات رومل تتقدم شرقا من ليبيا، هذا الوضع الاخير الذي لم يكن زعيم الحزب الشيوعي العراقي (سلام عادل)، بين صيفي 1958 1959، بعيدا عنه تجاه الاستعانة بموسكو ضد خصومه المحليين من القوميين مستثمرا خصومات السوفيات المستجدة مع عبد الناصر في دمشق، وهو ما خذلته فيه موسكو خوفا من توتير الاجواء الدولية مع واشنطن والاقليمية مع الزعيم المصري.
اذا عزلنا حزب الوفد المصري ذي القاعدة الاجتماعية العريضة والذي رغم ذلك لم يرَ مانعا من تلك الاستعانة بالمحتل الاجنبي لفرض وقائع داخلية مصرية ضد خصومه مما شكل بداية سقوطه، فإن الليبراليين المصريين الآخرين والشيوعيين العرب قد اجتمعت عندهم نزعة الاعتماد على الخارج مع ضعف القاعدة الاجتماعية المحلية لهم، ويبدو ان الاولى كانت موازنا او تعويضا عن الثانية، وهو شيء لا يمكن عزله عن حالة الليبراليين العرب المعاصرين، الذين رُفدوا كثيرا من أتباع موسكو السابقين، عندما نجد افتقاد هؤلاء لامتدادات في المجتمعات العربية، بالقياس الى حالة الاسلاميين.
يتلاقى هؤلاء مع السلطات العربية الحاكمة في مواجهتها مع الاسلاميين، ويتلاقون مع (القطب الواحد) للعالم في مواجهته معهم بعد انفكاك التحالف بين الغرب والاسلاميين ضد السوفيات عقب سقوط الاخيرين وانتفاء حاجة الولايات المتحدة لهم، كما كان الامر في افغانستان الثمانينيات، فيما نجد ان بوادر الانشقاق بين الولايات المتحدة والانظمة العربية القائمة، التي بدأت تلوح بعد (11 ايلول) عبر مشاريع مثل <<الشرق الاوسط الكبير>> وما يوحيه من ربط واشنطن لظاهرة الارهاب مع الديكتاتوريات والفساد والنظم التعليمية الثقافية، ستفرض على الليبراليين العرب المعاصرين الاختيار بينهما، كما حصل في العراق او كما فعل سعد الدين ابراهيم ودفعه لذلك الثمن ربما بسبب حاصل استباقه الزمني لتخمر تلك الحالة، اللهم الا اذا استطاعت الانظمة العربية وواشنطن الوصول الى توافق في هذا الاطار، ربما تشكل تجارب البحرين والاردن امثلة عليه، وهذا سيعتمد كثيرا على ما تؤول اليه التجربة الاميركية في العراق.
عاش الليبراليون العرب، في النصف الاول من القرن الماضي، وكذلك الشيوعيون العرب، عبر الاعتماد على مركز دولي توزع بين لندن وموسكو، فيما كانت قوتهم تعتمد على مفاعلات قوة هذا المركز في السياسات المحلية وانعكاساتها على الاخيرة، او على تحالفات وعلاقات قوة فوقية مع السلطات القائمة لم تكن تعكس قوتهم الذاتية في المجتمع: يبدو الآن انه، وبعد تركز الثنائية الدولية في (القطب الواحد) للعالم، فان هناك اتجاها عند الليبراليين العرب المعاصرين، الذين كانت الليبرالية المرفأ الاخير لأشرعة سفن الكثير من الشيوعيين العرب بعد ان استبدلوا شعارات <<الطليعة>> و<<الصراع الطبقي>> ب<<التنوير>> و<<التحديث>>، للاستمرار في ممارسة قواعد اللعبة القديمة لاسلافهم، الذين كانوا موزعين بين موقعي (اليمين الليبرالي) و(اليسار الشيوعي)، وفي هذا الاطار ربما كان منظر بول بريمر، مُدشنا ومتزعما لاجتماعات (مجلس الحكم العراقي) الذي ضم الشيوعي حميد مجيد موسى وليبراليين مثل الباججي والجلبي، يعطي صورة معبرة عن ذلك وما يحويه من مآلات مستقبلية لتلاقيات سياسية، ربما لن تكون محصورة في الحدود العراقية لتشمل العديد من البلدان العربية، حتى ولو لم يكن سيناريو (9 نيسان 2003) هو السيناريو المرجح اميركيا في عواصم عربية اخرى.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الحريري نموذجأ سياسيأ
- النزعة الا لتحاقية
- الثورة اليمينية
- حزب سوري على أبواب مؤتمره
- الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية
- ?هل هنا ك شعب كر د ي في سو ر يا
- حجارة النظام القديم
- مل ء الفر اغ
- من أجل نظرة براغماتية عربية للسياسة
- النظام الرسمي العربي : نهاية مرحلة؟
- الأكراد والمعارضة السورية
- هل سيكون أردوغان نموذجاً أميركياً للعالم الإسلامي؟...
- الطارئون على الديموقراطية واشتراطاتهم
- فساد معنوي في المعارضة السورية
- الشرق الأوسط والاستثناء الديمقراطي
- التفسير التآمري وضعف دور المجتمع السياسي
- أزمة اليسار السّوري - الماركسيون نموذجاً
- ماذا بقي من الماركسية؟
- رأي آخر حيال موضوعات المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري
- من كابول 79 إلى كابول 2002 حقائق جيو سياسية جديدة أضعفت مو ...


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - الحبل السري: من الماركسية الى الليبرالية