أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - حجارة النظام القديم














المزيد.....

حجارة النظام القديم


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 978 - 2004 / 10 / 6 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تولى سبعة من أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي، بعد انهيار موسكو، الرئاسة في الجمهوريات الجديدة التي تولدت عن ذلك الانهيار السوفياتي.
قديماً، قال لينين:" نبني النظام الجديد بأحجار القديم"، وقد طبّق ذلك، رغماً عن معارضة اليساريين المتطرفين في الحزب البلشفي، لما استعان بضباط الجيش القيصري القديم في ظرف الحرب الأهلية عندما كان الجيش الأحمر غضاً وحديث التكوين، ولم يتحرّج عن ذلك أيضاً على صعيد إدارة الدولة السوفياتية الجديدة.
يعني تعيين الدكتور إياد علاوي رئيساً لوزراء العراق الجديد، وهو المنصب الأقوى في الدولة، هزيمة لمدرسة "صُنع الأمم"، التي ظهرت في بعض الأوساط الأكاديمية الأميركية ثم تبناها تيار "المحافظون الجدد" في الإدارة الأميركية الحالية، والذين أتى بعضهم (ريتشارد بيرل، بول وولفوفيتز، وليام كريستول) من التيار التروتسكي، ليتبنوا الآن نوعاً من "الراديكالية اليمنية" التي تذكر جذريتها "التغييرية" ونزعتها إلى "تصدير النماذج" بالكثير من الذي كان موجوداً في نظرية "الثورة الدائمة" عند تروتسكي.
كان من الطبيعي أن يتلاقى أصحاب هذا الاتجاه، المعششين في البنتاغون وفي مكتب ديك تشيني، مع الدكتور أحمد الجلبي، رئيس "لجنة اجتثاث البعث"، ومع الأحزاب الدينية الشيعية والأحزاب القومية الكردية، وهي التي كانت من أكثر المتعرضين لاضطهاد حزب البعث وصدام حسين، إضافة إلى أن ميل هذه الأحزاب لبسط نفوذها على العراق الجديد (وهي التي تمثل قاعدتين اجتماعيتين كانتا إما ضعيفة التمثيل أو معدومته في السلطة السابقة) قد جعلها في موقع التلاقي الطبيعي مع اتجاه "الاجتثاث"، كما أن علاقات المحافظين الجدد الوثيقة مع (الليكود) قد تلاقت مع اتجاهات مثّلها الجلبي، والأحزاب الكردية، لقطع روابط العراق العربية وجعله "عراقوياً" وهو أمر لن يلاقي الانزعاج في طهران.
أتى الدكتور علاوي من حزب البعث، وكان قد أسس حركته، (الوفاق الوطني العراقي)، من خلال كوادر السلطة العراقية البعثية، في الحزب والإدارة والجيش، ليتبنى نظرية "الانقلاب من الداخل" على صدام حسين، بدلاً من "المعارضة الخارجية" عند الجلبي وباقر حكيم وفي الشمال مع البرزاني والطالباني، متلاقياً في ذلك مع "المدرسة الواقعية" في الخارجية الأميركية وفي (C.I.A)، لتجري محاولة أولى لتطبيقها مع (حسين كامل) في صيف 1995، لما أعطت الإدارة الأميركية تصريحات علنية- لجذب أفراد النظام، وتطمين بعض دول المنطقة- بأن التغيير يمكن أن يعتمد على "أفراد النظام" وعلى "الوسط" الذي كان قاعدة النظام، وليس على الجنوب الشيعي والشمال الكردي اللذان تركتهما قوات التحالف لمصيرهما أمام قوات صدام في الشهر التالي لانتهاء حرب 1991.
ما جرى في (9نيسان)، وفي الأشهر الأربعة عشر اللاحقة قبل تعيين علاوي رئيساً للوزراء، كان يمثل انتصاراً للبنتاغون على الاتجاه الآخر في الإدارة الأميركية: لم يستطع الرباعي (الجلبي- حكيم – البرزاني- الطالباني)، الذين كانوا الأقوى في مجلس الحكم العراقي، بالتعاون مع "إدارة الائتلاف" والجيش الأميركي، أن يحكموا ويضبطوا العراق، بعد حل الجيش والأمن العراقيين وبعد اجتثاث البعثيين من الإدارة، وخاصة مع ظهور مقاومة عراقية كان من الواضح مناطقيتها وفئويتها عند الأماكن والفئة (= الطائفة) التي كانت قاعدة النظام العراقي السابق متركزة أساساً فيها، إلا أنها نجحت رغم هذا في جعل العراق مضطرباً ومهتزاً، وخاصة مع بداية تفكك "البيت الشيعي" عبر دخول التيار الصدري في مواجهة الأميركان ولو أن مطالبه من واشنطن لا تتجاوز حدود "النضال المطلبي" الهادف إلى خربطة عملية حصر حصص التيار الشيعي الديني في "المجلس الأعلى" و "الدعوة".
أتى تعيين وزيرٍ للداخلية من السنّة، اتهمه الجلبي بعد ذلك بعزل الضباط الشيعة، ثم تسوية أحداث الفلوجة عبر "لواء الفلوجة"، وصولاً إلى تقليم أميركي لأظافر الجلبي، وانتهاءً بتعيين علاوي- ليعطي مؤشرات على اتجاه أميركي جديد يتجاوز ما قدمه رامسفيلد ومعاونه وولفوفيتز من "سياسات عراقية".
ربما كان ذلك، إذا عزلنا "العوامل العراقية"، آتياً من اتجاه أميركي لتطمين دول الجوار في أنقرة ودمشق وعمان والرياض ومن اتجاهٍ أميركي مستمر للصدام مع طهران وعزلها عن الداخل العراقي الذي يبدو أن امتداداتها إليه لم تقتصر على الأحزاب الدينية الشيعية بل وصلت إلى ليبراليين وعلمانيين مثل الجلبي، إلا أن ذلك يصل بدلالاته ومعانيه ليشير إلى فشل "السياسة التغييرية" للمحافظين الجدد التي أريد من خلالها جعل العراق نموذجاً للمنطقة، أو جعله بوابة لتنفيذها وفقاً لأطر ربما كان "مشروع الشرق الأوسط الكبير" أحد عناوينها الرئيسية.
كان انتصار ستالين (ونظريته عن "الاشتراكية في بلد واحد") على تروتسكي و "ثورته الدائمة"، في عام 1927، مصدراً لارتياح دول الغرب الرأسمالي: ربما كان انتصار الثنائي (باول –تينيت) على رامسفيلد مصدراً لارتياح مماثل في أغلب دول الشرق الأوسط، بما يعنيه ذلك من انزياح هواجس ظلّلت علاقات عرب الجوار العراقي (ومعهم مصر) بواشنطن، ثم لتأتي عملية هزيمة الجلبي أمام الدكتور علاوي كتجسيد عراقي لذلك الانتصار، بكل ما يعنيه الأخير، وهو الآتي من عائلة شيعية مدينية قديمة (بخلاف مناصري الصدر في ضواحي بغداد والنجف الآتين من الريف، ومناصري "الدعوة" "والمجلس الأعلى" الريفيين أو المتوطنين في المدن الصغرى) توزعت انتماءاتها بين البعث والشيوعيين وقبل ذلك أعطت سياسيين ليبراليين في العهد الملكي، والحامل لخلفية علاقات داخلية ربما تجسد "وفاقاً عراقياً"، مع أخرى خارجية تمتد من واشنطن من دون أن تستفز –كما عند الجلبي- الرياض وعمان أو تغضب "بعث دمشق"، ليترافق ذلك مع إدارة ظهرٍ لطهران، وإشارات على نكوص أحلام ربما داعبت تل أبيب، عبر علاقات الجلبي مع منظمة (إيباك) الصهيونية في واشنطن، بإمكانية حدوث (كامب دافيد) جديدة مع بغداد، شبيهة بتلك التي عقدت مع السادات في أيلول من عام 1978.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مل ء الفر اغ
- من أجل نظرة براغماتية عربية للسياسة
- النظام الرسمي العربي : نهاية مرحلة؟
- الأكراد والمعارضة السورية
- هل سيكون أردوغان نموذجاً أميركياً للعالم الإسلامي؟...
- الطارئون على الديموقراطية واشتراطاتهم
- فساد معنوي في المعارضة السورية
- الشرق الأوسط والاستثناء الديمقراطي
- التفسير التآمري وضعف دور المجتمع السياسي
- أزمة اليسار السّوري - الماركسيون نموذجاً
- ماذا بقي من الماركسية؟
- رأي آخر حيال موضوعات المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري
- من كابول 79 إلى كابول 2002 حقائق جيو سياسية جديدة أضعفت مو ...
- ملامح السياسة الأميركية على إيقاع أحادي
- السياسي والجنرال-الترابي والبشير نموذجاً


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - حجارة النظام القديم