أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمد سيد رصاص - الأكراد والمعارضة السورية















المزيد.....

الأكراد والمعارضة السورية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 898 - 2004 / 7 / 18 - 08:25
المحور: القضية الكردية
    


عندما كان الطالباني – البرزاني في شمال العراق , و أوجلان وحزبه الكردي
التركي, حلفاء للسلطة السورية , كانت الأحزاب الكردية السورية ( وهي تتوزع
ولاءاتها بين البرزاني والطالباني ثم بعد 1985 بينهما وبين أوجلان ) في صف
بعيد عن المعارضة السورية , متوزعة بين ( مجلس الشعب ) ومجالس ( الإدارة
المحلية ) مع تنظيرات وسياسات " متوائمة " مع ذلك , فيما كان الأكراد
الداخلين في أحزاب غير كردية بعيدين عن المعارضة لصالح أحزاب موجودة في "
الجبهة " الموالية للسلطة , مثل حزب خالد بكداش الذي وقف معه الأكراد المنضوين
في الحزب الشيوعي السوري ( حوالي 25% من عضوية الحزب آنذاك ) أثناء
انشقاق1972 .
بعد أن سقطت ورقة أكراد تركيا من يد السلطة السورية في خريف 1998 , وبدأت
الولايات المتحدة استعداداتها لغزو العراق , وبالذات بعد ( 11 أيلول ) ,
تغيرت الأمور عند الأحزاب الكردية السورية , التي يلاحظ عليها الاتجاه إلى
معارضة السلطة منذ ذاك , وارتفاع وتيرة مطالباتها السياسية الخاصة
ومحاولتها الاقتراب واللقاء والتنسيق مع أحزاب المعارضة السورية في البرنامج
والمطالب والتحركات والاعتصامات .
لايمكن عزل ذلك عن أربيل والسليمانية , أو عن الوضع الذي أصبح فيه
البرزاني والطالباني لاعبين أساسيين عند واشنطن بعد أن كانا لاعبين بيد طهران
وأنقرة ودمشق , ولا عن الوضع الذي حقق فيه أكراد العراق وزناً في " العراق
الجديد " يفوق حجمهم الديموغرافي .
في السابق كان يغلب الطابع اليساري على أكراد سورية , ولم يكن ذلك مقتصراً
على الشيوعيين منهم بل كان يشمل أحزابهم الكردية الطابع , إلا أن الملاحظ
على هذه الأحزاب , منذ النصف الثاني من السبعينات عندما بدأ المد اليساري
بالتراجع , ميلها إلى تأكيد طابعها القومي على حساب ذلك " اليساري " ,
الشيء الذي ترافق مع ميلان الكفة لصالح هذه الأحزاب الكردية القومية على حساب
الشيوعيين في المدن والبلدات والأحياء ذات التجمعات الكردية , وهو ما تعزز
مع سقوط السوفييت ومع اتجاه البرزاني والطالباني إلى اعتماد التحالف مع "
القطب الواحد " , بعد أن كان الأكراد ( منذ جمهورية مهاباد التي أقامها
ستالين لأكراد إيران في منتصف الأربعينات , وبعد إقامة الملا البرزاني , إثر
سقوطها , في موسكو وصولاً على تحالف ابنه مسعود مع الشيوعيين العراقيين في
جبهة ( جود ) وتبني الطالباني للماركسية مع إنشاء ] الإتحاد الوطني
الكردستاني [ ) من أكثر المستخدمين للماركسية والسوفييت في تحقيق مطالبهم
ومطامحهم السياسية الخاصة .
كما كانت الماركسية والاشتراكية رائجتين في الوسط الكردي السوري فإنه حلت
بدلاً منهما , الآن , مقولة ( الحقوق الثقافية ) مع محاولة ربطها بـ (
الديموقراطية ) , واستبدلت شعبية السوفييت السابقة بأخرى تخص الولايات
المتحدة لتظهر أبعاد ذلك في عملية رفع العلم الأمريكي في اضطرابات القامشلي
الأخيرة من قبل الأكراد وفي مظاهرة الأكراد السوريين أمام السفارة الأمريكية
بالعاصمة السويسرية , تماماً مثلما كان واقع الحال أثناء استقبالات ( جاي
غارنر ) في أربيل والسليمانية المختلفة عن ما حصل في بغداد والبصرة .
لا يمكن عزل كل ما سبق عن عملية التحول التي أصابت الأحزاب الكردية
السورية , باتجاه " اصطفافها " في المعارضة : إذا قارنا الأحزاب الكردية مع
أحزاب وأطر وهيئات المعارضة السورية والتي لم تستطع أن تتجاوز , في فترة ( ما
بعد 10 حزيران 2000 ) , كونها بقايا أحزاب و" نخب مثقفة " لا تجد تواصلاً
مع مجتمع مازال صامتاً عن السياسة , فإننا نجد الأولى ذات جذور اجتماعية
قوية في الوسط الكردي السوري , ويسودها العنصر الشاب والطلابي في صفوفها (
في وضع شبيه بوضع المعارضة السورية في السبعينات بشقيها الإسلامي واليساري
) , كما أنها تملك عنصرا " المال " و " الاتصالات الخارجية " إضافة إلى
البراعة في إتقان العملية الإعلامية , وكلها عناصر مفتقدة عند المعارضة
السورية القائمة .
هذا من جهة , ومن جانب آخر فإننا نجد , حتى عند العناصر الشابة في الأحزاب
الكردية , نسبة عالية من التثقف والمتابعة السياسية , مع تعبئة إيديولوجية
عالية , مرفوقة بأسطرات تاريخية , تربط الحثيين والميديين ومملكة ماري
بالأكراد , من أجل التسويغ الميثولوجي للدعاوى السياسية الراهنة , من دون أن
تهز اقتناعهم بها مسألة السند العلمي التاريخي أو غيره , وهو شيء يلاحظ
على تيودور هرتزل أو على أكاديمية العلوم الصربية في بلغراد التي شكلت سنداً
إيديولوجياً لسلوبودان ميلوسيفيتش وسياساته .
يترافق ذلك مع جرعة براغماتية عالية في فهمهم للسياسة , تجعلهم تدرجيين
وعمليين , مع باطنية في السياسة , ليجتمع ذلك عندهم مع اخفاء ما هو أعلى
الذي لا يظهر إلا في زلات اللسان أو في مصادمات كلامية غاضبة ( نزع كلمة
العربية من اسم الجمهورية العربية السورية + خرائط جديدة...الخ ), لصالح تثبيت
مفاهيم جديدة يريدون انزياح المعارضة السورية نحوها ( الاعتراف بوجود "
مسألة كردية " في سوريا على غرار العراق + " الحقوق الثقافية " للأكراد+
مسألة " مكتومي الجنسية " ...الخ ) , وهو ما نجحوا فيه في السنوات الأخيرة مع
معارضة سورية تنظر إلى السياسة من منظار حقوقي أو من خلال نظرة ثقافية
وليس من خلال ربط المصالح مع المبادئ والسياسات , الشيء الذي يترافق مع عدم
قدرة المعارضة السورية على الارتفاع إلى علو لا تحصر فيه سياسة المعارضة
بزاوية الضدية للسلطة لتكون بمستوى التفكير كرجال دولة ووطن هما أكبر وأوسع
من دائرة ( معارضة – سلطة ), على طراز( حكومة الظل ) في بريطانيا .
ساهمت أحداث ( القامشلي – الحسكة ) في نزع القناع عن هذه التدرجية
والباطنية عند الأحزاب الكردية السورية , والتي كانت أياديها واضحة في تنسيق
وتنظيم تلك الأحداث , حيث كان واضحاً وصولها إلى مربعات أعلى من " الحقوق
الثقافية و " المكتومين " لتقفز إلى خطوط حمر , متمثلة في إنزال (العلم الوطني
) واستبداله بآخر " كردي " وحرق المؤسسات العامة والالتجاء إلى السفارة
الأمريكية في سويسرا طالبين الحماية للأكراد السوريين , هذا إذا لم نتحدث عن
حديث بعضهم عن الخط الممتد بين القامشلي وعفرين بوصفه " كردستان الغربية "
.
من غير المرجح أن تقبل المعارضة السورية بأن تُستخدم , كما فعل الملاّ
البرزاني ( وصولاً إلى ابنه مسعود وجلال طالباني ) مع المعارضة العراقية ,
لما نقلوا لأخيرة من " الحقوق المشروعة للأكراد " إلى " الحكم الذاتي "
انتهاءً " بالفيدرالية " , فيما لم يستطع ذلك عبد الله أوجلان مع الأحزاب
التركية , أو عبد الرحمن قاسملو وخلفائه مع المعارضين الإيرانيين ؟ ثم : هل
يقبل من يطرح " الحقوق الثقافية " للأكراد السوريين بأن تكون سوريا وطناً
نهائياً لأكراد سورية مقابلاً لذلك , ويعترف بالأرض الساكن عليها أرضاً
عربية يحق للجميع التوطن والعمل فيها , بدلاً من التحدث عن " الحزام العربي
" و " أهل الغمر " ] من سكن في محافظة الحسكة بعد أن غمرت أراضيه إثر قيام
سد الفرات [ , وكأن العرب الموجودين في محافظة الحسكة والآتين إليها مثل
مستوطني الضفة الغربية ؟ ...أخيراً : هل يمكن حل موضوع " مكتومي الجنسية "
الذين نزعت جنسيتهم من حكومة الانفصال في محافظة الحسكة , بدون تحقيق ما
سبق , وبدون البحث في مسألة من استوطن في محافظة الحسكة من أكراد تركيا
والعراق ؟ ..
نعم , يمكن بناء وطن يمكن أن يتساوى فيه الجميع , تحت ظل الديموقراطية ,
في الحقوق والواجبات , لا فرق بين عربي وكردي , ومسلم ومسيحي , إلا أن
الطريق إلى ذلك يتم في ظل البيت المشترك وضمنه حصراً , من دون مد اليد إلى
الخارج عبر النوافذ , أو فتح الأبواب والكوات له للولوج إلى
الداخل .



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيكون أردوغان نموذجاً أميركياً للعالم الإسلامي؟...
- الطارئون على الديموقراطية واشتراطاتهم
- فساد معنوي في المعارضة السورية
- الشرق الأوسط والاستثناء الديمقراطي
- التفسير التآمري وضعف دور المجتمع السياسي
- أزمة اليسار السّوري - الماركسيون نموذجاً
- ماذا بقي من الماركسية؟
- رأي آخر حيال موضوعات المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري
- من كابول 79 إلى كابول 2002 حقائق جيو سياسية جديدة أضعفت مو ...
- ملامح السياسة الأميركية على إيقاع أحادي
- السياسي والجنرال-الترابي والبشير نموذجاً


المزيد.....




- رئيس وزراء العراق: ما يحدث في غزة غير مسبوق وانتهاك صارخ لحق ...
- برنامج الغذاء العالمي: 5 ملايين سوداني على بعد خطوة واحدة من ...
- تهديد قضاة لاهاي لمنعهم من اصدار مذكرات اعتقال لقادة -اسرائي ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات جديدة في الضفة
- الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين ...
- -فيتو على الأسرى-.. لهذه الأسباب رفضت إسرائيل مقترح الهدنة
- الرياضة الأكثر شعبية.. الأمم المتحدة تقرر 25 مايو -يوما عالم ...
- الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة
- بدول أوروبية.. اشتباكات واعتقالات مع توسع الاحتجاجات الطلابي ...
- للتعامل مع طالبي اللجوء.. الشرطة الأميركية تستعين بالذكاء ا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمد سيد رصاص - الأكراد والمعارضة السورية