المذيع المصري احمد سعيد

فؤاد حمه خورشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 02:34
المحور: كتابات ساخرة
    

من لا يعرف من السياسيين المخضرمين في العراق هذا الإذاعي الكبير في محطة(صوت العرب). احمد سعيد: صاحب الصوت الجهوري ، الرخيم والملعلع في شتم نظام المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم منذ الأشهر الأولى لثورة 14 تموز(يوليو) وحتى سقوطها في 8 شباط (فبراير)1963. لقد كان لإذاعة صوت العرب ، بشكل عام، والمذيع احمد سعيد بشكل خاص، التأثير الكبير، والفعال، والمباشر في تأليب الرأي العام القومي، والبعثي، وحتى الإخوان المسلمون داخل العراق ضد حكومة العراق الوطنية ، آنذاك، وضد رئيسها المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم، بالذات، والذي كان يصفه، في تعليقاته اليومية، ب (قاسم العراق).
كان احمد سعيد يتلقف أية شاردة أو واردة ، أو خبر من العراق ليصوغ منه تعليقا ليشتم قاسم وحكومته، أو ليؤجج الرأي العام ضده . وفي احد الأيام ، أرسل شاب من مدينة البصرة، وقد ضاقت به الحيل!! ، خبرا ملفقا لأحمد سعيد مفاده (قيام الجماهير العربية المناضلة في مدينة البصرة بمظاهرة عارمة طافت شوارع مدينة البصرة العربية متحدية ارهاب و جلاوزة قاسم العراق وعملائه يقودها المناضل العربي- عباس بيزه- والمناضلة العربية- حسنه ملص-). وكان هذا الخبر يكفي لمذيع مثل احمد سعيد ان يصوغ منه سيناريوها أشبه بمظاهرات ميدان التحرير في مدينة القاهرة هذه الأيام !!
وما أن أذاع احمد سعيد تعليقه حول المظاهرة القومية المزعومة في البصرة من إذاعة صوت العرب، بقيادة المناضلين ! حتى دمعت أعين العراقيين ، في المقاهي والبيوت،من الضحك، لأن المناضل (عباس بيزه) ، لم يكن سوى اكبر قواد في مدينة البصرة معروف عراقيا، وما المناضلة (حسنه ملص) الا أشهر عاهرة فيها آنذاك ، لا تقل عنه شهرة!!!... فلا نضال ولا هم يحزنون.
كان احمد سعيد ، فضلا عن ذلك، مديرا لاذاعة صوت العرب من 1959-1967 ويحضى بدعم وتأييد عبد الناصر، و كانت(صوت العرب) اهم الإذاعات العربية. أعلن احمد سعيد النصر للجيش المصري في حرب 1967 ونقل عبر إذاعة صوت العرب البيانات العسكرية الطنانة الكاذبة عن انتصارات الجيش المصري في كل الجبهات وعن إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية ، في وقت شهدت فيه الجبهات هزيمة الجيش المصري المذهلة في تلك الحرب. وهكذا أطاح به كذبه من تلك الإذاعة.

#فؤاد_حمه_خورشيد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل